24ديسمبر

أقتلوا ساويرس

نعم أقتلوه ففي قتله والخلاص منه حلا لكل مشاكل مصر وسوف ترفع مصر هاماتها ورأسها الي الاعلي وتفتختر بأنها تخلصت من أسباب تخلفها …وانهاءا لعصر وحياة و مؤسسات نجيب ساويرس .. التي انتشرت في الارض ..تعث فسادا !! ويعمل بها مئات الالف من المصريين …
و نجيب ساويري ليس أفضل ولا أهم من نجيب محفوظ … فقد حاولوا قتله وهو شيخ كبير .. لانه تجرا ونطق ببعض ما يجول في صدره وفكره ونشره في كتاب في شكل رواية …. أستحقت أكبر جائزة تمنح علي وجه الارض …جائزة نوبل نوبل .
ونجيب ساويرس ليس أفضل من الزعيم انور السادات .. الذي أغتيل بسبب أفكاره التقدمية وبعد نظره … والذي أثبتت الايام صدق رؤيته …
القتله والمحرضين هم نفسهم …من كانوا علي ايام نجيب محفوظ و السادات …. يتمنون ان يروا مظاهر الفقر والخراب تعم البلاد … ويجدوا في هذا مرتعا لهم وساحة كبيرة ليمارسوا فيها الفساد ..
أقتلوه أو أطرحوه أرضا فيبقي لكم وجه محرضيكم خالصا لكم …وأخبروني ماذا ستجنون بعدها ..أو لننتخب و نختار من كل حزب ومن كل مؤسسة اقتصادية مصرية شاب قوي يحمل سيفا .. ويضربونه ضربة رجل واحد …. فيتفرق دمه بين المصريين الجدد …والاجيال الجديدة … فلا نسمع عنه بعدها ابدا … ونعود الي عصور التجارة بالمبادله ..
ظاهرة مصرية أسمها نجيب سويرس .. ليست يشهادة المصريين ولكن بشهادة العالم المتحضر ورجال ومؤسسات الاقنصاد العالمي . ظاهرة مصرية لا تقل في حجم تعاملاتها عن مستوي مؤسسات امريكية كبيرة يعرفهاالعالم .. تلك الظاهرة موجودة بمصر … بالقطع لابد ان يكون لها أعداء وخفافيش تعشق الظلام … وتموت من ضؤ النهار ….وتسعي لاصطياد الكلمات التي تحمل بعض التناقضات او المعارضة فتكبرها وتحملها أكبر من حجمها ومن معناها ….
شخصية انسانية قبل أن تكون أقتصادية … تنطق بما ينطق به رجل الشارع البسيط …. يحب ان يري ويسمع كل ما هو أصيل في تراث الشعب المصري …
كفانا مزايدات علي حب مصر …. فكلنا مصريون حتي النخاع ..

17ديسمبر

الزراعات الشيطانية

طالما أصبحت الأراضي الصحراوية المصرية لها سعر تجاري … وتطرح بالأسواق العالمية .. وأصبحت أحد السلع المتداولة في الأسواق الاقتصادية…. وأصبحت الصحراء الجرداء المصرية معروضة للاستغلال .. بالبيع أو بالإيجار.. أو بحق الانتفاع .. أو بأي أسلوب تراه حكومتنا الرشيدة .. لمن يشاء أن يشتري من الأجانب .. أو المصريين أو الشركات العالمية …
إذًا لماذا لا ننمي هذا المنبع الغير محدود .. ونزيد من حجم المعروض منه لنحصل علي ثمن نقدي أكبر وسخي !!! أقصد يحصل عليه أصحاب فكرة البيع والتخصيص والاستفادة ـ وليس الشعب المسكين ـ الذي لا يعرف الفرق بين (البوت وال بي . بي .بي وحق الانتفاع الأبدي .. وغيرها من الألفاظ والمصطلحات التي أصبحت مثلها مثل التعويذات التي تفتح باب مغارة كنز علي بابا !! علي مصرعيه لهم …
إذًا لماذا لا يتفتق فكر وعقل الاقتصاديين المصريين الجدد ويسترجعوا الذكريات والتاريخ ويفتحوا الصحراء الغربية المصرية للبيع…؟؟
وبالطبع كان لابد قبل هذا أن يفتحوا موضوع الـ23 مليون لغم المدفونة تحت رمالها منذ الحرب العالمية الثانية .. والتي تذكرناها فجأة بعد أن أرتفع سعر الأراضي الصحراوية المصرية ..إلي مستويات قياسية ؟؟!!
مصر بلاد الغرائب والعجائب وصاحبة الأرقام التاريخية القياسية .. والإحصائية … قبل أن يعرف العالم موسوعة جنس للأرقام القياسية !! فمصر تملك ثلث آثار العالم … في الأقصر .. أو علي امتداد مصر كلها .. ومصر بها ثلث الألغام المزروعة في العالم كله .. وهي موزعة كالآتي :
حوالي 22,7 مليون لغم وأجسام أخرى قابلة للانفجار تم زرعها علي الصحراء الغربية لمصر أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو يمثل ما يزيد عن 20 % من إجمالي الألغام المزروعة في العالم، في هذه المنطقة فقط …وحوالي 5.5 مليون لغم في سيناء والصحراء الشرقية. خلفتها الحروب المصرية الإسرائيلية علي مدي 5 عقود … لتصل النسبة كما ذكرنا إلي أننا نملك ثلث الزراعات الشيطانية العالمية في مصر .. ألغام !!
موضوع يستحق أن يأخذ وقتا ليس بالقليل لإشغال الناس عن همومها اليومية .. ونخلق مادة للحديث والكلام والبحث والنقاش .. وقد يرقي إلي مستوي المشروعات القومية التي تتبناها الدولة وتضعها هدفا رئيسيا لها في التنمية … ولم لا ؟؟؟ فهي تشمل وجود ألغام في ساحة ‏72 كيلومترا طولا من الساحل الشمالي حتى منخفض القطارة جنوبا وابتداء من الكيلو80 وحتى الكيلو ‏134 غرب الإسكندرية في أربع مناطق رئيسية هي الإسكندرية وبها ‏400 ألف علي مساحة ‏2856‏ فدانا بالعلمين ‏12,4‏ مليون لغم علي مساحة ‏350‏ ألف فدان وبرأس الحكمة مليون و‏240‏ ألف لغم علي مساحة ‏131376‏ فدانا وفي براني والسلوم ‏3‏ ملايين علي مساحة ‏107‏ آلاف فدان‏.‏ ولكن ما هي الخسائر الناجمة عن وجود تلك الألغام؟
أراضي بمساحات شاسعة … لو قدر لها أن تكون آمنة للاستخدام المدني لأصبحت كنزا للاقتصاد المصري وعطاء يفوق عطاء السد العالي … فهذا الموضوع يستحق أن يماثل في الاهتمام به مشروع السد العالي في الستينات من القرن الماضي ..
والبداية لابد أن تكون في أن تعترف دول المحور – التي كانت علي أيام الحرب العالمية الثانية – بأنها زرعت الألغام .. وعند اعترافها بهذا … ـ وأنا أشك أنها ستعترف – ستبدأ عجلة المطالبات القانونية علي المستوي الدولي … وهذا لن يحدث بسهولة .. وعلى الرغم من أن مصر لم توقع على اتفاقية اوتاوا لحظر استخدام ونقل وتخزين وإنتاج الألغام المضادة للأفراد في ديسمبر 1997 .. إلا أنها ساندت من حيث المبدأ الهدف من هذه الاتفاقية .. وقد طالبت مصر في اجتماعات الخبراء لمناقشة مشروع الاتفاقية في أوسلو في سبتمبر 1997 .. بمزيد من الضغط الدولي لدفع الدول التي شاركت في معارك الحرب العالمية الثانية على أرض مصر ، إلى تقديم خرائط الألغام ، وتقديم الدعم الأكبر لإزالتها…
واستكمالا للكلام والبحث عن الخرائط التي يتكلم عنها المصريون ويتهمون إيطاليا واستراليا وهولندا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا والهند واليونان وفرنسا بأنهم يخفونها .. قد دمرت مع اقتحام قوات وجيوش الحلفاء لمدن برلين وروما …
وحتى إذا كانت موجودة … فهي غير دقيقة لتحركات الكثبان الرملية المستمر في الصحراء

وختام الكلام … إذا أرادت مصر أن تطهر صحرائها من الألغام – عليها اللجوء إلي الشركات الأوربية – الألمانية والإيطالية – المتخصصة في نزع الألغام ، لتتعاقد معها .. عقدا مدنيا … لبحث هذا المشروع ….
وعلي فكرة … هناك في تلك الصحراء كنز آخر مدفون تحت الرمال منذ أكثر من 2500 عام …. وهو جيش بأكمله من جنود قمبيز … كان في طريقه إلي واحة سيوة ليقوم بمهمة مقدسة !!! وهي هدم معبد … هناك !! 50 ألف جندي بكامل هيئتهم وملابسهم وسلاحهم .. وعتادهم وعدتهم … مدفونون تحت الرمل ….. ومازال البحث جاري عن هذا الجيش المفقود بجوار الألغام المدفونة بالصحراء الغربية …

10ديسمبر

الزوج آخر من يعلم !! ـ

أكون أو لا أكون ….تلك هي المسألة … المقولة الشهيرة للكاتب الانجليزي وليم شكسبير.. التي وردت في مسرحيته الاشهر ( هاملت ) …
وهو مبدأ يتخذه كثيرا من الشخصيات العامة والفنانين .. والحكام أيضا …. وهو إثبات الوجود علي الساحة الحياتية – ايا كانت أهتماماته وطموحاته – واثبات انة الاقوي والافضل والمستمر الي نهاية الطريق والفوز بالتقدم علي الاخرين ….
والحزب الوطني الديمقراطي الحاكم والمتحكم في مصر الذي يعقد المؤتمرات وينشر الخطط المستقبلية يحاول أن يثبت هذا المبدأ .. علي أعتبار ان هناك آخرين متنافسين معه أو ضده !! والحقيقة انه لايوجد أي منافس ولا يوجد أي كيان سياسي مصري يهتم !!. وتلك مصيبة..
و الفاجعة المؤلمة والتي تثير الحسرة .. ان ابناء الشعب البسطاء عمال وفلاحين وموظفين ينظرون الي تلك التظاهرات علي شاشات التليفزيون فقط عند تغير المحطات والتجول بينها … فيلمحون تلك الجلسات .. والشخصيات المؤتمرة .. وفي لمح البصر ينتقلون بعدها مباشرة الي محطات للاغاني او الافلام او مباريات كرة قدم …. وكأن ما يذاع عن الحراك السياسي …يخص دولة أخري غير مصر ..
الزوج آخر من يعلم … مثل شعبي مصري آخر يجسد الحالة الغريبة التي يحياها الناس مع الحزب الحاكم ..فالكل يعلم ان مايتم ، تحصيل حاصل ولا تغير حدث خلال السنوات الاربع الماضية .. من عمر الحزب في ثوبه الجديد .. في حياة الناس ، سوي ارتفاع الاسعار في كل شيء .. وزيادة ضيق الحياة مع كل مشروع جديد ، ومع كل تعديل دستوري ، ومع كل انفتاحة اقتصادية .. في انشاء منتجعات .أو تصدير غاز او بيع أصول ممتلكات الشعب …
والشعب كله يعلم ويحلل الواقع تحليلا يفوق تحليل خبراء الاقتصاد والمال والاعمال في دقته وصدقه !!
والزوج ( الحزب الوطني ) لا يعلم … ولا يريد ان يعلم رسميا بما حدث … ويصدق كلام الاغاني …!! ويستعرض الانجازات الغير مسبوقة في عدد التعديلات الدستورية التي انجزت ووافق عليها مجلس الشعب وقلبت موازين الحياة !! … وأصبحت الحياة وردية بعدها وأصبحت المواطنة عنوان التسامح بين أفراد الشعب ..

ويستعرض الانجازات .. بلدنا بتتقدم بينا !!( شعار الحزب..الركيك .. لغويا ). ويواصل الحزب ندواته واجتماعاتة ويبث التليفزيون علي الهواء مباشرة وقائع تلك الاستعراضات ويحصر ويسترجع أرقام ومؤشرات التقدم الاقتصادي وقدراته الغير محدودة في ادارة العملية الانتخابية …. وانا شخصيا أتفق تماما مع هذه المقولة … فهو الحزب والجهة الوحيدة في مصر التي تستطيع أن تخرج النتائج الانتخابية طبقا لرغباتها وأهدافها رغم أنف الكل وبكل الطرق .
قالوا عن حزب الجبهة الديمقراطية انه حزب عائلي …وانه حزب الصفوة .. وحزب المثقفين وحزب ليس له صوت ولا لزوم .. وقالوا عن حزب الوفد انه حزب انتهي مفعوله من زمن . وقالوا عن حزب التجمع انه حزب اليساريين ..وقد انتهي هذا الزمن .. وقالوا عن الاحزاب الاخري انها أحزاب ورقية … وعدد وأرقام ليس لها في الحياة سوي أسماء علي ورق .!! وأقول انه محاولة لاثبات الوجود بلا سلطة ولا مال ولا نفوذ ..فقط بجهود تلك الفئات الوطنية التي تري في الديمقراطية مفتاحا لكثير من مشاكلنا لكي تنتهي .. وأعضاء تلك الاحزاب من بعض المثقفين والصفوة ومن يريدون ان يكونوا وسط من هم كائنون !!! لينضموا لقطار الحياة السياسية ويلحقوا بالدرجة الثالثة منه ويحاولوا أن يكونوا …وهو أفضل من لا شيء .. وأفضل من الجلوس في مقعد المشاهدين والمنافقين ..
أكون أو لا أكون تلك هي مشكلة محبي السلطة وعشاق الشهرة والظهور والاستعراض .

03ديسمبر

الإصلاح بالقطعة

تعبير دارج في العمل الصحفي .. ويعرفه كل من عمل بنشر الأخبار أو الموضوعات في الصحف والمجلات سواء القومية أو الخاصة .. معارضة أو مستقلة .. العمل بالقطعة .. والقطعة هنا هي خبر يقول أن ما يفعله رئيس الدولة هو الإصلاح بنظام القطعة .. لحال البلد … قطعة من هنا في الإسكان والتعمير وقطعة أخري من قوانين الإصلاح الاجتماعي … وقطعة ثالثة في كوادر المعلمين … ثم هبرة أخري في الاقتصاد بإصدار قرار إنشاء “حبة” مصانع لحديد التسليح … ولا مانع من السماح لمجموعة أخري من المحظوظين وأصحاب الحظوة من أن يدخلوا سوق صناعة الاسمنت ويسمح لهم بإقامة عدة مداخن كبيرة تزيد من عكارة الجو وتحتها مصنع أسمنت !! وعما قريب سيفتح باب تخصيص صناعة التبغ !!! وعلى صحة وفلوس الناس السلام !! وكلها إصلاحات بالقطعة وفوائد تعود علي ناس وناس … ناس لم تكتف بما لديها من سلطات تتحكم وتسيطر علي السوق المصري بمصانعها … وتريد المزيد … ولم لا !! … الحكومة ( بتاعتنا ) والشعب شعبنا والمال مالنا …!! فلم لا نزيد من تلك المصانع ملكية فردية وتحكم رأسمالي قبيح في دولة فقيرة … وتعاني من الأزمات كل ساعة … ونصبر…
الإصلاح بالقطعة أصبح سمة وعلامة وأسلوبا لحكام مصر ، لعلاج الانحدار الاجتماعي و لم تعرفه دولة في العالم من قبل.. سياسة تسكين وإخفاء الأخطاء وقلب الحقائق وفبركة الأرقام وادعاء الشفافية .. أصبحت سيمفونية تعزف ليل نهار… ( على الفاضي والمليان ) في وسائل الإعلام … علي اعتبار أن كثرة تكرار كلام أن مصر دولة تنهض بمعدلات تنموية كبيرة وكثرة( الزن علي الودان ) أمر من السحر ..
أعرف أن الدول المحترمة تضع بحكومتها خططا خمسية أو عشرية .. لنهضة شاملة وبجدول زمني يمكن للشعب أن يراقب تنفيذه … ويقف علي كل المصاعب التي تواجهه .. وأعرف أن دول أوروبا ودول آسيا ( النمور السبعة ) فعلوا هذا ونجحوا .. بشهادة أهل البلد نفسها قبل التقارير العالمية والإحصائيات الاقتصادية .. وصدقوا أنفسهم بأنفسهم ..
وأعرف أن وضع هدف استراتيجي لدولة بحجم مصر … يحتاج إلي مصداقية وعلم قبل حسن النية وقبل الاعتماد علي أهل الثقة ..
أمور كثيرة يجب أن تتغير… وأولها أن نغير أسلوب ( الإصلاح برد الفعل وسد الثغرات) أو ما يسمي الإصلاح بالقطعة…!!!

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

02ديسمبر

«أنور السادات» يطالب الأحزاب والنقابات بوضع دستور جديد

المصرى اليوم

كتب هدي الساعاتي

طالب محمد أنور عصمت السادات، نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، عضو مجلس الشعب السابق، بوضع دستور جديد لمصر بمعرفة لجنة يتم تشكيلها من تحالف الأحزاب والنقابات وقوي الشعب، بهدف بث أمل جديد عند المصريين.

وقال السادات خلال لقائه أعضاء حزب الجبهة في الإسكندرية مساء أمس الأول إن الحزب قرر خوض الانتخابات في دائرة المنيل في القاهرة علي المقعد، الذي خلا باستقالة شاهيناز النجار، كما قرر المشاركة في أي انتخابات مقبلة سواء شعب أو شوري أو محليات.

وأوضح السادات أن الحزب دون المشاركة في الانتخابات يتحول إلي «روتاري»، مؤكدا أن الحزب لديه برنامج سياسي ومرشحون وتمويل للإنفاق علي الحملات الانتخابية، نافيا وجود أي تحالف بين الحزب والإخوان المسلمين، لكن يجمعه وأحزاب الوفد والتجمع والغد وثيقة إصلاح الدستور، باعتباره الطريق الوحيد للإصلاح الذي يعجز عن تحقيقه حتي مجلس الشعب.

ووصف السادات أعضاء الحزب الوطني في مجلس الشعب بأنهم «برتيتة» تجمعهم المصلحة فقط، وقال إن هناك تناقضاً في أدائهم البرلماني، فهم أيدوا الإشراف القضائي علي الانتخابات في إحدي الجلسات، ورفضوه في جلسة أخري.

29نوفمبر

المواطنة فى قانون لا بد منه

وسط كل مظاهر التحركات السياسية وقيام الأحزاب وبزوغ شعاع من الأمل في الحياة السياسية في مصر … ووسط المتناقضات الكثيرة في تصريحات المسئولين حول الأوضاع العقائدية في مصر … هناك حالة من القلق تنتابني – شخصيا – من توقع انفجار قريب … بسبب تغاضي وغض الطرف عن أوضاع لا يقبلها اي مصري في أي موقع حول حرية العقيدة وحول حقوق مغتصبة لفئات منه ..
يومياً نطالع بالصحف حوادث اعتداءات بين المسلمين و المسيحيين و نسمع عن حوادث أخرى . لا تنشر .. فيها انتهاكات صارخة .. بمحافظات مصر المختلفة من إلا سكندرية شمالاً إلى أقصى الجنوب بالصعيد .
وبداية للحديث.. أستوقفتي زيارة الملك عبد الله ..ملك السعودية .. لبابا الفاتيكان …. وهي زيارة تضع علامات استفهام وتحتاج الي وقفة سواء بالتأيد أو بالإنكار …. ولا تمر تلك الواقعة مرور الكرام ..
ولكننا نقف امام نقاط هامة في تلك الزيارة ..
.أولا : العالم بحاجة إلى دفع عجلة الحوار بين المسلمين والمسيحيين في العالم…. و عدم الاكتفاء بالثوابت فى الفقه و الأديان.. على أساس أنها أديان سماوية و مبادئها واحدة.. وبدايتها و نهايتها تكمن فى السماحة وحسن الخلق و مراعاة الآخرين .
ثانيا : موضوع وملف حقوق الإنسان وبخاصّة الحرية الدينية يحتاج الى ان يتدوال .. وبلا شك فإن الحرية الدينية هي الجوهر الذي تُبنى عليه كل الحريات والحقوق الأساسية للإنسان و قيام الأديان على مبدأ الحرية .. يجعلنا نفكر جيداً فى وضع قانون يحمى تلك الحريات.
ثالثا : انه ليس بين الفاتيكان والسعودية علاقات دبلوماسية . فهل سيفتح هذا الملف ؟

و هو ضرورة تحتمها الأحداث الجارية.. فلابد من وجود خطوط تربط الدولتين برباط العلاقات الدولية المتكافئة .
ووقت انطلاق شرارة الغضب و الاستهجان الشعبي فى العالم كله للرسوم المسيئة للرسول الكريم ” صلى الله عليه و سلم ” و التى ظهرت بوادرها فى دول شمال أوروبا .. كتبنا و اقترحنا أن يقوم شيخ الأزهر مع وفد من طوائف الشعب المصرى مسلمين و مسيحيين و اخوان مسلمين و منظمات المجتمع المدنى .. بزيارة تلك الدول لتصحيح المفاهيم المغلوطة .. و لم تحدث أى استجابة حقيقية .. و اليوم نسمع و نقرأ و نحلل زيارة ملك السعودية للفاتيكان !! .. و تلك زيارة تجعل البداية فى الكلام ميسرة وسهلة .. اجتماع ” الملك و البابا ” و هما أكبر كيانين فى العالم ” المسيحيين و المسلمين ” – مجرد لقائهما – هو خطوة إيجابية .. حتى وإن لم يسفر عن نتائج مرجوة من الطرفين.
تلك الزيارة التاريخية اعتبرها أنا أقوى من كل المؤتمرات و الندوات العالمية التى تعقد فى أنحاء متفرقة من العالم لتندد بالتفرقة و بالعنصرية تحت شعارات مختلفة .. و مختلفة !! .. أعتقد أنها بعيدة جداً عن حال البسطاء .. وأخطر ما فيها أنها تعطى شبه شرعية لقراراتها وتجعلها مباذى لا بد من أن يلتزم بها كل طرف واحد وكل طرف و له رأى وفكر .. وللأسف ليس له آذان يسمع بها الآخر.
و لو أن المهاجرين المصريين أعتبروا أنفسهم سفراء لمصر بدول المهجر ، لاختلف الحال وشعروا بكيانهم وقدرتهم على فرض رأيهم ووجهة نظرهم .ز ولكننا نتجاهلهم فى كثير من المواضع .. ولا نتذكرهم إلا عند الزيارات الرسمية لرئيس الدولة أو فى زيارة بعض الوزراء ..
البسطاء من أبناء الشعب .. و هم الأغلبية .. عندما يتكلم فقهاؤهم فى الدين ، فهم يستمعون جيداً وينصتون ويعطون عقولهم لما يقال ولايناقشون أى قضايا تخص العقيدة .. خوفاً من العقاب السماوى ، ويأخذون من أفواه المتكلمين نصوصا يعتبرونها دستوراً وكلاماً يحافظون عليه بكل حرف فيه .
ولقد شبه أحد المصلحين حركة الإفتاء والكلام فى الدين ببلدوزر يقوده الداعية .. وقد يكون لا يحمل رخصة ولا يعرف القيادة ولكنه يحرك البلدوزر بحجمه العملاق فى أى اتجاه وبلا معرفة وقد يدمر كل ما أمامه .. ولا يبنى أبداً .. مجرد كلمات تخرج من فمه وعلى لسانه كفيله بتحريك هذا الوحش الكاسر ، ولهذا لابد من التدفيق فى اختيار السائق ” الداعية ” .. ووضعه تحت اختبارات عديدة ومتنوعة .. تستطيع من خلالها انتقاء الأصلح لمهنة الإفتاء فى الدين . إن لم نكن فى الماضى قد تمكنا من أن نتضامن – كدولة عربية وإسلامية – فى مناشدة الأمم المتحدة لتبنى مشروع قانون يدين الإساءة إلى الأديان .. فإننا اليوم فى حاجة وضع قانون يصون ويحمى الأديان السماوية – على أرض مصر – من أى انتهاكات أو إساءات مقصودة أو غير مقصودة .. وإن يلتزم به كل مواطن يعيش على أرض مصر .. لنعطى المثل والقدوة لباقى شعوب العالم فى احترامنا لعقائدنا و تراثنا .. و مصر هى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تستطيع أن تضرب المثل و القدوة على احتواء الشعب لكل العقائد .ز وإن الدين لله والوطن للجميع .. و مقولة البابا شنودة الثالث .. إن مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا .. وصدوى قانون فى هذا التوقيت الذى يزخر بمثل شخصية البابا شنودة ووجود مصلحين إسلاميين شباب .. وجدد يعتبر مناسباً جداً ومناخاً يسمح بوضع لبنة الاستقرار فى هذا البلد الآمن ,, وأن يتبنى رئيس الجمهورية بنفسه لإصدار هذا القانون وتطبيق بنوده .

26نوفمبر

أزمة منتصف العمر في انابوليس!

لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية، بإدارتها الحالية منفذا للخروج من الأزمة الطاحنة لها في منطقة الشرق الأوسط إلا.. في اللجوء إلي العرب أنفسهم !! ليضعوا لها سيناريو الخروج !!
60 عاما هي عمر القضية الفلسطينية .. وهي الأساس وهي الأصل في قضايا الوطن والعالم .. وأمريكا تدخل عامها الأربعين منذ عام 1967 وحتى الآن .. وقد بلغت سن النضوج السياسي .. الفهم العميق لأسباب قضايا الشرق الأوسط … ومتناقضاتها – في نظر أمريكا ..
أمريكا تدعو كل دول الشرق الأوسط ليضعوا لها سيناريو الخروج المشرف من العراق … وسيناريو التعامل مع إيران …
أمريكا تلجأ أخيرا وبعد أن استنفذت كافة الوسائل وكافة الأعراف وكل الطرق المشروعة والغير مشروعة المعروفة والغير معروفة إلي الدول العربية … تلجأ لسحر الشرق .. وتعود بذاكرتها إلي أحلام وسحر ليالي ألف ليلة وليلة … وبساط الريح .. ومصباح علاء الدين .. بل والي أسطورة لص بغداد نفسها …
ولم يفتها أن تشير إلي معروف الاسكافي .. وسلطانية الملك التي أهداها له حاكم الجزيرة …
وكم هي قيمة وعظيمة تلك السلطانية .. التي نلبسها منذ عشرات السنين تحت مسميات أمريكية كثيرة …
بلغت أمريكا سن النضج … وفهمت واستوعبت أصول اللعبة السياسية وأصول العمل بها واستخدامها … وتقف الآن في منتصف الطريق … لم تحقق شيئا يذكر لها ولا لرئيسها بوش قبل أن يغادر البيت الأبيض .. وينهي حقبة حكم مريرة على أمريكا وعلي العالم بأسره ..
أمريكا تمر بأزمة منتصف العمر الآن … حائرة بين ما مضي وما هو آت !!
تدعو أعداء الأمس وأصدقاء اليوم إلي أن يجتمعوا في مدينة أمريكية أسمها انابوليس ..
تدعوا الغرماء والأشقاء ، وليس مهما أن تكون الدولة متفقة مع أمريكا في سياستها الخارجية .. المهم أنها توافق علي الاجتماع بأي شكل وبأي طريقة ..
الحضور هو هدف الولايات المتحدة الأمريكية وهو الغاية …
ووراء أمريكا … وزيرتا خارجية .. شقراء وسمراء … تسيبني لببيني وكوندليزا رايس .. تريدان تطمعان وتتشوقان إلي أن يضعا قدماهما علي طريق التاريخ العربي وان يكون أسمهما من الأسماء التي يذكرها التاريخ في أزماته …. ولا يناسهما التاريخ كما نسيى اولبريت .. ومارجريت تاتشر وجولد مائير ..
وجوه تحير أمريكا في منتصف العمر .. حلم منتصف العمر في انابوليس يراود الجميع !!
فهل ستنجب أمريكا مولودا جديدا .. باسم انابوليس ؟؟؟ هل في منتصف العمر تستطيع أمريكا الإنجاب والمراعاة والتربية والسهر علي المولود الجديد ؟؟
التربية مش سهلة … في مجتمع عربي إيراني إسرائيلي …
مسكينة دولة فلسطين وسط هذا الجو المتوتر والمصالح المتضاربة .. وأقل شيء تفعله هو أن ترفض كل شيء .. فهي لم تر خيرا فيما سبق فهل المولود الجديد سيعود عليها بالخير!! ..

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية
عضو المجلس المصري للشؤن الخارجية
12نوفمبر

السفير الدروشة الأمريكية

صورة السفير الأمريكي بالقاهرة وهو جالس في حلقة ذكر بأحد المساجد أو القاعات … بمحافظة الغربية في طنطا ، والمنشورة بالجرائد اليومية المصرية .. صورة تبعث علي الشفقة قبل أن تثير أي مشاعر …
وبداية … هل وجود السفير الأمريكي وسط حلقة ذكر …. بين مجموعة من المصريين الذين يحافظون علي تقاليد … هي علي وشك الاندثار …. وهي إقامة حلقات الذكر … يذكر فبها أسم الله … متكررا ولفترات متتالية ..هو دليل علي حب السفير الأمريكي للمصريين والبسطاء ؟؟ واندماجه وسط أجواء مصرية وتقاليد شعبية كانت منتشرة في القرون الماضية … لا أعتقد !!!
ومع الصورة المنشورة بالجرائد اليومية بمصر خبر يقول إن سعادة السفير المتصوف يحضر بانتظام كل عام حلقات الذكر بل ويحرص عليها وعلي حضورها والمشاركة ومقابلة النقيب والخليفة والوريث !! وكأنهم هم حكام مصر والأمل المنشود للخروج بمصر من آتون الفساد والاحتكار الذي غطي الحياة الاقتصادية والسياسية في مصر .!

ومع حبي الشديد وتقديري لما يقال وينشد في حلقات الذكر وإقامة الموالد للصالحين من وأولياء الله .. ومع حبي لأهل بيت الله والصالحين التي انتهت حياتهم بمصر و دفنوا في مصر … ومع انبهاري بتلك الموالد والحفلات لما فيها من قدسية وشجون وتأمل .. إلا إنني لم يدخل عقلي ولا فكري ما يفعله السفير الأمريكي من تشدق ونفاق مفضوح …بحضور مثل تلك المناسبات التي أصبحت شبه منقرضة …
سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة … خانه التوفيق وفقد بوصلة التحرك حين شارك في موضوعات لا تهم المصريين الآن بل تكاد أن تكون من تراث وتاريخ القاهرة القديمة في بداية القرن التاسع عشر …
حفلات الزار وحفلات الذكر في مولد سيدي الشيخ ….. فلان الفلاني … أصبحت في ذمة التاريخ بالنسبة للمصريين ولكنها … وكما يبدو مازالت مكتوبة في دليل المسافر إلي مصر .. الذي يقراءة أعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدون بالقاهرة !! قبل أن يحضروا إلي مصر …
وأيضا يبدو أنها مكتوبة في أصول البروتوكلات والمشاركات الاجتماعية للطبقة الثرية والمرتاحة والأجنبية في مصر المحروسة !!
هل قام سعادة السفير الأمريكي بالقاهرة بحضور الندوات والحفلات التي تقيمها وزارة التضامن للشعب المصري أكثر من مرة في اليوم الواحد للحصول علي رغيف الخبز المدعوم !!
هل قام سعادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية بحضور حلقة ذكر لوزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة إلي يكرر فيها ألفاظ الشفافية مئات المرات للشعب المصري الذي يبحث عن شقة متواضعة أو أرض يبني عليها بيت !!!
مصر بلد العجائب منذ مئات السنين .. وليس اليوم فقط … والأعجب أن يكون بين المصريين درويش ومريد أمريكي …!!

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

11نوفمبر

ملك.. ولا كتابة؟!

قبل أن يأخذنا الحديث عن السياسة والتاريخ.. فإنني أتوجه للمبدعة والمؤلفة والكاتبة الدكتورة لميس جابر بالتقدير العالي علي هذا الجهد الذي بذلته وأشاد به المفكرون والناس وأسعدهم في ليالي شهر كريم.. وحديث الساعة الآن في مصر، والسؤال المتكرر بعد إذاعة مسلسل «الملك فاروق».. هو هل كان عصر الملك فاروق أفضل من العصر الحالي؟؟ سؤال لا معني له ولا وجه للمقارنة بين عصرين وفترتين من تاريخ مصر شهدا تفاعلات وحركات وثورات وتغيرات قد لا تستطيع عدة دول مجتمعة أن تستوعبها.. ثلاثة أجيال في مصر تعاقبت منذ خروج الملك فاروق من مصر… حدث فيها ما حدث.. ..تحت ألوية وقيادة كل من اللواء محمد نجيب…. ثم جمال عبدالناصر ثم أنور السادات ثم حسني مبارك… وكلهم وطنيون مخلصون والحق يقال إن فترة عبدالناصر كانت أخصبهم وطنية.. ولن أعدد الإنجازات لكل عهد…
ولكن يكفي مثال واحد في حياة عبدالناصر، الذي خلف عهد الملك فاروق، إنه أحدث تغيراً كاملاً في أمة بأكملها… ولم تكن إصلاحاته محدودة أو محلية… وهذا الإنجاز وحده لم يكن ليتحقق في عهد الملك فاروق حتي ولو امتد به الحكم.. مائة عام!! هذا رأي شخصي.. وأقبل كل الاختلاف فيه وكل وجهات النظر الأخري.
هموم المصريين الآن كثيرة وأكبر من الاختلاف في عمل درامي .. العصر الحالي به من العبث بالقوانين والأفكار والمسلمات والعقائد أكثر مما به من الجدية في الأعمال.. ألا يكفي خروج أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي بإلقاء بيان لتصحيح أقوال شيخ الأزهر!! في موضوع جلد الصحفيين ٨٠ جلدة… لاختلاف الرأي!!! والفهم والنية!! ألا يكفي أن تعقد بالخارج مؤتمرات لمصريين ليقولوا إن مصر بها تفرقة بين المسلمين والأقباط، وإن هناك في مصر انتهاكاً للحقوق المدنية!! ولا يعقد في مصر هذا المؤتمر!!! لدواع أمنية ومحظورات قومية.

أنور عصمت السادات