ليست الصورة سوداء كلها .. ولكن بها بعض البقع البيضاء .. تلك النقط والبقع التي تكسر حدة السواد في الصورة وتجعلها مقبولة الشكل .. ولا نمل من ورؤيتها ومشاهدتها ، بل والعيش معها وبها ..
الحياة المصرية … سياسية كانت أو اقتصادية أو حتي فنية سينمائية وقصصية .. ليست سوداء ولا يجب ان تكون هكذا .. والا فلما العيش اذا ..؟ وما الداعي لاستمرار الحياة ؟ اذا كانت الصورة الحياتية سوداء علي الإطلاق .. ؟
أقول هذا وأكتبه في جريدة الدستور اليومية .. وأصر علي العنوان .. ( بعض من التفاؤل ) لأنني لن أسير في ركاب المعارضة للمعارضة .. وهي ليست حرفة .. أو هكذا أعتبر من يحترف النقد للنقد ذاته – سرعان ما ينتهي، وينسي ، ويبقي الأمل دائما هو المستقبل .. وجريدة الدستور جريدة معارضة .. وكل من يكتب فيها – من المفروض انه معارض – وضد النظام وضد الفساد وضد الحكومة .. وضد مجتمع الصفوة من المحتكرين وضد الأفلام السينمائية الهابطة .. وضد الأغنية الشعبية الرديئة .. وضد.. وضد… وضد .. الي آخره .!!ذا كان هذا هو الحال ..فأين اذا تلك البقع البيضاء ؟؟؟ وسط هذا السواد
هي بالقطع ليست نقط بيضاء ولكنها بقع منتشرة علي أطراف الصورة .. وقد تبتعد عن مركز الصورة .. وتحقق الاتزان اللوني لها .
مصر – مليون كيلومتر مربع – مساحة ، و حوالي 80 مليون نفس بشرية –تعدادا – مصر تاريخ وجغرافيا
وتربية قومية وحساب وفيزيا .. وكيميا .. وأكتب ، وقول ، ما تشاء فيها وعنها .. ولن ينتهي الكلام ابدا ..
أكتب عن عمال في مصانع يعملون فيها بإخلاص وجد ، رغم انتهاء العمر الافتراضي لها .. ولا يملوا ويعملون ليل نهار وردية وراء وردية ونوبة عمل بعد نوبة.. وينتظرون ، الآمل ، في تحقيق الحياة الأفضل علي يد مخططين اقتصاديين .. وطنيون .. يعرفوا قيمة العمل والاله .. ويعرفون كيف يديرون اقتصاد دولة بحجم مصر .. وثقل مصر الاقتصادي .. هناك أمل ينتظره هؤلاء العمال ..
وأمل في صحراء مصر.؟.. و الموضوع ليس في الرمال والصحراء .. ولكن ما تحت تلك الرمال !… ولن أكون مبالغا اذا قلت هناك المئات من مغارات علي بابا تحوي كنوزا وذهب وفضة وياقوت … وبترول !! .
الأمل ، موجود وقوي … و كثافة اللون الأبيض والبقع البيضاء اكبر بكثير من كثافة اللون الأسود ..
والأمل موجود وكبير في الحياة الاقضل..
واحات مصر .. نقط مضيئة وسط الصحراء المصرية .. وبها هذا الأمل المنشود .. وبها تاريخ وتربية قومية وجغرافيا وفيزيا وكيميا.. ومدرسة متكاملة بمواد حديثة وبالعربي .. وكم من الآمال المصرية أمام أعيننا وقد لا نراها !!
أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل