16ديسمبر

السياسة في التعليم

فوز الطالبة أسماء أحمد.. برئاسة اتحاد الطلبة بأحدي مدارس الصعيد أغضب وأثار زملائها الذكور وأحدث نوعا من التذمر !!! وعدم الرضي ..وامتنعوا عن التعليم !!!
وضربوا مثالا صارخا وناطقا بجهلهم لأبسط مبادئ ممارسة الحقوق الإنسانية ومبادئ الديمقراطية في مجتمع المدارس وعدم مشاركتهن فيه وعدم الاهتمام بالشأن السياسي كله وعلي كافة المستويات ووصولا الي قلة التمثيل البرلماني لهن في مجلس الشعب ..
والحقيقة ان تلاميذ المدارس في مراحل التعليم الأساسية حالهم صعب .. ويستحقوا الشفقة من كثرة التعديلات والتغيرات التي تنتهجها وزارات التربية والتعليم المتعاقبة منذ عشرات السنين وحتي الآن في المناهج وفي مواد العلوم وفي عدد سنوات الدراسة وفي أسلوب الامتحانات والتقييم.. وكثرة تلك التغيرات تجعلهم غير مبالين وغير مهتمين بالشأن العام و بالحياة كلها .. وقد يحسبهم المراقبون للحياة في مصر.. مغيبون .. وغائبون عن الوعي.
طلاب المدارس في مراحل التعليم الأساسي المختلفة والمتنوعة ينظرون للمستقبل نظرة تشاؤم وخوف .. الخوف الناتج عن الجهل .. وللجهل عشرات الأسباب ..أول تلك الأسباب هو عدم الشعور بالانتماء للحياة التي هم مقبلون عليها . وآخرها قلة المعرفة بالحياة العامة ..

ان تدريس علوم السياسة بالمعني الجديد في الزمن الحالي إنما هو هو لتفتيح مدارك الشباب واستغلال الطاقة الاندفاعية عندهم وتوجيهها الي الصالح العام القومي وفتح نافذة معرفة لهم لممارسة الحقوق الديمقراطية ( رجلا ونساءا ) بالطرق الصحيحة والشرعية والتي تدعم مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان.. (..حيث توجد كيانات ومؤسسات وجمعيات وحركات .. كل لها أهداف وغايات وتنظيمات .. وأسباب لقيامها وتداخلات في القيم والآراء السياسية والاقتصادية و الاجتماعية)

ان العلوم السياسية التي يدرسها الطالب في مراحل التعليم ألان .. سطحية وغير متحركة … كمية من المصطلحات الجديدة – فرضتها الحالة الاقتصادية العالمية، دخلت علي الحياة السياسية في مصر في الفترة الأخيرة .. مثل منظمات حقوق الإنسان ( المرأة /الطفل /المعتقلين / ضحايا الإهمال /الطبي / حقوق السكن / سجناء الرأي / …الخ ) وكلمات وألفاظ جديدة ظهرت علي الحياة الاجتماعية مثل … العمل العام والعمل التطوعي .. ومنظمات المجتمع المدني . وحركات التحرر الفكري وحركات من أجل التغير وجبهات تقدمية .. الي آخره من تلك المسميات لكيانات ظهرت حديثا علي الساحة السياسية في مصر .

الشباب يري الان في وسائل الإعلام المختلفة تظاهرات شبابية في دول أوروبية تنادي بعدم قبول قرارات المنظمات العالمية للتجارة وعدم قبول السياسة الأمريكية في العراق .. وتندد بالعنف في المعتقلات الأمريكية في جوانتنامو وسجون العراق .. وتحتج علي قرارات وقوانين وضعتها دولهم .. وكم من المظاهرات التي وقفت أمام مقر اجتماع الرئيس الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي .. ومنظمة التجارة العالمية .. تندد وتحتج علي القرارت التي يتخذونها ..

اليست تلك الكلمات والمصطلحات جديدة عما يتم تدريسه في المدارس والجامعات .. والتي لا تطرق الي الأوضاع الحالية ..
المعرفة كانت ومازالت هي الدافع وراء تحركات وفكر الشباب .. منهم من يعتنق فكر أاقتصادي ومنهم من يتبني فكر سياسي جديد في نظريته ومنهم من ينادي بفكر اجتماعي تقدمي ..
أراء مختلفة واتجاهات متنوعة ينادي بها الشباب في أوروبا وأمريكا .. تلك التظاهرات التي يقوم الشباب بتنظيمها .. تفرغ الشحنة والطاقة الكامنه لدي الكثيرين منهم .. وقد تصنع من أحدهم بطلا ..
فكرة تطوير التعليم في مصر وربطه بالتطورات العالمية ، خرج بالمشروع الذي ناقشه مجلس الشعب وأقر قيامه وتطبيقه وهو مشروع قانون إنشاء الهيئة القومية للاعتماد وضمان جودة التعليم وتم مناقشة بنود إنشاء تلك المؤسسة القومية بطريقة روتينية ..( مثلها مثل دراسة جدوي مشروع استثماري) وهذا يعكس الفكر التجاري والاستثماري السائد الان في العملية التعليمة في مصر .. بداية من مرحلة ما قبل الحضانة وحتي الحصول علي الدرجات العلمية وبالبنود التقليدية لدراسة الجدوى مثل : رسالة المؤسسة وأهدافها /البرامج التعليمية/التخطيط والتقويم/مصادر التمويل /أعضاء هيئة التدريس /المكتبة… الخ
و لم يتطرق الي إدخال مواد الحياة التفاعلية القائمة الان مثل تدريس ورصد الحياة السياسية /أقتصادية .. والتي ترفع قيم التعليم وتربطه بالمجتمع .. ..

التربية السياسية ضرورة ..ويجب وضعها بالمناهج الدراسية في التعليم الأساسي .. لعلها تخلق كوادر من السياسيين في المستقبل ( رجالا ونساءا ) . لعلها تنجح في ابراز قادة سياسيين ومفكرين .. يرصدون تطور المجتمع ومبدعون ينيرون آفاق المستقبل..
التربية السياسية .. وتدريسها في المدارس قد تخلق أجيال من الشباب له هدف واضح .. في ان يكون عضوا في المجالس التشريعية .. او رئيسا لمنظمة حقوقية . أو وزيرا او حتي رئيسا لمصر . ولعلها تكون بداية لاعتناق بعض الشباب أفكارا تقدمية ..
الخوف والتردد من تكوين جماعات ومنظمات متطرفة داخل المدارس والجامعات تحت مسميات حرية الفكر والديمقراطية لن يمنع انتماء الطلاب لافكار أخري في الخفاء والسر
فلنجعلها واضحة وصريحة .. السماح بدخول الطلاب لاحزاب قومية لممارسة الس
ياسة من الابواب الرئيسية .. وليس من الابواب الخلفية ..

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل

10ديسمبر

لعبة الأمم … لعبة قديمة !ـ

سكون وصمت يغلف وجه الإعلام المصري بعد خطاب الرئيس مبارك في مجلس الشعب .. وكأن الأقلام قد نفذ الحبر منها .. أو ان الأيادي أصبحت ضعيفة جدا ولا تستطيع ان تمسك قلما ! وتكتب وتعلق علي كلمات البقاء الأبدي في الحكم .. التي وردت علي لسان رئيس الدولة ضربا بكل ما هو منطقي و فطري في الحياة وتحد للطبيعة البشرية وللجسد البشري وتأثره بالزمن من ضعف الخلايا ومن ضمور العضلات والتي لا يستثني منها إنسان منذ ان خلق الله السماوات والأرض ومن عليهما .

والسؤال المحير .. هل هناك اتفاق مبرم بين كل الصحفيين والكتاب وأصحاب نظريات الاجتماع علي الا يذكروا رأيهم أو يقولوا رأيا مخالفا ؟؟

هل الشيء الوحيد المسموح به والمباح الكلام عنه هو موضوع الحجاب ؟؟ ان تقول ما تشاء ؟؟
لعبة الأمم … لعبة قديمة و .. كتاب سياسي تاريخي قديم .. ومن كلاسيكيات الكتب السياسية .. والذي يتحدث عن الحرب الباردة .. وما يدور في الخفاء من مؤامرات وحيل .. وقد صدر عام 1970 للكاتب كوبلاند مايلز.. وقد صدر في فترة بداية انتشار الأفكار السياسية الغربية الجديدة ونشر أسرار الحروب والسياسة .. والتربع علي عروش السلطة

وما يحدث الان علي الساحة المصرية السياسية يرجعنا الي تلك الحقبة التاريخية التي عفا عليها الزمن ..

لعبة إحداث وافتعال مواقف وشائعات بغرض تغير الاهتمام عن الواقع .. و بالطبع هي لعبة شطرنج أو لعبة الكراسي الموسيقية أو سمها ما شئت من الألعاب التي تغير وجهات النظر و الاهتمام الي أمور بعيدة عن سيطرة الحكم وأفعاله وتصرفاته التي ..تحكم وتتحكم بأسلوب العقل الأوحد و فكر الفرد مستغلا الإمكانيات الغير محدودة بالدولة التي تحت يدية وأمرته .!

عندما أطلق الرئيس مبارك كلمته ( سوف لن انحني الا لله .. وسأبقي في المسؤولية حتي آخر نفس في صدري )

كلمات أطاحت بكل التوقعات . و التنبؤات التي سهر المفكرون والكتاب السياسيون علي صياغتها وعلي الكتابة فيها .. ظنا منهم انهم يرسمون الخطوط السياسية للبلد .. ونسوا أنهم مازالوا تحت إمرة عائلة حاكمة ..

ورغم هذا دوت بقاعة المجلس الموقر تصفيق حاد وهتافات استحسان لتك التصريحات التي بدت حادة في إلقاءها والتأكيد علي كل حرف فيها .. حتي ان بعض النواب نادي بإعادة إلقاء تلك الكلمات مرة أخري علي نمط إلقاء القصائد والأغاني !
وأغرب ما في تلك الواقعة – من وجهة نظري الشخصية – هو هذا الانفعال المبالغ فيه من النواب المستقلين والمعارضين ونواب الحكومة علي حد سواء .. وكأن هناك اتفاقا وإجماعا علي قبول الواقع ورفض التغيير او التوريث ..وإسقاط نظرية وفرضية تنازله عن الحكم ، وتولية نجله جمال مبارك للسلطة ،عملا بنظرية ( اللي تعرفه … ).

وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. وهكذا قلب مبارك ( الترابيزة ) علي الكل .. وقبل ان يفيق المراقبون ويستوعبون الحدث والواقعة .. والواقع .. أطلق فاروق حسني رأيه في الحجاب ..!! وتغير الاهتمام في لحظة الي قضية الحجاب .. فهل هذا من قبيل الصدفة؟. وهل هذا التسلسل من بديهيات تناول الأحداث الكبيرة التي تمس الشعب ؟ إنها حقا لعبة الأمم مرة أخري ..

عضو مجلس الشعب المستقل

10ديسمبر

فقراء مصر

منذ أكثر من خمسة عشر عاما مضت ، منذ بدأت ظاهرة اندماج الكيانات الاقتصادية الكبيرة مع بعضها . البعض .ظهرت التجمعات العالمية الاقتصادية الكبيرة التي تستطيع ان تغير مسار دول وشعوب .. وتستطيع التحكم في خطوط التنمية التي تنتهجها أي دولة . ويمتد أثرها حتي علي السياسة الخارجية لتلك الدول ..
وكنا سابقا نسمع ونتابع قرارات واجتماعات واحدة من تلك الكيانات الاقتصادية ( منظمة الأوبك) .. تجمع الدول المنتجة للبترول …. ذلك الكيان الاقتصادي العملاق الذي عرفه العالم وذاع صيته وعرف تأثيره بعد حرب أكتوبر 73 .. وعلي أثره وبعد كل لقاء وأجتماع لهم تصعد البورصة وتهبط وتتخذ القرارات .. التي كانت ومازالت توثر عل ميزانية كل مواطن مهما كان مكانه علي الكرة الراضية..
ولم يعد للفقر و لا للفقراء .. مكانا وسط العمالقة ووسط الحيتان ولن يكون لهم ذكرا .. فهم لا يحركون ساكنا ولا يغيرون مسارا ولا يشكلون خطرا .. او حتي استقرارا لشعوبهم لضعف استثماراتهم بين الكبار .. ومحدودية فكرهم وتمسكهم بالقديم والتراث العتيق في التجارة والاقتصاد .. ومتخذين من التاريخ الاقتصادي منهجا ودستورا لهم ودليلا لمستقبل تجارتهم ..
والفقراء الذين اقصدهم هم الشركات والمصانع والبنوك وبيوت الأموال وشركات البرمجيات والمزارع الصغيرة .. وكل منتج محدود التوزيع ..، الفقراء اليوم لهم شكل مخالف عن النمط التقليدي المعروف .. فقراء اليوم هم فقراء العلم والمعرفة .. فقراء العقول .. والمفكرون بنصف عقل ونصف معرفة … هؤلاء هم الفقراء حقا .
ومصر .. كانت ومازالت بعيدة عن هذا الفكر .. وتعيش هذا الفقر بكل إبعاده ..فقر في الاندماج العالمي وفقر في الإنتاج وفقر في العقول .. ومحدودية التطلع الي الغد .. وعدم الانخراط والاندماج في الكيانات الكبيرة ..
ولكن مؤخرا حدث تطور فردي لبعض المؤسسات الاقتصادية في الاندماج الاقتصادي العالي .. وظهرت شركات عالمية عملاقة في مصر – علي يد افراد – وفي بعض دول الخليج ..( الذين يجب ان نعترف بأنهم سبقونا بفكرهم نحو هذا التحول والتغير ..) – والمثال علي ذلك – دولة الأمارات وشركاتها التي كد أن تفوز بعطاء إنشاء وادارة 6 مواني أمريكية .. وتدخلت السياسية الأمريكية لوقف السماح بحدوث هذا التحول ..

ونعود الي مصر والي تلك الطفرة – المتأخرة في هذا الاندماج الاقتصادي العالمي في مجالات الإنشاءات المعمارية .. العملاقة التي بداـ تأخذ مجالها في مصر .. بإنشاء تجمعات سكنية فاخرة جدا .. وبأرقام وميزانيات
تعدت ميزانية دول متوسطة ..واجتذبت الأموال العربية والعالمية المعطلة .. واستثمرتها .. بعيدا عن الحكومة .. وفي سياق العولمة وبالانفتاح الاقتصادي .. وبعيدا عن أساليب الدعم للفقراء .. فلا مكان الان لهؤلاء الفقراء .. سوي ان يكونوا عمالا مؤقتين في مشروعات عالمية ..
المحظوظين والسعداء من الفقراء عم من يستطيعوا ان يخرجوا من حلقة الحصار الاقتصادي بأعمال عقولهم في أساليب وطرق جديدة وابتكار الأعمال الغير نمطية . وقتها سيكون لهم شأن وضرورة
فقراء مصر ومن هم تحت خط الفقر .. ( والتي تشير التقارير العالمية الإحصائية الي انهم في حدود 20% من أجمالي سكتن مصر ) المقياس العالمي لمن هم الفقراء يختلف من منطقة الي أخري .. ولكن الفقر واضح علي الوجوه .. والذنب ليس ذنب هؤلاء البشر وحجهم .. ولكن شركاء هذه الجريمة هم رؤساء الحكومات المتعاقبة علي مدي عشرين عاما مضت بتجاهلهم المشاكل الاقتصادية .. ورفضهم المشاركة في التخطيط ورفضهم الآخر .. كمبدأ ..
بحجة الأمن القومي .. وحجة التأمين الاجتماعي او الأمن الاجتماعي وحماية الشعب !!
تلك الكلمات والحجج آدت بنا الآن الي هذا الفقر والتخلف .. وظلمت الملايين من الشعب المصري في المشاركة في بناء المستقبل وأصبحوا فقراء ..
هل مازال أمامنا وقتا وفرصة لإصلاح هذا الخلل في الفكر الاقتصادي العالمي الجديد ( علينا ) ؟

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المصري المستقل

02ديسمبر

مقدمة العصيان المدني.. إحباط

في التاريخ وفي الزمن الماضي كان يمكن أن يكون هناك عصيان مدني أيام الاحتلال التقليدي القديم (.. الاحتلال بواسطة العسكر وبواسطة السلاح) أما الآن فأنا أشك أن يكون هناك أي نوع من أنواع العصيان المدني بمجتمعنا الحالي وتكويناته، وهذا ليس بسبب رضا الناس العام عن الحياة والحكومة والحكام.. أو اختلافهم حول الحالة الاقتصادية الحالية بين مؤيد ومعارض.

بالطبع لا.. فلا يوجد رضا ولا اختلاف علي أن هناك انخفاضاً في مستوي المعيشة العامة.. ولكن العصيان بمفهومه التقليدي كان يعني توقف مظاهر الحياة بجميع أشكالها في الدولة بالكامل.. وإغلاق المصالح الحكومية العامة، وامتناع الموظفين عن العمل وغلق منافذ الخدمات العامة المدنية.. وامتناع وحجب الصحف.. ووقف أعمال السلطات التنفيذية بالدولة..

كل تلك المظاهر تتم بدون إعلان أو أوامر.. فتعتبر عصياناً مدنياً.. وهذا غير وارد حدوثه لأسباب كثيرة، أولها تشعب وتشابك المصالح الشعبية.. ونمو وارتفاع قيم التيارات الفكرية الإصلاحية والعقائدية.. وكلها تدعو للعمل.. ولكن العصيان (مدنيا كان أو غير مدني) موجود ومتغلغل داخل النفوس وفي الصدور ولا يخرج عنها. وهو نتيجة طبيعية للإحباط الناتج عن انتشار الفقر وتدني مستوي المعيشة العامة .

أنور عصمت السادات
29نوفمبر

الحجاب و العراق

بعيدا عن مشكلة الحجاب – التي أخذت من الوقت أكثر مما تستحق من المناقشات و الحوارات .. وبعيدا عن مشاكل تعديل الدستور و تغيره .. وبعيدا عن الأحزاب ومشاكلها الغير منطقية .. وبعيدا عن الوضع الاقتصادي المصري .. و غلاء السلع الغذائية بشكل وطريقة غير مبررة .. وحيرة رب الأسرة المصري اليومية لتوفير حد أدني لمعيشة أسرته .. فان الوضع السياسي للمنطقة العربية علي وشك الانفجار ، وتغير صورة المنطقة بأسرها ، بل و سوف تشهد المنطقة نوعا من الاهتزاز والحراك وزلزالا في كيانها القومي والإنساني .. وتلك القضية قد يظن البعض انها بعيدة عن الأحوال المعيشية المصرية ولا تتأثر بها .. والحقيقة اننا مغرقون فيه للأذقان .. رضينا هذا أو أبينا!! فاعتمادنا في سياسيتنا واقتصادنا علي أمريكا وعلي ما تجود به علينا من معونات اقتصادية ومساندات سياسية وتخطيط المستقبل الاقتصادي المصري … تجعلنا نضع أيدينا علي قلوبنا للآثار المترتبة علي إعادة توزيع مناطق النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط .. وما هو نصيب مصر منها وما هو موقع مصر ودورها في تلك التغيرات .. وما يحدث الآن علي الساحة المصرية من افتعال أزمات وقضايا بعيدة كل البعد عن المشاكل الحقيقية، قد يكون مقصودا ومرتب له لإبعاد الشعب والقوي الفكرية المصرية عن التفكير في السياسة الأمريكية ودورها المنتظر والغامض علينا بعد الانسحاب من العراق .. والأكثر غموضا من خطاب السيد الرئيس حسني مبارك في مجلس الشعب ..بإعلانه بأنه باق في الحكم حتى النفس الأخير ! ..

ولنعود الي العنوان : ماذا بعد الخروج الأمريكي من العراق ..؟؟

سؤال كان لابد أن يسبقه سؤال أهم .. كيف ستخرج أمريكا من العراق ؟ وكلا السؤالين من الصعب الإجابة عنه نيابة عن أمريكا .. الأيام تمر سريعا والأحداث متلاحقة.. ولابد من نهاية لهذا الموقف الحرج للإدارة الحالية للسياسة الأمريكية قبل تسلم الديمقراطيين السلطة .. وفضح ما خفي علي الشعب الأمريكي ..

أخطأت أمريكا بغزوها للعراق وتسرعت في تنفيذ مخطط فاشل للغزو تحت حلم شرق أوسط جديد .. ونموذج جديد للديمقراطية ! بالطريقة الأمريكية .. وأصبحت فضيحة وبقعة سوداء في سجل التاريخ العسكري الأمريكي بالشرق الأوسط ..

وليس المهم ان الأمريكان لم يستشيروا الدول العربية المجاورة للعراق قبل الغزو .. أو عند الانسحاب .. لأنه تحصيل حاصل .. والرأي العربي ايا كان لم ولن يكون مؤثرا علي القرارات الأمريكية .. لأسباب كلنا نعرفها

والسيناريوهات المقترحة للانسحاب كثيرة .. ولابد من تنفيذ أحداها … ولنكن صادقين مع أنفسنا ونتعامل مع الواقع .. الذي يقول ان هناك 5 سنوات من تاريخ العراق ( وهي دولة عربية وسط أمة عربية .. ) تم محوها وكأنها لم تكن وتوقف التاريخ عند عام 2002 حتي الآن ..) وكلنا يستمتع بالعرض ويعلق علي الفيلم !! ولا يستطيع ان يقدم أو يؤخر عملا لصالحه .. العراق كما هو .. لم يتقدم ولم يتأخر .. والمغامرة الأمريكية بالمزرعة العربية كانت بغرض التدريب علي الصيد .. واختبار وتجربة قدرات أسلحة .. جديدة ..وإعادة ترتب مناطق النفوذ السياسي والاقتصادي .. وكأننا نحن العرب دخانا .. نشكل خطوطا وترسم صورا لأوهامنا علي صفحة سماء صافية فوق أرض بور تعج بالبشر من رجال ونساء وأطفال و سرعان ما تتشتت تلك الأحلام والصور والأوهام مع أول نسمة هواء تهب علينا ..!

فهل يستمر عرض الفيلم الأمريكي 5 سنوات أخري علي حساب دولة عربية أخري بعد العراق استمرارا للتجارب والاختبارات الأمريكية للأسلحة الحديثة والذكية والمايكرو تكنولوجية؟

لقد نفذ المداد من أقلامنا وتجمدت الألسن عن الحراك داخل أفواهنا .حتي الكلمات. مجرد الكلمات والنداءات التي من المفترض ان نتقدم بها امام العالم – لحفظ ماء الوجه- ونطلب التحقيق مع القوات الأمريكية وقادتها امام المحاكم الدولية وإدانتهم .. وطلب تعويض مادي ومعنوي للخطأ الأمريكي .. لا نستطيع ان نتفوه به ..

أصبحت المطالبة بالحقوق ضربا من الخيال .. أمام مجتمع دولي لا يعترف بك كعضو له كيانه أمام أمريكا وأمام العالم … وكيف يكون ذلك الحق في الشكوى من غزو أمريكا للعراق وأنت نفسك لك حقوق مسكوت عنها منذ أكثر 60 عاما مضت .. حين زرعت الصحراء الغربية لبلدك بالألغام أثناء الحرب العالمية الثانية (63 مليون لغم ) ولم تستطع – حتي ألان ان تطالب بالتعويض أو إزالتها .. أو إثبات حق !! عند الايطاليين او الألمان .. وهي جريمة متوافرة الأركان — ومازالت حية وتهدد الحياة في أكثر من ربع مساحة أرضك ؟

عضو مجلس الشعب المستقل
12نوفمبر

كوب نظيف .. يا د. نظيف ! ـ

البنية الأساسية في أي دولة ، لا يقوم بها ، ولا يستطيع أحد ان يتولاها ، الا الدولة … بأجهزتها المختلفة .. فلا يعقل ان تكون هناك جهود ذاتية في هذا المجال ! فهل يعقل ان تكون هناك جمعيات تنادي بتوفير مياه شرب نقية وصحية .؟ وهي تحتاج الي مئات الملايين من الجنيهات لتنفيذ أي مشروع من تلك المشروعات ..

. والجمعيات الخيرية و المؤسسات الأهلية .. محدودة الإمكانيات ولا تستطيع أن تتحمل عبء ومسؤولية توفير شبكات المياه النقية ( مياه الشرب ) جديدة او حديثة الا من خلال خطة قومية .. او من خلال توجه الدولة للتجديد من خلال القروض الدولية والمنح التي تخصص لهذا الغرض من الدول الأجنبية .وما أكثرها وتنوعها واختلاف مصادرها .. وترعاها وزيرة نشطة ( د فايزة ابوالنجا ) وزيرة التعاون الدولي .

واني أتعجب عن هذا التزاوج في المسمي و الاسم ( هيئة مياه الشرب والصرف الصحي ) تزاوج يبعث علي الاشمئزاز .. وخاصة حين نسمع عن تقارير تفيد باختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي .. وما ترتب عليها من تسبب في حالات تسمم وتلوث ..نعم هما متكاملان من حيث المنبع ومن حيث المصب و الاستخدام .. ولكن بالطبع هناك اختلاف شاسع وواضح في تقنيات ومواصفات هذا المنبع الذي يأخذ منه الناس والعامة والشعب ماء ليرتوي به ويشرب .. وهو حق من الحقوق الإنسانية لا اختلاف عليه .

اما الصرف فله طرقه واستخدامه وتقنياته المخالفة للشرب تماما .. وبالطبع لا يعقل ان يعاد معالجة مياه الصرف لتكون مياه شرب ..! وان حدث بالفعل هذا .. فهو غير مقبول مهما كانت هناك مبررات لذلك .. حتى نضع الوظيفتين في هيئة واحدة ومسني واحد ! ورئيس واحد ومعاملة إدارية واحدة وقد تكون ميزانية واحدة للإنشاءات والتطوير و الاستخدام !

هل لك ان تتخيل ان موظفا حكوميا يتعامل مع المأكولات والمشروبات .. ويرتدي الملابس النظيفة المعقمة البيضاء ويقوم بتقديم كوب ماء وطبق أكل ..لمواطن .. ثم يقوم بعد ذلك نفس الموظف بالإشراف والتعامل مع الصرف الصحي ومشاكله ؟؟ !!

التواكل .. وعدم التطوير في تجديد الشبكات وفي أسلوب معالجة المياه وفي عدم وجود رصد حقيقي للحالة الفنية والاستخدام لمياه الشرب تسبب في كل تلك الكوارث ..وتلك كارثة الجهل العام والجهل الشعبي بأسس ومواصفات الوظائف التي تقوم بتداول موضوعات تخص العامة .. وتخص الشعب كله .. بلا استثناء .. وأكرر لفظ الجهل الشعبي النابع من السلوك الاجتماعي المتخلف في تناول إدارة واحدة من أهم المراكز المتعلقة بصحة الإنسان المصري …

والأزمة الأخيرة التي حدثت بقري الدلتا ومحافظة المنصورة من حالات وفاة نتيجة تلوث مياه الشرب .. فضحت وكشفت القصور الفكري قبل القصور الإداري ونقص الإمكانيات .. التي دائما ما يركن إليها كل مسئول عند حدوث الكوارث… كان لابد ان يعقبها اقالــــــة الجهاز بكامله .. إما عقابا ، وإما أحلاله ببديل .. للإصلاح الفوري .. اعترافا بخطأ وقع .. وتهاون حدث في قضية حياة وموت وكرامة ..

واني أنادي بضرورة إعادة هيكلة هذا الجهاز او تلك الهيئة ..وإعادة الكيان الوظيفي كله ووضع إدارة جديدة لكافة أقسام وقطاعات هذه الهيئة .. بعد تلك المصيبة التي حدثت

عضو مجلس الشعب المصري المستقل

30أكتوبر

العمل "السري" صناعة رسمية تبدأ من المدرسة

فوز الطالبة أسماء أحمد.. برئاسة اتحاد الطلبة بإحدي مدارس الصعيد أغضب وأثار زملائها الذكور وأحدث نوعا من التذمر !!! وعدم الرضي ..وامتنعوا عن التعليم !!!

وضربوا مثالا صارخا وناطقا بجهلهم لأبسط مبادئ ممارسة الحقوق الإنسانية ومبادئ الديمقراطية في مجتمع المدارس وعدم مشاركتهن فيه وعدم الاهتمام بالشأن السياسي كله وعلي كافة المستويات ووصولا الي قلة التمثيل البرلماني لهن في مجلس الشعب ..

والحقيقة ان تلاميذ المدارس في مراحل التعليم الأساسية حالهم صعب .. ويستحقوا الشفقة من كثرة التعديلات والتغيرات التي تنتهجها وزارات التربية والتعليم المتعاقبة منذ عشرات السنين وحتي الآن في المناهج وفي مواد العلوم وفي عدد سنوات الدراسة وفي أسلوب الامتحانات والتقييم.. وكثرة تلك التغيرات تجعلهم غير مبالين وغير مهتمين بالشأن العام و بالحياة كلها .. وقد يحسبهم المراقبون للحياة في مصر.. مغيبين .. وغائبين عن الوعي.

طلاب المدارس في مراحل التعليم الأساسي المختلفة والمتنوعة ينظرون للمستقبل نظرة تشاؤم وخوف .. الخوف الناتج عن الجهل .. وللجهل عشرات الأسباب ..أول تلك الأسباب هو عدم الشعور بالانتماء للحياة التي هم مقبلون عليها . وآخرها قلة المعرفة بالحياة العامة ..

ان تدريس علوم السياسة بالمعني الجديد في الزمن الحالي إنما هو لتفتيح مدارك الشباب واستغلال الطاقة الاندفاعية عندهم وتوجيهها الي الصالح العام القومي وفتح نافذة معرفة لهم لممارسة الحقوق الديمقراطية ( رجلا ونساء) بالطرق الصحيحة والشرعية والتي تدعم مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان.. (..حيث توجد كيانات ومؤسسات وجمعيات وحركات .. كل له أهداف وغايات وتنظيمات .. وأسباب لقيامها وتداخلات في القيم والآراء السياسية والاقتصادية و الاجتماعية)

ان العلوم السياسية التي يدرسها الطالب في مراحل التعليم الان .. سطحية وغير متحركة … كمية من المصطلحات الجديدة – فرضتها الحالة الاقتصادية العالمية، دخلت علي الحياة السياسية في مصر في الفترة الأخيرة .. مثل منظمات حقوق الإنسان ( المرأة /الطفل /المعتقلين / ضحايا الإهمال /الطبي / حقوق السكن / سجناء الرأي / …الخ ) وكلمات وألفاظ جديدة ظهرت علي الحياة الاجتماعية مثل … العمل العام والعمل التطوعي .. ومنظمات المجتمع المدني . وحركات التحرر الفكري وحركات من أجل التغير وجبهات تقدمية .. الي آخره من تلك المسميات لكيانات ظهرت حديثا علي الساحة السياسية في مصر .

الشباب يري الان في وسائل الإعلام المختلفة تظاهرات شبابية في دول أوروبية تنادي بعدم قبول قرارات المنظمات العالمية للتجارة وعدم قبول السياسة الأمريكية في العراق .. وتندد بالعنف في المعتقلات الأمريكية في جوانتنامو وسجون العراق .. وتحتج علي قرارات وقوانين وضعتها دولهم .. وكم من مظاهرات وقفت أمام مقر اجتماع الرئيس الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي .. ومنظمة التجارة العالمية .. تندد وتحتج علي القرارت التي يتخذونها ..

اليست تلك الكلمات والمصطلحات جديدة عما يتم تدريسه في المدارس والجامعات .. والتي لا تطرق الي الأوضاع الحالية ..

المعرفة كانت ومازالت هي الدافع وراء تحركات وفكر الشباب .. منهم من يعتنق فكرا أاقتصاديا ومنهم من يتبني فكرا سياسيا جديدا في نظريته ومنهم من ينادي بفكر اجتماعي تقدمي ..

أراء مختلفة واتجاهات متنوعة ينادي بها الشباب في أوروبا وأمريكا .. تلك التظاهرات التي يقوم الشباب بتنظيمها .. تفرغ الشحنة والطاقة الكامنه لدي الكثيرين منهم .. وقد تصنع من أحدهم بطلا ..

فكرة تطوير التعليم في مصر وربطه بالتطورات العالمية ، خرج بالمشروع الذي ناقشه مجلس الشعب وأقر قيامه وتطبيقه وهو مشروع قانون إنشاء الهيئة القومية للاعتماد وضمان جودة التعليم وتم مناقشة بنود إنشاء تلك المؤسسة القومية بطريقة روتينية ..( مثلها مثل دراسة جدوي مشروع استثماري) وهذا يعكس الفكر التجاري والاستثماري السائد الان في العملية التعليمة في مصر .. بداية من مرحلة ما قبل الحضانة وحتي الحصول علي الدرجات العلمية وبالبنود التقليدية لدراسة الجدوى مثل : رسالة المؤسسة وأهدافها /البرامج التعليمية/التخطيط والتقويم/مصادر التمويل /أعضاء هيئة التدريس /المكتبة… الخ

و لم يتطرق الي إدخال مواد الحياة التفاعلية القائمة الان مثل تدريس ورصد الحياة السياسية /أقتصادية .. والتي ترفع قيم التعليم وتربطه بالمجتمع .. ..

التربية السياسية ضرورة ..ويجب وضعها بالمناهج الدراسية في التعليم الأساسي .. لعلها تخلق كوادر من السياسيين في المستقبل ( رجالا ونساءا ) . لعلها تنجح في ابراز قادة سياسيين ومفكرين .. يرصدون تطور المجتمع ومبدعون ينيرون آفاق المستقبل..

التربية السياسية .. وتدريسها في المدارس قد تخلق أجيالا من الشباب له هدف واضح .. في ان يكون عضوا في المجالس التشريعية .. او رئيسا لمنظمة حقوقية . أو وزيرا او حتي رئيسا لمصر . ولعلها تكون بداية لاعتناق بعض الشباب لأفكار تقدمية ..

الخوف والتردد من تكوين جماعات ومنظمات متطرفة داخل المدارس والجامعات تحت مسميات حرية الفكر والديمقراطية لن يمنع انتماء الطلاب لافكار أخري في الخفاء والسر

فلنجعلها واضحة وصريحة .. السماح بدخول الطلاب لاحزاب قومية لممارسة السياسة من الابواب الرئيسية .. وليس من الابواب الخلفية ..

عضو مجلس الشعب المستقل

12أكتوبر

إعادة قراءة الأحداث التاريخية.. فطرة إنسانية

ميز الله الإنسان علي كافة مخلوقاته بالعقل والتفكير.. واختصه بعقل وذاكرة.. تعي وتستوعب التاريخ بأحداثه وبكل تفاصيله.. وإعمال العقل في المقارنات.. وتطابق الأحداث الراهنة مع التاريخية.. لاستنتاج منهج حياة يرضي الله سبحانه وتعالي ــ عنها وعن أصحابها وينير لها الطريق الصحيح والمستقيم لرفع شأن الإنسان والإنسانية علي الأرض. وحياة الأمم والشعوب وتاريخها تسير في موجات متلاحقة.. ما بين ارتفاع وانخفاض.. وما بين موجة عاتية جبارة تأخذ وقتها وتنتهي وتنكسر علي الشاطئ وتصير زبدا ورغوا تتطاير مع الهواء.. وموجة صغيرة ومنخفضة.. تكاد لا تصل إلي الشاطئ وتتلاشي قبل وصولها. وأكثر الأحداث جدلا وصخبا.. تلك الأحداث التي تغير مسار وتاريخ أمة وشعب.. وقد كانت الحروب والمعارك العسكرية الأكثر تأثيرا علي إعادة تشكيل الدول سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ومعركة عين جالوت التي وقعت احداثها يوم الجمعة 25 رمضان سنة 658 هـ 6 سبتمبر 1260م بين التتار وجيش مصر بقيادة قطز.. من تلك المعارك والحروب التي غيرت وجه الدولة الإسلامية في ذلك الوقت حتي عهود ليست بالبعيدة. ولنا في تلك المعركة والمواجهة عبر ودروس مازلنا ونحن الان في عام 2006 نسترجعها ونستشف منها نقاط القوة والضعف.. بل إننا تعدينا ذلك إلي التحليل النفسي لأبطال تلك الملحمة التاريخية.. ونتمادي ونستفيض في البحث إلي حد اننا قد نتهم أياً من هؤلاء القادة التاريخيين في تصرفاتهم وسلوكهم في المعركة وبعدها!! وكتاب التاريخ والمؤرخون يكتبون ويحللون ويدرسون دقائق الأحداث.. وقد يكون لخيالهم مكان وسط الاحداث الفعلية!! ومرورا بالتاريخ الإنساني للدولة المصرية منذ عام 1260 وحتي 1973. منذ معركة عين جالوت وحتي حرب أكتوبر 73.. لم نجد أحداثاً تستحق ان يقال انها غيرت تاريخ شعب وأمة مثل حرب اكتوبر 73.. وحرب 1973 شأنها شأن معركة عين جالوت.. كتب فيها كل من عاصرها ومن لم يعاصرها.. ودرستها جميع الجهات البحثية العسكرية والمدنية ــ علي حد سواء ـ وعلي المستوي العالمي.. والمحلي.. ومنحت الجامعات والمراكز البحثية الدرجات العلمية للباحثين تقديرا لجهودهم في ابحاثهم. وان اختلفوا مع نظرائهم ــ الأحياء والأموات ــ علي الادوار المؤثرة علي تلك الحرب بالايجاب أو السلب ولكننا لم نر أو نسمع ان يتم محاكمة شخص ــ ايا كان انتماؤه أو عقيدته ــ علي رأيه في أحداث اغتيال مضي عليها أكثر من 25 عاما.. وأغلقت القضية وعوقب مرتكبوها. ان توارد الأفكار واسترجاع أحداث تاريخية ومحاولة قراءتها مرة أخري هي من الطبائع الإنسانية والطبيعة الفطرية.. التي فطر الله الإنسان عليها تلك الطبيعة تظهر حية وواضحة لهؤلاء الذين لهم ادراك حسي عال ومسئولية تاريخية أمام الناس.. ومحبة متبادلة مع العامة ومع طوائف الشعب تجعلهم ينطقون بما في عقول هؤلاء البسطاء ويترجمون ما يدور في خلدهم وأفكارهم إلي كلمات قد لا تتفق مع الآخرين وثوابتهم وتتعارض مع حقائق وواقع.. نعلم جيدا انها حقيقة وواقع تاريخي (حادث المنصة) ونعلم كافة الملابسات والعواقب التي صاحبتها.. تلك الحالة وضحت جلية في موضوع النائب/ طلعت السادات.. وتحيله إلي محاكمة عسكرية لسماع أقواله وشهادته في واقعة تاريخية بكافة زواياها وماترتب عليها من محاكمات للمتسببين فيها فهل تلك الأطروحة والفكرة التي طرحها في مجمل أقواله علي إحدي الفضائيات تستدعي كل تلك الجلبة؟.. ولو كان الامر هكذا.. فلماذا لا نحاسب اصحاب الفتاوي الدينية التي تطرح كل ساعة علي البرامج الفضائية وليس لها سند من القرآن ولا من السنة الشريفة؟ وتؤثر تأثيرا مباشرا في حياة الناس بل احيانا علي الاقتصاد المصري كله.. حين يتكلمون عن فوائد البنوك؟؟ ايهما أحق وأولي ان نهتم به؟ موضوع تاريخي مر عليه 25 عاماً؟ أم موضوعات تمس كل بيت وكل مؤسسة اقتصادية الآن؟ نحن الان نمر بمنعطف تاريخي هام وخطير في التحول من الاقتصاد الموجه إلي الاقتصاد الحر ومن السياسة المنفردة إلي السياسة المرتبطة بالديمقراطية.. والمشاركة الشعبية فيها من خلال الاحزاب والكيانات السياسية وجماعات الضغط الاجتماعية والمجتمع المدني.. تلك الفترة تحتاج منا إلي الكثير من سعة الصدر واتساع الأفق والصبر وسماع كافة الآراء والافكار.. مهما كانت درجة تشعبها وخروجها عن المألوف والثابت في قوانين السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع.. فهذا يخلق رأيا حرا مستنيرا.

06أكتوبر

. سلاح الفقراء ..!! القوة النووية المصرية

بمجرد ان أعلنت مصر أنها تفكر .. مجرد تفكير.. في استخدام تكنولوجيا الاستخدام السلمي للطاقة النووية .. بغرض رفع معدل التنمية .. انبرت إسرائيل في ردود فعل متباينة ..!!
فقد علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه لا يمكن ان يكون البرنامج النووي المصري مشابها لإيران …0.وإنها ( أي اشرائيل ) تطور السلاح الجرثومي و البيولوجي استعداد لحرب باردة مع مصر في
ان في تعليق رئيس الوزراء الإسرائيلي علي البرنامج النووي المصري كثيرا من التهكم . والسخرية وكثيرا من الأسئلة التي تطرح نفسها بنفسها ..سلاح الفقراء … جملة تحتاج الي كثيرا من التوقف .. وكثيرا من التأمل ..وهل الفقراء يحتاجون الي سلاح ؟ .. وأي سلاح يسألوا ويطلبوا ؟ اذا كانوا فقراء .. فمن أين يكون السلاح .. ؟
وتقول منظمة الصحة العالمية في أحد تقريرها ان السلاح البيولوجي أرخص وأسرع الأسلحة تأثيرا وانتشارا
ولكن الدول العظمي تطلق الكلمات والأوصاف دون أن يكون لها مدلول فعلي .. او تجارب حقيقية … باستثناء حالة الاستخدام المحدودة التي اتهم فيها صدام حسين .. ومازال يحاكم
الحرب الجرثومية والحرب البكتيرية والحرب الكيماوية .. هي سلاح الفقراء .. ؟؟ نعم .. قد تكون مقولة صحيحة … ولكن أليس هذا السلاح يحتاج الي أبحاث والي ميزانيات هائلة ..وتقدم تكنولوجي ومعامل علي مستوي عال .. والا انقلب الأمر علي صانعيه !! بالدمار والتلوث الأزلي !! فكيف بالدول الفقيرة ان تهتم بالسلاح الكيماوي والبكتيري والجرثومي .. ومن اين لها الإمكانيات التي تتيح لها إنتاج وسائل نقلة وقذفه ؟!!
إسرائيل لديها كل وسائل إنتاج و تطور هذا السلاح .. ومستمرة ولن تقف عند حد .. ويدفعها الي هذا .. الخوف وعدم ألامان الذي تعيشه وسط العرب .. وأمريكا تبدع وتبتكر أنواع من هذا الوباء ..كل الدول ألكبري تصنع وتتطور هذا السلاح لمصلحتها العليا …. والفقراء في انتظار ما تجود به أيادي الكرماء من هؤلاء الأغنياء ..في صورة منحة او عطية او مشروع مشترك .. بعيدا عن ان تكون مالكة للسلاح !
تطوعت إسرائيل اختياريا للدفاع عن نية مصر الدخول في البرنامج النووي في الاستخدام السلمي وقالت علي لسان رئيس وزراءها /اولمرت (إن البرنامج النووي المصري سيكون مختلفًا تمامًا عن البرنامج النووي الإيراني حيث سيكون الأول لإنتاج الطاقة).. وتعكس تصريحات أولمرت (حالة من الرضا والاطمئنان عن البرنامج النووي المصري وهو ما يؤكد أن إسرائيل ربما تكون على علم بتفاصيل هذا المشروع أو شريكا فيه أو لديها من الضمانات الأمنية ما يؤكد أن المشروع المنتظر سيكون تحت السيطرة الاسرائيلية….؟!)
هذا كان من ضمن التعليقات التي وردت كردود فعل لإعلان مصر نيتها .. مجرد نيتها – الدخول في برامج استخدام سلمي للطاقة النووية ..
إجهاض أي حلم او مشروع قومي يكون عن طريق التشكيك في النوايا الوطنية بإدخال أطراف متشابكة المصالح في المشروع قبل ان يبدأ ..

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل

26سبتمبر

كل رجال الرئيس الحزب الوطني .. ونكران الماضي!!

كل رجال الرئيس الان لم يعايشوا الماضي ولم يعاصروا التحولات السياسية التي مرت بها مصر وأثرت علي الحياة السياسية ومستقبلها … كل رجال الرئيس .. محركي السياسية من خلال الحزب الوطني الديمقراطي – اطلعوا علي التاريخ المصري السياسي من خلال الكتب ومن خلال القنوات الرئاسية المعلوماتية … كل رجال الحزب الديمقراطي الجديد في فكره ومستقبله.. لا يحملون ولاء ..ولا حب.. و لا انتماء.. ولا عواطف إنسانية تجعلهم يربطوا الماضي بالحاضر في نظرة ولمحة وفاء لمؤسس الحزب الأول وباعث الروح للحياة الديمقراطية المصرية منذ أكثر من 25 عاما مضت بطرحه فكرة المنابر .. ثم الأحزاب .. فالحزب الوطني الديمقراطي …
كل رجال الحزب الوطني الديمقراطي الجديد وفكره ومستقبله ..ينتظرون ويعدون الأيام حتي يتسلموا التركة السياسية وينفذوا أفكارهم ويضعوها موضع التنفيذ ..
كل رجال الرئيس .. كل رجال الحزب الوطني الديمقراطي لا يعرفون ان :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .. هكذ قالها أمير الشعراء أحمد شوقي .

وأخلاق القرية كلمة قالها أنور السادات عندما نسي او تناسي من حوله الأصول والأعراف والتقاليد .. في أدب الحوار وعرض الموضوعات ..في زمن التحول السياسي والاقتصادي في نهاية السبعينات من القرن الماضي ..
والان … الحزب الوطني الديمقراطي المصري يعقد ومؤتمره السنوي الرابع .. !!!
هذا العنوان و تلك الكلمات تطرح سؤال هام ..هل هذا الحزب تم إنشاءه من أربعة سنوات فقط ؟ .. هل هذا الكيان العملاق الأوحد .. وصاحب كافة الامتيازات والسلطات- خلافا عن أي كيان سياسي آخر في مصر- عمره الآن أربعة سنوات فقط ..؟
هل هو الحزب الوطني ذو الفكر الجديد .. جديد ؟ و حديث ؟ برجاله ونسائه وشبابه .. وقد انهي أكثر من عشرين عاما من العمل الحزبي .؟؟ . منذ انشأ الزعيم الراحل أنور السادات هذا الحزب ..
أكثر من عشرون عاما مضت تم تجاهلها ووضعها في سلة مهملات التاريخ .. وغطي عليها وأسدل عليها ستائر النسيان تنكرا لها .. لانها كانت فاشلة ولم تجلب لمصر سوي مزيدا من الفقر والإحباط .. . كلمات كان لا بد لي ان قولها لانها تتزاحم مع خلجات القلب وفكر العقل في حال البلد .. كلما تكلمنا او استعرضنا الأحوال المصرية خلال حقبة من التاريخ .. حقبة وفترة تاريخية سوف يذكرها .. ولا بد له ان يذكرها .. فترة تهميش وتميع القضايا القومية والاقتصادية في مصر ..
عام مضي وعام مر علي إعادة انتخاب رئيس الجمهورية وبرنامجه الانتخابي .. الذي سخرت له طاقات الدولة كلها .. لإحياء نهضة مفقودة وبعث اقتصاد متهالك من مقبرة الفوضى .. وأتمنى ان ينجح .. فأي نجاح هو بالقطع نجاح لدرءا الفقر عن أسرة مصرية .. وفتح باب عمل لشاب مصري ..وليس المهم من هو باعث هذا الاقتصاد … فالتاريخ له تصنيفاته ومنطقه في الزعماء ..
365 يوما … مرت علي وعد الرئيس في برنامجه الانتخابي و تقوم الدولة بكافة إمكانيتها وامكانتها لرصد نجاح الحزب الوطني … ولم يتطرق أحد من القائمين علي متابعة نجاحات الحزب في توصيف فترة 7500 يوما مرت منذ إنشاء الحزب الوطني وحتي بداية تلك المرحلة الاخيرة .. مرحلة الفكر الجديد ..
ريادة مصر .. كانت في استباقها في الفكر والتجربة .. وكانت الدول العربية تستلهم من مصر فكرها وتجاربها السياسية والاقتصادية .. وتنقلها كما هي الي بلادها .. حبا في مصر .. وقناعة بأنها الأفضل ..والأجدر ان تطبق في بلاد عربية تجمعها لغة وعقيدة وأماني وأحلام واحدة … ماذا قدم الحزب الوطني خلال أكثر من عشرون عاما مضت .. أكثر من 7500 يوما أشرقت فيها الشمس علي تراب مصر .. أصبحنا تابعين وذيولا لأموال وثروات عربية .. ونحن نملك أضعاف أضعاف نلك الثروات .. علي الأرض التي تشرق عليها الشمس .. ولا نري تلك الثروات لضعف نظرنا !! وغلق عقولنا .. بأقوال الاستسلام التي يطلقها من لا عقل لهم ولا نظر .. !!
المصري فرعون .. في اصله .. فرعون في معيشته .. فرعون في سطوته .. يخشاه العالم كله .. أحفاد أحفاد رمسيس الثاني .. وأحفاد النبي يوسف .. بعدله وحكمته .. وهو قد يكون من الفراعنة العادلون المصريون
اين نحن من هذا .. ؟؟ في خمسة وعشرون عاما مضت .. رحل الشباب المصري للعمل بالدول العربية .. ورضي بالكفالة .. وفقد الأهلية .. بحثا عن عمل ومأوي ومستقبل .. ورضي بهذا .. اين كان الكيان السياسي المصري الذي يحمي الشباب من هذا .. أين كان الحزب الوطني الديمقراطي بخططه الطموحة للتشغيل والتوظيف وإقامة مشروعات عملاقة تستوعب هؤلاء الفراعنة الصغار .. وتستوعب معهم اشقائهم من الدول العربية .. يأخذون منهم الخبرة والصبر والجلد والقدرة علي انجاز المشروعات ؟؟
انني ادعوا الي الاصلاح الفوري قبل فوات الاوان ..و بداية الإصلاح .. هو الاعتراف .. الاعتراف بالخطأ في حق جيل كامل تم دفنه في هموم .. وحروب لا ناقة له فيها ولا جمل .. جيل ولد وتربي وعاش في ظل هذا الحزب … و بداية الإصلاح الاعتراف بالكيانات السياسية الاخري الموجودة علي الساحة المصرية .. دعوتهم للمشاركة الفعالة في وضع السياسة المستقبلية لمصر .. وليس بدعوة مشاركين من الدول العربية والأجنبية ..ليس لهم علاقة مباشرة بالعمل السياسي المصري والرؤيا المستقبلية لها .. هل المؤتمر يعقد بغرض الاستعراض .. ؟ واذا كان بغرض الاستعراض و إظهار القوة المهيمنة له علي باقي الأحزاب .. فهو في النهاية سيظهر ضعف وسقوطا لمبادئ المشاركة الفعالة وتكرارا لموضوع تعديل المادة 76 من
الدستور .. وموضوع القضاة …انني أنادي بالإصلاح الفوري لما قد يكون سقط سهوا !!
بداية الإصلاح … الاعتراف بالأخطاء … كل رجال الرئيس … كل رجال الحزب الوطني الديمقراطي الشباب منهم .. لابد ان يردوا الفضل لأصحابه .. ويعترفوا بالجميل . لمن سبقوهم في العمل السياسي .. ومن الأولي والأفضل رد الجميل لمؤسس الحزب الأول .. أنور السادات … ووضع اسمه في المكان اللائق علي أوراق الحزب ووضع صورته وفي قاعة الحزب الرئيسية عرفانا بالرموز الوطنية …
ومن بدايات الإصلاح وضع مبدأ .. المشاركة .. والاعتراف بالرأي الآخر.. تجنبا لفشل التعديل والإصلاح. عندما يكون التاريخ الوطني لدولة ما قد اتي عليها بالهوان والضعف والخزي والعار … فلا بد لها ان تنساه وتتنكر له .. وتطمسه وتخفيه .. اما نحن فلنا تاريخ نفخر به ونعتز به وقبل كل ذلك فهو تاريخ شهداء وأبطال .. اشاد به الغريب قبل القريب.. لحرب 73 وما قبلها وما بعدها … فهل حفظ كل رجال الحزب الوطني الديمقراطي تلك الذكري ؟
الأماني والأحلام التي عرضت في المؤتمر الرابع … هي أماني وأحلام كل عاقل وكل وطني مصري وكل رجال مصر .. ليتها تتحقق …ليت الأصول تعود … كل الرجال في مصر ينظرون وينتظرون .. المستقبل .

أنور عصمت السادات