شيء يفرح أن أيام افتتاح معهد جمهوري أمريكي للديمقراطية بالقاهرة بجوار أخيه وشقيقه المعهد الديمقراطي الأمريكي أيضا موضوع يبعث علي الضحك والسخرية في نفس الوقت.. افتتاح معهدين في نفس التوقيت لغرض واحد وموضوع واحد هو تعليم ونشر التعاليم الديمقراطية في مصر.. ونشر الفكر الديمقراطي طبعا بالمفهوم الأمريكي ـ بين الشعب المصري وبين الشباب والمثقفين وحتي بين طبقات الشعب المختلفة الفقيرة والغنية.. علي حد سواء وغير المتعلمة.
ممكن أيضا ويكون هذا هو الموضوع المقرر للتندر والضحك مع أفلام الصيف القادمة من “لخمة راس” إلي “ظاظا رئيس جمهورية” إلي آخره من أفلام مضحكة سوف تعرضها دور السينما والمنتجعات والنوادي علي امتداد جمهورية مصر العربية طوال الثلاثة الشهور القادمة.. وسوف تحقق دخلا بالملايين وتحقق نشر أفكار هادفة أو غير هادفة.
بين ملايين من الشباب والأطفال فكر غير موجه… وليس له اتجاه أو أهداف سياسية أو اجتماعية أو حتي اقتصادية اللهم دخل للمنتجين والممثلين وأصحاب دور العرض.
ووسط ما نمر به من محن ومشاكل وقضايا كلها تصب في اتجاه واحد وهي مشكلة التنمية ورفع الفقر عن الطبقات المعدمة من طبقات الشعب المصري الذي استهلك من كثرة الشعارات.
يتفتق ذهن الأمريكان عن اتجاه جديد يخرج به من حالة الملل من ترديد شعارات محاربة الإرهاب القضاء علي بؤر التطرف في الدول الإسلامية والدول النامية.
ليظهر ببدعة جديدة عن فكر الديمقراطية في تلك المعاهد الديمقراطية في القاهرة عدد 2 معهد ديمقراطي أمريكي بالقاهرة. يقوم بتدريس الحياة الديمقراطية لمن لا يفهمون الديمقراطية إلي جانب وجبة غذاء أو عشاء في أحد أفخم الفنادق أثناء إلقاء محاضرات الديمقراطية إنها فرصة لكل من لا يجد وسيلة لدخول تلك الفنادق وتناول وجبة ذات الخمسة نجوم بالمجان.
كل ما عليك فقط هو إعطاء أذنيك وطرطقتها باتجاه المحاضر. أما عقلك مش مهم يكون في هذا الاتجاه فليكن باتجاه اليوم التالي أين ستكون محاضرة المعهد الثاني غدا؟!
لو أنني من صناع القرار والفكر الأمريكي واحد المسئولين عن نشر الأفكار الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة ومصر بصفة خاصة.. لقمت بإنتاج عدد من الأفلام الكوميدية بدلا من إنشاء معاهد تعليمية ديمقراطية دمها تقيل.
علي الأقل تلك الأفلام سوف تبقي في ذاكرة السينما أما المعاهد وفي أحسن الأحوال سوف تدخل مكتب التنسيق لدخول الكليات والمعاهد بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة.. في الصيف. ولن يدخله إلا أصحاب المجاميع المتدنية والذين لم يجدوا وسط المحترمين من أصحاب المجاميع العالية.
صيف ساخن جدا سوف تشهده القاهرة هذا العام من أفلام ضحك ومسرحيات ديمقراطية وإجازة صيف طويلة لعدد 2 سلطة السلطة التشريعية الممثلة في مجلسي الشعب والشوري والسلطة القضائية بعد طول كفاح علي صفحات الجرائد.