10ديسمبر

سكون وصمت يغلف وجه الإعلام المصري بعد خطاب الرئيس مبارك في مجلس الشعب .. وكأن الأقلام قد نفذ الحبر منها .. أو ان الأيادي أصبحت ضعيفة جدا ولا تستطيع ان تمسك قلما ! وتكتب وتعلق علي كلمات البقاء الأبدي في الحكم .. التي وردت علي لسان رئيس الدولة ضربا بكل ما هو منطقي و فطري في الحياة وتحد للطبيعة البشرية وللجسد البشري وتأثره بالزمن من ضعف الخلايا ومن ضمور العضلات والتي لا يستثني منها إنسان منذ ان خلق الله السماوات والأرض ومن عليهما .

والسؤال المحير .. هل هناك اتفاق مبرم بين كل الصحفيين والكتاب وأصحاب نظريات الاجتماع علي الا يذكروا رأيهم أو يقولوا رأيا مخالفا ؟؟

هل الشيء الوحيد المسموح به والمباح الكلام عنه هو موضوع الحجاب ؟؟ ان تقول ما تشاء ؟؟
لعبة الأمم … لعبة قديمة و .. كتاب سياسي تاريخي قديم .. ومن كلاسيكيات الكتب السياسية .. والذي يتحدث عن الحرب الباردة .. وما يدور في الخفاء من مؤامرات وحيل .. وقد صدر عام 1970 للكاتب كوبلاند مايلز.. وقد صدر في فترة بداية انتشار الأفكار السياسية الغربية الجديدة ونشر أسرار الحروب والسياسة .. والتربع علي عروش السلطة

وما يحدث الان علي الساحة المصرية السياسية يرجعنا الي تلك الحقبة التاريخية التي عفا عليها الزمن ..

لعبة إحداث وافتعال مواقف وشائعات بغرض تغير الاهتمام عن الواقع .. و بالطبع هي لعبة شطرنج أو لعبة الكراسي الموسيقية أو سمها ما شئت من الألعاب التي تغير وجهات النظر و الاهتمام الي أمور بعيدة عن سيطرة الحكم وأفعاله وتصرفاته التي ..تحكم وتتحكم بأسلوب العقل الأوحد و فكر الفرد مستغلا الإمكانيات الغير محدودة بالدولة التي تحت يدية وأمرته .!

عندما أطلق الرئيس مبارك كلمته ( سوف لن انحني الا لله .. وسأبقي في المسؤولية حتي آخر نفس في صدري )

كلمات أطاحت بكل التوقعات . و التنبؤات التي سهر المفكرون والكتاب السياسيون علي صياغتها وعلي الكتابة فيها .. ظنا منهم انهم يرسمون الخطوط السياسية للبلد .. ونسوا أنهم مازالوا تحت إمرة عائلة حاكمة ..

ورغم هذا دوت بقاعة المجلس الموقر تصفيق حاد وهتافات استحسان لتك التصريحات التي بدت حادة في إلقاءها والتأكيد علي كل حرف فيها .. حتي ان بعض النواب نادي بإعادة إلقاء تلك الكلمات مرة أخري علي نمط إلقاء القصائد والأغاني !
وأغرب ما في تلك الواقعة – من وجهة نظري الشخصية – هو هذا الانفعال المبالغ فيه من النواب المستقلين والمعارضين ونواب الحكومة علي حد سواء .. وكأن هناك اتفاقا وإجماعا علي قبول الواقع ورفض التغيير او التوريث ..وإسقاط نظرية وفرضية تنازله عن الحكم ، وتولية نجله جمال مبارك للسلطة ،عملا بنظرية ( اللي تعرفه … ).

وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. وهكذا قلب مبارك ( الترابيزة ) علي الكل .. وقبل ان يفيق المراقبون ويستوعبون الحدث والواقعة .. والواقع .. أطلق فاروق حسني رأيه في الحجاب ..!! وتغير الاهتمام في لحظة الي قضية الحجاب .. فهل هذا من قبيل الصدفة؟. وهل هذا التسلسل من بديهيات تناول الأحداث الكبيرة التي تمس الشعب ؟ إنها حقا لعبة الأمم مرة أخري ..

عضو مجلس الشعب المستقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.