هل يعقل ان تكون الاحزاب المصرية مادة للسخرية وموضوع يتندر به الشباب .. في لقاءاتهم … سواء علي المقاهي او بالنوادي …أوعلي صفحات المدونات الشخصية علي النت وعلي المواقع الالكترونية المضحكة ؟؟ ويصبح من يلتحق بعضوية أحد الاحزاب فهو انسان ذو شخصية ضعيفة .. او انسان مختل عقليا !!!! هل يعقل ان تصل الامور بتكوين الاحزاب وانشاء الكيانات السياسية الي اعتباره موضوع استرزاق .. وباًبا مفتوحاً لجني ارباح مالية …. ؟؟؟
هل يعقل ان تكون الاحزاب القديمة … القديمة جداً … يتنافس عل امتلاكها .. وليس إدارتها .. شخصيات لها وزن في المجتمع ولها تاريخ يعتز به كل من درس تاريخ مصر السياسي ؟؟؟ هل يعقل ان الاحزاب الجديدة … الجديدة جداً … بها صراعات شخصية …وصلت لحد التقاضي !!!!
هل يعقل ان الاحزاب في مصر وصل عددها الي 24 حزباً ..ولم نسمع عن برامجها التنموية والسياسية والاقتصادية … ألا من أسماء جديدة – لم نعهدها من قبل و لم نسمععنها أطلقت على الأحزاب …. مثل .. الحزب العائلي …والحزب الحكومي ( بخلاف الحزب الوطني !!) … والحزب الرايق .. وحزب الصفوة .!! …..وحزب الطرابيش !!
تجربة برلمانية قصيرة.. عشتها واستوعبت منها الكثير …وتجربة حزبية جديدة أتعلم منها كل يوم درساً..وأعطيها من وقتي الكثير بحب .. وهي صور حلوة وصور مرة ….تجربة اللقاء المباشر مع أبناء الفري والمحافظات البعيدة عن القاهرة .. والبعيدة عن النفاق وعن مظاهر الكذب .. الذي يتلون كل لحظة أمام هؤلاء البسطاء ..والذين يملكون ذكاءً فطرياً يفوق ذكاء دكتور زويل نفسه ولا ينطلي عليها أكاذيب الاحزاب الورقية ..
اري في عيون من يجلسون امامي حباً ولهفة وتشوقاً لسماع قصص وحكايات الشخصيات العامة ..ما يدور في الخفاء … وأغراض كل منهم … ولا أبخل بكلماتي عليهم …واستطرد وأزيد … وكأنني وسط العائلة … أتكلم ويصححون لي بعض المعلومات … أتكلم ويوقفني أحدهم يشتكي ظلماً …. وتستوقفني أم ريفية تطلب عملاً لابنها .. حتي لا يهاجر ويركب البحر …
أحزاب محسوبة علي الحياة السياسية في مصر .. ومصر وأهلها براء منها ومن أفعالها وأطماع قادتها . الذين يحلمون بالسلطة.. والجاه والمحسوبية .. قبل ان يفكروا في كيفية العطاء لهؤلاء ..
أحزاب اتخذت من وسائل الإعلام وصفحات الجرائد والمحطات الفضائية التليفزيونية .. ساحة للمعارك ونشر أكاذيب وموضوعات تضلل أكثر من أن تفيد … والمواطن البسيط يسمع ويري تلك الحروب الكلامية … وهو واقف في طابور العيش … ينتظر دوره في الحصول علي أرغفة من الخبز المدعم …
كل هذا يطرح علينا سؤالا ًمهماً وحيوياً … … هل هناك حزب واحدا من تلك الاحزاب تبني قضية أقتصادية تسهم في رفع المعاناة عن الشعب …؟؟؟
جماعة الإخوان المسلمين …. وزعت البطاطين … والغذاء علي المناطق المنكوبة والأشد فقراً … ولم تتبني برنامجاً واحداً إصلاحياً .. طويل المدي … وأكتفت بالشعارات والمحاضرات والمساندة والتأيد … وقضايا الحجاب والنقاب ..!!
حزب الوفد .. الحزب الأقدم في مصر … تبني قضايا حقوق الإنسان .. وقضايا إصلاح الدستور .. وقضايا الفساد و قضايا الاحتكار … وقضايا تداول السلطة … ولم يتبن برنامجاً واحداً اقتصادياً حقيقيا ُ .. يعود بالنفع والخير علي أكبر عدد من ابناء هذا الشعب المكافح …بل تفوق علية بعض رجال الاعمال في عمل برنامج تشغيل واحد يستوعب الآلاف من الشباب في أعمال فنية وادارية وإنتاجية …. ( تجربة ساويرس )
حتي السياسة الخارجية كانت مجالاً للتكسب المادي أكثر منها نفعاً للوطن …. كلام مفهوم … ولاحظوا صاحب الأسبوع … ومن هم علي شاكلته…..!!
ولكن الأمل باق … مادامت الحياة ومادام هناك نفس نستنشقه .. وزفير نخرجه ..الامل أجده واضحا في عيون شباب بلدي وبنات بلدي يلمع ويبرق ويضوي ..يعطيني تأكيداً ان الغد أفضل من اليوم … واننا وصلنا الي نهاية المنحني الي أسفل … والقادم – ان شاء الله الي اعلي .. هكذا كانت ومازالت وستظل الحياة … بين خفوت وسطوع . حلو و مر .
وفي حزب الجبهة الديمقراطية … والذي اطلقوا عليه حزب الياقات البيضاء .. وحزب الصفوة … وحزب المثقفين .. نجد انه الحزب الاقرب الي الشعب …. بتكوينه وأختلاف مؤسسية وتنوعهم بين أساتذة في القانون .. ومفكرين .. وشعبيين .. ومثقفين علي مستوي عال.. يعشقون الوطن ويريدون ان يفعلوا شيء يرفع من شأن المواطن المصري في الالفية الثالثة .. وان يضعوا مصر علي خريطة العالم المتقدم .. وبين الدول الجديرة بالاحترام … وهم يعلمون كيف يكون ذلك والأسلوب الأمثل لتنفيذ أفكارهم … دون شطط أو مبالغة أو استخدام الأساليب القديمة في الدعاية لمصر … صورة حلوة .. وصورة مرة ..
أنور عصمت السادات
نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية