02ديسمبر

في التاريخ وفي الزمن الماضي كان يمكن أن يكون هناك عصيان مدني أيام الاحتلال التقليدي القديم (.. الاحتلال بواسطة العسكر وبواسطة السلاح) أما الآن فأنا أشك أن يكون هناك أي نوع من أنواع العصيان المدني بمجتمعنا الحالي وتكويناته، وهذا ليس بسبب رضا الناس العام عن الحياة والحكومة والحكام.. أو اختلافهم حول الحالة الاقتصادية الحالية بين مؤيد ومعارض.

بالطبع لا.. فلا يوجد رضا ولا اختلاف علي أن هناك انخفاضاً في مستوي المعيشة العامة.. ولكن العصيان بمفهومه التقليدي كان يعني توقف مظاهر الحياة بجميع أشكالها في الدولة بالكامل.. وإغلاق المصالح الحكومية العامة، وامتناع الموظفين عن العمل وغلق منافذ الخدمات العامة المدنية.. وامتناع وحجب الصحف.. ووقف أعمال السلطات التنفيذية بالدولة..

كل تلك المظاهر تتم بدون إعلان أو أوامر.. فتعتبر عصياناً مدنياً.. وهذا غير وارد حدوثه لأسباب كثيرة، أولها تشعب وتشابك المصالح الشعبية.. ونمو وارتفاع قيم التيارات الفكرية الإصلاحية والعقائدية.. وكلها تدعو للعمل.. ولكن العصيان (مدنيا كان أو غير مدني) موجود ومتغلغل داخل النفوس وفي الصدور ولا يخرج عنها. وهو نتيجة طبيعية للإحباط الناتج عن انتشار الفقر وتدني مستوي المعيشة العامة .

أنور عصمت السادات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.