الكلام في السياسة وفي الشئون الاقتصادية والدستورية ثقيل علي القلب وكثيرا من الناس وأغلبهم يفضلون تناول موضوعات أخري في حياتهم اليومية، ينفعلون معها ويبدون آراءهم فيها ويرفضون بعضها ويتفقون في بعضها الآخر.. ولكن ليست الحياة هي كما تحب فقط وكما تهوي نفسك وتستطيبها فقط.. ولكنها خليط من تناول مشاكل حياتية تسبب أرقا ونواحي أخري تسبب فرحا ولكننا ودون تدخل من أحد نجدنا في قلب تلك الأحداث سواء رضينا هذا أو أبينا.
أحداث سياسية محلية وعالمية.. وكلاهما وجهان لعملة واحدة.. عملة الحياة فالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية هي محرك و”موتور” يجر وراءه دول العالم.. افتعال أزمات في مناطق مختلفة من العالم وفرض واقع معين وإحداث أزمات اقتصادية في جهة أخري من العالم بغرض مصلحة أمريكية اقتصادية عليا.. تنشيط خلافات قديمة ـ وقد تكون تاريخية بين دول ـ متجاورة تعيش في سلام الهدف منها تغيير الاهتمام العالمي إلي اتجاه آخر في بقعة أخري من الكرة الأرضية.
كأن اللعبة السياسية أصبحت لعبة الشطرنج.. بها عدد 8 عساكر “بلا فائدة ـ سوي التضحية بهم لأغراض عليا.. وصول طابية أو تحريك فيل أو تهديد حصان”!! 8 عساكر في 8 مواقع بطول رقعة اللعب.. 8 اتجاهات مستقيمة بلا زاويا أو التفاف في الحركة.. والحركة المسموح بها هي خطوة واحدة فقط.. وإلي الأمام بلا أي فكر.. تلك هي المحاور الدولية الاستراتيجية التي تلعب بها أمريكا في منطقة الشرق الأوسط.. بين دول عربية وإسلامية.. ودول فارسية.
إيران مرة.. وسوريا مرة أخري.. والسودان ـ حسب الظروف ـ كل له وقته وميعاده في التحرك.. وفي الظهور علي المسرح الدولي.. وعلي قمة الأحداث.. المهم ألا يتخطي أي من هؤلاء العساكر الدور المحدد له والوقت المسموح له بالتحرك والظهور علي الشاشة.. عندما بدأت القضية الإيرانية تأخذ طريقا.. أو شبه طريق لحل الأزمة النووية.. بالتفاوض.. والالتقاء ـ كان لابد من توجيه النظر إلي العلاقات السورية اللبنانية لماذا لا تتم عودة العلاقات الدبلوماسية بينهم.. سؤال طرحته أمريكا أخيرا.. كان الدور حل علي سوريا الآن.. بعد إيران لتأخذ موقعها علي الساحة.. ولتنتظر السودان قليلا.. سوريا لبنان فلسطين العراق السودان مصر إيران السعودية 8 قطع.. عفوا 8 دول و8 قوميات و8 كيانات اقتصادية هشة.. في نظر أمريكا وراءها الاتحاد الأوروبي.
مرة أخري الكلام في السياسة وجع قلب وتقليب هموم.. واسترجاع أحداث لا يد لنا فيها.. ونقف موقف المتلقي والمستقبل لما يخططون له ونصنع النتائج التي ترضيهم والنتائج المراهن عليها لصالحهم.. صنع الحضارة وصنع المستقبل وصنع اللعبات “كالشطرنج” هي الصفة الوحيدة التي تخرجنا من ظلام اليأس إلي نور الأمل.