فوز الطالبة أسماء أحمد.. برئاسة اتحاد الطلبة بإحدي مدارس الصعيد أغضب وأثار زملائها الذكور وأحدث نوعا من التذمر !!! وعدم الرضي ..وامتنعوا عن التعليم !!!
وضربوا مثالا صارخا وناطقا بجهلهم لأبسط مبادئ ممارسة الحقوق الإنسانية ومبادئ الديمقراطية في مجتمع المدارس وعدم مشاركتهن فيه وعدم الاهتمام بالشأن السياسي كله وعلي كافة المستويات ووصولا الي قلة التمثيل البرلماني لهن في مجلس الشعب ..
والحقيقة ان تلاميذ المدارس في مراحل التعليم الأساسية حالهم صعب .. ويستحقوا الشفقة من كثرة التعديلات والتغيرات التي تنتهجها وزارات التربية والتعليم المتعاقبة منذ عشرات السنين وحتي الآن في المناهج وفي مواد العلوم وفي عدد سنوات الدراسة وفي أسلوب الامتحانات والتقييم.. وكثرة تلك التغيرات تجعلهم غير مبالين وغير مهتمين بالشأن العام و بالحياة كلها .. وقد يحسبهم المراقبون للحياة في مصر.. مغيبين .. وغائبين عن الوعي.
طلاب المدارس في مراحل التعليم الأساسي المختلفة والمتنوعة ينظرون للمستقبل نظرة تشاؤم وخوف .. الخوف الناتج عن الجهل .. وللجهل عشرات الأسباب ..أول تلك الأسباب هو عدم الشعور بالانتماء للحياة التي هم مقبلون عليها . وآخرها قلة المعرفة بالحياة العامة ..
ان تدريس علوم السياسة بالمعني الجديد في الزمن الحالي إنما هو لتفتيح مدارك الشباب واستغلال الطاقة الاندفاعية عندهم وتوجيهها الي الصالح العام القومي وفتح نافذة معرفة لهم لممارسة الحقوق الديمقراطية ( رجلا ونساء) بالطرق الصحيحة والشرعية والتي تدعم مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان.. (..حيث توجد كيانات ومؤسسات وجمعيات وحركات .. كل له أهداف وغايات وتنظيمات .. وأسباب لقيامها وتداخلات في القيم والآراء السياسية والاقتصادية و الاجتماعية)
ان العلوم السياسية التي يدرسها الطالب في مراحل التعليم الان .. سطحية وغير متحركة … كمية من المصطلحات الجديدة – فرضتها الحالة الاقتصادية العالمية، دخلت علي الحياة السياسية في مصر في الفترة الأخيرة .. مثل منظمات حقوق الإنسان ( المرأة /الطفل /المعتقلين / ضحايا الإهمال /الطبي / حقوق السكن / سجناء الرأي / …الخ ) وكلمات وألفاظ جديدة ظهرت علي الحياة الاجتماعية مثل … العمل العام والعمل التطوعي .. ومنظمات المجتمع المدني . وحركات التحرر الفكري وحركات من أجل التغير وجبهات تقدمية .. الي آخره من تلك المسميات لكيانات ظهرت حديثا علي الساحة السياسية في مصر .
الشباب يري الان في وسائل الإعلام المختلفة تظاهرات شبابية في دول أوروبية تنادي بعدم قبول قرارات المنظمات العالمية للتجارة وعدم قبول السياسة الأمريكية في العراق .. وتندد بالعنف في المعتقلات الأمريكية في جوانتنامو وسجون العراق .. وتحتج علي قرارات وقوانين وضعتها دولهم .. وكم من مظاهرات وقفت أمام مقر اجتماع الرئيس الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي .. ومنظمة التجارة العالمية .. تندد وتحتج علي القرارت التي يتخذونها ..
اليست تلك الكلمات والمصطلحات جديدة عما يتم تدريسه في المدارس والجامعات .. والتي لا تطرق الي الأوضاع الحالية ..
المعرفة كانت ومازالت هي الدافع وراء تحركات وفكر الشباب .. منهم من يعتنق فكرا أاقتصاديا ومنهم من يتبني فكرا سياسيا جديدا في نظريته ومنهم من ينادي بفكر اجتماعي تقدمي ..
أراء مختلفة واتجاهات متنوعة ينادي بها الشباب في أوروبا وأمريكا .. تلك التظاهرات التي يقوم الشباب بتنظيمها .. تفرغ الشحنة والطاقة الكامنه لدي الكثيرين منهم .. وقد تصنع من أحدهم بطلا ..
فكرة تطوير التعليم في مصر وربطه بالتطورات العالمية ، خرج بالمشروع الذي ناقشه مجلس الشعب وأقر قيامه وتطبيقه وهو مشروع قانون إنشاء الهيئة القومية للاعتماد وضمان جودة التعليم وتم مناقشة بنود إنشاء تلك المؤسسة القومية بطريقة روتينية ..( مثلها مثل دراسة جدوي مشروع استثماري) وهذا يعكس الفكر التجاري والاستثماري السائد الان في العملية التعليمة في مصر .. بداية من مرحلة ما قبل الحضانة وحتي الحصول علي الدرجات العلمية وبالبنود التقليدية لدراسة الجدوى مثل : رسالة المؤسسة وأهدافها /البرامج التعليمية/التخطيط والتقويم/مصادر التمويل /أعضاء هيئة التدريس /المكتبة… الخ
و لم يتطرق الي إدخال مواد الحياة التفاعلية القائمة الان مثل تدريس ورصد الحياة السياسية /أقتصادية .. والتي ترفع قيم التعليم وتربطه بالمجتمع .. ..
التربية السياسية ضرورة ..ويجب وضعها بالمناهج الدراسية في التعليم الأساسي .. لعلها تخلق كوادر من السياسيين في المستقبل ( رجالا ونساءا ) . لعلها تنجح في ابراز قادة سياسيين ومفكرين .. يرصدون تطور المجتمع ومبدعون ينيرون آفاق المستقبل..
التربية السياسية .. وتدريسها في المدارس قد تخلق أجيالا من الشباب له هدف واضح .. في ان يكون عضوا في المجالس التشريعية .. او رئيسا لمنظمة حقوقية . أو وزيرا او حتي رئيسا لمصر . ولعلها تكون بداية لاعتناق بعض الشباب لأفكار تقدمية ..
الخوف والتردد من تكوين جماعات ومنظمات متطرفة داخل المدارس والجامعات تحت مسميات حرية الفكر والديمقراطية لن يمنع انتماء الطلاب لافكار أخري في الخفاء والسر
فلنجعلها واضحة وصريحة .. السماح بدخول الطلاب لاحزاب قومية لممارسة السياسة من الابواب الرئيسية .. وليس من الابواب الخلفية ..