08سبتمبر

رمضان كريم يا قداسة البابا

إلي البابا شنودة الثالث.. تحية طيبة وبعد.. كل عام وأنتم بخير سلامتك رمضان كريم عليكم وعلي الشعب المصري كله تحية واجبة ودعوة صادقة أن يمتعك الله بالصحة والعافية وأن تكون بيننا في تلك الأيام التي كثر فيها الكلام عن أحوال هذا الشعب، وعن مأساة المعيشة الصعبة التي تعاني منها كل أسرة ولم يكتف المتحدثون والكتاب وكل من يستطيع أن يمسك قلماً أن يشكو ذل المعيشة بل تعداها إلي العقيدة وأعتقد أنه مفكر وكاتب وداعية ديني وأنه حامي حمي الأديان علي أرض مصر.
قداسة البابا لا أخفيك سرا أنني أشعر بارتياح شديد عند سماع صوتك وأنت تعلق علي أحداث وأحوال المصريين ومشاكلهم التي يخلقونها بأنفسهم ويريدون لها حلولاً! وأجد في نبرات صوتك، خبرة شيوخ وأجداد لنا، طالما شعرنا بافتقادهم في هذا الزمن، وتلك النبرات تحوي حباً وسماحة و تعاطفاً مع المتلقين،
ولا أخفيك سرا مرة أخري أنني أجد في كلامك رائحة الشيخ محمد متولي الشعراوي وكم افتقدناه كثيرا تلك الأيام. رمضان كريم علي كل المصريين بموائد الرحمن والمحبة والتسامح التي لا تفرق بين البشر وعقائدهم فخواء المعدة والجوع لا يفرق بين شخص وآخر والزكاة والصدقات رحمة بين الناس، رمضان كريم مع أذان المغرب والسكون الذي يلف العاصمة الكبري القاهرة بسكانها الذين يزيدون علي ١٥ مليون نسمة تجتمع لسماع تواشيح ودعاء الشيخ سيد النقشبندي وهو يدعو الله أن يعم السلام علي أرض مصر والخير لشعبها.

أنور عصمت السادات
نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية
07سبتمبر

الشباب.. شباب القلب

التظاهر والمظهرية لها حدود ولها أحكام … كما أنها لها ميزانية ….ونحن شعب يعاني من كثير من المشاكل .. التي قد تتفق وتتساوي مع الموجة العالمية في البطالة ….في أوروبا وفي أمريكا وفي أفريقيا وفي آسيا … .مع اختلاف الأوطان .. لكن المشكلة واحدة … وهي البطالة وقلة المعروض من الوظائف … وما يترتب عليها من آثار تتعلق بالصحة والتعليم …. ودور الدولة مهما كان كبيرا إلا أن هناك دائما عوائق … تلك العوائق ترجع إلي سؤ الإدارة وجهل القائمين بالعملية الإدارية ..

ولم تكن مشكلة السلام العالمي تؤرق الشباب في مختلف بلدان العالم مثل مشكلة البطالة و افتقاد الهدف حتي نقيم للشباب مؤتمرا عالميا بشرم الشيخ وتحت رعاية حركة السيدة سوزان مبارك النسائية للسلام العالمي !تشارك فيه أكثر من 120 دولة !
حسنا … ما فعلته وتفعله السيدة الأولي في مصر من مشروعات تنموية لرفع مستوي المعيشة لفئات ومناطق كثيرة في مصر … وهو جهد .. لا أحد يستطيع ان ينكره …. ولكني أري أنها ملزمة بهذا الجهد … كحرم رئيس أكبر دولة عربية …وأكبر دولة تعاني من مشاكل اجتماعية متأصلة في المجتمع … لما لها من إمكانيات تعجز أي جهة ان توفرها أو تستخدمها مثلها ……
اما الأسلوب الذي تم به الإعداد والتنفيذ للمؤتمر العالمي للشباب بشرم الشيخ للسلام … فهو بعيد جدا عن هموم الشباب المصري … واهتمام الشعب المصري ولا يحل ولا يربط أي مشكلة من المشاكل الواضحة أمام الكل وأمام هذا الشباب ..
التظاهر والمظهرية تفعله دول أخري غير مصر .. تريد ان تجد لنفسها مكانا علي خريطة العمل الإنساني والسياسي العالمي بعد ان حلت جميع مشاكلها الاقتصادية وتدفقت عليها الخيرات الربانية … بلا جهد وبلا تعب … وأصبحت الان تبحث عن هموم تحملها ومشاكل تحلها واهتمام محلي وعالمي باسمها … اما مصر ….فلا ..
,وجهد السيدة الأولي لابد ان يكون له خطوط واضحة في مسيرة التنمية الإقليمية والاجتماعية ..والابتعاد عن العالمية … فهي خطوة سوف تأتي حتما لاحقا .. من التعمق والحفر والبحث والتنقيب. في المحليات والمستوي الإقليمي وأكرر انها فعلت وتفعل الكثير في هذا المجال . ونريد منها المزيد ..
تطوير المناطق العشوائية ورفع مستوي المعيشة لعدد من أحياء القاهرة لن يكلف الدولة مثل ما تكلفته للإعداد لمؤتمر عالمي للشباب بشرم الشيخ .. وتعلم السيدة الأولي هذا الموضوع جيدا … ولا أعرف لماذا لا تستمر في هذا . بعد النجاحات المتتالية في هذا الاتجاه ..
شيء يثير الشفقة والآسي ، ان أري شبابا مصريا – يحمل الجنسية المصرية – ويتكلم العربية (مكسر) ليحضر هذا المؤتمر … ويتكلم باسم شباب مصر …. وهو لم ير ولم يعيش حياة الشباب المصري الذي يبحث عن عمل وعن رزق في إرجاء مصر وخارجها .. ويعاني ذل واهانة.. ويتحمل.. في سبيل ذلك من أجل بضع جنيهات تكاد ان تكفي قوت يومه!!! وليس مستقبله .
السيد جمال مبارك كان متحدثا أكاديميا … يتكلم ويتحاور مع شباب من كل أنحاء العالم ومنهم بالطبع شباب مصري .. مختار بعناية ..في عملية تظاهرية ( تمثيلية ) ليظهر للعالم كله أن شباب مصر لم يعد عنده مشاكل سوي السلام العالمي …
ولست ضد هذه المؤتمرات او نوعيتها ، ولكني كنت أتمني ان تعقد في واحدة من مدن الصعيد المصري … ولو ليوم واحد – حيث انهم لن يتحملوا أكثر من ذلك .
التظاهر والمظهرية عمرها قصير جدا جدا … لا يتعدي عدد تلك الأيام التي تعقد فيها حلقات الذكر في قاعات المؤتمرات ذات السبع نجوم .. لترتيل الأناشيد الوطنية وحب مصر وعظمة الحكومة المصرية ..

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

22أغسطس

حزب الصحراء الغربية…!!!

هل سمعت عن هذا الاسم من قبل … لا أظن … فهو حزب في الخيال … والخيال هو بداية الاختراعات وبداية الحضارة … في أمريكا في بداية منتصف القرن العشرين كان الخيال العلمي هو المودة وهو حديث الشباب والهام الشعراء … وفكر العلماء … تخيلوا وتوهموا أنهم يغزون الفضاء ويسيرون في الفضاء ويصنعوا محطات في الفضاء … علي نمط محطات القطارات …. ومحطات سيارات الأجرة( والباصات ) .. والمطارات … حيث تقلع سفن الفضاء منها وتهبط في رحلات للكواكب القريبة من الأرض … كان خيالا … وأصبح حقيقة.. فهل أنا علي حق حين أقول ان هناك حزبا أسمه حزب الصحراء الغربية المصرية … مهمته الأولي استغلال تلك الصحراء الشاسعة الممتدة المنبسطة في مشروعات تعود علي مصر بالخير وتحل مشاكل كثيرة … فشلت كل الأحزاب الموجودة الآن في حلها ؟

وبما نه خيال في خيال … فأنا أحلم بهذا الحزب وأعلن عن امتلاكه للصحراء الغربية المصرية ووضع برنامجه الحزبي في عدد 5 مشروعات قومية عملاقة في الصحراء الغربية …. بداية بمشروع منخفض القطارة …. ونهاية بمشروع إنشاء محطات نووية لاستغلال تدفق المياه في إنتاج طاقة نظيفة للاستخدام السلمي .. وأعلن الحزب عن مبادئه في عدة جمل .. لا تحوي أيا منها الوصول للحكم !!
ووضع الحزب شروط الانضمام للعضوية للمصريين والأجانب معا في أنهم لابد ألا يزيد سن العضو عن 25 عاما … وان يكون صاحب رؤيا وأحلام وخيال … وان يقيم بالصحراء الغربية المصرية إقامة كاملة وان يعتمد في كافه أوجه حياته اليومية علي الطبيعة التي تمنحها تلك الصحراء
خيال … وهل للخيال رسوم ؟؟ و هل الكلام والحواديت والقصص عليها حظر ؟؟ أسمه حزب … لأنه يحمل الصفة السياسية … وفعله وهدفه مثل أهداف الجمعيات الخيرية . وجمعيات المجتمع المدني …
حزب له رئيس واحد وثلاث نواب وآلاف من المستشارين في كل دقائق الحياة .. رئيس الحزب شخصية اعتبارية …قد تكون في كتب التراث .. وقد تكون واحدا من الراحلين أصحاب الأفكار التقدمية … فهو لا يحكم ولا يتحكم .. ولكن آرائه وفكره هي التي تحكم وتدير التنمية والتقدم وتحقيق الأحلام..!!
عودة للطبيعة بكل جوانبها …واحد من مبادئ هذا الحزب الخيالي ….
حزب لا يحتاج إلي موافقة لجنة الأحزاب بالحزب الوطني … ولا حتى إخطارهم بقيامه !
حرارة الشمس وموجات الانبعاث الإشعاعية تفرز كلام قد يكون تخريفا …

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية
21أغسطس

نوبل مصر!

لم يعرف أحد في العالم علي وجه الدقة كيف تمنح جائزة نوبل لشخص ما في مجال تخصصه ولم يعرف أحد ما المعايير التي تبني عليها مواصفات ومتطلبات منح تلك الجائزة العالمية..
وخاصة في المجالات المتعلقة بالآداب وبالسلام… ومن المعروف أن جائزة نوبل تمنح في ٦ فروع وهي الفيزياء والكيمياء وعلم دراسة الأعضاء «أو الطب» والآداب والسلام والاقتصاد.. ونذكر.. ويتذكر معي من عاصروا توقيت منح جائزة نوبل في الآداب للكاتب المصري.. نجيب محفوظ، عام ١٩٨٨، عن إحدي رواياته الواقعية.. والتي قد لا يعرفها كثير من المصريين… وهي رواية أولاد حارتنا…
والكل يعرف عن ظهر قلب ويحفظ حوارات روايات نجيب محفوظ في الثلاثية «بين القصرين – قصر الشوق – والسكرية» ولكن لا يذكر أحد تلك الرواية التي منحت جائزة نوبل.. ووقتها اعترض وأبدي استياءه الكاتب الكبير دكتور يوسف إدريس من منح الجائزة لنجيب محفوظ ولم تذهب إليه وهو «من وجهة نظره أنه أحق بها!» ويذكر التاريخ أمثلة كثيرة لمثل تلك الواقعة في مجالات مختلفة في مصر… وهي طباع الغيرة وحب الذات…
وهي طباع بشرية علي كل حال ولكن في حالة جائزة نوبل فإن الأمور تكون مخالفة للأعراف المحلية… فقد يكون هناك شخصية محلية… وغارقة في المحلية وتعمل ليل نهار لكسب شعبية وشهرة وصيت..
ولا يشعر بها العالم الخارجي.. لأنها لا تقدم له أي إضافة في حياته «حياة العالم المحيط بها».. ولا في تنمية معيشة بني وطنه والحفاظ علي حقوقهم الإنسانية وحرياتهم.. ولا في اقتصاد منطقته.. فكيف يكون لها اسم لدي المانحين للجائزة؟
إن مواجهة الواقع بشجاعة وصدق مع النفس… ومواجهة المشاكل القائمة بجدية… ومحاولة إيجاد حلول لها… هي البداية الصحيحة لتقدير العالم لصاحب هذا الفكر وصاحب المبادأة والصادق مع نفسه ومع الآخرين.. ولكن، تجميع الشهادات والأوسمة التي تمنح مجاملة من الدول ومن المؤسسات للشخصيات الموجودة في السلطة أو لها علاقة بالسلطة..
لا تعبر بأي حال من الأحوال عن صدق وقيمة تلك المنحة… ولن تكون إضافة إلي الشخص الذي منحت له تزيد من قيمته أو تضاف إلي سابقة أعماله ولن تكون مبررًا لأن يتولي مناصب دولية أو تقديرات عالمية.
الزعيم محمد أنور السادات – منح جائزة نوبل للسلام.. تقديرًا للسبق الذي قدمه للإنسانية العالمية.. ووقوفه بشجاعة وصدق مع النفس في مواجهة واقع..
فكر السادات وبصيرته السابقة لعصره في هذا الوقت، تلخصا في أنه حاول أن يوقف نزيف الدم والدمار والخراب الذي كان يخيم علي منطقة الشرق الأوسط… «ولك أن تحصي عدد الدول في الشرق الأوسط المتأثرة تأثيرًا مباشرًا بالعنف والحروب المتبادلة بين العرب وإسرائيل…».
إذن فهو يستحق التقدير العالمي بمنحه جائزة نوبل للسلام منفردًا… وليس مناصفة! وهو يستحق التقدير لتحمله تبعات عملية السلام في هذا الوقت… وعزوف العرب عن المشاركة معه.. بل أدت مبادرته للسلام إلي مقاطعة شاملة من العرب لمصر… عقابًا لها علي هذا!! ووضع اسمه في قائمة الخائنين للوطن!
قد يكون لك كل الحق في أن تكون وتنشئ جمعية أو حركة دولية وترصد لها ميزانية كبيرة وتسخر لها إمكانيات حكومية، وتبرعات إجبارية بحكم مكانتك… ولكنها في النهاية لن تؤثر علي أحد بالإيجاب أو بالسلب وليس لها وقع يستفيد منه العالم… سوي مطبوعات ورقية!! وتظاهرات شبابية مرتبة، فهل هذا يستحق جائزة نوبل؟؟
هناك قوانين ومشاريع ولوائح اجتماعية صدرت لها الصفة التاريخية ولها صفة الخلود لأنها مست الطبقات الفقيرة المعدمة من الشعب الذي لا عون له ولا سند.. مثل معاش السادات.. يمنح لمن لا عائل له ولا معاش ولا عمل وبلغ من العمر عتيا.. بمجرد أن يتقدم للحصول عليه… بلا أي تعقيدات…
واليوم تحاول وزارة التضامن الاجتماعي أن تعيد صياغة قوانين الجمعيات الأهلية وجمعيات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية المسجلة لديها.. وتضع حدودًا وضوابط… فلو أن أحدًا تبني ودعم تلك الجمعيات مثلما تدعم جمعية المستقبل.. وجمعية الرعاية المتكاملة وسمحت بمساحة معقولة من الحركة لتلك الكيانات.. من خلال قانون جديد مرن ويتفق عليه الجميع..
لكان لدينا العشرات من الجمعيات الفعالة والتي تساهم برفع العناء عن فئات كثيرة من أبناء الشعب… وسوف يذكر التاريخ أنه في عام ٢٠٠٧ صدرت حركة تصحيحية للجمعيات المدنية.. رفعت من شأنها وعززت عملها وأفادت الملايين من أبناء مصر!!!
لك الحق أن تقيم مشروعات إسكان الفقراء في بلدك ولك أن تنشئ مجالس لمساعدة المرأة ومؤسسات لمساعدة المشردين… فهل هذا يعتبر سبقًا عالميًا يستحق أن تمنح له جائزة نوبل…؟
الابتكار في كل المجالات الستة التي تمنح علي اسمها جائزة نوبل… والسبق بموضوعات وأبحاث علمية تفيد البشرية قد تكون مفتاح منح الجائزة…
نداء إلي كل المنتظرين للجائزة في مصر.. أرجو أن تعوا وتدركوا ما هي تلك المنحة التقديرية العالمية وما القيمة التي تبحثون عنها…؟؟ وهل فعلتم ما تستحقون عليه أن تحملوا هذا الشرف؟

11أغسطس

سنين الاعتكاف والعمر المفقود !

كنت أكتب لنفسي قبل ان أكتب عندما كتبت عن الاعتكاف الإجباري للسيد النائب طلعت السادات ان كتب له وللآخرين … فسنة الاعتكاف التي قضاها النائب في السجن العسكري كانت رمزاً لسنوات طويلة عاشتها مصر في صراع مستمر في محاولات رفع المستوي الاقتصادي.. وسنين الاعتكاف هي سنين الصبر والابتعاد عن حركة الحياة … وهو ما عاشه الشعب بالفعل … بعيدا عن اتخاذ القرار وبعيدا عن الحياة … فهي اعتكاف وتأمل في الحال المصري…. وفي الاعتكاف يري الإنسان الحياة بعين غير تلك التي تكون في خضم الأحداث .. فهي تري الأحداث بحيادية تامة وبعيدة عن المصالح الشخصية المتعددة..
وفي الاعتكاف رأيت ما يري النائم في الأحلام من تغير أنظمة الدولة السريع من النقيض الي النقيض في ثوان.. من اقتصاد دوله تملك الي سياسة خصخصة لصالح فئة محدودة ..
ورأيت فيما يري النائم … كراسي يعلوها بشر لا يعرفون عن مصر وشعبها سوي ما تراه أمريكا والغرب .. ويديرون البلد بتلك الفرضية …. أحلام …هي ام كوابيس ؟؟؟ لا أعرف … ولكني أري مصر فيها …!!
طلعت السادات نائب بمجلس الشعب … قد يري ما لا يراه الآخرون … وقد يسمع ما لا تلتقطه أذن الآخرون … من نوادر … ومتناقضات… وإذا قالها وحكاها كانت تهمماً توجه اليه بأسماء مختلفة
إذا فالاعتكاف أفضل لمن له مثل تلك العين والإذن وانا شقيقه واخوه .. ولي منه ضلع ولي منه نصيب في الرؤيا !!!
والعمر المفقود الذي نحياه الان .. هو في مهاترات ومفاصلات في حقوقنا كمواطنين في ان نعيش حياه كريمة .. ومفاوضات صحفية مع حكومة ليس لها من الشعبية في شيء … فهي تعمل كسكرتارية تنفيذية لسياسات موضوعة بدقة من خارج الأطر النيابية ….!!
الاعتكاف الذي أحبه الآن هو البعد عن هذه المهاترات والفصال والجدل والمناقشة لمسافات والابتعاد لمسافات بعيدة جدا… في عقلي وفي نفسي عن هؤلاء الذين لا يعون ما يقولون والابتعاد ولا يفهمون ما يفعلون .. ويظنون انهم يحسنون صنعا … وإنهم وطنيون وان الزمن لم يجد بمثلهم …ويخترعوا ألفاظا ومصطلحات جديدة تغطي علي فشلهم الجماهيري وبعدهم عن الشعب ..
النائب طلعت السادات أراد له الله ان تكون محبته في قلوب الناس … وهي هبة من الله يعطيها لمن يشاء من عباده ويختص بها الصادقين مع أنفسهم والمؤمنين بقضاياهم ..
والسياسة موجات من المد والجزر .. ما بين توافق واختلاف وما بين حاكم عادل وحاكم ظالم.

أنور عصمت السادات
نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

06أغسطس

الاعتكاف الإجباري

طلعت السادات بعد خروجه من السجن العسكري وانتهاء فترة العقوبة لتهمة ليست علي البال .. أعتقد انه سوف يغير كثيرا من أفكاره وطريقة تناوله للمشاكل التي يعاني منها أبناء الشعب الكادحين … وأبناء دائرة السادات … المتوهجين والمنتظرين لمعاركه وردود أفعاله الحادة في وجه من أدخلوه ظلمات النسيان … المؤقت …وكل من شارك وبارك حكم السجن …
وأنا أدعي انه سوف يغير ويتغير … بل أقول إنني واثق انه سوف يري الأشياء من منظور غير الذي كان يري به مصر قبل تلك القضية …
ومنبع ثقتي يرجع إلي التمعن في السلوك الإنساني للشخص الطبيعي .. و الآدمي … والذي يقران حالات الاعتزال و حالات الاعتكاف … تغير الإنسان إلي الأفضل والي استخدام العقل بطريقة أكثر عمقا … وفترة الحبس لمدة عام … كانت فترة اعتكاف إجباري للأستاذ طلعت السادات . رأي الواقع بعين أخري غير التي كانت قبل ذلك وسمع بأذن غير الأذن الني سمع بها وعمل العقل بطريقة أخري في ترتيب الأحداث واستقراء الواقع …
قضايا الفساد والإهمال وقضايا إهدار المال العام … وقضايا الاحتكار .. وقضايا استغلال السلطة في أغراض التربح الشخصي .. وغيرها من القضايا … ستظل موجودة ما بقي الإنسان علي الأرض … أعترف بهذا وأقره .. فتلك سمة الإنسان علي مدي التاريخ .. ولكن بدرجات متفاوتة وفي أوقات متباعدة أو متقاربة .. طبقا لطبيعة العصر وطبقا لقوة وسيطرة الحاكم ونقاءه أو فسادة في نظم إدارة الدولة … والعلاقة بينها علاقة قائمة علي الرغبات الشيطانية …. في حب التملك وحب السيطرة … ومن كبح جماح تلك الرغبات استطاع أن يقيم دولة وعدل .. ومن وقع في براثن هذه العلاقة سقط في امتحان إدارة شؤون الدولة …

حقائق لا تقبل الجدل الكثير .. ولا تقبل استثناءات لعصر ما أو استثناء لشخص فذ أو شخصية عبقرية !! فالكل أمام الله واحد ..إلا من عمل صالحا …..
النائب طلعت السادات يعي هذا جيدا ويعي أن البقاء علي رأس السلطة أمور زائلة لا محالة ويبقي من قال كلمة حق ..
النائب طلعت اكتسب خلال عام مكاسب لا يستطيع احد أن يكتسبها وهو بين الناس وخارج أسوار السجن ..
النائب طلعت الشقيق …أكتسب علي عمره عشر سنوات علي الأقل خبره إنسانية في الرؤيا السياسية … نيلسون مانديلا قضي 27 عاما في السجون … وخرج منها شخص آخر له وزنه الدولي وقدرة قوية علي استكمال كفاح جنوب أفريقيا لتصبح دولة من الدول المتقدمة وغيره كثيرون من الوطنيين .. 27 عاما تساوي هذا العام الذي قضاها طلعت بالسجن العسكري في اكتساب شفافية التعامل…
والتقرب إلي الله

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية
26يوليو

«السادات» يقدم بلاغاً للنائب العام ضد حسين سالم ونظيف وسامح فهمي

المصرى اليوم

كتب محمد حسام

قدم محمد عصمت السادات، عضو مجلس الشعب السابق، بلاغا إلي النائب العام ضد رجل الأعمال حسين سالم، والدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس سامح فهمي، وزير البترول.

طالب السادات بالتحقيق معه وسماع أقواله في البلاغ، لاستيضاح حقيقة ما نشر الأسبوع الماضي في مصر والخارج عن بيع حسين سالم نسبة ١٢%، بقيمة ملياري جنيه من حصته في شركة غاز شرق المتوسط، التي تحتكر عقد وامتياز توريد الغاز الطبيعي إلي إسرائيل.

وقال السادات في بلاغه إن حسين سالم باع الحصة التي تقدر قيمتها الحقيقية بـ١٥ مليار جنيه مصري، إلي رجلي الأعمال اليهوديين دافيد فيشر وسام زيل، بعلم الحكومة المصرية..

وطالب السادات بمساءلة الحكومة: كيف لها أن تخص حسين سالم وتعطيه هذه الميزة الاحتكارية الاستثنائية دون غيره، وكيف له أن يبدأ التوريد والضخ الفعلي للغاز، ويحصل علي هذه المليارات دون استثمار جنيه واحد في المشروع، هو وشريكه الإسرائيلي يوس سيمان، في وقت يعاني فيه الشعب المصري من الفقر والمرض والعطش.

وتساءل السادات: «ألم يكن من الأولي بيع الغاز لدول أخري وبأسعار السوق العالمية، لتحقيق أعلي عائد أو استخدامه كليا في تنمية صناعاتنا الوطنية، بدلا من العجز واستيراد خامات بترولية بديلة لمحطات الكهرباء والمصانع».

وطالب السادات في بلاغه بالاستماع إلي آراء الخبراء في قطاع الغاز والبترول والاقتصاد المحايدين في مصر، لمعرفة حجم الإهدار والخسائر في ممتلكات الشعب.

كما ناشد السادات أعضاء مجلسي الشعب والشوري والأحزاب ومنظمات الشفافية ومكافحة الفساد والمجتمع المدني تبني دعوة المطالبة بوقف إهدار وتبديد ثروة وحق الشعب المصري والأجيال القادمة، حتي تتمكن من العيش بكرامة وسلام، بدلا من الاستدانة والاقتراض وبيع ممتلكات الشعب من بنوك ومصانع وأراض لسد العجز في الميزانية وسداد الدين العام الخارجي والداخلي.

23يوليو

الأستاذ والتلميذ .. فيلم قديم مكرر!

أولا لابد ان أعترف أن حزب الجبهة الديمقراطية حزب جديد … فهو في بداياته العملية ولم يتعد عمره شهور قليلة ، تعد علي أصابع اليد الواحدة …. وحزب الجبهة الديمقراطية الذي انتمي إليه ليس بالقطع بقوة حزب مضي عليه أكثر من 30 عاما بمساندة رؤساء الجمهورية ..وأصبح جهازا من أجهزة الدولة ، ولكنه حزب تم بناءه في عام واحد بواسطة شباب لهم فكر وحب انتماء لمصر وللطبقة الكادحة ويحاول ان يجد طريقا ديمقراطيا وسط غابة من المصالح …
السيد أحمد عز – آمين التنظيم بالحزب القديم (الجديد )…. يدلي بأحاديث كثيرة ويراقب ويحاسب تحركات رجال الحزب .. ويؤيده ويصدق علي كلامه .. المخضرم .. كمال الشاذلي.
وإذا تحدثنا عن مدي قوة الأحزاب في مصر .. وتأثيرها علي السياسة العامة للدولة وعلي مجريات الحياة السياسية والاجتماعية في مصر وأجرينا مقارنة بينها وبين أفلام السينما ومدي تأثيرها علي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية … لوجدنا ان الحركة الفنية والسينمائية في مصر تأثيرها أقوي بكثير من تلك التي يقال لها كيانات سياسية ..واقوي في تأثيرها وانتشارها من حزب عمره أكثر من 30 عاما …
والقوة تقاس بمدي رد الفعل ومدي التغير في المجتمع وفي السياسة وفي الحياة الاقتصادية.. نجاح وانتشار فيلم سينمائي واحد ذات موضوع واقعي او حتى موضوع هزلي … قد يكون له صدي كبيرا من خلال كلمات تقال في الحوار من البطل أو البطلة أو أغنية ، تحقق نجاحا … هذا الفيلم كفيل بأن يغير كثيرا في مجريات السياسية والاقتصاد . . وتأثيره أكثر بكثير من تلك البيانات والتصريحات والحوارات الحزبية التي تدار مع مثقفيه و مناظريه .
وكلنا يتذكر مواقف الأستاذ كمال الشاذلي وتهكمه علي نواب المعارضة …

في عهده ..(. كانت نظرة واحدة منه من وراء نظارته … كفيله بردع أي عضو معارض او موالي … من التمادي في توجيه نقض او اعتراض علي ما تقوله الحكومة..او علي آراء الأغلبية .)
وفي عهد التلميذ أحمد عز .. الأمر أختلف….فهو يحتاج إلي اختلاق حيل خفية تحت غطاء قانوني لوقف العضو الشارد او المعارض … وأحيانا الموالي !
وأنا هنا لا أقارن بين الحزب الوطني . وفكره الجديد وشبابه الجدد وبين حزب وليد يتحسس خطاه حتي لا يقع ..او يهمش ويصبح رقما بين أرقام الـ 24 حزبا الموجودين … والمحسوبين علي الحياة السياسية في مصر … ولكني أتأمل الحياة وانتظر لأري من هو صاحب النفس الطويل الذي سيستمر في تلك الساحة ….؟؟
أما القوة التي قد يعنيها الأستاذ أحمد عز … في موضوعات الالتزام الحزبي..
(التزاما لا يقبل النقاش … وإلا الفصل من الحزب … وطرد العضو ) .. مثل ما حدث بالبرلمان الكندي من خروج أحد أعضاء حزب عن الخط المرسوم له .. فهذا موضوع آخر نحن بعيدين جدا في هذا التشبيه ( حديثه بالتليفزيون المصري ببرنامج أتكلم) فانا أعتقد انها قوة تغير الواقع بقانون الترغيب الترهيب والتهديد بفتح الملفات … هو ما يقصده الأستاذ أحمد عز
التلميذ والأستاذ في الحزب القديم ( الجديد ) … صورة مكررة في تاريخ الحزب الأوحد … في العصر الشمولي وفي العصر الشمولي الجديد ( أبو 24!!)
فترة قصيرة تلك التي قضيتها بمجلس الشعب رأيت فيها كيف تدار الأمور تحت القبة … وفي اللجان .. وكيف ان موازين القوي داخل المجلس انتقلت كلها في يد أمين التنظيم ، وأصبح هو صاحب القرار سواء في تمرير القوانين المطلوبة أو حتي في إدارة شئون الأعضاء من تحويل للجان القيم او فرض عقوبات أو حتي إسقاط العضوية ..

بالفعل أصبح المجلس يدار بتوجيهات من خارجه وبمعرفة لجنة السياسات .(..تحت مسمي رؤية وفكر.. والالتزام الحزبي..) .وهل هذا الالتزام الحزبي يكون فوق مصلحة الوطن … وفوق رغبة الشعب ؟ رغم كل الاعتراضات (وعلي سبيل المثال الموافقة الأخيرة للجنة الاقتصادية علي بيع بنك القاهرة .. وغيرها كثير من مشروعات وقوانين مرفوضة شعبيا )
الأستاذ كمال الشاذلي … رغم التحفظات الشعبية حوله … إلا انه لم يتعد علي أحد بالطرق الملتوية … كان واضحا – حتي في حالات اتهامه لأي عضو … وهذا لقوة شخصيته ونشر الأساطير والخرافات حوله وتخويف وترهيب البسطاء منه … صدقا أو كذبا !! اليوم يتباكون علي أيام كمال الشاذلي … بعد أن ذاقوا مرار الأفعال الفجة .. وهم الذين أقسموا علي رعاية واحترام الدستور ومصالح الشعب ..في قسم الولاء ..وتحملوا الالتزام بالمسؤولية التاريخية التي كلفوا بها من دوائرهم وناخبيهم ..
القبول وحب الناس هبه من الله يمنحها لمن يشاء من عباده … ولا ترتبط بمنصب او بشهادة علمية او بتولي مسؤولية ..ولا حتي بحسن المظهر وجمال الخلقة.. انما هي كيمياء ، و توافق موجه ،قد تتوافق مع البعض أو لا تتوافق .. تلك السمة والصفة افتقدها كمال الشاذلي طوال سنوات عمله بالسياسة …. ولان السياسة لا تعني ولا تهم كثيرا من الناس ومن البسطاء فالموضوع كله الي نسيان !!! وإنما نتذكره في شخص التلميذ وتولي منصب أستاذه بأسلوب حديث !! والنتيجة واحده في الحالتين …
وهل هناك فجر وخداع في الأقوال ، أكثر من أن يقول التلميذ : انه لا يري أي تجاوزات في العملية الانتخابية الأخيرة لمجلس الشورى ..!!
الكل رأي وسمع وأيقن ان هناك تزويرا واضحا في الانتخابات إلا التلميذ … يري انه لا توجد أي تجاوزات !!..
هل أدرك السيد أمين السياسات والتلميذ لماذا انفض الناس من حولهم .. وتركوهم يفعلوا ما يحلو لهم … واتجهوا الي كيانات أخري حزبية او حركات او
منظمات سياسية غير تلك التي يرأسونها؟ أو فضلوا الصمت والابتعاد كليا عن تلك المهزلة !
عمليات الإقصاء والإبعاد للمرشحين ومؤيديهم التي تتم قبل عملية التصويت ..بمعرفة و تحت مسميات الأمن..هل يمكن ان تكون تمت بدون أوامر وتوجيهات …..
التلميذ والأستاذ فيلم قديم ومكرر نراه ولا نسمعه !!

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

17يوليو

حالة الديمقراطية في مصر

حالة الديمقراطية في مصر تدعو للشفقة .. وتدعو للتأمل وإعادة النظر بين طرفي أو أطراف هذا الاصطلاح السياسي الذي تفنن في تفسيره أهل الحكم والسلطة.. والذي كتب فيه كل المفكرين والسياسيين المعاصرين للأحداث اليومية في مصر . وأخر من كتب في هذا هو الدكتور أسامة الغزالي حرب في جريدة المصري اليوم .. تحت عنوان ( معني الديمقراطية .)… يشرح ويقنن ويفند معني الديمقراطية … بداية من اصطلاح حكم الشعب بنفسه لنفسه!!
.وآخر ما تم تطبيقه عمليا في تفسير حالة الديمقراطية المصرية الخاصة هو ما تم من إسقاط عضويتي من مجلس الشعب في أقل من 48 ساعة .. اجتمعت لها كل الأسباب الممكنة والغير ممكنة .. المنطقية والشرعية والغير شرعية .. حتي يتم الانتهاء من تواجدي في أقل وقت ممكن … وإخلاء ساحة المجلس الموقر من عضو .. حاول أن يكشف فسادا .. وحاول ان ينقل صوت أبناء دائرته الي المستويات العليا التنفيذية والتشريعية …
أخطاء الممارسة .. التي يعتقد البعض اني وقعت فيها وأخطأت في كشف كل أوراقي … في أيام معدودات … او لعبت بكل الأوراق مرة واحدة …لا أعتبرها أنا أخطاء …. فلسنا في حلبة سباق او في ميدان مصارعة حرة …. تتيح استخدام كل أعضاء الجسم في القتال!! ولكننا حسب ما أعرف ان مجلس شعب مفوض من الشعب … تحت مبادئ الديمقراطية لينقل رأي الشعب وكلام الشعب ، وأحلام الشعب ، وتساؤلات الشعب ، واقتراحات الشعب ، للحكومة المنتخبة من الشعب ، لتقضي له مصالحه . كسلطة تنفيذية…. طبقا لمبادئ الديمقراطية !
وان كنت قد حاولت فضح واقع مرير من الاحتكارات الغير شرعية … والغير قانونية لبعض المستغلين وهم مازالوا في السلطة وقبل ان يتركوها وقبل ان يتركوا مناصبهم الرسمية … فان هذا كان من منطلق وقف هذا الفساد ووقف إهدار موارد البلاد التي تتم كل يوم تحت سمع وبصر المسئولين من الحكومة ومن حزب الأغلبية !!
وأعتقد أن لهذا السبب كان لا بد ان أجبر علي ترك مقعدي بمجلس الشعب … تحت أي مسمي ! ولكني لن أقبل نصائح الأصدقاء بترك الشأن العام .. وترك الأمور تسير كما يراد لها ان تسير .. و لا أتدخل فيما يجلب لي هموم ومشاكل في أعمالي … وتفتح الملفات والقضايا التي تحتمل الجدل والإضرار بسمعتي (مثل قضية إشهار إفلاس …) ولكن طعم العمل العام لا يعرف حلاوته إلا من مارسه !!!
نحن الشعب المصري الذي يصل تعداده الي حوالي الثمانين مليونا من البشر …موزعون بين القاهرة ومدن الوجه البحري ومدن الصعيد بنسب عشوائية ولكننا متفقون علي ان هناك اتحادا بين كل المصريين علي أننا نريد لمصر الأفضل والأحسن والأجمل في كل شيء … بداية من إحياء الديمقراطية التي تتيح تعديل نسب الاهتمام بالوجه القبلي والبحري بالمقارنة بالقاهرة ومدن
الجذب السياحي في البحر الأحمر … وتعديل الميزانيات المخصصة للفقراء والمهشمين بالصعيد
……حالة الاتحاد في مصر تفرض علينا هذا الفكر … كما تفرض حالة الاتحاد الأمريكية الاهتمام بعدد 52 ولاية مختلفة الاهتمام والمناخ والتعداد …ويتم إلقاء خطاب حالة الاتحاد من الرئيس الامريكي أمام الكونجرس يشرح فيه سياسته ويقيم أعماله خلال العام ويدافع عن وجهة نظرة ويتطرق الي حجم وتوزيع الميزانيات المطلوبة للعام القادم .. طبقا لإحصائيات ومؤشرات دقيقة …لضمان حالة الاتحاد … ويحكمها في هذا أولا وأخيرا مبادئ الديمقراطية … وكيانات سياسية قوية تتنافس في خدمة حالة الاتحاد …

حالة الديمقراطية في مصر…حالة مرضية مستعصية العلاج ، لسبب بسيط جدا هو أن القائمين علي حالة الديمقراطية في مصر عيونهم منغلقة تماما علي ميراث قديم من الفكر الشمولي … وحكم الفرد للشعب منفردا … . وحتي الأجيال الجديدة من الشباب الان ، الذين لم يمارسوا بالفعل الديمقراطية في أي من أشكالها لا يهتمون ولا يفكرون في تلك الحالة الغريبة (حالة الديمقراطية ) ولم يشغلوا بالهم بان حكم الفرد بنفسه للكل وهو تعريف الديمقراطية الحالية في مصر …

ويري من يعتنقون كلمات الديمقراطية – وليس معانيها – انها حالة من حالات غلق الأذهان ومصادرة الفكر … وقتل الأفكار التقدمية في مهدها قبل ان يسمعها أي عاقل ..او أي منصف أو أي محب للخير في مصر..وهم يسمون أنفسهم ويعتبرون انهم هم الديمقراطيون أصحاب الحزب الديمقراطي الأوحد في مصر … والذي يعرف مصلحة الشعب أكثر من أي مفكر أو أي سياسي …

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية
09يوليو

المعونة الأمريكية

في بدايات الستينات من القرن الماضي وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر .. ظهرت علي السطح الاقتصادي المصري كلمة المعونة الأمريكية .. وكانت في شكل برنامج تابع للأمم المتحدة هدفه النهوض بالصحة العامة لطلاب المدارس في الدول الفقيرة .. وفي أفريقيا وكانت تقدم في شكل توزيع وجبات من اللبن والخبز والمسلي …
ولم تكن الاصطلاحات الاقتصادية الممتزجة بالسياسة العامة للدولة لها تأثير يذكر علي تلك المعونة .. بدليل أنها تمت في وقت كانت مصر فيها في قمة تأييدها للاتجاه الاشتراكي المخالف للفكر الغربي الذي تتبناه أمريكا والغرب ..وفي فترة حرجة من التاريخ الاقتصادي المصري حيث أعلنت مصر في بداية الستينات تأميم المؤسسات الاقتصادية الخاصة وجعلتها تابعة للدولة في خطوة غير مسبوقة بمنطقة الشرق الأوسط ..ومع هذا كانت المعونة الأمريكية تقدم لمصر ..
وقد تكون مصر هي الدولة الأولي في المنطقة في هذا الزمن التي كانت تحوي بؤر الصراعات الأيديولوجية .. ما بين فكر وحكم شمولي يميل الي الكتلة الشرقية وفكر آخر منفتح علي الغرب وعلي نظم الرأسمالية ( مؤسسات عبود باشا … و شركات أخري فردية ) ومع هذا ظلت أمريكا تقدم المساعدات لمصر ..
و المعونة الأمريكية لمصر … حديث سنوي وموسمي منذ ستينات القرن الماضي وحتي اليوم تتباري فيه الأحاديث والأقلام والمفكرين والاقتصاديين وقبلهم السياسيون في اتجاهين :
الأول رفض المعونة الأمريكية المشروطة رفضا تاما ….
الثاني الموائمة بين قبول المعونة والسياسة الخارجية المصرية للاستفادة من المعونة في المشروعات القومية …

والاتجاهان السابقان بعيدان جدا عن حقيقة مغزى المعونة واتجاهها وقيمتها وسياستها ..
وبداية لابد أن نفرق بين المعونة الأمريكية والمساعدات الأوربية ….. وان كانا متفقين في الأتي … إنهما مشروطتان بسياسة المانح . وانها مخصصات مالية تقر بواسطة المجالس النيابية في أمريكا وفي أوروبا .. إلا أنها – المعونات الأوربية – لها أهداف اقتصادية …. فهي تساعد دول أوربا في برامج التنمية وفي الخطط الإنمائية الإستراتيجية …قبل ان تساعد الدول النامية ..
وعلي سبيل المثال … منحة لإنشاء كباري من الاتحاد الأوروبي…. تكون عادة لاستهلاك تكنولوجيا علي وشك الاندثار وانتهاء الغرض منها في الإنشاء .. وأصبحت هناك طرق أخري أكثر تقدما …. فلماذا لا نقدم التكنولوجيا القديمة هذه كمنحة لا ترد للدول النامية والتي تتبع حكوماتها الديمقراطية في الحكم …. وبالتالي يكون هناك جزءا من الولاء لها نتيجة تلك المنح التي لا ترد ..
وهناك العشرات من الامثلة المشابهة …..
اما سياسة المعونة الأمريكية فهي تختلف …. فهي تقدم في صورة مخصصات مالية لأغراض دفاعية واجتماعية للدول الفقيرة .. وشروطها معروفة وإنفاقها له قواعد ..
وبداية تقدم امريكا المعونة للدول المتفقة معها في السياسة او المختلفة معها علي حد سواء …
(وقد تعجب لهذا الخلط … ولكنه حقيقة ..). فأمريكا كانت تقدم المعونة الأمريكية المشهورة بالقمح الأمريكي واللبن الي دول شيوعية في وسط أفريقيا في ستينات القرن الماضي … وهي تعلم ان تلك الدول تتبع النظم الشيوعية والحكم الشمولي في سياستها … مع ذلك فتلك المخصصات تقدم لهم .. أملا في جذب ولاء الأجيال الجديدة للفكر اليميني والرأسمالي ..

والمخصصات التي تحددها أمريكا لحجم واتجاه المعونة له ايضا أهداف إستراتيجية اقتصادية لأمريكا … وعلي سبيل المثال ربط الدولة التي تتلقي المعونة ببرنامج المساعدات العسكرية بحجم معين من قطع الغيار ( للطائرات .. مثلا ) بضمان أمن أمريكا الاستراتيجي وسيطرتها علي
القدرات العسكرية لتلك الدول الفقيرة …
سطحية في دراسة المعونة الأمريكية … تلك نظرة مبسطة ، وقد تكون
والآن ما هو موقف مصر هذا العام من المعونة الأمريكية … ومن تصريحات أمريكا بأنها خفضت قيمة المبلغ المخصص لمصر 200 مليون دولار … لأسباب تراها … – هي – جريمة في حق الديمقراطية … …هل نرفض ام نسكت أم نقبل … ؟؟
كلها أسئلة في غير ذي موضعها .. لسبب بسيط ان الإجابة مهما كانت لن تغير شيئا في السياسة الأمريكية …!!
آراء الكتاب والاقتصاديين الذي أدلوا بدلوهم هذا العام اتفقوا فيما يبدو- علي ان نرفض … وان مصر بها من المتناقضات الكثير الذي لو تم تلافيه . لامكن تعويض قيمة المعونات الأمريكية …
بعد استعراض الجزء الأول من التعليق .. هل تجد ان ما اتفق علية الكتاب في موضع يستحق ان نقول نعم للمعونة الأمريكية !! او نقول لا للمعونة الأمريكية!
وانني أري ان تفتح ملفات المعونة الأمريكية خلال الخمس سنوات الماضية . وهي فترة فيها استقرار للاقتصاد المصري واستقرار في حالة الدفاع العسكري . و في السياسة الخارجية..
ونتبع سياسة المكاشفة مع النفس … أو الشفافية .. ونعلن أرقام تلك المعونة ومجالات الإنفاق منها ومدي استفادة مصر منها … وبعدها يمكن ان نقول اننا مكننا أن نعوض فقد المعونة او لا نستطيع … وكلا الإجابتين ستكون علي الملأ وأمام الرأي العام وأمام الشعب الذي فقد الأمل في ان يسمع كلاما عقلانيا وطنيا …
اما الحديث عن السيادة والتدخل في سياستنا الداخلية والمطالبة بحقوق الإنسان والحريات .. فهو حديث جانبه الصواب من قبل حكومتنا .. لان الأصل في سيادة الدول علي أرضها هو أعمال القانون ومراعاة حقوق الإنسان والحريات ….وأين نحن من ذلك ؟

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية