08يناير

أضـــــراب !!

من مؤشرات قوة الاقتصاد في أي دولة قدرته التنافسية التي تخلق حاله من الانتعاش في كافة مجالات الحياة .. والتنافس بين الشركات الكبيرة و الكثيرة في مجال واحد ..مثل العقارات يخلق أنواع من الدعاية قد تصل تكلفتها و حجمها الي ملايين الدولارات ..تنفق ببذخ محسوب ..وهذا ما حدث ويحدث في دولة عربية شقيقة هي الإمارات العربية المتحدة ..
ودائما ما كانت عيني علي مصر .. بلدي .. أقارن وأري .. واستنتج ما نحن فيه وما هم فيه ..لدينا موظفون يعملون بالحكومة وعمال يعيشون تحت خط الفقر ويسكنون في عشوائيات.. تكاد المياه والكهرباء تصلهم ..والحمد لله ان الأخبار العقارية و تحليلات سوق المال لن تصلهم .. لأنهم – ببساطة – لا يشترون الجرائد الاقتصادية ذات فئة الجنيهان والتي بها يمكن ان تشتري له جركن مياه ( للشرب والغسيل ) او رغيف عيش وقرصين طعمية .. تغلق المعدة لعدة ساعات .. وتشعرهم بالشبع المؤقت
ومن تلك الأخبار المستفزة ( في نظرنا نحن ) ان أعلنت احدي الشركات العالمية في مجال الاستثمارات العقارية عن جائزة تقدم لأحد المشترين منها .. والجائزة هي طائرة نفاثة قيمتها مليون ونصف مليون دولارا أمريكيا.. بالإضافة الي سيارة جاجور لكل مشتر لعقار من عقاراتها .. الي هنا وانتهي الخبر ..!! وكان في مهرجان دبس لعام 2006 ..

هل لك ان تتخيل حجم الاستثمارات العقارية في دولة مساحتها لا تتعدي ربع مساحة مصر .. والذي يمكنه بمنتهي البساطة منح جائزة بهذا الحجم ؟ .. طبعا المقياس يختلف ..حتي و ان كان معظم العاملين في الإدارة العليا ومتخذي القرارات من المصريون العاملون هناك ..

قدر هذا الجيل من العمال والموظفين الحكوميين أنهم عملوا في أسؤ وقت يمكن أن تمر به الدولة من كثرة التغيرات .. وكثرة التحولات في كافة المجالات.. ومن النقيض الي النقيض في كل أوجه الحياة .. وما كان سابقا ضروريا … أصبح اليوم هامشيا . والعكس صحيح … بدءا من الأكل والشرب وحتى الملبس .. ومن اختلاف الأفكار والقيم الإنسانية والمثل العليا في الأخلاق والتقاليد الي التقوقع داخل الذات والانغلاق ..

والحياة بين الاستسلام والتحدي لا تصلح للأغلبية .. الغالبية من الشعب .. لا تتحدي .. الأغلبية موظفون وعمال تقليدين .. وهم حقا عصب الاقتصاد القومي في استقراهم ..
..و من أهم العوامل التي دفعت بالعمال الي عمل إضراب هو محدودية الدخل وثباته – ولو لفترات بسيطة – حيث المرتبات والدخول نظل ثابتة مع تغير الظروف المحيطة وارتفاع الأسعار .. وضيق ذات اليد

وما أكثر المشاكل عندنا .. وما أكثر تراكمات الأخطاء الإدارية عبر سنوات طويلة مرت دون إعادة تقيم .. او تطوير الوزارات وأسلوب العمل بها ..
حتي القطاع المصرفي .. الذي شهد الكثير من التغيرات لم يمسسه تطوير في لوائحه العتيقة .. وما ظهر مؤخرا من وجود نص بلائحة بنك فيصل يمنع التعامل الكامل للمسيحيين في التعاملات البنكية !!!

أليست تلك كلها عوامل و أسباب لابد وحتما ان تقود الي كثرة الإضرابات والتظاهر في كثير من القطاعات الاقتصادية ..
وفي بداية عام جديد .. سيبدأ بمواجهات مع الحكومة .. بعد بيانها الأخير .. الذي لم يكن موفقا ولم يعطي الأمل الكافي للتصدي للمشاكل الحيوية ..وهو عام التغيرات الدستورية ايضا .. ( لعلها تكون ذات تأثير مباشر ومحسوس لتلك الطبقة المظلومة من العمال ..)
فلننتظر …

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل

01يناير

عشوائيات

بعد أزمة وقصص أولاد الشوارع ووصولها إلي قمة الاهتمام الإعلامي .. ومناقشة كافة جوانبها .. بقي لي سؤال مرتبط بموضع بيئة نشأة الأطفال في المناطق الأشد فقرا والعشوائيات ..
العشوائيات ليست في المناطق السكنية فقط ولكنها في الصناعات الصغيرة أيضا ..و الفقر هو أساس كل مشاكل البيئة والصحة والاقتصاد والسياسة .. وصدق قول عل بن أبي طالب ( كرم الله وحهه ) حين قال ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) فهو أصل البلاء وأصل الجريمة ..
وعشوائيات الصناعات الصغيرة تكمن في الصناعات البلاستيكية الرخيصة والتي تنتج آلاف من أشكال قطع البلاستيك في صور لعب أطفال أو بالونات … وخطورة تلك المصنعات أن المادة الأساسية في التصنيع وهي بودرة البلاستيك يكون مصدرها من نفايات المستشفيات الملوثة والتي بالقطع تحمل أمراضا خطيرة ..
ويستخدمها الأطفال كلعب ودمي وأواني أكل .. وجميعها تستخدم مرات ومرات . وتؤدي الي الإصابة بأخطر أمراض العصر ( السرطان والايدز).
وساعد علي انتشار تلك الصناعات رخص التصنيع من آلات ومعدات .. ورخص سعر البيع للعائلات الفقيرة والتي تبحث عن سد الحاجة بأقل الأسعار .. فهم يعيشون تحت خط الفقر.. وبالكاد يستطيعون توفير الغذاء لهم ولأطفالهم ..
وعشوائيات إنشاء المصانع التي تقوم بتصنيع تلك المنتجات ( مصانع تحت السلم ) والغير مراقبة من الدولة ..تحتاج منا إلي وقفة جادة من المؤسسات الإنمائية التي تدعم الصناعات الصغيرة والتي تقرض أموالا لإنشاء صناعات بيئية ومحلية من المنح الدولية .. فهي تحتاج إلي مزيد من التوعية الإعلامية من خلال التليفزيون لتعريف أصحاب تلك العشوائيات الصناعية من تطوير و تدعيم منشآتهم لتتلاءم مع المواصفات العالمية في منتجاتها .. وهذا ليس بالصعب .. فإنشاء جهاز شبابي خاص بالتوعية في مجال تطوير الصناعات العشوائية وجعلها صناعات لها مواصفات علمية سليمة يعتبر واحدا من المشروعات التي تخلق فرص العمل وتحقق طفرة في المجال الصناعي .. فالعمالة ذات حجم كبير ولكنها غير مدربة وتحتاج إلي فرصة لإثبات الوجود ..

هونج كونج وتايوان … تلك الأسماء التي تمثل القلاع الصناعية العالمية الآن .. كانت من قبل كلها صناعات بير السلم ! وهي نفس ما نحن فيه الآن .. ولكنهم طوروها وزادوا من أعدادها ولم يخجلوا من الاعتراف بها … صنعوا ( وشوش فوانيس سيارات .. وصنعوا كماليات السيارات .. التي لا تؤثر علي السلامة المباشرة .. وأطلقنا نحن عليها .. ماركات مضروبة ) وأسعار رخيصة .. واستخدمناها ..
ما نحن فيه الآن .. ليس عيبا.. ولكنه إذا استمر علي هذا النمط من الاستسهال والتواكل وعدم التطوير سيصبح قنبلة موقوتة .. وأخطر من مياه الشرب الملوثة .. التي تدخل قري كثيرة في دلتا مصر وصعيدها ..

عضو مجلس الشعب المستقل

28ديسمبر

بورصة المسيحين..!!

بنك فيصل الإسلامي.. في لائحته الأساسية في التعامل مع الأوراق المالية للبنك والتعامل مع البورصة يقتصر علي المسلمين فقط .. .. ولم يعرف أحد هذا الا بالصدفة .. وتعامل مع البنك المسلمين والمسيحيين علي السواء طوال 30 عاما ماضية ولم يحدث أي اعتراض أو شكوى من أحد ..! ولم تظهر تلك الفتوى او هذا القانون علي السطح الا بالصدفة ..
ولم يخطر ببال أحد ان هناك في استمارة بيانات المساهمين والمتعاملين بالبنوك خانة الديانة !! تحدد عقيدة المتعاملين ..وانتماءاتهم الدينية ..
و بداية كشف تلك السقطة كان من الأستاذ الصحفي سليمان جودة .. وهو واحدا ممن يرجع إليهم الفضل في النهضة الصحفية المصرية الأخيرة.. والتي ساعدت علي اكتشاف كثيرا من أخطاء المجتمع وطلبت علاجها وتعاملت مع الأحداث الأخيرة بوطنية خالصة ..
واذا كان الأمر كذلك .. وحتي هذه اللحظة – لم يفسر لنا أحد ما هو المضمون والغرض والأساسى والحكمة العالية التي من أجلها وضعت هذا الخانة .. واذا كان هذا هو القانون او اللائحة او القرارات الملزمة لبنك فيصل الإسلامي في التعامل مع المواطنين المصريين والعرب المسلمين فقط … فلماذا لا يكون هناك بنك البابا شنوده المسيحي .. او بنك ساويرس القبطي ؟؟ ثم إنشاء البورصة المسيحية لأقباط الصعيد وفروعها في القاهرة والدلتا ! وتقبل المسيحيين الارذوكس فقط اما البروتستانت فليس لهم حق المضاربة .. !!
. واذا كان الأمر كذلك .. فلماذا لا تضمن خانة الانتماء الرياضي الي الرقم القومي وتوضع في بيانات المستثمرين .. كأن يكون المستثمر أهلاوي أو زملكاوي !!
واذا كان الأمر كذلك أيضا فلماذا لا تتضمن بيانات الرقم القومي الانتماء الحزبي .. وهل صاحب البطاقة محظور او غير محظور !!
شر البلية ما يضحك …والجهل لن يعفي من توجيه الاتهام لمن فعلوا هذا او من وافقوا عليه .. ولن تعفي أو تسامح من عبث بمقدرات الوطن منذ سنوات طويلة .. والعبث بالاقتصاد القومي يعتبر جريمة ترقي الي جرائم الخيانة العظمي ويحاكم فيها كل من نسي او تناسي الأهداف القومية للوطن ..
أن يهرب مستثمر او رجل أعمال الي الخارج بعد ان يجمع أموالا عن طريق النصب او التدليس او المشروعات الوهمية او غير المدروسة .. هو أهون من هذا الذي وضع تلك القوانين المفرقة والقاتلة للاقتصاد القومي كله .. وتفرقة المواطنين علي أساس الدين او اللون او العقيدة .. وهدم أسس الاقتصاد الوطني . بأوهام وفكر قاصر مازلنا نحتاج الي الكثير من الإصلاحات في جميع المجالات .. ونحتاج الي كشف عيوبنا وكشف الجهلاء منا امام المجتمع حتي لا ينخدع وينساق بسطاء هذا الشعب خلف أخطاء وخطايا اقتصادية تضعنا في في هوة الظلام والفقر والجهل .. وفي مصر الكثير من المؤسسات الاجتماعية والثقافية والصحية المسيحية التي تقوم بتقديم الخدمات المتكاملة للمواطنين المصريين ولا تفرق بينهم علي أساس الدين أو العقيدة ولها تقدير عال من كافة المؤسسات الحكومية والخاصة والعالمية ..
وقد قمت بتقديم طلب إحاطة للسيد رئيس مجلس الشعب للوقوف علي حقيقة هذا الهزل .. وتم نشر صورة هذا الطلب في الصحف … وحتي هذه اللحظة لم يقم بنك فيصل بالتعليق أو إبداء الرأي او الأسباب التي دعته لهذا .. كأن الأمر لا يعنيه من قريب أو من بعيد.. أو لا يؤثر فيه مع العلم بانه بنك علي مستوي عال في الإدارة .. وله في الإدارات المتخصصة خبراء في القانون .. وفي الشؤون الإدارية يستطيعون ان يدلوا بدلوهم في تلك القضية ..
ومع تقديرنا الكامل للدور الهام الذي يقوم به بنك فيصل الإسلامي في خدمة الاقتصاد المصري ومشاركته الفعالة في خطط التنمية من خلال فروعة المنتشرة بالمحافظات .. فأننا ننتظر منه الإيضاح والتصحيح اللازم الذي يحفظ للمواطن المصري كرامته وأصالته..
والسيد الوزير دكتور / محمود محي الدين.. وزير الاستثمار أمر بتشكيل لجنة خاصة لبحث هذا الموضوع لشعوره بخطورة وأهمية هذا الموضوع.. ليس علي بنك فيصل فحسب .. بل علي سائر البنوك الاخري التي دخلت السوق المصرفي المصري مؤخرا ..

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل

26ديسمبر

فليجمعنا حب الوطن

«نستطيع أن نتفق كيف نختلف» مقولة شعبية تشكل ثقافة الشعوب الأجنبية المتحضرة، فالمتابع للمناظرات التى حدثت فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين أوباما وماكين، يجد فروقا جسيمة عند مشاهدته جلسة من جلسات مجلس الشعب المصرى التى يعلوها الصراخ وتراشق الألفاظ وسداد الضرابات!..

وللأسف جميع الشعوب العربية تفتقد سياسة الحوار، وكيفية جعل الحوار أكثر موضوعية حتى وإن كنا مختلفين.. نحن نختلف مع أنفسنا، وخير شاهد على ذلك ما تثمره اجتماعات جامعة الدول العربية، التى لا تنجز شيئاً سوى الخلاف دون وجود حلول جذرية لقضايانا العربية..
نحن قوم لا نفقه فن الاستماع لبعضنا البعض، ولا نطيق أن ينتظر كلامنا دوره للدفاع عن قضيته بحرفية وإقناع الآخر.. اتفقنا على ألا نتفق، كان هذا هو الاتفاق الضمنى بين أعضاء مجلس الشعب سواء المنتمين للحزب الوطنى أو نواب المعارضة والمستقلين، فما يأتى من الحزب الوطنى دائماً محل شك وريبة،

وما يأتى من نواب المعارضة أو المستقلين يكون مرفوضا بشكل مسبق، فلم تجد مشروعات الحزب الوطنى أى دعم سياسى من القوى السياسية المعارضة لسياساته، كما افتقد الحزب دعم الشعب لتلك السياسات،

وأيضاً لم تجد المشروعات التى تقدمت بها المعارضة أى قبول من قبل الحكومة.. وكانت النتائج هى معارك بين نواب الوطنى ونواب المعارضة والجميع فى النهاية خاسرون!

إذا لم نجد من شدة خلافاتنا ما نتفق عليه.. فليكن ما يجمعنا هو حب الوطن.

أنور عصمت السادات

25ديسمبر

عام جديد .. وحد الكفاية

عام جديد بكل ما يحمله من أماني وأحلام لكل مواطن علي أرض مصر.. وكل شاب أنهي حياته الدراسية و حصل علي قسط من التعليم ويبحث عن عمل أو مشروع أو سفر أو أي سبب من أسباب السعي للحصول علي دخل يكفيه أولا ثم يكفي لتكوين بيت بسيط – كمرحلة لاحقة..
عام جديد يحتفل به العالم الغربي بكل أنواع الصخب والإسراف والبهجة.. ويستقبله العالم الثالث بترقب وآمل و..وشتان بين الاثنين..بين فرح وبهجة وبين مترقب وخائف..من العام القادم

عام جديد.. وأين الجديد ؟ بين غلاء وصعوبة الحياة اليومية في بلادنا وبين آمال وحب في القادم الجديد عندهم.. عندنا عام جديد علي ورق نتائج الحائط وعندهم خطط مستمرة تبدأ وتنتهي.. وحياة جديدة..
عام جديد مع آمال وأحلام قد تتحقق وقد تتعثر.. عام جديد والعمر يمر علينا ليزيدنا عاما آخر في أوراق الهوية.. وسنوات أخري من التخلف ..
عام مضي بـ 365 يوما مضت بعدد من القضايا لم نكن نتوقعها ولم تجد طريقا للحل.. ولا أريد أن أضعها في كلمات وجداول ومقارنات.. ولكن أقول خلاصتها… في ارتفاع الأسعار بنسب تفوق الزيادة في الدخل .. وبالتالي هبوط مستوي المعيشة !! وتردي مستوي الصحة والتعليم ..
عام مضي والمؤشرات الاقتصادية العالمية تقول أن مصر دولة واعدة ! وتقول إن هناك جذب لاستثمارات مالية وصلت إلي أكثر من 6 مليارات من الدولارات ..
عام مضي وتناقضان المؤشرات الاقتصادية تتفاعل مع متناقضات الحياة الفعلية.. بين بورصة محلية ترتفع وتنخفض بفعل العفاريت !!و المجهول وليس بمقياس سوق .. وفوائد بنكية تنخفض إلي أدني حد منذ عشرات السنين .. وأوعية ومؤسسات مصرفية وبنوك تفتح لأول مرة في مصر.. لتثبت إن الاقتصاد المصري واعد وله مستقبل ! واندماج بنوك مصرية في كيانات جديدة وبيع بنوك مصرية أخري !!

عام مضي علي فئة مدرسين خصوصيين وصلوا بشهرتهم إلي العالمية .. عفوا.. بفلوسهم إلي العالمية في مشروعات إنشاء قري سياحية علي حساب مئات ألاف من الأسر المصرية البسيطة التي تقتطع من دخلها المحدود.. مصروفات الدروس الخصوصية..
عام قادم جديد .. وهل من جديد.. هل نطمع في أن نحلم بحد الكفاية .. ولا أقول الرخاء والرفاهية .. بل أكتفي بحد الكفاية في العيشة الكريمة.. والحد الأدني في خدمات الصحة والتعليم وهما قاطرة التقدم في أي مجتمع.. ناهض أو متقدم أو بين هذا وذاك !! إذ تحققت معجزة إصلاح التعليم فسوف ينصلح الباقي بالتبعية وهي زيادة دخل الأسر ورفع المستوي الثقافي والصحي .. ونهضة الاقتصاد والي آخره من الإصلاحات التي ستتوالى إذا أنصلح حال التعليم ..
عام جديد سيأتي .. وعام قديم.. مضي او يكاد أن يكون تاريخا ويطوي في مزبلة التاريخ مع غيره من أعوام سابقة لم نحقق فيه ذاتنا ولا انتفعنا بها أو معها .. في أرقام جوفاء وحروف متآكلة.. زدنا فيها في التعداد مليونا و 300 ألف نفس … أضيفت الي تعدادنا مليون و300 ألف فم وعقل وجسد تريد أن تعيش وسط 76 مليون جسد حالم بحياة كريمة .. وباحث عن الحد الأدني وحد الكفاية في الحياة المصرية وسط شعوب ودول ازدهرت ونمت ووصلت لحد الرخاء والرفاهية .. وتحتفل بالعام الجديد.. وهو حق لها ..
عام مضي علي العالم وعلي الكرة الأرضية قامت خلاله بالدوران حول نفسها 365 مرة ودارت حول الشمس مرة واحدة وأحتسب عاما علينا كما أحتسب عاما علي الآخرين مع الفرق .. فعند الآخرين وضعت سياسات خارجية مع باقي دول العالم تحفظ لها كرامتها بينهم…. بينما نحن نبحث عن دولة صديقة تحمل عنا عناء المواجهات واللف والدوران حول أنفسنا.. مرة معهم في أخطائهم وأوهامهم ومرة مع البعض الأخر في مواجهتهم !! ولم نضع سياسة حازمة وقاطعة امام الكل.. وخط ثابت قومي نحافظ عليه ..
عام جديد قادم ( بسنة فردية 2007 ) ورقم تفاؤل، هو رقم سبعة .. يحبه المصريون ويتفاءلون ويستبشرون بالقادم الجديد، لعلة يكون أكثر استقرارا في الحياة الاجتماعية عن سابقة الذي شاهد نوبات من المد والجزر والحوارات التي لم تنته في الإصلاح الاجتماعي ..
وما بين الماضي والحاضر .. وما بين عام رحل وعام قادم نترقب وننتظر الإصلاحات الدستورية والديمقراطية من مجلس الشعب.. ومن كلمة الشعب كله في أن نكون دولة ، بمعني كلمة الدولة الشاملة ..في السياسية والاقتصاد وحقوق الإنسان وحرية التعبير وإبداء الرأي دون خوف.. والعيش في سلام اجتماعي
لا فرق فيه بين إنسان وإنسان إلا بالعمل الصادق ..
عام مر ومضي.. أو يكاد.. ونحن نملك كنوز علي أرضنا.. لا نعرفها.. ونطلب من الآخرين اكتشافها لنا.. ونبيع أراضي وصحراء عزيزة علينا.. للاستثمار وإنشاء القصور والمدن.. مقلدين تقليدا أعمي .. دول الخليج ( دبي) ونسينا أننا لنا حضارة كانت علي تلك الصحراء ولم نستثمرها لأنفسنا ولصالحنا .. ونملك كل الأدوات .. والبشر والعقول.. وينقصنا التخطيط السليم ..وليس البيع للآخرين ..

عام قادم أتمني أن أري فيه حلم المشروع القومي الكبير ،و قد وضعت لبناته الأولي علي أرض مصر ويلتف حوله الشعب كله يعمل ويبني صرح حضارة مصرية جديدة تحسب لهذا الجيل انه شارك في صنعها ورفع مؤشر الانتماء الوطني وحب البلد لأعلي الدرجات ..
أماني وأحلام .. كلها تصب في كلمتين اثنتين ( حد الكفاية ) وهو أقصي أمانينا في العام الجديد..

عضو مجلس الشعب المستقل

23ديسمبر

الشأن العام

الشأن العام – كلمة نعني الكثير من المعاني ومن الأفكار ومن الأحداث .. فالشأن العام المصري .. موضوع يهم كل مواطن .. ويتفرع ويتشعب بدءا من البحث عن لقمة العيش وحتي الرأي في السياسة الخارجية لمصر .. الشأن العام مسؤولية من ..؟ سؤال من الصعب الإجابة علية او إيجاد خطوط و ثوابت للحديث عن الشأن العام .. هل هو مسؤولية الحكومة ؟ هل هو مسؤولية القضاء .. أو هو مسؤولية الاعلام ؟ …
ولقد ذكر الدكتور / وحيد عبد المجيد في مقال له عن دور المثقفين في الشأن العام فقال (يعتبر المثقفين هم
المعنيين بالشأن العام من بين المشتغلين في مجالات معرفية مختلفة تشمل أساساً الفكر والأدب والفن والعلم والاجتماع البشري) وهذا يجرنا الي البحث عن تعريف المثقف الان – في وقتنا الحالي .. – واذا كان هذا المثقف عنده القدرة علي إلقاء الضوء علي مشاكلنا ووضع الأولويات لها ..
نحن الان نمر بمنعطف خطير في حياتنا الاجتماعية .. وللأسف هناك بعض المنتفعين أصحاب الأصوات العالية التي تدفعنا نحو طريق خاطئ .. ووضع الموضوعات الهامشية في مقدمة الاهتمام العام ..وهنا تبرز أهمية ودور المثقفين في تناول الموضوعات ..
ولي وجهة نظر شخصية في تعريف المثقف المصري.. وهو الشخص الفعال والنشط .. وقد يكون ( طبيب او محامي او كاتب او لاعب كوره أو إعلامي أ, فنان او إنسان بسيط أو موظف حكومي ..) الذي بني ذاته بنفسه وأطلع وحلل الأحداث المعاصرة والتاريخية من وجه نظره الشخصية وتفاعل مع المجتمع المحيط به من خلال اللقاءات الشخصية وحضور التفاعلات الجماهيرية وقراءة فكر الآخرين.. والبراز الهام منها ..
وتوعية المجتمع بما يعرفه من خلاصة تجربته ..
والآن أين هم هؤلاء المثقفون مما نحن فيه من مشاكل – أعتبرها انا – مشاكل قومية .. مثل الإهمال والتسيب وترك الامورالاحتماعية والاقتصادية و السياسية تسير بهوي وفكر هؤلاء المنتفعون ..
لم نسمع مؤخرا عن فئة من فئات المثقفون وقفوا ضد تعنت وصلف استغلال سلطات في حبس مواطن وتلفيق قضايا تحت قانون الطوارئ او تحت مسميات أخري بغرض إبعادهم عن المجتمع.. مثل ( طلعت السادات / ايمن نور / عصام العريان.. وغيرهم.. ) هل هو خوف من ان يلقوا نفس المصير من الإبعاد ..
والحبس وإلصاق التهم ؟

المثقفون والمبدعون والمفكرون الحقيقيون .. باقون مهما تغيرت القوانين الوضعية وإصدار التعليمات والأوامر والتشريعات .. باقون بمواقفهم القومية من القضايا المعاصرة التي تهم الشعب .. حتي وان اختفوا لسنوات خلف قضبان السجن ..

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل

19ديسمبر

كل شيء بثمنه !

تقاس حضارات الأمم وقيمتها بما يمكن ان تشتريه وان تستجلبه لبلادها ولمواطنيها وتدفع فيه من ثروات ومن قوت أولادها الكثير.. هذه حقيقة لمن لا يصدق.. أمريكا تشتري العلماء ــ وليس أي علماء ــ النابغون والموهوبون منهم فقط.. والذين يحملون علما فذا.. يصلح ان يرفع أمريكا ويجعلها دائما الأولي في كل المجالات.. نعم أمريكا تشتري.. ولكنها تعيد البيع مرة أخري للدول التي تشتري منها بأسعار أخري.. تبيع نفس أفكار العلماء واختراعاتهم إلي دولهم.. التي لم تستطع ان تستغل فكر وموهبة أبنائها العلماء..لضيق ذات اليد..او لمحدودية التفكير.. ومصر تبيع قضاياها الوطنية والقومية (وهي لا تساوي شيئاً عند أمريكا) لمن يدفع أكثر.. وللمطلوبين للمحاكمة في قضايا فساد.. بل وفي قضايا قتل وإهمال تسبب في غرق أكثر من 1300 مواطن.. كل شيء عندنا له ثمن.. تريد ان تنجو من محاكمة.. ادفع ثمن إجراءات البراءة.. برنامج تليفزيوني يذاع علي القناة الرسمية للدولة.. ويشاهده ملايين من الشعب المصري بلا تشفير ولا اشتراك.. مجانا.. وبعدها تتحرك العاطفة المصرية نحوك بالإيجاب.. وتصبح شهيداً ومظلوماً.. وتستحق الشفقة.. بل تستحق نيشاناً. كل شيء بثمنه ومصر تبيع كل يوم بضاعة جديدة.. وتخفض مخزون القيم والأخلاق لديها.. طالما تم الدفع. ما المانع ان نبيع بعض قيم الأخلاق (الباقية) بابتداع طريقة جديدة للترويج للأفلام السينمائية السطحية.. بأن ترقص راقصة مشهورة رقصات فاضحة (علي قارعة الطريق) ابتهاجا بافتتاح عرض فيلمها الجديد..طالما سيتم الدفع للإعلان.. غير مهتمين ولا عابئين بنظرات الشباب الملتفين حولها وتطور النظرات الي فعل فاضح تماشيا مع العرض الحي! كل شيء و له ثمن.. وخزائن المرتشين القابضين علي الأموال تفيض من ثروات البلد.. لصالح أفراد معدودة.. ضاع ضميرهم بين الاستحلال والتغاضي عن معرفة الصحيح والحلال والواجب الوطني و الضمير الأخلاقي والعرف الاجتماعي .. كل شيء له سعر وله تعريفة حتي نقل مباريات كرة القدم والمفترض انها تذاع علي أبناء الوطن لتنمية وزيادة حب الانتماء لديهم.. لها سعر..!! وتباع للأغراب ليتحكموا فينا وفيما نريد ان نتابعه.. لحظات الفرح القليلة التي يعيشها ابناء هذا البلد تضيع وسط غلاء المعيشة والخوف من التحرشات والاعتداءات الجسدية.. في زحام المشاهدة… نبحث عن أشياء نبيعها ولا نعرف قيمتها الا بعد بيعها.. نبيع مرافق وخدمات وشواطئ ومواني تحت مسميات المشاركة في الإدارة والخصخصة و نشكو بعدها من ارتفاع تكاليف المعيشة.. ونبحث لأولادنا عن فرص عمل فيأتي لنا من يعلمنا كيف نؤهلهم للعمل بواسطة برامج صنعت خصيصا للدول المتخلفة. (مثلنا). وتبقي تلك البرامج قانونا و شروطا للعمل لديهم علي أرضنا! لقد ابتلينا بمرض فقر العقول.. وفراغ المحتوي.. وهذا المرض انتشر بين متخذي القرار و شاغلي الوظائف الإدارية العليا بالدولة وأصبحوا عبيدا للحلول السهلة والنظرة الضيقة السطحية.. فكل المشروعات المستهدفة ابتداءً من إنشاء الطرق وحتي إقامة المدن الجديدة مخططة لسنوات قريبة جدا.. وعلي مستوي اعداد من الشعب لا يتفق مع الواقع.. في التزايد السكاني الذي يلتهم المسطحات.. وتبقي كلمة.. وهي ان مصر لم ولن تفلس او تفتقر فهي منذ أيام الفراعنة تسرق يوميا.. وتنهب.. ولم تعلن إفلاسها وفقرها فالخير فيها الي يوم الدين. وهو كثير جدا. وسوف يأتي عليها أنواع من البشر منها ومن خارجها يحكمونها ويتحكمون فيها ولن يستمروا.. فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين

18ديسمبر

دور مصر

رغم ما تمر به مصر من أزمات اقتصادية وقضايا محلية شائكة وأزمات فكرية وجدلية كثيرة ..فان هذا لا يمنعها من ان تمارس دورها القيادي في المنطقة العربية .. وان تلعب الدور الريادي المطلوب منها.. والذي تنتظره الدول العربية لحل القضايا العربية / العربية .. – وهي خلافات الأشقاء التي عادت للظهور مرة أخري بعد فترة سكون … وبصفة خاصة في لبنان … ولبنان كدولة متعددة القوميات ومنفتحة علي العالم كله بأفكارها التقدمية .. وصغر مساحتها الجغرافية وقربها من مناطق التوترات والنزعات ( إسرائيل / فلسطين / سوريا ) تعتبر الساحة الأكثر قابلية للاختراق من قبل دول لها مصالح إستراتيجية في التواجد بالمنطقة .. وتحريك عدد من الدول العربية لمصلحتها ولمصلحة اقتصاديتها المستقبلية .. واعتبار لبنان جسر وممر لدول الغرب وأمريكا لتكون أقرب ما تكون لإيران .. في حالة تطويرها السلاح النووي ..
ومصر تستطيع ان تعلب دورا محوريا هاما بالتعاون مع سوريا والسعودية لإعادة الاتزان العربي في السياسية الخارجية .. وهذا هو قدر مصر ..

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب وعضو لجنة العلاقات الخارجية

16ديسمبر

السياسة في التعليم

فوز الطالبة أسماء أحمد.. برئاسة اتحاد الطلبة بأحدي مدارس الصعيد أغضب وأثار زملائها الذكور وأحدث نوعا من التذمر !!! وعدم الرضي ..وامتنعوا عن التعليم !!!
وضربوا مثالا صارخا وناطقا بجهلهم لأبسط مبادئ ممارسة الحقوق الإنسانية ومبادئ الديمقراطية في مجتمع المدارس وعدم مشاركتهن فيه وعدم الاهتمام بالشأن السياسي كله وعلي كافة المستويات ووصولا الي قلة التمثيل البرلماني لهن في مجلس الشعب ..
والحقيقة ان تلاميذ المدارس في مراحل التعليم الأساسية حالهم صعب .. ويستحقوا الشفقة من كثرة التعديلات والتغيرات التي تنتهجها وزارات التربية والتعليم المتعاقبة منذ عشرات السنين وحتي الآن في المناهج وفي مواد العلوم وفي عدد سنوات الدراسة وفي أسلوب الامتحانات والتقييم.. وكثرة تلك التغيرات تجعلهم غير مبالين وغير مهتمين بالشأن العام و بالحياة كلها .. وقد يحسبهم المراقبون للحياة في مصر.. مغيبون .. وغائبون عن الوعي.
طلاب المدارس في مراحل التعليم الأساسي المختلفة والمتنوعة ينظرون للمستقبل نظرة تشاؤم وخوف .. الخوف الناتج عن الجهل .. وللجهل عشرات الأسباب ..أول تلك الأسباب هو عدم الشعور بالانتماء للحياة التي هم مقبلون عليها . وآخرها قلة المعرفة بالحياة العامة ..

ان تدريس علوم السياسة بالمعني الجديد في الزمن الحالي إنما هو هو لتفتيح مدارك الشباب واستغلال الطاقة الاندفاعية عندهم وتوجيهها الي الصالح العام القومي وفتح نافذة معرفة لهم لممارسة الحقوق الديمقراطية ( رجلا ونساءا ) بالطرق الصحيحة والشرعية والتي تدعم مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان.. (..حيث توجد كيانات ومؤسسات وجمعيات وحركات .. كل لها أهداف وغايات وتنظيمات .. وأسباب لقيامها وتداخلات في القيم والآراء السياسية والاقتصادية و الاجتماعية)

ان العلوم السياسية التي يدرسها الطالب في مراحل التعليم ألان .. سطحية وغير متحركة … كمية من المصطلحات الجديدة – فرضتها الحالة الاقتصادية العالمية، دخلت علي الحياة السياسية في مصر في الفترة الأخيرة .. مثل منظمات حقوق الإنسان ( المرأة /الطفل /المعتقلين / ضحايا الإهمال /الطبي / حقوق السكن / سجناء الرأي / …الخ ) وكلمات وألفاظ جديدة ظهرت علي الحياة الاجتماعية مثل … العمل العام والعمل التطوعي .. ومنظمات المجتمع المدني . وحركات التحرر الفكري وحركات من أجل التغير وجبهات تقدمية .. الي آخره من تلك المسميات لكيانات ظهرت حديثا علي الساحة السياسية في مصر .

الشباب يري الان في وسائل الإعلام المختلفة تظاهرات شبابية في دول أوروبية تنادي بعدم قبول قرارات المنظمات العالمية للتجارة وعدم قبول السياسة الأمريكية في العراق .. وتندد بالعنف في المعتقلات الأمريكية في جوانتنامو وسجون العراق .. وتحتج علي قرارات وقوانين وضعتها دولهم .. وكم من المظاهرات التي وقفت أمام مقر اجتماع الرئيس الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي .. ومنظمة التجارة العالمية .. تندد وتحتج علي القرارت التي يتخذونها ..

اليست تلك الكلمات والمصطلحات جديدة عما يتم تدريسه في المدارس والجامعات .. والتي لا تطرق الي الأوضاع الحالية ..
المعرفة كانت ومازالت هي الدافع وراء تحركات وفكر الشباب .. منهم من يعتنق فكر أاقتصادي ومنهم من يتبني فكر سياسي جديد في نظريته ومنهم من ينادي بفكر اجتماعي تقدمي ..
أراء مختلفة واتجاهات متنوعة ينادي بها الشباب في أوروبا وأمريكا .. تلك التظاهرات التي يقوم الشباب بتنظيمها .. تفرغ الشحنة والطاقة الكامنه لدي الكثيرين منهم .. وقد تصنع من أحدهم بطلا ..
فكرة تطوير التعليم في مصر وربطه بالتطورات العالمية ، خرج بالمشروع الذي ناقشه مجلس الشعب وأقر قيامه وتطبيقه وهو مشروع قانون إنشاء الهيئة القومية للاعتماد وضمان جودة التعليم وتم مناقشة بنود إنشاء تلك المؤسسة القومية بطريقة روتينية ..( مثلها مثل دراسة جدوي مشروع استثماري) وهذا يعكس الفكر التجاري والاستثماري السائد الان في العملية التعليمة في مصر .. بداية من مرحلة ما قبل الحضانة وحتي الحصول علي الدرجات العلمية وبالبنود التقليدية لدراسة الجدوى مثل : رسالة المؤسسة وأهدافها /البرامج التعليمية/التخطيط والتقويم/مصادر التمويل /أعضاء هيئة التدريس /المكتبة… الخ
و لم يتطرق الي إدخال مواد الحياة التفاعلية القائمة الان مثل تدريس ورصد الحياة السياسية /أقتصادية .. والتي ترفع قيم التعليم وتربطه بالمجتمع .. ..

التربية السياسية ضرورة ..ويجب وضعها بالمناهج الدراسية في التعليم الأساسي .. لعلها تخلق كوادر من السياسيين في المستقبل ( رجالا ونساءا ) . لعلها تنجح في ابراز قادة سياسيين ومفكرين .. يرصدون تطور المجتمع ومبدعون ينيرون آفاق المستقبل..
التربية السياسية .. وتدريسها في المدارس قد تخلق أجيال من الشباب له هدف واضح .. في ان يكون عضوا في المجالس التشريعية .. او رئيسا لمنظمة حقوقية . أو وزيرا او حتي رئيسا لمصر . ولعلها تكون بداية لاعتناق بعض الشباب أفكارا تقدمية ..
الخوف والتردد من تكوين جماعات ومنظمات متطرفة داخل المدارس والجامعات تحت مسميات حرية الفكر والديمقراطية لن يمنع انتماء الطلاب لافكار أخري في الخفاء والسر
فلنجعلها واضحة وصريحة .. السماح بدخول الطلاب لاحزاب قومية لممارسة الس
ياسة من الابواب الرئيسية .. وليس من الابواب الخلفية ..

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل

10ديسمبر

لعبة الأمم … لعبة قديمة !ـ

سكون وصمت يغلف وجه الإعلام المصري بعد خطاب الرئيس مبارك في مجلس الشعب .. وكأن الأقلام قد نفذ الحبر منها .. أو ان الأيادي أصبحت ضعيفة جدا ولا تستطيع ان تمسك قلما ! وتكتب وتعلق علي كلمات البقاء الأبدي في الحكم .. التي وردت علي لسان رئيس الدولة ضربا بكل ما هو منطقي و فطري في الحياة وتحد للطبيعة البشرية وللجسد البشري وتأثره بالزمن من ضعف الخلايا ومن ضمور العضلات والتي لا يستثني منها إنسان منذ ان خلق الله السماوات والأرض ومن عليهما .

والسؤال المحير .. هل هناك اتفاق مبرم بين كل الصحفيين والكتاب وأصحاب نظريات الاجتماع علي الا يذكروا رأيهم أو يقولوا رأيا مخالفا ؟؟

هل الشيء الوحيد المسموح به والمباح الكلام عنه هو موضوع الحجاب ؟؟ ان تقول ما تشاء ؟؟
لعبة الأمم … لعبة قديمة و .. كتاب سياسي تاريخي قديم .. ومن كلاسيكيات الكتب السياسية .. والذي يتحدث عن الحرب الباردة .. وما يدور في الخفاء من مؤامرات وحيل .. وقد صدر عام 1970 للكاتب كوبلاند مايلز.. وقد صدر في فترة بداية انتشار الأفكار السياسية الغربية الجديدة ونشر أسرار الحروب والسياسة .. والتربع علي عروش السلطة

وما يحدث الان علي الساحة المصرية السياسية يرجعنا الي تلك الحقبة التاريخية التي عفا عليها الزمن ..

لعبة إحداث وافتعال مواقف وشائعات بغرض تغير الاهتمام عن الواقع .. و بالطبع هي لعبة شطرنج أو لعبة الكراسي الموسيقية أو سمها ما شئت من الألعاب التي تغير وجهات النظر و الاهتمام الي أمور بعيدة عن سيطرة الحكم وأفعاله وتصرفاته التي ..تحكم وتتحكم بأسلوب العقل الأوحد و فكر الفرد مستغلا الإمكانيات الغير محدودة بالدولة التي تحت يدية وأمرته .!

عندما أطلق الرئيس مبارك كلمته ( سوف لن انحني الا لله .. وسأبقي في المسؤولية حتي آخر نفس في صدري )

كلمات أطاحت بكل التوقعات . و التنبؤات التي سهر المفكرون والكتاب السياسيون علي صياغتها وعلي الكتابة فيها .. ظنا منهم انهم يرسمون الخطوط السياسية للبلد .. ونسوا أنهم مازالوا تحت إمرة عائلة حاكمة ..

ورغم هذا دوت بقاعة المجلس الموقر تصفيق حاد وهتافات استحسان لتك التصريحات التي بدت حادة في إلقاءها والتأكيد علي كل حرف فيها .. حتي ان بعض النواب نادي بإعادة إلقاء تلك الكلمات مرة أخري علي نمط إلقاء القصائد والأغاني !
وأغرب ما في تلك الواقعة – من وجهة نظري الشخصية – هو هذا الانفعال المبالغ فيه من النواب المستقلين والمعارضين ونواب الحكومة علي حد سواء .. وكأن هناك اتفاقا وإجماعا علي قبول الواقع ورفض التغيير او التوريث ..وإسقاط نظرية وفرضية تنازله عن الحكم ، وتولية نجله جمال مبارك للسلطة ،عملا بنظرية ( اللي تعرفه … ).

وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. وهكذا قلب مبارك ( الترابيزة ) علي الكل .. وقبل ان يفيق المراقبون ويستوعبون الحدث والواقعة .. والواقع .. أطلق فاروق حسني رأيه في الحجاب ..!! وتغير الاهتمام في لحظة الي قضية الحجاب .. فهل هذا من قبيل الصدفة؟. وهل هذا التسلسل من بديهيات تناول الأحداث الكبيرة التي تمس الشعب ؟ إنها حقا لعبة الأمم مرة أخري ..

عضو مجلس الشعب المستقل