03يونيو
الكلمة هي سر الحياة وسر الوجود.. وهي مفتاح الإنسانية والتاريخ الإنساني وهي التي ترفع وتعز الإنسان ..وهي التي تحييه وتقتله .. وهي السر الإلهي الأعظم… لذ فقد كرم الله الإنسان في كلمة ..ووضعها علي لسان أنبيائه ورسله .. … موسي..) كليم الله (عليه السلام … عيسي ) كلمة الله..(. ..عليه السلام .. محمد.. ( صلي الله عليه وسلم).. رسول الله ونبيه والذي نزل عليه الوحي بأول كلمة في القرآن الكريم ( أقرأ ) .

هي الكلمة إذا … وهي المفتاح ..الذي تبني الحضارة الإنسانية بها وعليها .. تنشأ الحضارة الإنسانية في شكل إصدارات الكتب .. وفي نشر الأفكار .. وفي رفع كلمة الحق .. وفي شرح كلمة طيبة .. ترفع الإنسان من مجرد جسد .. الي روح وفكر .. والي صاحب قيم و مبادئ .. وأخلاق .. تبني الدول وتزدهر وتقوي بوضع دستور دولة في كلمات .. وتسلك به السبل والطرق بكلمات في برنامج عمل .. يكرم الإنسان ويعتلي المناصب بشهادات وكلمات تمنح له و في الكلمات معاني تقوي الدول بها وتنهض بحبها لتراثها وترفع قيم الجمال وتظهر عظمة تاريخها .. تلك كانت مقدمة لابد منها عندما نتكلم عن الثقافة المصرية .. الثقافة المصرية .. هي روح وتاريخ .. وفكر أنساني متجدد وفكر بشري متواصل منذ الفراعنة وحثي اليوم .. في شكل فكرة الحياة والموت والخلود في المعتقدات والديانات التي اعتنقها الفراعنة المصريين والتي جعلته يبني أهراما تظل شامخة ومطلة وشاهدة علي تتابع الحضارة الإنسانية في العالم القديم وحتي اليوم .. مرورا ببناء الأديرة والكنائس وحتي تشيد المساجد.. و بناء القصور و القلاع الحربية …التي تعبر عن روح وفكر وإبداع مرحلة تاريخية عاشتها مصر في حب الجمال المتمثل في التشيد والبناء .. كأن يبني قصرا تجري من تحته الأنهار علي ربوة عالية أو بيت بفناء رحب يستضيف فيه الشيوخ من أعلام ورموز الفكر المعاصر للمرحلة التي يعيشها .. ينفعل معها ويعطي لها من اراءة وفكره… هكذا كانت مصر هي واجهة الحضارة ومركز الفكر وصاحبة بناء الحضارة الإنسانية العالمية .. الثقافة المصرية الان وفي هذا الزمن تعتبر امتداد لهذا الفكر .. ومتمثلة الان في وزارة لها من الأهداف ومن حمل الأمانة التاريخية ما يجعلها تتحمل في سبيله اللغط والنقد الذي ينشره الفاشلين والحاقدين والمنتفعين … ان مرور أكثر من 300 عاما من الإهمال لآثارنا وتاريخنا تجعلنا نقف لنحاسب أنفسنا قبل ان نحاسب التاريخ .. ونكباته علي مصر .. من احتلال .. وتخلف وجهل ومرض .. وحكم متذبذب ومتردد في إعادة مجد وحضارة دولة .. نحاسب أنفسنا ونحاسب من تولي منا مناصب القيادة العليا في الثقافة …وتعاقب الوزراء عليها .. الي ان وصلت الي السيد الوزير /فاروق حسني .. (الفنان) الذي ظهر بريقه في السنوات الأخيرة .. وبخاصة عند افتتاح وتطوير قصر محمد على باشا الكبير بمنطقة شبرا الخيمة في ديسمبر 2005 .. والذي يعد مشروع قومي تم انجازه بالفعل ويعتبر نقلة حضارية ونموذج لكيفية إدارة المشروعات الكبرى والخوض فيها بلا خوف او تردد .. وأيضا تحديه ومثابرته لإنشاء أكبر متحف أثار في العالم و الجاري إنشاءه حاليا ..وما يحتاجه من تمويل ضخم .. وفي نفس الوقت يعمل علي تطوير منطقة القاهرة الفاطمية.. وإعادة رسم طرقها وأسلوب المعيشة فيها لتتناسب مع فكر المتاحف المفتوحة علي الواقع .. وكذلك عمله علي تطوير منطقة الفسطاط … و تطوير هيئة الكتاب .. و دعم الثقافة الجماهيرية والفنون التشكيلية .. كل تلك المشروعات تواجه صعوبات قلة الموارد المالية و التي قد تعجز الرجال وتحبط أفكارهم وطموحاتهم ..الا ان الصبر والمثابرة والشعور بالمسؤولية التاريخية .. من السمات والصفات التي يحملها السيد /فاروق حسني ويتحمل عبء ومسئوليات منصبه كوزير ..والتي وضحت بعد حادث محرقة قصر ثقافة بني سويف .. وتقديم استقالته ..والتي رفضها الرئيس حسني مبارك حفاظا علي تلك القيمة الموجودة في هذا الشخص .. الوزير ..
وبصفتي نائب مستقل .. وليس من طبعي التملق لأشخاص في الحكومة .. ولكني أقف أمام ظاهرة وطنية مصرية اسمها فاروق حسني .

أنور عصمت السادات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.