مصريون منذ عهد أحمس حتي عهد مبارك.. شكلا وموضوعا.. دما وعرقا.. حضارة ومعاصرة. أهل النوبة جري عليهم ما جري علي كثير من طوائف الشعب المصري.. من تهميش لكيانهم المتفرد ولأصولهم المصرية الضاربة بجذورها في حضارة مصر. لكن مشاكلهم كلها يمكن حلها بكلمة واحدة من رأس الدولة. كلمة السر تكمن في الاستثمار.. مع مشاركة متزنة من أهل الأرض الأصليين.
هكذا ببساطة ولكن هذا ليس كل شيء. المال والاستثمار ليس كل شيء لهم ولا يمثل قيمة تذكر للمصريين الشرفاء. وأهل النوبة لهم قضية وهي العودة.. هذا حقهم.. طالما كان نزوحهم وتركهم لأراضيهم وبيوتهم بطلب من الدولة لصالح الكل والعامة ولم يترددوا لحظة في ترك الأرض .
انتظروا وانتظروا.. حتي بنيت لهم قري جديدة و خصصوا لهم أرضا. وتناوبت المشروعات الإسكانية لهم. ومرت السنون وراء السنين وتوالت الأعوام ما بين انشغال الدولة بحروب عسكرية وبحروب اقتصادية وإشغالات حضارية كثيرة (وليتها كانت ناجحة!!)
ونسوا أو تناسوا تلك القضية.. إلي أن كان ظهور الكيانات الجديدة من مؤسسات المجتمع المدني العالمية التي تمول من الدول الغنية بغرض فتح القضايا الحقوقية التي لم تحل. وكانت قضية أهل النوبة قضية ساخنة وجاهزة لأي مقتنص فرصة للظهور الشخصي وتبني قضية لها وقع عند الغرب.. وقد كان المؤتمر الأخير الذي عقد في فنادق ٥ نجوم… وأهل النوبة- كما يقولون لا يجدون القوت الأساسي.. ومن صفات أهل النوبة، الطيبة المتناهية مع الإخلاص الشديد والأمانة الخالصة. فلقد نسوا القضية وتكلموا في الفنادق الخمس نجوم التي عقد فيها المؤتمر!! وكيف يصرف فيها أكثر من٤٠٠ ألف جنيه!!
وهو مبلغ كان كفيلا برفع جزء من المعاناة «هم يضحك وهم يبكي».. مع بساطة تلك القضية مقارنة بما أمامنا من قضايا وطنية أخري كبيرة إلا أنها تثير تساؤلات كثيرة حول أسلوب إدارة الأزمات المحلية من قبل الدولة. قضية عمرها ثلاثة أجيال- علي الأقل- لم ولن تنسي.. وفي الزيارة الأخيرة للرئيس مبارك وعد بحلها… والأيام قادمة… ومسلسل آخر من مسلسلات التليفزيون المصري.. يعرض.. هل نقتل حب الانتماء في المصريين بالتجاهل والاستهتار؟!… لا أعتقد .
عضو مجلس الشعب المستقل