مشروع عالمي تاريخي نتاج أفكار مصرية عاشت بعيدا عن التعقيدات الإدارية والأفكار المتحجرة ودواوين وموظفين الحكومة ولوائحهم التي عفا عليها الزمن ..
أخذوا من مصر اسمها وأخذوا من مصر تاريخها وحضارتها الممتدة سبعة ألاف سنة .. أخذوا من مصر دفيء العائلة والأسرة وتركوا كل أسباب التخلف وراء ظهورهم وتركوا القوانين الوضعية العتيقة والتشريعات العلمية التي لا تقدم ولا تؤخر ومع هذا وضعوا أسم مصر في مركز الحدث .. شاركوا بمكتبة الإسكندرية ووحدات أبحاث بمدن مصرية أخري لاستكمال الأبحاث ..
بعيدا عن مصر نري المصريين دائما يعتزون ويفخرون بما يقدمونه للبشرية من خدمات تنفع الناس وترفع القيمة الإنسانية .. وداخل مصر يصبح الأمر غارق في المحلية المحدودة ومنغمس في التفصيلات التافهة والسلوك الاجتماعي المتنافر بين أصحاب المهنة الواحدة و نري التناقضات والسلبيات الفجة من العلماء ومن المدرسين والأطباء .. أغلبها تكون صراعات علي القيادة والمناصب العليا . هذا ما يظهر علي السطح .. اما الحقيقة فتكون إهمال في أصول و مبادئ المهنة التي يمارسها الطبيب او المدرس ..
هل لنا ان نقارن ونكون منصفين لو تحدثنا عن أطباء مصريين بالخارج وأطباء مصريين بالداخل؟ هل نكون عادلين في المقارنة اذا وضعنا تجربة الدكتور / مجدي يعقوب .. وآخرين في نفس كفة ميزان أطباء مصريين يقومون بعمل جراحات وتشخيصات وهمية لا حاجة للمريض لها بغرض الكسب المادي فقط ! والاتجار بآلام أبناء بلده .. ضربا بكل القيم عرض الحائط ..
هل لنا ان نقارن ونكون منصفين لو قارنا بين علماء مصريين – مثل الدكتور أحمد زويل .. يعملون بالخارج – وبين وزراء مصريين ووكلاء وزارة ومدرسين أقاموا دولة داخل دولة .. أقاموا دولة خاصة بهم .. ميزانيتها تقدر بسبعة مليار جنيه مصري – حصيلة الدروس الخاصة !!
ولكي نبسط الأمور .. دعنا نشرح ونفصل لمن لا يعرفون مكونات أي دولة وما هي مكونات أي دولة ؟ ……… .. الدولة كيان وهيبة و احترام وإلزام وقوة مادية تتحكم بها .. وعناصر بشرية توظفها لخدمة الدولة .. كل ذلك صنعه فئة ضالة من مجتمعنا .. أباحوا واستباحوا العلم للسيطرة علي أكثر من عشرة ملايين طالب في التعليم الأساسي .. وأقاموا مراكز تعليمية خاصة ووظفوا عناصر بشرية تخدم في تلك المراكز .. واذا تعذر وجود تلك المراكز .. استباحوا البيوت
علي مدار الأربع وعشرون ساعة لإعطاء الدروس الخصوصية بعقود إذعان شفوية بينهم وبين الطلبة الذين وضعوا في موقف المضطر …(.واحذروا دعوة المضطر ..)
بعيدا عن هذا الهم وبعيدا عن مصر- التي تعيش فترة اشبه ما تكون بفترة أعادة صياغة للدولة وإعادة ترتيب البيت من الداخل !!- نجح الثنائي المصري في غسل وجه مصر من تراب الفساد امام أجيال جديدة تترقب وتنتظر حياة ومستقبل أفضل ..
انور عصمت السادات