02فبراير

صورة حلوة وصورة مرة

هل يعقل ان تكون الاحزاب المصرية مادة للسخرية وموضوع يتندر به الشباب .. في لقاءاتهم … سواء علي المقاهي او بالنوادي …أوعلي صفحات المدونات الشخصية علي النت وعلي المواقع الالكترونية المضحكة ؟؟ ويصبح من يلتحق بعضوية أحد الاحزاب فهو انسان ذو شخصية ضعيفة .. او انسان مختل عقليا !!!! هل يعقل ان تصل الامور بتكوين الاحزاب وانشاء الكيانات السياسية الي اعتباره موضوع استرزاق .. وباًبا مفتوحاً لجني ارباح مالية …. ؟؟؟
هل يعقل ان تكون الاحزاب القديمة … القديمة جداً … يتنافس عل امتلاكها .. وليس إدارتها .. شخصيات لها وزن في المجتمع ولها تاريخ يعتز به كل من درس تاريخ مصر السياسي ؟؟؟ هل يعقل ان الاحزاب الجديدة … الجديدة جداً … بها صراعات شخصية …وصلت لحد التقاضي !!!!
هل يعقل ان الاحزاب في مصر وصل عددها الي 24 حزباً ..ولم نسمع عن برامجها التنموية والسياسية والاقتصادية … ألا من أسماء جديدة – لم نعهدها من قبل و لم نسمععنها أطلقت على الأحزاب …. مثل .. الحزب العائلي …والحزب الحكومي ( بخلاف الحزب الوطني !!) … والحزب الرايق .. وحزب الصفوة .!! …..وحزب الطرابيش !!
تجربة برلمانية قصيرة.. عشتها واستوعبت منها الكثير …وتجربة حزبية جديدة أتعلم منها كل يوم درساً..وأعطيها من وقتي الكثير بحب .. وهي صور حلوة وصور مرة ….تجربة اللقاء المباشر مع أبناء الفري والمحافظات البعيدة عن القاهرة .. والبعيدة عن النفاق وعن مظاهر الكذب .. الذي يتلون كل لحظة أمام هؤلاء البسطاء ..والذين يملكون ذكاءً فطرياً يفوق ذكاء دكتور زويل نفسه ولا ينطلي عليها أكاذيب الاحزاب الورقية ..
اري في عيون من يجلسون امامي حباً ولهفة وتشوقاً لسماع قصص وحكايات الشخصيات العامة ..ما يدور في الخفاء … وأغراض كل منهم … ولا أبخل بكلماتي عليهم …واستطرد وأزيد … وكأنني وسط العائلة … أتكلم ويصححون لي بعض المعلومات … أتكلم ويوقفني أحدهم يشتكي ظلماً …. وتستوقفني أم ريفية تطلب عملاً لابنها .. حتي لا يهاجر ويركب البحر …
أحزاب محسوبة علي الحياة السياسية في مصر .. ومصر وأهلها براء منها ومن أفعالها وأطماع قادتها . الذين يحلمون بالسلطة.. والجاه والمحسوبية .. قبل ان يفكروا في كيفية العطاء لهؤلاء ..
أحزاب اتخذت من وسائل الإعلام وصفحات الجرائد والمحطات الفضائية التليفزيونية .. ساحة للمعارك ونشر أكاذيب وموضوعات تضلل أكثر من أن تفيد … والمواطن البسيط يسمع ويري تلك الحروب الكلامية … وهو واقف في طابور العيش … ينتظر دوره في الحصول علي أرغفة من الخبز المدعم …
كل هذا يطرح علينا سؤالا ًمهماً وحيوياً … … هل هناك حزب واحدا من تلك الاحزاب تبني قضية أقتصادية تسهم في رفع المعاناة عن الشعب …؟؟؟
جماعة الإخوان المسلمين …. وزعت البطاطين … والغذاء علي المناطق المنكوبة والأشد فقراً … ولم تتبني برنامجاً واحداً إصلاحياً .. طويل المدي … وأكتفت بالشعارات والمحاضرات والمساندة والتأيد … وقضايا الحجاب والنقاب ..!!
حزب الوفد .. الحزب الأقدم في مصر … تبني قضايا حقوق الإنسان .. وقضايا إصلاح الدستور .. وقضايا الفساد و قضايا الاحتكار … وقضايا تداول السلطة … ولم يتبن برنامجاً واحداً اقتصادياً حقيقيا ُ .. يعود بالنفع والخير علي أكبر عدد من ابناء هذا الشعب المكافح …بل تفوق علية بعض رجال الاعمال في عمل برنامج تشغيل واحد يستوعب الآلاف من الشباب في أعمال فنية وادارية وإنتاجية …. ( تجربة ساويرس )
حتي السياسة الخارجية كانت مجالاً للتكسب المادي أكثر منها نفعاً للوطن …. كلام مفهوم … ولاحظوا صاحب الأسبوع … ومن هم علي شاكلته…..!!
ولكن الأمل باق … مادامت الحياة ومادام هناك نفس نستنشقه .. وزفير نخرجه ..الامل أجده واضحا في عيون شباب بلدي وبنات بلدي يلمع ويبرق ويضوي ..يعطيني تأكيداً ان الغد أفضل من اليوم … واننا وصلنا الي نهاية المنحني الي أسفل … والقادم – ان شاء الله الي اعلي .. هكذا كانت ومازالت وستظل الحياة … بين خفوت وسطوع . حلو و مر .
وفي حزب الجبهة الديمقراطية … والذي اطلقوا عليه حزب الياقات البيضاء .. وحزب الصفوة … وحزب المثقفين .. نجد انه الحزب الاقرب الي الشعب …. بتكوينه وأختلاف مؤسسية وتنوعهم بين أساتذة في القانون .. ومفكرين .. وشعبيين .. ومثقفين علي مستوي عال.. يعشقون الوطن ويريدون ان يفعلوا شيء يرفع من شأن المواطن المصري في الالفية الثالثة .. وان يضعوا مصر علي خريطة العالم المتقدم .. وبين الدول الجديرة بالاحترام … وهم يعلمون كيف يكون ذلك والأسلوب الأمثل لتنفيذ أفكارهم … دون شطط أو مبالغة أو استخدام الأساليب القديمة في الدعاية لمصر … صورة حلوة .. وصورة مرة ..

أنور عصمت السادات
نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

28يناير

بقايا وطن

عام 2008 عام جديد وصفحة بيضاء لم يسطر أحد فيها بعد كلمة … سواء طيبة أو غير طيبة .. والحمد لله ان عام 2007 قد ولي وانصرم !! ولكن هل لدينا رغبة في فتح الملفات القديمة … وفتح قضايا خاسرة … وغير مفهومة … !!
عام 2007 وما قبلة من أعوام ستة مرت وعدت علي شعب مصر كأنها عاصفة محملة بالاتربة والغبار وحبات الرمال الصغيرة … تعمي العيون . وهي . أشد من رياح الخماسين علي مصر … ورياح الخمسين نحن نعرفها ونعرف توقيتاتها ونعرف متي تنتهي … ونتقي آثارها … اما الاعوام الستة الماضية … لا نعرف كيف نتقي آثارها وعقاباتها المتلاحقة علينا ونوبات الرياح التي كانت تهب علينا في موجات متلاحقة من الغلاء ومن قضايا فساد ومن اهمال واستهتار بمقدرات شعب وصل به الحال ان يبحث عن الحد الادني للحياة الكريمة وسط مظاهر غني وثراء فاحش ..لافراد معدودة …
والقضية – وان كانت في ظاهرها قضية وطنية مصرية – الا انها لها جذور ليست بالبعيدة فمنذ أحداث 11 سبتمبر اللعينة عام 2001 والعالم أصبح غير العالم … وضاعت قوميات كثيرة وسط تهديدات أمريكا ورغبتها في اذلال العالم وعقاب من تجرأ ونسف مبني التجارة العالمية بنيويورك ..
تحركات القوات الامريكية الي الشرق الاقصي والشرق الاوسط … ورفع أسعار البترول … أغلق فرص الرزق التي كانت متاحة قبل تلك الاحداث …وسدت كافة منافذ السعي لاكتساب الرزق … تحت مسميات مكافحة الارهاب وتنظيم القاعدة ، وتهدديات أشك في صدقها …

فرض سياسة القوة … شيء معروف منذ قديم الازل … ولكن أسلوب أمريكا فرض سياسة القوة بالسلاح وبالاقتصاد معا …. تجويع الشعوب ووضعها تحت خط الفقر أصبح هدفا يسعي اليه الساسة الامريكان ….

أمريكا أولا وثانيا وثالثا … وقبل كل شيء ..

امريكا لم يعد امامها منافس منذ تسعينات القرن الماضي .. ولم يعد هناك من تخشاه … وتحسب له …

الاقتصاد العالمي … محرك ووقود السياسة … او العكس …..أختلفت توجهاته وانعكست علي دول الشرق الاوسط بصفة خاصة …. بعد هجمة 11 سبتمبر الشهيرة …. التي أحدثت انقلابا في الرؤيا السياسية للغرب تجاه دول التراث الحضاري …. وأصبح ذات اتجاه واحد .. هو الصالح الامريكي فقط … وما بعده ،، الطوفان …. كما يقال …..
وأصبحنا نحن كأمة عربية ننتظر الي ما تجود به أمريكا وترتضي ان تعطيه لنا كمعونة وكمساعدة .. مشروطة كانت أو غير مشروطة ….
حتي البترول لم يعد يشفع لنا امام التقدم العلمي والاقتصادي الذي انتهجته امريكا واوروبا .. وأصبحت علي قمة الهرم الاقتصادي العالمي … وبات هذا السائل الاسود ذو قيمة متدنية بالمقارنه بالتقدم العلمي في النواحي الاخري .. ويكفي ان نعرف ان ميزانية دولة اوروبية مثل أسبانيا تعادل ميزلنيات الدول العربية كلها مجتمعة .. بما فيها امتلاكها الثروة البترولية ..!!.. هذا عن أسبانيا … فما بالنا بأمريكا ….
مشروع واحد من مشروعات تصنيع طائرة جديدة في أمريكا … يعادل ميزانيات عدة دول عربية مجتمعة … مجرد مشروع واحد لانتاج طائرة جديدة واحد من الطائرات !!!! فاذا الغت أمريكا واحدا من مثل تلك المشروعات وتبرعت بقيمته لدول الشرق الاوسط لاصبحت دول غنية !!! فاين نحن ؟؟؟
ليس للاحباط أتكلم وأكتب 0.. ولكن لننير الطريق ونتعرف علي امكانياتنا المتواضعة – جدا بالمقارنة بالاخرين …. الذين يفرضون علينا ماشاءوا لهم ان يفرضوه ..!!
ولكن هناك أملا … فهم ينظرون للمستقبل ولا ينتظرون المفاجئات … ويخططون له بدقة … لذا كان تهافتهم علي امتلاك الثروات والعقول مهما كلفها الان من جهد ومال ونفوذ ….
نعم السائل الاسود لم يعد له هذا السحر القديم … ولكن لابد لهم من السيطرة علي البقية الباقية منه لصالحهم …. ولماذا لا تخاطر وتجاهد وترسل جنودا للعراق وافغانستان والي كل مكان به بعض من تلك الثروات المدفونة تحت الارض … ولا يعلم أصحاب الارض شيئا عنها !!
اذا فلنعود الي أوطاننا ونعيد صياغة المستقبل بالفكر المتفتح وتصحيح الاخطاء المتراكمة .. وعإادة اكتشاف انفسنا وأرضنا .. وتثبيت المباديء القومية في انفسنا قبل ان ننشرها علي الاخرين …
بقايا الوطن … كثيرة .. ولم تنته ثرواته وكنوزه …فقط ، تحتاج الي من يعيد اكتشاف هذا الوطن المظلوم …

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

28يناير

الحكم فى إشهار إفلاس السادات مارس القادم

اليوم السابع

القاهرة (أ ش أ)

قررت محكمة النقض ـ اليوم ـ النطق بالحكم فى الطعن المقدم من أنور عصمت السادات، عضو مجلس الشعب السابق، على الحكم الصادر ضده من محكمة الاستئناف بإشهار إفلاسه، فى جلسة 11 مارس القادم.
وكان أنور عصمت السادات قد طلب من المحكمة إلغاء الحكم الصادر ضده بإشهار إفلاسه لصالح إحدى الشركات الأجنبية العاملة فى مصر

21يناير

العالم الشفاف !! والبرلمان الأوروبي

حاسب علي كلامك ..!! ودقق في كل لفظ تقوله وكل اتهام تسوقه .. إذا تحدثت إلي الشعوب الأوروبية عن طريق ممثليها و إلي برلمانها ؟؟؟ !! حاسب ودقق وأختار …فاليوم غير الأمس .. وأعلام اليوم غير أعلام العهد الاشتراكي .. والدولة البوليسية … الأعلام في الألفية الثالثة يجعل جسم الإنسان يبدو شفافا ويراه كل من يريد أن يري … يري العيوب ويصنفها ويحدد اتجاهاتها ، و يعرف كل من يعمل فيها و بها !!! وتلك الشفافية تجعل العالم يري تلك الكتلة المعقدة في الدماغ البشرية .( العقل) … بكل تفاصيله … ويمكنه استنتاج خطواتك القادمة …
لا تخف .!. نحن الآن شفافون أمام الغرب وأمام العالم …يرون تحركاتنا .. ويرون أساليب السلطات التنفيذية وتعاملها مع الشعب .. ومع الجماهير ومع كل أصناف البشر … ويعرفون الإنسان جيدا ويعرفون أبسط حقوقه ليعيش حياة كريمة ..ويعرفون كل طرق التعذيب التي تتم … وكل انتهاك للكرامة الإنسانية …
وعند اتهامك الاتحاد الأوروبي بأنه هناك مؤامرة لإصدار بيان يدين مصر في مجال حقوق الإنسان .. فأنت أكيد لا تعرف شيئا ولا تدرك أن تلك الكلمات تضعك في الصف الأول من طابور الدول المتهمة بعدم تنفيذ المعاهدات الدولية التي وقعت عليها .. وأصبحت ملتزمة أمام العالم بتنفيذها … أو حتى تبرير الخطأ في تنفيذها إذا اتهمت بالبعد عن الإنسانية !!! وإذا لم يحدث هذا ..أصبح إخلال أخلاقيا …. للدولة !!! وليس لشخص .. مثل ما قاله وأصدره كل من الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب والسيد / صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى .. … و الحاج / محمد أبو العنين … يتهمون الاتحاد الأوروبي بأنه يصدر قراراته لغرض ما في نفس يعقوب !!!! هذا الكلام وما شابه لا يعقل في زمننا هذا …. قد يكون مقبولا إذا قيل من 50 عاما … أما الآن ….لا …. فنحن شفافون .. وليس بإرادتنا …. بل بتقدمهم هم ونبوغهم في العلوم التقنية والإنسانية … إذا كنا قد صحينا من النوم فقط منذ عامين .. وقررنا تعديل الدستور المصري … فان تلك الشعوب الأوربية …لم تستيقظ الآن فقط من النوم !! بل أنها تعمل منذ عشرات السنين علي وضع قوانين ودساتير تسير علي نهجها …
والاتحاد الأوروبي ومؤسساته لا يخضع إلي أمريكا .. ولا يمكن اتهامه أو توجيه اللوم له لانحيازه إلي إسرائيل في قرارته . وفي توجهاته …وليس له برنامج سياسي عنصري يطمح أن ينفذه في مصر أو في الدول العربية … بل علي العكس … نجده بسعي لحث الدول المانحة لمساعدة فلسطين …علي سبيل المثال …وليس دفاعا عن الاتحاد الأوربي … أتكلم .. ولكن لابد أن يكون هناك تفرقة بين من يقوم بزيارة الدول العربية وحثها علي عداء إيران .. وبين من يقوم بزيارات للدول العربية ومصر لإقامة مشروعات تنموية ولها انعكاسها الاقتصادي علي تلك الدول … هذا هو الفرق بين أمريكا وأوروبا …
احترام العقلية العربية – مهما كانت – والأخذ والاهتمام بكل ما تقوله وتفعله .. ونقد الخطأ ..وفتح نوافذ المعرفة والرقي .. وأخذا الاستشارات ( مقابلات الرئيس مبارك مع وفود الاتحاد الأوروبي ) كان من صفات وسمات الاتحاد الأوروبي عند تعامله معنا .. ولو رجعنا بالذاكرة القريبة إلي الدستور الأوروبي الموحد الذي تم طرحه للتصويت في عدد من الدول الأوربية ومن ضمنها فرنسا .. لوجدنا أن دولة مثل فرنسا رفضت الموافقة علي الدستور الأوروبي الموحد ، في الاستفتاء الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ..ولم تقم الدنيا وتقعد وتتهم الاتحاد الأوربي بان هناك مؤامرة .. ولخبطة و وتجميد المفاوضات وإلغاء السفريات وتبادل الكلمات … إلي أخره من تلك المظاهرة … الغير مفهومة …التي تقيمها مصر الآن علي لسان رئيسي مجلس الشعب والشورى !
ولسنا هنا للمقارنة بين دستور مصر والدستور الأوروبي الموحد .. ولكننا نقارن ردود الأفعال لكلا الشعبين علي حدث واحد . متشابه من حيث قيمة وأهمية الحدث
وأيضا … .ولو عرفنا أن أهم هدف من الدستور الأوربي الموحد هو جعل أوروبا أكثر ديموقراطية وكفاءة مما هي عليه !! لتعجبنا من تردد فرنسا .. وهولندا في الموافقة عليه .. ولهم أسبابهم … في الخوف من فقد الهوية الوطنية داخل الكيان الأوروبي الموحد ….
أما نحن …. فليس لدينا أسباب تستحق هذا الصخب … فلو نظرنا للبنود 17 الواردة في قرار البرلمان الأوربي حول ( حقوق الإنسان في مصر ) لوجدنا أن معظمها حقيقي … ولو أن هناك بندا واحدا من تلك البنود في أحد دول الاتحاد الأوروبي .. لما سكت عليها باقي الأعضاء … ولكن أن تصل عدد الانتهاكات المذكورة إلي 17 بندا .. في دولة لها علاقات مع الاتحاد الأوروبي … وتتلقي منه المنح وتتبادل معه الخبرات وتحل له بعض مشاكله … إذا كان لابد له – للبرلمان الأوربي – أن يقول أن هناك وقفة مع مصر … وليس مقاطعة … وكان يجب أن يكون الرد المصري أكثر تحضرا وأكثر دقة …
ثم أين دور البعثات الرسمية المصرية المتواجدة بالمؤسسات الحقوقية بأوروبا قبل صدور مثل هذا القرار الذي يدين مصر في الانتهاكات الحقوقية ..
وأين دور الوفود المصرية البرلمانية ..التي تذهب وتعود في مظاهرات سياسية لم نخرج منها بأي نتائج ايجابية ؟؟
فمصر تتعامل بكلامها ومحادثاتها مع أوروبا كلها ،وليس مع صحيفة نشرت خبرا مشكوكا في صحته ،أو بيانا من جماعة تنتمي إلي الجماعة المحظورة … مثلا ؟؟؟؟!!
أنور عصمت السادات
نائب حزب الجبهة الديمقراطية
17يناير

أنور عصمت السادات يكتب في السينما

! الأموات يتنفسون.. “حين ميسرة” وصلتني هذه المقالة مرفقة برسالة رقيقة من أنور عصمت السادات نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية قال فيها:”أتشرف بأن أرفق لكم مقالة قصيرة تعبر عن رأيي فيما يثار حاليا من نقد وتعليق علي فيلمي “حين ميسرة” و”هي فوضي” أرجو أن تتاح الفرصة لعرضها من خلال صفحتكم”.. ونظرا للطرافة والإثارة في كون نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية اختار أن يتحول إلي ناقد سينمائي، وإن تعمد تناول أفلام سينمائية تتبني هموما سياسية منحيا نفسه، وقلمه، عن ميدانه الحقيقي الذي يثير الجدل، من خلاله، في العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، نعرض ما كتبه، وكان سببا في أن يؤرقه، عقب مشاهدته لفيلمي “حين ميسرة” و”هي فوضي”. أقوي من كل المقالات وأقوي من كل اللقاءات السياسية.. وأشد تأثيرا علي الشعب بكل فئاته.. أن يشاهد فيلما سينمائيا ويتابع أحداثه ووقائعه.. وأن يقرأ لفاروق جويدة.. شعرا ووسط كل الأفلام التي انتجت في السنوات الثلاث الماضية كان فيلم “حين ميسرة” صرخة قوية في وجه واقع مرفوض من كل من رأي وشاهد هذا العمل السينمائي، فهو يصور مجتمع ما تحت خط الفقر.. الذي يعاني من تدهور في كل نواحي الحياة.. وكلمة عشوائي ليست التعبير الصحيح عن حال من يعيش في هذا المستنقع العفن.. بل الكلمة الصحيحة هي أموات يتنفسون!! السياسة كانت ممثلة في تواجد تلك الفئات البشرية.. وكانت السياسة في كلمات وردت علي لسان شخصيات هذا العمل.. حين يقول “احنا مش باينين!!”.. غير ظاهرين.. مخفيين.. حتي حين نتحرك ونمشي بين رجال السلطة.. ليس لنا وجود ولا حضور.. ولا اهتمام.. ولا نمثل خطرا أو تهديدا أو حتي نفعا لمن حولنا.. أموات نتنفس!! وحين يقول فاروق جويدة هذه بلاد.. لم تعد كبلادي.. فالغربة هي الخط الأساسي للقصيدة هنا فلماذا تحولت السياسة إلي محور لتلك الأعمال.. وكيف؟! أليست السياسة هي ممارسة الفرد للحقوق الإنسانية.. والحصول علي حد أدني للكرامة الإنسانية.. من مآكل وملبس وبيت وتعليم وعلاج؟.. فإذا كانت كل تلك الاحتياجات غير موجودة وغير متوافرة فكيف يعيش.. وإذا عاش فهو سراب.. ووهم.. ودخان.. إنه أمام خيارات صعبة.. يركب البحر ويواجه الموت.. كما وصفت القصيدة أم يعيش عيشة المتسول والبلطجي.. ويضرب بكل القيم عرض الحائط؟ كما في فيلم “حين ميسرة”؟ السياسة أصبحت في كل شيء في السينما وفي القصائد وفي كل مكان!

16يناير

الانتخابات الامريكية …إلي الجحيم !!!

(مالنا أحنا ومال ما يتم في أمريكا في العملية الانتخابية الروتينية لتغير الرئيس الامريكي)… ما وجه الاهتمام بالتفاصيل وبالاعداد وبالخطط التي يضعها كل مرشح … ما هي المتعة التي ننالها حين يفوز أو يخسر أحد المرشحين ؟؟ ما دخلنا في تحليل خطابات المرشحين وخططهم لمستقبل أمريكا ؟؟و ما الذي سوف يعود علينا اذا ادعت أمريكا ان الانتخابات نزيهة او مزورة … وما هي الفائدة التي نجنيها اذا عرفنا ان نسبة الاقبال علي التصويت في إحدي الولايات كانت مرتفعة أو منخفضة ؟؟ . مالنا أحنا ببرامج الرئاسة الامريكية للمرشحين الجمهوريين أو الديمقراطيين … فليذهبوا سويا الي الجحيم … ويدعونا في حالنا وفي مشاكلنا في ارتفاع أسعار السلع الاساسية .. الزيت والسكر والدقيق .. وقضايا الدعم المفقود … قد يعتبر أحد القراء ان هذا حوار مبتدئين وليس محترفي سياسة … فامريكا هي صاحبة الدعم والدقيق والسكر والمرشحون يملكون أكثر من هذا … فلذلك يجب متابعتهم … وتشجيع أحدهم… علي نمط تشجيع الاهلي أو الزمالك …. ومعرفة خبايا وأسرار الانتخابات الامريكية .. حتي اذا وصل أحد المرشحين الي كرسي الرئاسة ..كنا علي علم بما سيفعله معنا ….. والمسألة ببساطة ان من يصل ويفوز بكرسي رئاسة الولايات المتحدة الامريكية سوف يفعل بنا ما فعله سلفه وسلف سلفه.. من إهدار كافة الحقوق والكرامة العربية الباقية .. وستكون أسرائيل وجهته وقبلته.. وستكون منطقة الشرق الاوسط كلها مزرعة مملوكة له . يفعل بها ما يشاء… مزرعة تحتوي علي خامات وزراعات ومعادن وبترول وبشر.. وتاريخ… كلها تعمل لصالح أمريكا… ونحن منفذون مطيعون… فنحن لا نملك من كل هذا سوي الاسم فقط ! ونشاغب ونتعارك في حوارات وكلمات ومقالات وندوات ومؤتمرات في كل مكان من الارض.. نقول ونعيد القول ونؤكد علي ان لنا حقوقا مهدرة وأملاكا لا نملكها !! ولكنها مكتوبة باسمنا.. في كتب التاريخ… وندرسها لابنائنا.. ونعطي درجات علمية فيها لمن يشاء… والواقع واقع ولا تغيير.. فلتذهب تلك الانتخابات الامريكية الي الجحيم فليس لنا فيها نفع..

08يناير

هل دولتنا قوية ؟؟ ـ

سؤال يطرح نفسه عند كل مشكلة وظاهرة تواجه المجتمع المصري … سواء كانت قضية فساد او قضية اهمال … ولكن أهم ما يلفت النظر في هذا السؤال …. هو عندما نواجه ظاهرة عدم المبالاة والاستهتار .. وخاصة عند الشباب …والاجيال الجديدة …
والقضية التي تواجه المجتمع المصري كله … وتتكرر كل يوم هو الاستهتار العام بالقوانين المحلية 0..في قطاع الاسكان والتشييد … وكم المخالفات الذي أصبح متراكم واصبح شيئا عاديا جدا … وصار عرفا مصريا .. له قوة القانون … حتي ان المحاكم المدنية أصبحت تساير الوضع … وتضع هذا العرف موضع القانون !!!

والمشكلة لا تخص المصريين فقط ولكنها تخص الدولة وصورتها ( اميدج ) امام العالم …. فضعف كيان الدوله في هذا المجال أصبح موضوعا يتندر به بين الشباب ….. ولك ان تشاهد وتري أشكالا غريبة من البنايات الضخمة … تفتقر لابسط قواعد السلامة واقل مظاهر الحضارة …
هل مصر صاحبة أقدم بنيان في التاريخ الانساني … – الاهرام – أصبحت الان في هذا الموقف ؟؟ لاتستطيع ان تسيطر علي البلطجية والخارجين علي القانون في مجال المقاولات والانشاءات … بداية من أراضي ما يسمي بواضعي اليد وحتي اراضي الدولة الخاصة بالقوات المسلحة ….
هل الجهاز الاداري في الدولة والجهاز التنفيذي ضعيف لدرجة ان أي محام صغير مبتدئ يستطيع تعطيل تنفيذ قانون وقف بناء او اخلاء او ازالة …؟؟؟
ضعف الجهاز الاداري للدولة له ثلاث أوجه … أولها : هو قلة العاملين به – والتي لا تتناسب مع اعداد السكان والمشروعات المستقبلية وحركة الاعمار التي أصبحت هي الان الاولي في مجال الاستثمار … ( الاستثمار العقاري ) ،

وثانيها : تداخل القوانين واللوائح ووجود تناقضات فيها واستنادها الي حقبة الستينات من القرن الماضي ..
وثالثها عدم وجود قانون قاطع منفذ في الرقابة والضبط الفوري للمخالفات ..

وكل من سافر الي الدول العربية …. من المصريين يعرف قوانين تلك البلاد ويلتزم بها … ويعرف ان من يخالفها يقع تحت طائلة القانون … في نفس يوم المخالفة … وليس بعد الهنا بسنة!!
نشكو من البطالة … ولدينا فراغ كبير في جهاز الدولة …. بل لدينا فجوة كبيرة تشبه ثقب الازون في المحليات … واستهتار بما تملكة الدولة من قوانين و أسلوب تطبيقها …
فإلي متي يستمر هذا الوضع ….؟؟؟ .
هل الخروج من هذا المأزق يكون ببناء التجمعات ( الكمبوند ) .. في التجمعات السكنية الجديدة … واهمال القاهرة الكبرى كلها بأحيائها المعروفة …
ان مجلس الشعب …. امامه كم من التشريعات في هذا المجال كبير جدا …. وامامه مشروعات انشاء اجهزة رقابية وتنفيذية قد تفوق قدرته علي انجازها في الفصول التشريعية محدودة المدة والزمن …
فمتي نفيق من هذا الوهم … وهم اننا دولة لها سيادتها وقانونها !!! علي ارضها !!

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

01يناير

خطاب إلي السيد الرئيس

من مواطن مصري يحمل هم وهموم بلد عريق.. مثل مصر إلي رئيسها الذي يحمل إلي جانب هذه الهموم أمل أبناء هذا الوطن.
أرفع إليكم قضية ظلم وقع علي شعب مصر.. قضية تحتاج منكم إلي نظرة اعتبار بعين أخري غير التي نري بها وتحتاج إلي قرار صعب وكلمة ترفع بها أسباب الظلم والتفرقة.. وتجعل الشعب كله يشعر بمصريته ويرتفع بكرامته إلي عنان السماء.
لقد قدمتم وميزتم نجلكم السيد جمال مبارك علي كل الصفوف وعلي كل القيادات الطبيعية للبلد واعتبرته هو الرئيس القادم «رغم نفيكم لهذا بالصحف».. وبدأ بالفعل سيطرته «غير المعلنة» علي جميع أمور الدولة.. مما تسبب في خلق رفض عام «غير معلن أيضًا» من جميع القوي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والشعبية المحبة لمصر وتاريخ مصر والتي أصبحت ترصد فقط الأحداث وابتعدت عن هذا الصراع الخفي.. واكتفت بالمشاهدة فقط خوفًا من الإذلال وخوفًا من تلفيق تهم فساد أو خيانة الوطن أو الإضرار باقتصاد البلاد.
وخلق هذا أيضًا ظهور لوبي من المنتفعين بهذا الوضع من المحيطين بالسيد جمال مبارك.. ينتظرون فيها اللحظة التي تأتي ويتولي هو فيها السيطرة الكاملة.. ويضربون بيد من حديد جميع المعارضين لهم.
سيدي الرئيس… لعل هذا الوضع كان من أهم أسبابكم الشخصية في رفض تعيين نائب رئيس جمهورية طوال الخمسة والعشرين عامًا الماضية.. ازدواجية الحكم.. وهو الآن موجود.. وبدون نائب رئيس!
وقد ظهرت آثار هذا التصعيد والتمييز لنجلكم في صور كثيرة.. منها عدم المبالاة ورفض الانتماء الوطني… وظهور فئات استغلالية تخرب في اقتصاد البلد.
كنوز مصر لا نهاية لها.. تلك حقيقة يعرفها كل من قرأ تاريخ مصر منذ عهد الفراعنة إلي وقتنا الحالي.. ومع هذا ابتدعت قصص الخصخصة وبيعت معظم الأصول الاقتصادية.. بفكر الشباب الملتف حول الرئيس الجديد.. تحت مسمي الاقتصاد العالمي الحر.
وكثرت وتعددت مظاهر سيطرة وبطش الأمن وتدخله في كل شؤون البلاد والعباد.
سيدي الرئيس… أتفق معك كل الاتفاق أننا لدينا دوافع خوف مشترك علي مصر… ولكن لن يكون هذا الخوف سببًا في القفز فوق الدستور وفوق الديمقراطية وفوق العرف الدولي… بدفع نجلكم إلي مصاف رؤساء مصر… واعتباره ظاهرة فريدة لم تحظ بها مصر من قبل..!! وتغييره التركيبة السياسية والتدرج القيادي بتخطيه لكل القوانين والصعود علي قمة الهرم السياسي في مصر..
كلنا نحب أبناءنا… بل ونعشقهم… ولكن عندما تكون هناك مصلحة وطنية عليا تتطلب أن ننكر الذات ونرقي إلي مرتبة الشرف الوطنية.. فإننا نبعدهم عن تلك النقط الشائكة.
…ونضعهم في أماكن أخري يخدم فيها وطنه كمواطن شريف.. من جهده ومن عرقه وليس من جهد وتاريخ الآخرين وإمكانيات دولة كلها باسم المصلحة الوطنية والاستقرار!
خطوة صعبة وقرار تاريخي – إن اتخذ – سيرفع كثيرًا من الظلم الواقع علي نفوس الشباب، وأبنائك وسيخلق قدوة حسنة ومثالاً للوطنية وإنكار الذات حبًا في مصر.
وهذه الخطوة – إن تمت- سوف تحفظ لكم تاريخكم وميراثكم اللذين بنيتهما طوال الخمسين عامًا الماضية.
الشعب بمثقفيه ومفكريه سوف يذكر لكم تلك الخطوة الشجاعة.. وستظل علامة لعصركم.. تذكر كلما ذكرت الديمقراطية في مصر.. وأنت أهل لهذا وتستحق هذا..
وفقكم الله إلي ما فيه الخير لمصرنا الحبيبة.

31ديسمبر

نظرة أخري للتعليم

باعتراف كل المسئولين الحكوميين … سواء كان اعترافا صريحا أو اعترافا ضمنيا .. فان التعليم في مصر فاشل …. فاشل في كل مراحله …. وهذا الفشل انعكس علي كل نواحي الحياة وعلي السلوك الاجتماعي لشعب بأكمله ! ولن نعيد ونكرر كلمات السادة خبراء التعليم .. والمتخصصين في الشئون التعليمية ..أن العملية التعليمة في مصر تحتاج إلي دعم أكبر … والي كوادر خاصة .. والي ألفاظ وشعارات ومؤتمرات وميزانيات و اختراع أسمه جودة التعليم … الذي أخترعه مجلس الشعب … ولم يغير أو يتغير شيء… مثله مثل عشرات القوانين والتشريعات المكتوبة علي ورق …
والأفكار التقليدية والنمطية .. التي يسير عليها كل من تصدي لموضوع التعليم وتطويره أو إصلاحه باءت بالفشل …. وهو واقع يجب أن يكون واضحا ومعترفا به …
لذا كان لابد من وجود أفكار غير عادية … وغير تقليدية … والتي قد تدخل تحت بند المستحيل والغير معقول …. ولم لا فإننا جربنا المعقول والسهل .. ولم ينجح !!
ماذا لو طرحنا فكرة قلب المائدة علي من يجلسون عليها من السادة مسئولي التعليم في مصر !!.. بمعني قلب القوالب الثابتة في مراحل التعليم … تغير النمط الأزلي القديم في الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعة … والسنوات التي تهدر .. من عمر الشباب … دون فائدة في نهاية المطاف !! والاقتراح الذي أعرضه و يبدو انه غريب هو :
تعليم لمدة 10-12 عاما .. تعليم أساسي …. ثم خدمة عامة إجبارية لمدة عامين .. سواء كانت خدمة في القوات المسلحة أو خدمة مدنية عامة .. في قطاعات الدولة علي مستوي الجمهورية … ثم تعليم عالي لمن يريد .. ويستوفي ويستكمل شروط الكلية التي يرغب في الدراسة بها دون التقييد بالمجموع الذي حصل علية من عامين في نهاية التعليم الأساسي ..
فكرة لها ما لها ، وعليها ما عليها من تحفظات او اعتراضات …. ولكنها فكرة تستحق أن تدرس ويدرس كافة جوانبها ….
ونحن في حزب الجبهة الديمقراطية نتبنى كل الأفكار الجديدة … سواء كانت معقولة أو حتى خارج نطاق الممكن والمعقول … المهم أن تحقق النهضة والصحوة الكبرى … وفي نفس الوقت نري أن ما تقوم به السيدة حرم رئيس الجمهورية في المجال الثقافي والتعليمي .. يعتبر إضافة للعملية التعليمية ….ويمكن أن يتطور بترشيد الإنفاق علي المظهرية ليكون تطويرا في صميم العملية التعليمية … فلا يهم الطفل المصري البسيط .. في سنوات التعليم الأولي له أن يجلس إمام شاشة كمبيوتر (فلات ) أو أن يجلس علي كرسي ثمنه يساوي ثمن فصل بالكامل في مدارس القرى والنجوع المهم أن يكون امامة مدرس صادق يشرح له ويفهمه … ولكنه جهد مشكور منها ، وكما قلت، إضافة تحسب لها في اهتمامها بالشكل الحضاري .. وهو مطلوب ..
أنور عصمت السادات
نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

31ديسمبر

(2008)ونقطة اللاعودة

مع الاحتفالات بانتهاء عام واستقبال عام جديد.. نتذكر ويتذكر الشعب المصري كله حال البلد.. كيف أمسينا وكيف سنصبح؟ أيام تمر وسنوات تعدي والحال هو الحال.. لا جديد ولا أمل واضحاً في حياة أفضل.. صباح وراءه مساء ثم نهار جديد، وماكينة الحياة قديمة تعمل ولها صوت وأنات تحكي وتشكي هموماً يومية عن حالها وحال البلد الذي نعيش فيه.. كان لدينا طموح في مشروع كبير.. كبير بحكم دولة مصر.. يعطينا أملاً في الإصلاح ويعيد لنا البسمة التي تنعكس علينا.. ولكن التعنت والتشكيك.. في كل شيء أصبح سمة تعطل جميع المشروعات وتضيع عشرات الفرص من بين إيدينا
.. لعل العام الجديد يحمل أملاً في إصلاح ما أفسده الدهر أو أفسدته الحكومة وحزبها!. مشاكلنا نعرفها جيداً ونعرف أسبابها ونعرف بعض طرق إصلاحها.. ولكننا نتردد في توجيه الاتهامات إلي شخصيات – يقال إن لها ظهراً – والحقيقة أنها ليس لها أي سند أو نصير.. فعمر الفساد قصير.. مهما تعددت صوره وأشخاصه..
إصلاح وطن ليس بالمهمة السهلة وليس مشروعاً له دراسة جدوي.. إصلاح الوطن يحتاج جهد كل مصري في كل موقع.. بدءاً من رجال الحزب الوطني ومفكريه، حتي أصغر موظف في جمعية أهلية.
ولقد وصلنا الآن لمرحلة ونقطة.. تسمي نقطة اللاعودة.. وعند تلك النقطة تتساوي المسافة بين نقطتي الانطلاق والوصول.. عند تلك النقطة لابد من اتخاذ قرار.. إما الاستمرار أو العودة.. وكلاهما قد يكون متساويين في المخاطر وفي الحسابات والتقديرات.. ولكنها نقطة عند الوصول إليها تكون الأمور قد وصلت إلي نهاية المطاف من التجارب والحسابات والتقديرات.. ولابد من إعطاء أمر الاستمرار أو العودة!
مصر وصلت بنهاية عام 2007 إلي تلك النقطة.. وليس أمامها خياران.. أمامها اختيار واحد اجباري.. هو الاستمرار في الطريق الذي اختارته الحكومة للتنمية والإصلاح.. وهذا لسبب بسيط جداً.. هو أنها تمتلك كل الأدوات والمواد اللازمة لاستكمال الرحلة من ميزانية ومن موارد ومن قوانين تحميها وقوة تدفعها لنهاية الطريق.
وكما قلت سابقاً.. إصلاح الوطن ليس حكراً علي فئة بعينها ولا علي حزب أغلبية ولا علي جماعات معارضة ومضادة للأغلبية.. إصلاح الوطن يحتاج كل مواطن مصري.. يعيش علي أرضها.. ويحتمي بناسها ويأكل من خيراتها.
المشروعات القومية التي طرحت خلال رحلة الإصلاح والتنمية علي مدي 25 عاماً، والتي تناولتها الدولة هل هي علي قدر يتناسب مع حجم دولة مثل مصر.. وعدد سكانها الذي قد يصل تعداده إلي 08 مليون نسمة؟!.. هل تلك المشروعات تتناسب وتتفق مع طموح 30 مليون شاب في عمر العطاء يريد أن يجد هدفاً أمامه وأملاً للحياة الكريمة في مصر؟؟ هل التناول العملي لكل فكرة مشروع من تلك المشروعات أخذت حقها من الدراسات والقرارات.. أم هي عفويات واجتهادات شخصية تصدر من رئاسة جهاز الدولة.. في موضوع يهم كل مواطن ومستقبله؟؟ ويتخذ.. أو لا يتخذ قراراً.. وكلها أيام وبتمر!
وفي تلك الأيام يتناول الإعلام المصري عدة قضايا اقتصادية جديدة.. مثل مشروع إنشاء محطات توليد الطاقة من مفاعلات ذرية بمنطقة العلمين بالصحراء الغربية »الاستخدام السلمي للطاقة الذرية« ومشروع إنشاء ممر التعمير.. ومشروع تطهير الصحراء الغربية من الألغام.. وإحياء مشروع منخفض القطارة.. وإحياء مشروع توشكي.. وإحياء مشروع تنمية الصحراء الغربية.
* كلمة أخيرة: لو أنه كان لدينا 100 فكرة أخري لمشروعات قومية عملاقة.. ألا تعتقد أننا كنا سنجد مشروعين أو ثلاثة – علي الأقل – منها تصلح للتنفيذ وتنفذ فعلاً؟
عدد المشروعات التي نحلم بها أو التي تدور في خيالنا أو التي يطرحها العلماء والمفكرون قليلة جداً جداً مقارنة بحجم وثقل وإمكانيات مصر.
ولكن كيف يكون لدينا مئات من تلك المشروعات؟!
إن المراكز العلمية ومراكز الأبحاث ووسائل النشر العلمية قليلة جداً في بلادنا.. مقارنة بعدد سكان مصر ونسب المتعلمين بها.. وأصحاب الرؤي المستقبلية.. الذين لا يجدون منفذاً لنشر أفكارهم أو توثيقها.. كل هذا يحجب مئات المشروعات من الظهور إلي النور.
أتمني أن يكون عام 2008 أفضل من سابقه في هذا المجال