نفســـي …أنا في داخلي رئيس جمهورية وفي عقلي رئيس وزراء .. ولن يستطيع أحد أن ينزع مني هذا اللقب وهذا الشرف.. مهما كان حجمه وقوته .. املك وأحكم وأدير .. وأنفذ أحكامي وقراراتي.. وأتحمل كل ما هو صواب وكل ما هو خطأ..
حقي كبشر ان أحلم .. مجرد الحلم في ساعات قليلة استقطعها من وقتي .. ادعي فيها أنني رئيس علي نفسي .. وعلي بيتي .. وعلي أولادي وعلي من أكفلهم .. حق كفلته لي الطبيعة البشرية وكلفني به الله حتي أصون بناء المجتمع ..
اليس هذا هو الدستور الذي يتحدثون عنه .. في أول بنوده وفي أهم مواده .. تعظيم قيمة الإنسان ورفعها .. واحترامها وصيانة بناء المجتمع ..
نضع دستورا كل فترة زمنية نعبر فيه عن أحلامنا وعن رأينا في مجتمعنا وعن قانون يحكمنا ويكون لنا عهدا وميثاقا نرتضيه جميعا .. ونتفق علي بنوده .. بعيدا عن المصالح الشخصية وبعيدا عن المكاسب الفردية وبعيدا عن التفرقة بيننا علي أساس الدين أو الجنس أو اللون .. واعتمادا علي الكفاءة في كل من يتولي العمل العام والقيام علي تنفيذ بنود هذا الدستور ..
وانني أشعر بالقوة في داخلي .. وتلك القوة هي التي تدفعني أن أستمر في الحياة و أن أحمي نفسي من كل تلك البدع والخزعبلات التي تطلقها دول الغرب وأمريكا تحت أسماء الديمقراطية والحرية الفكرية .. وحرية التعبير .. وتحمل خلفها أغراضا خبيثة .. تلك القوة التي في داخلي هي تقاليدي وأعرافي التي تربي عليها أبائي وأجدادي.. والتي أطمع أن يكون عليها ابنائي .. ليكونوا بحق أحفاد الفراعنة الذين سبقوا الدنيا بحكمتهم وعلمهم .. والذين نفخر بأنهم بناة الأهرام – معجزة العلوم والبناء منذ أكثر من خمسة آلاف عاما.. مصريون ..