أظهرت الحرب الأخيرة علي لبنان أسلوب جديد في الدعاية والإعلام العالمي .. وتحول في التأثير علي المشاهد والمراقب من خلال الصورة المنقولة ..
ووزارة الخارجية الإسرائيلية بقيادة تسيبي لِيفْني.. وزيرة الخارجية الإسرائيلية و القائمة بأعمال رئيس الوزراء .. كان لها صوت عالي في بداية العدوان الإسرائيلي عل لبنان . .. وادعت انها تحارب هي والعالم في صف واحد الإرهاب الدولي . المتمثل في حزب الله و منظمة حماس .. وانها تدعو العالم الي الوقوف معها ..!! ومع مرور الوقت وانقلاب الصورة أختفي صوتها وتوارت .. ولم تظهر إلا بجوار كوندليزا رايس .. عند زيارتها الأخيرة لإسرائيل ( لزوم البروتوكول فقط )
لقد كان للصور والتقارير الإخبارية المباشرة واللحظية .. وأحاديث المراسلين صوت أعلي من كل الأصوات ومن كل المراكز الرسمية في دول الصراع .. حتي ان الأمر وصل الي ان ينفعل رئيس دولة فنزويلا /هوجو شافيز ويعلن سحب سفيره من إسرائيل احتجاجا علي تلك المذابح .. وبالطبع هذا الانفعال .. والتفاعل ناتج من إحساسه بنبض شعبه والشعور بالاستياء العام من السياسة الأمريكية وتجاهلها للأوضاع الإنسانية .. ومساندتها في تباطيء صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ..وخاصة انه له تاريخ ونضال ضد التعنت الأمريكي في سياسة بلاده وفي شؤونها الداخلية والخارجية ..
دائما ما تبقي الصور والذكريات في العقل الباطن للإنسان يسترجعها في لحظات التوافق مع الأحداث لحظيا ودون ان يدري او يقصد .. يراها أمامه كأنها صورة حية …. حتي لو كان قد مر عليها دهرا وزمنا كبيرا .. يراها كأنها تحدث الان .. ومن تلك الصور التي لها توافق مع الأحداث اللبنانية صورة الطفل الشهيد / محمد الدرة .. بين ذراعي والده يحتضنه .. ولا يدري ولا يدرك انه أصيب بطلقات غادرة قتلته !! تلك الصورة باقية في عقول كل من عاصروها ورأوها علي شاشات التليفزيون وهي الصورة التي فجرت الأحاسيس الإنسانية في العالم كله علي اختلاف انتماءاته السياسية والعرقية..