06مايو

فلسطين مرة ثانية و مرة ثالثة و ومرة رابعة.. في العراق … نري نار الفتنة تشتعل في أنفسنا ، وفي داخلنا نحن كعرب .. نقسم أنفسنا الي فئات وشيع وأحزاب .. والكل يكره الكل.. ويقيم حاجزا وجدارا ليمنع الآخر من الاتصال به ومن العبث بحرية الآخر.. وأمريكا تحتل العراق بمشاركة من عدد آخر من الدول.. حتى ولو كان رمزيا.
فرح ومولد وسوق في قلب بغداد يباع فيه كل شيء من السلاح الي الفتن والمؤامرات .. الي ترويج الأفكار الغريبة وتفسير الدين والعقيدة طبقا لرؤيتهم ! والكل يدعي انه هو الاقوي والأصلح لحكم البلد … والكل يدعي انه يقيم حدود الله علي أرضه .. والكل نصب نفسه حاكما ومنفذا.. وكأننا عشقنا هذا النوع من المشاكل … ونحن نردد قول الله عز وجل..
بسم الله الرحمن الرحيم (والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما ) ..
لقد عشقنا العذاب وأصبح عشقا وغراما .. ونستعذب نار جهنم لتطهرنا من الفتن ومن الآثام.. لم تكفينا فلسطين ومشكلتها التي دخلت عامها الستون…لنتعذب بها ومعها ستون عاما من الجدل والكلام والحروب والمؤامرات .. والهدم والتخريب وسفك الدماء.. والخاسر الوحيد هو طرف واحد من المشكلة وهم العرب… حتي بعد حرب 73 .. فرحنا قليلا، ولم تستمر الضحكة والبسمة علي الوجوه العربية طويلا.. فسرعان ما تم تنفيذ مخطط محكم من الغرب وأمريكا لمحو تلك القوة الصاعدة وإزالتها من علي خريطة التواجد الآدمي من علي سطح الكرة الأرضية … وقالوا : ( لقد هددونا نحن بسلاح البترول و بوقود وأكسير الحياة و الحركة ) وتم التنفيذ الفوري .. فهبط سعر البترول من 40 دولارا في عام 73 الي أقل من 18 دولار في غضون أعوام قليلة ..
وتم خلق قضايا حدودية إقليمية بين الدول العربية وجيرانها.. العراق وإيران ( أغسطس 1980). وانتهت بتمثيلية هزلية عام 1988 … وبعده بعامين أعطيت الإشارة للعراق لاحتلال الكويت !!
هكذا تفككت عوامل الاتحاد والقوة كلها التي ظهرت عام 73 … ورجعنا الي عصر الخرافات والحريم وحكايات الف ليلة وليلة .. رجعنا عرب كما رسمونا بكتبهم وقصصهم..و لم نأخذ العبرة من تسلسل الأحداث … وتداعيت المواقف والأخذ بالأسباب … بل خلقنا بأنفسنا قضية جديدة … تتفق مع متطلبات القرن الواحد والعشرون .. والقرن الذي يليه … العراق… وأمريكا ( نفس الفيلم الذي شاهده كل العرب مئات المرات… ومازالوا يشاهدونه … ويتوقعون في كل مرة ان تتغير النهاية !!! وهو فيلم مسجل علي شريط !!!)
يخرج علينا السيد نور المالكي ( وليس المالكي بتاع الألبان والمهلبية .. والبليلة في القاهرة ! ) في تصريح خطير وهام ويقف امام وكالات الأنباء العالمية وأمام كل العالم . . ليقول ان الأمور مسيطر عليها في العراق وان الأمور مستتبة وانه مسيطر علي الوضع الأمني !!! وفي نفس يوم التصريح تنفجر السيارات الملغمة ويموت من يموت… ! ويبرر السيد المالكي هذا بان الإرهابيين قد أفلسوا ولم يعد أمامهم سوي تفخيخ السيارات … كلام ( يفرس !!! )
قيادات هشة ضعيفة .. لم تقرأ تاريخا ولم تستوعب دروسا .. ولا تتذكر حتي الأفلام التي تشاهدها .. ودائما تنسي نهايتها … فهم ينامون وينعسون أثناء مشاهدتهم هذه الأفلام!

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل
عضو لجنة العلاقات الخارجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.