قبل أن يأخذنا الحديث عن السياسة والتاريخ.. فإنني أتوجه للمبدعة والمؤلفة والكاتبة الدكتورة لميس جابر بالتقدير العالي علي هذا الجهد الذي بذلته وأشاد به المفكرون والناس وأسعدهم في ليالي شهر كريم.. وحديث الساعة الآن في مصر، والسؤال المتكرر بعد إذاعة مسلسل «الملك فاروق».. هو هل كان عصر الملك فاروق أفضل من العصر الحالي؟؟ سؤال لا معني له ولا وجه للمقارنة بين عصرين وفترتين من تاريخ مصر شهدا تفاعلات وحركات وثورات وتغيرات قد لا تستطيع عدة دول مجتمعة أن تستوعبها.. ثلاثة أجيال في مصر تعاقبت منذ خروج الملك فاروق من مصر… حدث فيها ما حدث.. ..تحت ألوية وقيادة كل من اللواء محمد نجيب…. ثم جمال عبدالناصر ثم أنور السادات ثم حسني مبارك… وكلهم وطنيون مخلصون والحق يقال إن فترة عبدالناصر كانت أخصبهم وطنية.. ولن أعدد الإنجازات لكل عهد…
ولكن يكفي مثال واحد في حياة عبدالناصر، الذي خلف عهد الملك فاروق، إنه أحدث تغيراً كاملاً في أمة بأكملها… ولم تكن إصلاحاته محدودة أو محلية… وهذا الإنجاز وحده لم يكن ليتحقق في عهد الملك فاروق حتي ولو امتد به الحكم.. مائة عام!! هذا رأي شخصي.. وأقبل كل الاختلاف فيه وكل وجهات النظر الأخري.
هموم المصريين الآن كثيرة وأكبر من الاختلاف في عمل درامي .. العصر الحالي به من العبث بالقوانين والأفكار والمسلمات والعقائد أكثر مما به من الجدية في الأعمال.. ألا يكفي خروج أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي بإلقاء بيان لتصحيح أقوال شيخ الأزهر!! في موضوع جلد الصحفيين ٨٠ جلدة… لاختلاف الرأي!!! والفهم والنية!! ألا يكفي أن تعقد بالخارج مؤتمرات لمصريين ليقولوا إن مصر بها تفرقة بين المسلمين والأقباط، وإن هناك في مصر انتهاكاً للحقوق المدنية!! ولا يعقد في مصر هذا المؤتمر!!! لدواع أمنية ومحظورات قومية.
أنور عصمت السادات