مع الاحتفالات بانتهاء عام واستقبال عام جديد.. نتذكر ويتذكر الشعب المصري كله حال البلد.. كيف أمسينا وكيف سنصبح؟ أيام تمر وسنوات تعدي والحال هو الحال.. لا جديد ولا أمل واضحاً في حياة أفضل.. صباح وراءه مساء ثم نهار جديد، وماكينة الحياة قديمة تعمل ولها صوت وأنات تحكي وتشكي هموماً يومية عن حالها وحال البلد الذي نعيش فيه.. كان لدينا طموح في مشروع كبير.. كبير بحكم دولة مصر.. يعطينا أملاً في الإصلاح ويعيد لنا البسمة التي تنعكس علينا.. ولكن التعنت والتشكيك.. في كل شيء أصبح سمة تعطل جميع المشروعات وتضيع عشرات الفرص من بين إيدينا
.. لعل العام الجديد يحمل أملاً في إصلاح ما أفسده الدهر أو أفسدته الحكومة وحزبها!. مشاكلنا نعرفها جيداً ونعرف أسبابها ونعرف بعض طرق إصلاحها.. ولكننا نتردد في توجيه الاتهامات إلي شخصيات – يقال إن لها ظهراً – والحقيقة أنها ليس لها أي سند أو نصير.. فعمر الفساد قصير.. مهما تعددت صوره وأشخاصه..
إصلاح وطن ليس بالمهمة السهلة وليس مشروعاً له دراسة جدوي.. إصلاح الوطن يحتاج جهد كل مصري في كل موقع.. بدءاً من رجال الحزب الوطني ومفكريه، حتي أصغر موظف في جمعية أهلية.
ولقد وصلنا الآن لمرحلة ونقطة.. تسمي نقطة اللاعودة.. وعند تلك النقطة تتساوي المسافة بين نقطتي الانطلاق والوصول.. عند تلك النقطة لابد من اتخاذ قرار.. إما الاستمرار أو العودة.. وكلاهما قد يكون متساويين في المخاطر وفي الحسابات والتقديرات.. ولكنها نقطة عند الوصول إليها تكون الأمور قد وصلت إلي نهاية المطاف من التجارب والحسابات والتقديرات.. ولابد من إعطاء أمر الاستمرار أو العودة!
مصر وصلت بنهاية عام 2007 إلي تلك النقطة.. وليس أمامها خياران.. أمامها اختيار واحد اجباري.. هو الاستمرار في الطريق الذي اختارته الحكومة للتنمية والإصلاح.. وهذا لسبب بسيط جداً.. هو أنها تمتلك كل الأدوات والمواد اللازمة لاستكمال الرحلة من ميزانية ومن موارد ومن قوانين تحميها وقوة تدفعها لنهاية الطريق.
وكما قلت سابقاً.. إصلاح الوطن ليس حكراً علي فئة بعينها ولا علي حزب أغلبية ولا علي جماعات معارضة ومضادة للأغلبية.. إصلاح الوطن يحتاج كل مواطن مصري.. يعيش علي أرضها.. ويحتمي بناسها ويأكل من خيراتها.
المشروعات القومية التي طرحت خلال رحلة الإصلاح والتنمية علي مدي 25 عاماً، والتي تناولتها الدولة هل هي علي قدر يتناسب مع حجم دولة مثل مصر.. وعدد سكانها الذي قد يصل تعداده إلي 08 مليون نسمة؟!.. هل تلك المشروعات تتناسب وتتفق مع طموح 30 مليون شاب في عمر العطاء يريد أن يجد هدفاً أمامه وأملاً للحياة الكريمة في مصر؟؟ هل التناول العملي لكل فكرة مشروع من تلك المشروعات أخذت حقها من الدراسات والقرارات.. أم هي عفويات واجتهادات شخصية تصدر من رئاسة جهاز الدولة.. في موضوع يهم كل مواطن ومستقبله؟؟ ويتخذ.. أو لا يتخذ قراراً.. وكلها أيام وبتمر!
وفي تلك الأيام يتناول الإعلام المصري عدة قضايا اقتصادية جديدة.. مثل مشروع إنشاء محطات توليد الطاقة من مفاعلات ذرية بمنطقة العلمين بالصحراء الغربية »الاستخدام السلمي للطاقة الذرية« ومشروع إنشاء ممر التعمير.. ومشروع تطهير الصحراء الغربية من الألغام.. وإحياء مشروع منخفض القطارة.. وإحياء مشروع توشكي.. وإحياء مشروع تنمية الصحراء الغربية.
* كلمة أخيرة: لو أنه كان لدينا 100 فكرة أخري لمشروعات قومية عملاقة.. ألا تعتقد أننا كنا سنجد مشروعين أو ثلاثة – علي الأقل – منها تصلح للتنفيذ وتنفذ فعلاً؟
عدد المشروعات التي نحلم بها أو التي تدور في خيالنا أو التي يطرحها العلماء والمفكرون قليلة جداً جداً مقارنة بحجم وثقل وإمكانيات مصر.
ولكن كيف يكون لدينا مئات من تلك المشروعات؟!
إن المراكز العلمية ومراكز الأبحاث ووسائل النشر العلمية قليلة جداً في بلادنا.. مقارنة بعدد سكان مصر ونسب المتعلمين بها.. وأصحاب الرؤي المستقبلية.. الذين لا يجدون منفذاً لنشر أفكارهم أو توثيقها.. كل هذا يحجب مئات المشروعات من الظهور إلي النور.
أتمني أن يكون عام 2008 أفضل من سابقه في هذا المجال
القرار الممكن
حالة الغليان .. التي يعيشها المجتمع المصري الآن لها أسباب ودوافع وأصول نتيجة لتراكمات من الأخطاء وسؤ التصرف والسلوك الخاطئ ممن يديرون دفة الأمور في مصر ..
الموقف أصبح الآن مخيفا .. وغير مبشر بالخير … أحكام حبس رؤساء تحرير صحف المعارضة والمستقلة وقيادتها.. ووضعهم في قضايا تحمل صيغ الإضرار بالوطن .. وباقتصادياته..!!
ارتفاعات متلاحقة لأسعار السلع الأساسية لا يستطيع المواطن البسيط ان يلاحقها .. سواء بالعلاوات او بزيادة العمل، وحيرة بين عدم الاستقرار و فقد الأمل في حياة كريمة ..وتزايد الحقد بين طبقات المجتمع وتميز طبقة علي طبقات فقيرة تزداد يوما بعد يوم !
وحتي الفتنة الطائفية ازدادت اتساعا وأصبحت تهدد السلام الاجتماعي والمواطنة … بسبب عدم وجود ثقافة ورؤية واضحة مترجمة في سطور تفيد بأن الدين لله … و مصر للجميع 0
…تزايد أزمة الإسكان يوما بعد يوم ، وتزايد المطلوب من الشقق والوحدات السكنية البسيطة من شباب وأفراد الشعب .. ليقيم بها .. وليس للتجارة و ليس حبا في الامتلاك … أزمة خلقتها دخول شركات عالمية سوق العقارات .ورفعت قيمة الأراضي ومستلزمات البناء الي أرقام قياسية في فترة قليلة جدا .. وزيادة فرص الاحتكار لأسواق الصناعات الثقيلة والأساسية ( الحديد والاسمنت ) في مجالات الإنشاءات .
من يدير مصر ؟؟ سؤال يطرح نفسه … ولا يجد اجابة شافية .. ولا يجد من يستطيع ان يعطيك كلمة واضحة وصريحة وتحتوي المعني كله .. قانونا أو عرفا .. أو حتى دستورا … حتى القضاة.. والسلطة القضائية أصبحت أداة من أدوات السلطة التنفيذية … وتشابكت المهام وأصبحت القضايا القومية لها أكثر من وجهة نظر في رأي القانونين .. ولم تعد العدالة عمياء ..أصبح لها عيون مبصرة .. وتنظر الي المتهم قبل ان تنظر الي المعتدي عليه !
أصبحنا كلنا مستقلون و معارضون و قوميون .. ننتقد حال البلد … ونرصد نقاطا ومناطق وبؤر الفساد الذي ينخر في عظام المجتمع ..
وانتقلت حالة عدم الرضا الي العمال … وظهرت حالات الإضرابات المتكررة في قلاع الصناعة بالدلتا . وغيرها من المؤسسات الإنتاجية.. كلها ترفض الواقع … وترفض البيع وترفض الخصخصة وتطالب بحقها في حياة كريمة .
لم أجد أحدا يستحسن سلوك الدولة في مواجهة المشاكل اليومية والمستقبلية .. أو شخصا واحدا يجمع الناس علي حبه وعلي صدق كلامه .. اختفت القدوة والمثل الاعلي من حياتنا اليومية . واذا ظهرت شخصية لها مصداقية .. تدافعت عليها الاقلام والمغرضون والمنافقون يرمونها بالاكاذيب وتشويه صورتها .. حتي لا يكون لها ذكر .. وفي نفس الوقت يفرض عليك أشخاص وشخصيات تافه ولا تاريخ لها .. تجدها علي كافة القنوات التليفزيونية وعلي كافة موائد الحوار وكافة الصحف القومية .. تتحدث وتتكلم بما يرضي من يديرون مصر .. أو هذا ما أتصوره !! . ولعلي أكون مخطأ في هذا التصور !!
مصر … أكبر دولة عربية تعدادا …مصر أعرق دولة عربية تاريخا .. مصر قاطرة التقدم في المنطقة العربية .. مصر الكنانة … ومخزن احتياطي القوة البشرية للعالم العربي …
تستحق أن يكون لها وجود بين العالم المتقدم .. وتستحق ان تجد لها مكانا وسط الدول المتقدمة ..
وما يحدث في مصر يستحق أيضا الي إعادة نظر .. ولكن ممن ؟ والي من نوجه هذا السؤال ؟
وانا أعتقد وربما يتفق معي الكثيرون أو يختلفوا ، ان هناك شيئا ما قد حدث في حياتنا نحن المصريين ويعتبر ظاهرة تمثل سببا رئيسيا ومباشرا لما نحن فيه الآن …
هذا ما أريد أن أتحدث عنه في كلمات وفي خطاب…. أريد ان أصيغه .. وأرسله بكلمات راقية وبلا روتوش الي : رئيس الجمهورية
خطاب الي السيد الرئيس :
السيد الرئيس / محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية …
تحية طيبة وبعد
من مواطن مصري يحمل هم وهموم بلد عريق … مثل مصر الي رئيسها الذي يحمل الي جانب هذه الهموم يحمل آمل أبناء هذا الوطن ..
ارفع إليكم قضية ظلم وقع علي شعب مصر … قضية تحتاج منكم الي نظرة اعتبار بعين أخري غير التي تري بها وتحتاج الي قرار صعب وكلمة ترفع بها أسباب الظلم والتفرقة ..
وتجعل الشعب كله يشعر بمصريته ويرتفع بكرامته الي عنان السماء ..
لقد قدمتم وميزتم نجلكم السيد / جمال مبارك علي كل الصفوف وعلي كل القيادات الطبيعية للبلد واعتبرته هو الرئيس القادم ( رغم نفيكم لهذا بالصحف ) .. وبدأ بالفعل سيطرته ( الغير معلنة) علي كافة أمور الدولة .. مما تسبب في خلق رفض عام ( غير معلن أيضا ) من كافة القوي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والشعبية المحبة لمصر وتاريخ مصر والتي أصبحت ترصد فقط الأحداث وابتعدت عن هذا الصراع الخفي .. واكتفت بالمشاهدة فقط خوفا من الإذلال وخوفا من تلفيق تهم فساد أو خيانة الوطن أو الإضرار باقتصاد البلاد ..
وخلق هذا ايضا ظهور لوبي من المنتفعين بهذا الوضع من المحيطين بالسيد جمال مبارك .. ينتظرون فيها اللحظة التي تأتي ويتولي هو فيها السيطرة الكاملة .. ويضربوا بيد من حديد كافة المعارضين لهم …
سيدي الرئيس … لعل هذا الوضع كان من أهم أسبابكم الشخصية في رفض تعيين نائب رئيس جمهورية طوال الخمسة والعشرين عاما الماضية .. ازدواجية الحكم .. وهو الآن موجود .. و بدون نائب رئيس !
وقد ظهر آثار هذا التصعيد والتمييز لنجلكم في صور كثيرة .. منها عدم المبالاة ورفض الانتماء الوطني … وظهور فئات استغلالية تخرب في اقتصاد البلد …
كنوز مصر لا نهاية لها .. تلك حقيقة يعرفها
كل من قرأ تاريخ مصر منذ عهد الفراعنة الي وقتنا الحالي … ومع هذا ابتدعت قصص الخصخصة وبيعت معظم الأصول الاقتصادية ..بفكر الشباب الملتف حول الرئيس الجديد …تحت مسمي الاقتصاد العالمي الحر …
و كثرت وتعددت مظاهر سيطرة وبطش الأمن وتدخله في كل شئون البلاد والعباد ..
سيدي الرئيس … اتفق معك كل الاتفاق إننا لدينا دوافع خوف مشترك علي مصر … ولكن لن يكون هذا الخوف سببا في القفز فوق الدستور وفوق الديمقراطية وفوق العرف الدولي … بدفع نجلكم الي مصاف رؤساء مصر … واعتباره ظاهرة فريدة لم تحظي بها مصر من قبل ..!!
وتغيره التركيبة السياسية والتدرج القيادي بتخطيه لكل القوانين والصعود علي قمة الهرم السياسي في مصر …
كلنا نحب أبناءنا … بل ونعشقهم … ولكن عندما يكون هناك مصلحة وطنية عليا تتطلب ان ننكر الذات ونرقي الي مرتبة الشرف الوطنية .. فإننا نبعدهم عن تلك النقط الشائكة …ونضعهم في أماكن أخري يخدم فيها وطنه كمواطن شريف .. من جهده ومن عرقه وليس من جهد وتاريخ الآخرين وإمكانيات دولة كلها باسم المصلحة الوطنية والاستقرار !
خطوة صعبة وقرار تاريخي – ان أتخذ- سيرفع كثيرا من الظلم الواقع علي نفوس الشباب. .وأبنائك وسيخلق قدوة حسنة ومثالا للوطنية وإنكار الذات حبا في مصر ..
وهذه الخطوة – ان تمت – سوف تحفظ لكم تاريخكم وميراثكم الذي بنيته طوال الخمسين عاما الماضية ..
الشعب بمثقفيه ومفكريه سوف يذكر لكم تلك الخطوة الشجاعة..وستظل علامة لعصركم ..تذكر كلما ذكرت الديمقراطية في مصر … وأنت أهل لهذا وتستحق هذا …
وفقكم الله الي ما فيه الخير لمصرنا الحبيبة
المصريون
تأجيل قضية إشهار إفلاس «السادات» إلي ٢٨ يناير
كتب أحمد شلبي
قررت محكمة النقض أمس تأجيل نظر الطعن المقدم من محمد أنور السادات عضو مجلس الشعب، علي الحكم الصادر من محكمة استئناف القاهرة بإشهار إفلاسه، لجلسة ٢٨ يناير المقبل والاستماع لمرافعة الدفاع.
كانت محكمة الاستئناف قد أصدرت حكما لصالح شركة «إيه إس» الدنماركية ضد محمد أنور السادات بإشهار إفلاسه لعدم سداد شيك لحساب الشركة بقيمة ٢٥٠ ألف دولار، فطعن السادات علي الحكم أمام محكمة النقض، التي قضت بقبول الطعن منذ ٣ أشهر وإيقاف التنفيذ لحين النظر الموضوعي في القضية.
أقتلوا ساويرس
نعم أقتلوه ففي قتله والخلاص منه حلا لكل مشاكل مصر وسوف ترفع مصر هاماتها ورأسها الي الاعلي وتفتختر بأنها تخلصت من أسباب تخلفها …وانهاءا لعصر وحياة و مؤسسات نجيب ساويرس .. التي انتشرت في الارض ..تعث فسادا !! ويعمل بها مئات الالف من المصريين …
و نجيب ساويري ليس أفضل ولا أهم من نجيب محفوظ … فقد حاولوا قتله وهو شيخ كبير .. لانه تجرا ونطق ببعض ما يجول في صدره وفكره ونشره في كتاب في شكل رواية …. أستحقت أكبر جائزة تمنح علي وجه الارض …جائزة نوبل نوبل .
ونجيب ساويرس ليس أفضل من الزعيم انور السادات .. الذي أغتيل بسبب أفكاره التقدمية وبعد نظره … والذي أثبتت الايام صدق رؤيته …
القتله والمحرضين هم نفسهم …من كانوا علي ايام نجيب محفوظ و السادات …. يتمنون ان يروا مظاهر الفقر والخراب تعم البلاد … ويجدوا في هذا مرتعا لهم وساحة كبيرة ليمارسوا فيها الفساد ..
أقتلوه أو أطرحوه أرضا فيبقي لكم وجه محرضيكم خالصا لكم …وأخبروني ماذا ستجنون بعدها ..أو لننتخب و نختار من كل حزب ومن كل مؤسسة اقتصادية مصرية شاب قوي يحمل سيفا .. ويضربونه ضربة رجل واحد …. فيتفرق دمه بين المصريين الجدد …والاجيال الجديدة … فلا نسمع عنه بعدها ابدا … ونعود الي عصور التجارة بالمبادله ..
ظاهرة مصرية أسمها نجيب سويرس .. ليست يشهادة المصريين ولكن بشهادة العالم المتحضر ورجال ومؤسسات الاقنصاد العالمي . ظاهرة مصرية لا تقل في حجم تعاملاتها عن مستوي مؤسسات امريكية كبيرة يعرفهاالعالم .. تلك الظاهرة موجودة بمصر … بالقطع لابد ان يكون لها أعداء وخفافيش تعشق الظلام … وتموت من ضؤ النهار ….وتسعي لاصطياد الكلمات التي تحمل بعض التناقضات او المعارضة فتكبرها وتحملها أكبر من حجمها ومن معناها ….
شخصية انسانية قبل أن تكون أقتصادية … تنطق بما ينطق به رجل الشارع البسيط …. يحب ان يري ويسمع كل ما هو أصيل في تراث الشعب المصري …
كفانا مزايدات علي حب مصر …. فكلنا مصريون حتي النخاع ..
الزراعات الشيطانية
طالما أصبحت الأراضي الصحراوية المصرية لها سعر تجاري … وتطرح بالأسواق العالمية .. وأصبحت أحد السلع المتداولة في الأسواق الاقتصادية…. وأصبحت الصحراء الجرداء المصرية معروضة للاستغلال .. بالبيع أو بالإيجار.. أو بحق الانتفاع .. أو بأي أسلوب تراه حكومتنا الرشيدة .. لمن يشاء أن يشتري من الأجانب .. أو المصريين أو الشركات العالمية …
إذًا لماذا لا ننمي هذا المنبع الغير محدود .. ونزيد من حجم المعروض منه لنحصل علي ثمن نقدي أكبر وسخي !!! أقصد يحصل عليه أصحاب فكرة البيع والتخصيص والاستفادة ـ وليس الشعب المسكين ـ الذي لا يعرف الفرق بين (البوت وال بي . بي .بي وحق الانتفاع الأبدي .. وغيرها من الألفاظ والمصطلحات التي أصبحت مثلها مثل التعويذات التي تفتح باب مغارة كنز علي بابا !! علي مصرعيه لهم …
إذًا لماذا لا يتفتق فكر وعقل الاقتصاديين المصريين الجدد ويسترجعوا الذكريات والتاريخ ويفتحوا الصحراء الغربية المصرية للبيع…؟؟
وبالطبع كان لابد قبل هذا أن يفتحوا موضوع الـ23 مليون لغم المدفونة تحت رمالها منذ الحرب العالمية الثانية .. والتي تذكرناها فجأة بعد أن أرتفع سعر الأراضي الصحراوية المصرية ..إلي مستويات قياسية ؟؟!!
مصر بلاد الغرائب والعجائب وصاحبة الأرقام التاريخية القياسية .. والإحصائية … قبل أن يعرف العالم موسوعة جنس للأرقام القياسية !! فمصر تملك ثلث آثار العالم … في الأقصر .. أو علي امتداد مصر كلها .. ومصر بها ثلث الألغام المزروعة في العالم كله .. وهي موزعة كالآتي :
حوالي 22,7 مليون لغم وأجسام أخرى قابلة للانفجار تم زرعها علي الصحراء الغربية لمصر أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو يمثل ما يزيد عن 20 % من إجمالي الألغام المزروعة في العالم، في هذه المنطقة فقط …وحوالي 5.5 مليون لغم في سيناء والصحراء الشرقية. خلفتها الحروب المصرية الإسرائيلية علي مدي 5 عقود … لتصل النسبة كما ذكرنا إلي أننا نملك ثلث الزراعات الشيطانية العالمية في مصر .. ألغام !!
موضوع يستحق أن يأخذ وقتا ليس بالقليل لإشغال الناس عن همومها اليومية .. ونخلق مادة للحديث والكلام والبحث والنقاش .. وقد يرقي إلي مستوي المشروعات القومية التي تتبناها الدولة وتضعها هدفا رئيسيا لها في التنمية … ولم لا ؟؟؟ فهي تشمل وجود ألغام في ساحة 72 كيلومترا طولا من الساحل الشمالي حتى منخفض القطارة جنوبا وابتداء من الكيلو80 وحتى الكيلو 134 غرب الإسكندرية في أربع مناطق رئيسية هي الإسكندرية وبها 400 ألف علي مساحة 2856 فدانا بالعلمين 12,4 مليون لغم علي مساحة 350 ألف فدان وبرأس الحكمة مليون و240 ألف لغم علي مساحة 131376 فدانا وفي براني والسلوم 3 ملايين علي مساحة 107 آلاف فدان. ولكن ما هي الخسائر الناجمة عن وجود تلك الألغام؟
أراضي بمساحات شاسعة … لو قدر لها أن تكون آمنة للاستخدام المدني لأصبحت كنزا للاقتصاد المصري وعطاء يفوق عطاء السد العالي … فهذا الموضوع يستحق أن يماثل في الاهتمام به مشروع السد العالي في الستينات من القرن الماضي ..
والبداية لابد أن تكون في أن تعترف دول المحور – التي كانت علي أيام الحرب العالمية الثانية – بأنها زرعت الألغام .. وعند اعترافها بهذا … ـ وأنا أشك أنها ستعترف – ستبدأ عجلة المطالبات القانونية علي المستوي الدولي … وهذا لن يحدث بسهولة .. وعلى الرغم من أن مصر لم توقع على اتفاقية اوتاوا لحظر استخدام ونقل وتخزين وإنتاج الألغام المضادة للأفراد في ديسمبر 1997 .. إلا أنها ساندت من حيث المبدأ الهدف من هذه الاتفاقية .. وقد طالبت مصر في اجتماعات الخبراء لمناقشة مشروع الاتفاقية في أوسلو في سبتمبر 1997 .. بمزيد من الضغط الدولي لدفع الدول التي شاركت في معارك الحرب العالمية الثانية على أرض مصر ، إلى تقديم خرائط الألغام ، وتقديم الدعم الأكبر لإزالتها…
واستكمالا للكلام والبحث عن الخرائط التي يتكلم عنها المصريون ويتهمون إيطاليا واستراليا وهولندا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا والهند واليونان وفرنسا بأنهم يخفونها .. قد دمرت مع اقتحام قوات وجيوش الحلفاء لمدن برلين وروما …
وحتى إذا كانت موجودة … فهي غير دقيقة لتحركات الكثبان الرملية المستمر في الصحراء
وختام الكلام … إذا أرادت مصر أن تطهر صحرائها من الألغام – عليها اللجوء إلي الشركات الأوربية – الألمانية والإيطالية – المتخصصة في نزع الألغام ، لتتعاقد معها .. عقدا مدنيا … لبحث هذا المشروع ….
وعلي فكرة … هناك في تلك الصحراء كنز آخر مدفون تحت الرمال منذ أكثر من 2500 عام …. وهو جيش بأكمله من جنود قمبيز … كان في طريقه إلي واحة سيوة ليقوم بمهمة مقدسة !!! وهي هدم معبد … هناك !! 50 ألف جندي بكامل هيئتهم وملابسهم وسلاحهم .. وعتادهم وعدتهم … مدفونون تحت الرمل ….. ومازال البحث جاري عن هذا الجيش المفقود بجوار الألغام المدفونة بالصحراء الغربية …
الزوج آخر من يعلم !! ـ
أكون أو لا أكون ….تلك هي المسألة … المقولة الشهيرة للكاتب الانجليزي وليم شكسبير.. التي وردت في مسرحيته الاشهر ( هاملت ) …
وهو مبدأ يتخذه كثيرا من الشخصيات العامة والفنانين .. والحكام أيضا …. وهو إثبات الوجود علي الساحة الحياتية – ايا كانت أهتماماته وطموحاته – واثبات انة الاقوي والافضل والمستمر الي نهاية الطريق والفوز بالتقدم علي الاخرين ….
والحزب الوطني الديمقراطي الحاكم والمتحكم في مصر الذي يعقد المؤتمرات وينشر الخطط المستقبلية يحاول أن يثبت هذا المبدأ .. علي أعتبار ان هناك آخرين متنافسين معه أو ضده !! والحقيقة انه لايوجد أي منافس ولا يوجد أي كيان سياسي مصري يهتم !!. وتلك مصيبة..
و الفاجعة المؤلمة والتي تثير الحسرة .. ان ابناء الشعب البسطاء عمال وفلاحين وموظفين ينظرون الي تلك التظاهرات علي شاشات التليفزيون فقط عند تغير المحطات والتجول بينها … فيلمحون تلك الجلسات .. والشخصيات المؤتمرة .. وفي لمح البصر ينتقلون بعدها مباشرة الي محطات للاغاني او الافلام او مباريات كرة قدم …. وكأن ما يذاع عن الحراك السياسي …يخص دولة أخري غير مصر ..
الزوج آخر من يعلم … مثل شعبي مصري آخر يجسد الحالة الغريبة التي يحياها الناس مع الحزب الحاكم ..فالكل يعلم ان مايتم ، تحصيل حاصل ولا تغير حدث خلال السنوات الاربع الماضية .. من عمر الحزب في ثوبه الجديد .. في حياة الناس ، سوي ارتفاع الاسعار في كل شيء .. وزيادة ضيق الحياة مع كل مشروع جديد ، ومع كل تعديل دستوري ، ومع كل انفتاحة اقتصادية .. في انشاء منتجعات .أو تصدير غاز او بيع أصول ممتلكات الشعب …
والشعب كله يعلم ويحلل الواقع تحليلا يفوق تحليل خبراء الاقتصاد والمال والاعمال في دقته وصدقه !!
والزوج ( الحزب الوطني ) لا يعلم … ولا يريد ان يعلم رسميا بما حدث … ويصدق كلام الاغاني …!! ويستعرض الانجازات الغير مسبوقة في عدد التعديلات الدستورية التي انجزت ووافق عليها مجلس الشعب وقلبت موازين الحياة !! … وأصبحت الحياة وردية بعدها وأصبحت المواطنة عنوان التسامح بين أفراد الشعب ..
ويستعرض الانجازات .. بلدنا بتتقدم بينا !!( شعار الحزب..الركيك .. لغويا ). ويواصل الحزب ندواته واجتماعاتة ويبث التليفزيون علي الهواء مباشرة وقائع تلك الاستعراضات ويحصر ويسترجع أرقام ومؤشرات التقدم الاقتصادي وقدراته الغير محدودة في ادارة العملية الانتخابية …. وانا شخصيا أتفق تماما مع هذه المقولة … فهو الحزب والجهة الوحيدة في مصر التي تستطيع أن تخرج النتائج الانتخابية طبقا لرغباتها وأهدافها رغم أنف الكل وبكل الطرق .
قالوا عن حزب الجبهة الديمقراطية انه حزب عائلي …وانه حزب الصفوة .. وحزب المثقفين وحزب ليس له صوت ولا لزوم .. وقالوا عن حزب الوفد انه حزب انتهي مفعوله من زمن . وقالوا عن حزب التجمع انه حزب اليساريين ..وقد انتهي هذا الزمن .. وقالوا عن الاحزاب الاخري انها أحزاب ورقية … وعدد وأرقام ليس لها في الحياة سوي أسماء علي ورق .!! وأقول انه محاولة لاثبات الوجود بلا سلطة ولا مال ولا نفوذ ..فقط بجهود تلك الفئات الوطنية التي تري في الديمقراطية مفتاحا لكثير من مشاكلنا لكي تنتهي .. وأعضاء تلك الاحزاب من بعض المثقفين والصفوة ومن يريدون ان يكونوا وسط من هم كائنون !!! لينضموا لقطار الحياة السياسية ويلحقوا بالدرجة الثالثة منه ويحاولوا أن يكونوا …وهو أفضل من لا شيء .. وأفضل من الجلوس في مقعد المشاهدين والمنافقين ..
أكون أو لا أكون تلك هي مشكلة محبي السلطة وعشاق الشهرة والظهور والاستعراض .
الإصلاح بالقطعة
تعبير دارج في العمل الصحفي .. ويعرفه كل من عمل بنشر الأخبار أو الموضوعات في الصحف والمجلات سواء القومية أو الخاصة .. معارضة أو مستقلة .. العمل بالقطعة .. والقطعة هنا هي خبر يقول أن ما يفعله رئيس الدولة هو الإصلاح بنظام القطعة .. لحال البلد … قطعة من هنا في الإسكان والتعمير وقطعة أخري من قوانين الإصلاح الاجتماعي … وقطعة ثالثة في كوادر المعلمين … ثم هبرة أخري في الاقتصاد بإصدار قرار إنشاء “حبة” مصانع لحديد التسليح … ولا مانع من السماح لمجموعة أخري من المحظوظين وأصحاب الحظوة من أن يدخلوا سوق صناعة الاسمنت ويسمح لهم بإقامة عدة مداخن كبيرة تزيد من عكارة الجو وتحتها مصنع أسمنت !! وعما قريب سيفتح باب تخصيص صناعة التبغ !!! وعلى صحة وفلوس الناس السلام !! وكلها إصلاحات بالقطعة وفوائد تعود علي ناس وناس … ناس لم تكتف بما لديها من سلطات تتحكم وتسيطر علي السوق المصري بمصانعها … وتريد المزيد … ولم لا !! … الحكومة ( بتاعتنا ) والشعب شعبنا والمال مالنا …!! فلم لا نزيد من تلك المصانع ملكية فردية وتحكم رأسمالي قبيح في دولة فقيرة … وتعاني من الأزمات كل ساعة … ونصبر…
الإصلاح بالقطعة أصبح سمة وعلامة وأسلوبا لحكام مصر ، لعلاج الانحدار الاجتماعي و لم تعرفه دولة في العالم من قبل.. سياسة تسكين وإخفاء الأخطاء وقلب الحقائق وفبركة الأرقام وادعاء الشفافية .. أصبحت سيمفونية تعزف ليل نهار… ( على الفاضي والمليان ) في وسائل الإعلام … علي اعتبار أن كثرة تكرار كلام أن مصر دولة تنهض بمعدلات تنموية كبيرة وكثرة( الزن علي الودان ) أمر من السحر ..
أعرف أن الدول المحترمة تضع بحكومتها خططا خمسية أو عشرية .. لنهضة شاملة وبجدول زمني يمكن للشعب أن يراقب تنفيذه … ويقف علي كل المصاعب التي تواجهه .. وأعرف أن دول أوروبا ودول آسيا ( النمور السبعة ) فعلوا هذا ونجحوا .. بشهادة أهل البلد نفسها قبل التقارير العالمية والإحصائيات الاقتصادية .. وصدقوا أنفسهم بأنفسهم ..
وأعرف أن وضع هدف استراتيجي لدولة بحجم مصر … يحتاج إلي مصداقية وعلم قبل حسن النية وقبل الاعتماد علي أهل الثقة ..
أمور كثيرة يجب أن تتغير… وأولها أن نغير أسلوب ( الإصلاح برد الفعل وسد الثغرات) أو ما يسمي الإصلاح بالقطعة…!!!
نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية
«أنور السادات» يطالب الأحزاب والنقابات بوضع دستور جديد
كتب هدي الساعاتي
طالب محمد أنور عصمت السادات، نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، عضو مجلس الشعب السابق، بوضع دستور جديد لمصر بمعرفة لجنة يتم تشكيلها من تحالف الأحزاب والنقابات وقوي الشعب، بهدف بث أمل جديد عند المصريين.
وقال السادات خلال لقائه أعضاء حزب الجبهة في الإسكندرية مساء أمس الأول إن الحزب قرر خوض الانتخابات في دائرة المنيل في القاهرة علي المقعد، الذي خلا باستقالة شاهيناز النجار، كما قرر المشاركة في أي انتخابات مقبلة سواء شعب أو شوري أو محليات.
وأوضح السادات أن الحزب دون المشاركة في الانتخابات يتحول إلي «روتاري»، مؤكدا أن الحزب لديه برنامج سياسي ومرشحون وتمويل للإنفاق علي الحملات الانتخابية، نافيا وجود أي تحالف بين الحزب والإخوان المسلمين، لكن يجمعه وأحزاب الوفد والتجمع والغد وثيقة إصلاح الدستور، باعتباره الطريق الوحيد للإصلاح الذي يعجز عن تحقيقه حتي مجلس الشعب.
ووصف السادات أعضاء الحزب الوطني في مجلس الشعب بأنهم «برتيتة» تجمعهم المصلحة فقط، وقال إن هناك تناقضاً في أدائهم البرلماني، فهم أيدوا الإشراف القضائي علي الانتخابات في إحدي الجلسات، ورفضوه في جلسة أخري.
المواطنة فى قانون لا بد منه
وسط كل مظاهر التحركات السياسية وقيام الأحزاب وبزوغ شعاع من الأمل في الحياة السياسية في مصر … ووسط المتناقضات الكثيرة في تصريحات المسئولين حول الأوضاع العقائدية في مصر … هناك حالة من القلق تنتابني – شخصيا – من توقع انفجار قريب … بسبب تغاضي وغض الطرف عن أوضاع لا يقبلها اي مصري في أي موقع حول حرية العقيدة وحول حقوق مغتصبة لفئات منه ..
يومياً نطالع بالصحف حوادث اعتداءات بين المسلمين و المسيحيين و نسمع عن حوادث أخرى . لا تنشر .. فيها انتهاكات صارخة .. بمحافظات مصر المختلفة من إلا سكندرية شمالاً إلى أقصى الجنوب بالصعيد .
وبداية للحديث.. أستوقفتي زيارة الملك عبد الله ..ملك السعودية .. لبابا الفاتيكان …. وهي زيارة تضع علامات استفهام وتحتاج الي وقفة سواء بالتأيد أو بالإنكار …. ولا تمر تلك الواقعة مرور الكرام ..
ولكننا نقف امام نقاط هامة في تلك الزيارة ..
.أولا : العالم بحاجة إلى دفع عجلة الحوار بين المسلمين والمسيحيين في العالم…. و عدم الاكتفاء بالثوابت فى الفقه و الأديان.. على أساس أنها أديان سماوية و مبادئها واحدة.. وبدايتها و نهايتها تكمن فى السماحة وحسن الخلق و مراعاة الآخرين .
ثانيا : موضوع وملف حقوق الإنسان وبخاصّة الحرية الدينية يحتاج الى ان يتدوال .. وبلا شك فإن الحرية الدينية هي الجوهر الذي تُبنى عليه كل الحريات والحقوق الأساسية للإنسان و قيام الأديان على مبدأ الحرية .. يجعلنا نفكر جيداً فى وضع قانون يحمى تلك الحريات.
ثالثا : انه ليس بين الفاتيكان والسعودية علاقات دبلوماسية . فهل سيفتح هذا الملف ؟
و هو ضرورة تحتمها الأحداث الجارية.. فلابد من وجود خطوط تربط الدولتين برباط العلاقات الدولية المتكافئة .
ووقت انطلاق شرارة الغضب و الاستهجان الشعبي فى العالم كله للرسوم المسيئة للرسول الكريم ” صلى الله عليه و سلم ” و التى ظهرت بوادرها فى دول شمال أوروبا .. كتبنا و اقترحنا أن يقوم شيخ الأزهر مع وفد من طوائف الشعب المصرى مسلمين و مسيحيين و اخوان مسلمين و منظمات المجتمع المدنى .. بزيارة تلك الدول لتصحيح المفاهيم المغلوطة .. و لم تحدث أى استجابة حقيقية .. و اليوم نسمع و نقرأ و نحلل زيارة ملك السعودية للفاتيكان !! .. و تلك زيارة تجعل البداية فى الكلام ميسرة وسهلة .. اجتماع ” الملك و البابا ” و هما أكبر كيانين فى العالم ” المسيحيين و المسلمين ” – مجرد لقائهما – هو خطوة إيجابية .. حتى وإن لم يسفر عن نتائج مرجوة من الطرفين.
تلك الزيارة التاريخية اعتبرها أنا أقوى من كل المؤتمرات و الندوات العالمية التى تعقد فى أنحاء متفرقة من العالم لتندد بالتفرقة و بالعنصرية تحت شعارات مختلفة .. و مختلفة !! .. أعتقد أنها بعيدة جداً عن حال البسطاء .. وأخطر ما فيها أنها تعطى شبه شرعية لقراراتها وتجعلها مباذى لا بد من أن يلتزم بها كل طرف واحد وكل طرف و له رأى وفكر .. وللأسف ليس له آذان يسمع بها الآخر.
و لو أن المهاجرين المصريين أعتبروا أنفسهم سفراء لمصر بدول المهجر ، لاختلف الحال وشعروا بكيانهم وقدرتهم على فرض رأيهم ووجهة نظرهم .ز ولكننا نتجاهلهم فى كثير من المواضع .. ولا نتذكرهم إلا عند الزيارات الرسمية لرئيس الدولة أو فى زيارة بعض الوزراء ..
البسطاء من أبناء الشعب .. و هم الأغلبية .. عندما يتكلم فقهاؤهم فى الدين ، فهم يستمعون جيداً وينصتون ويعطون عقولهم لما يقال ولايناقشون أى قضايا تخص العقيدة .. خوفاً من العقاب السماوى ، ويأخذون من أفواه المتكلمين نصوصا يعتبرونها دستوراً وكلاماً يحافظون عليه بكل حرف فيه .
ولقد شبه أحد المصلحين حركة الإفتاء والكلام فى الدين ببلدوزر يقوده الداعية .. وقد يكون لا يحمل رخصة ولا يعرف القيادة ولكنه يحرك البلدوزر بحجمه العملاق فى أى اتجاه وبلا معرفة وقد يدمر كل ما أمامه .. ولا يبنى أبداً .. مجرد كلمات تخرج من فمه وعلى لسانه كفيله بتحريك هذا الوحش الكاسر ، ولهذا لابد من التدفيق فى اختيار السائق ” الداعية ” .. ووضعه تحت اختبارات عديدة ومتنوعة .. تستطيع من خلالها انتقاء الأصلح لمهنة الإفتاء فى الدين . إن لم نكن فى الماضى قد تمكنا من أن نتضامن – كدولة عربية وإسلامية – فى مناشدة الأمم المتحدة لتبنى مشروع قانون يدين الإساءة إلى الأديان .. فإننا اليوم فى حاجة وضع قانون يصون ويحمى الأديان السماوية – على أرض مصر – من أى انتهاكات أو إساءات مقصودة أو غير مقصودة .. وإن يلتزم به كل مواطن يعيش على أرض مصر .. لنعطى المثل والقدوة لباقى شعوب العالم فى احترامنا لعقائدنا و تراثنا .. و مصر هى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تستطيع أن تضرب المثل و القدوة على احتواء الشعب لكل العقائد .ز وإن الدين لله والوطن للجميع .. و مقولة البابا شنودة الثالث .. إن مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا .. وصدوى قانون فى هذا التوقيت الذى يزخر بمثل شخصية البابا شنودة ووجود مصلحين إسلاميين شباب .. وجدد يعتبر مناسباً جداً ومناخاً يسمح بوضع لبنة الاستقرار فى هذا البلد الآمن ,, وأن يتبنى رئيس الجمهورية بنفسه لإصدار هذا القانون وتطبيق بنوده .
أزمة منتصف العمر في انابوليس!
لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية، بإدارتها الحالية منفذا للخروج من الأزمة الطاحنة لها في منطقة الشرق الأوسط إلا.. في اللجوء إلي العرب أنفسهم !! ليضعوا لها سيناريو الخروج !!
60 عاما هي عمر القضية الفلسطينية .. وهي الأساس وهي الأصل في قضايا الوطن والعالم .. وأمريكا تدخل عامها الأربعين منذ عام 1967 وحتى الآن .. وقد بلغت سن النضوج السياسي .. الفهم العميق لأسباب قضايا الشرق الأوسط … ومتناقضاتها – في نظر أمريكا ..
أمريكا تدعو كل دول الشرق الأوسط ليضعوا لها سيناريو الخروج المشرف من العراق … وسيناريو التعامل مع إيران …
أمريكا تلجأ أخيرا وبعد أن استنفذت كافة الوسائل وكافة الأعراف وكل الطرق المشروعة والغير مشروعة المعروفة والغير معروفة إلي الدول العربية … تلجأ لسحر الشرق .. وتعود بذاكرتها إلي أحلام وسحر ليالي ألف ليلة وليلة … وبساط الريح .. ومصباح علاء الدين .. بل والي أسطورة لص بغداد نفسها …
ولم يفتها أن تشير إلي معروف الاسكافي .. وسلطانية الملك التي أهداها له حاكم الجزيرة …
وكم هي قيمة وعظيمة تلك السلطانية .. التي نلبسها منذ عشرات السنين تحت مسميات أمريكية كثيرة …
بلغت أمريكا سن النضج … وفهمت واستوعبت أصول اللعبة السياسية وأصول العمل بها واستخدامها … وتقف الآن في منتصف الطريق … لم تحقق شيئا يذكر لها ولا لرئيسها بوش قبل أن يغادر البيت الأبيض .. وينهي حقبة حكم مريرة على أمريكا وعلي العالم بأسره ..
أمريكا تمر بأزمة منتصف العمر الآن … حائرة بين ما مضي وما هو آت !!
تدعو أعداء الأمس وأصدقاء اليوم إلي أن يجتمعوا في مدينة أمريكية أسمها انابوليس ..
تدعوا الغرماء والأشقاء ، وليس مهما أن تكون الدولة متفقة مع أمريكا في سياستها الخارجية .. المهم أنها توافق علي الاجتماع بأي شكل وبأي طريقة ..
الحضور هو هدف الولايات المتحدة الأمريكية وهو الغاية …
ووراء أمريكا … وزيرتا خارجية .. شقراء وسمراء … تسيبني لببيني وكوندليزا رايس .. تريدان تطمعان وتتشوقان إلي أن يضعا قدماهما علي طريق التاريخ العربي وان يكون أسمهما من الأسماء التي يذكرها التاريخ في أزماته …. ولا يناسهما التاريخ كما نسيى اولبريت .. ومارجريت تاتشر وجولد مائير ..
وجوه تحير أمريكا في منتصف العمر .. حلم منتصف العمر في انابوليس يراود الجميع !!
فهل ستنجب أمريكا مولودا جديدا .. باسم انابوليس ؟؟؟ هل في منتصف العمر تستطيع أمريكا الإنجاب والمراعاة والتربية والسهر علي المولود الجديد ؟؟
التربية مش سهلة … في مجتمع عربي إيراني إسرائيلي …
مسكينة دولة فلسطين وسط هذا الجو المتوتر والمصالح المتضاربة .. وأقل شيء تفعله هو أن ترفض كل شيء .. فهي لم تر خيرا فيما سبق فهل المولود الجديد سيعود عليها بالخير!! ..
عضو المجلس المصري للشؤن الخارجية