بمناسبة حديث السيدة الفاضلة/ جيهان السادات في ذكرى أكتوبر المجيد والذي أثار لدينا الشجن ما بين تجدد الفرح بأول نصر عسكري للعرب على إسرائيل وما بين إغتيال زعيم في يوم إحتفال مصر السنوي بجيشها المنتصر وعلى أية حال سيظل هذا اليوم من تاريخ مصر رمزاًَ لإنتصار أمة وشاهداًَ على أن زعيمها لم يبخل حتى بحياته فداءاًَ لهاسيدتي أنت أول من يعلم أن لا شيء مهما كان حجمه ومبلغ شأنه يقام لتخليد ذكراه ممكن أن يضيف إلى تاريخه الوطني الطويل والذي أمتد بقرار الحرب والنصر ثم السلام – فلا تمثال أو متحف أو فيلم يحدث فارقاًَ – ولو أنه واجب على كل مؤسسات الدولة أن تشجع من جانبها القيام بمثل هذه الأعمال كعرف سائد في جميع دول العالم تعبر عن نفسها بشيء من الوفاء وأيضاًَ للأجيال الشابة لمعرفة تاريخهم بإنتصاراته وإنكساراته… لذا فالواجب علينا جميعاًَ متطوعين أن نقوم بالمشاركة بمشروعات خيرية وتنموية كان يتمنى أن يحققها في حياته – وإن حقق بعضها– إلا أن القدر لم يمهله لإستكمالها. لذا أناديكِ كغيري من الغيورين على مستقبل أمتنا المصرية أن تعيدي نشاطك الإجتماعي والأهلي فقد كنت من رواد هذا المجال منذ نكسة 67 وكنت صاحبة السبق والريادة للدور الإجتماعي لحرم رئيس الجمهورية فمن المؤكد أنه لم يغب عن ذاكرتك بأنه أطلق عليك خلال تلك الفترة “أم الأبطال” لما كان لكي من مواقف عدة مع الجنود وقت الحرب ومع الجرحى والمصابين خلالها وبعدها .إن مصر في أشد الإحتياج لكل من يمد لها يد العون في الأزمات والكوارث التي تمر بها وأنت قادرة بمشيئة الله أن ترتفعي بالبناء الذي كنت قد أرسيت قواعده يعينك على ذلك ما تمثليه بشخصك وتاريخك من ثقل وإحترام دولي.. إنني أدعوك كمواطنة مصرية لتواصلي المشوار الذي بدأته برفقة الزعيم الراحل وإسمحي لي أن أضع بين يديك تصوراًَ لبعض المشروعات لتحقيقها من أجل التواصل مع جهودك السابقة.
أولاًَ: مشروع منحة السادات العلمية : سيدتي تعلمين يقينا أن العلم هو قاطرة التنمية التي نعمل عليها جميعاًَ منذ أكتوبر 73 ورفعنا الشعار الذي نادي بدولة “العلم والإيمان” لذا فإنني أناشدك في هذه الذكرى العطرة أن تتبني مشروع خلق فرص لأبناء مصر من الشباب المتميز للإلتحاق بشبكة دولية للدراسة الجامعية أو الدراسات العليا كمنح في شتى المجالات التي تحتاجها مصر (تكنولوجيا/طاقة/تنمية/سلام) ليتسلحوا بالعلم الذي هو المخرج الوحيد لما نحن فيه من أزمات وأعتقد بل ومن المؤكد إنك تملكين كل المقومات اللازمة لدعم هذا المشروع حيث تربطك صلات جيدة بالجامعات حول العالم.ثانياًَ:
مشروع صندوق السادات للعلاج (بنك الدواء):
سيدتي طالما كنت الأم العطوف للمصريين حيث أرسيت المهام الإجتماعية للسيدة الأولى .. الشعب المصري الآن يعاني من ندرة العلاج وغلو ثمنه وهنا يجب أن يأتي دور المجتمع الأهلي والخدمات الإجتماعية من المؤسسات المدنية لملأ هذه الفجوة… أتمنى أن تتبني فكرة إنشاء “بنك الدواء” من أجل توفير الأدوية المجانية للمحتاجين وخاصة الباهظة الثمن والتي يمكن جمعها عن طريق التبرعات محلياًَ أو دولياًَ.
ثالثاًَ: مشروع تطوير معاش السادات :
مازال الملايين يذكرون الزعيم الراحل بكل الخير شهرياًَ من خلال “معاش السادات” ولكن مع ظاهرة الغلاء التي تتقدم بضراوة يوماًَ بعد يوم … فقد حان الوقت لتضمي صوتك لهؤلاء وتتبني الدعوة لزيادة المعاش الذي لم تتجاوز قيمته حتى الآن 100 جنيه للأسرة بالإضافة إلى تسهيل قبول وإدراج الأسر المحتاجة للمشروع … وأعتقد ان ذلك يتماشى مع سياسة الدولة والحزب الوطني من تحقيق العدالة الإجتماعية ومحاربة الفقر. إن الكادحين بطول البلاد وعرضها من دلتا الوادي الطيب إلى صعيد مصر المعطاء ينتظرون أن تعينيهم على مقاومة مثلث الرعب الشرس من جهل ومرض وفقر وقد عاصرت ذلك على أرض الواقع وعايشت الرجل الذي كان يفتخر بأنه من نفس تراب هذه الأرض وقد عانيت وكافحت معه طوال حياته وتفاعلتم مع هموم السواد الأعظم من الشعب المصري حتى وإن أختلف معه الكثيرين ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح وإني على ثقة بقدرتك للقيام بتلك المبادرات لرفع المعاناة عن كاهل الملايين من المصريين – الأمر بين يديك وأعلم ما يمكن أن يمثله ذلك من حساسية وحرج لكثيرين – يقيني بالله أنك ستستجبين لأن في هذا الشأن التكريم الأكبر والأعظم لذكرى الرجل الذي أحب الناس فأحبته وما توفيقك وتوفيق المخلصين للوطن إلا بالله .
دعوة.. ومصارحة.. من أجل مصر
دعوة أتوجه بها لكل الوطنيين المصريين بوجه عام أيا كان انتماؤهم السياسي والحزبي، كما أتوجه بها علي وجه الخصوص لمختلف قوي المعارضة التي تتخذ موقف المتفرج أو المشاهد الصامت علي ما يحدث علي الساحة السياسية المصرية دون الالتفاف حول مواقف ثابتة ومحاولة القيام بدور فعال ومؤثر في واقعنا الحالي – قد تكون هناك مواقف فردية جادة أو أخري من المعارضة – ولكنها غير كافية لبوادر التغيير.
والآن والجميع يفكرون ويقلبون الاحتمالات في أذهانهم في الأمر الأكثر أهمية والأعظم شأنا لمستقبل الوطن ألا وهو إلي من ستؤول الرئاسة بعد الرئيس مبارك – بعد عمر طويل – والزمن يسابقنا فلم تبق سوي سنوات ثلاث علي أكثر تقدير علي ألا يحدث أمر جلل – فنحن الآن مضطرون إلي أن نسابق الزمن حتي لا تفاجئنا الأقدار وتنتهي مدة الرئاسة الحالية دون أن نستعد واقعياً وجدياً لهذا الموقف الذي سيفرض علينا شئنا أم أبينا – لأن أحد تلك الاحتمالات هو توريث الحكم الذي أصاب المواطنين بالهلع والخوف بمن فيهم أبناء الحزب الوطني الحاكم ذاته خشية أن نرتد إلي عصر ما قبل الثورة، إن هذا الاحتمال الذي ظهر علي السطح بقوة من عدة سنوات مضت قد أثار كثيراً من الشكوك والظنون، البعض أعلن عنها بصوت عال والآخرون تحدثوا بلا صوت.. لذا فالدعوة الآن واجبة وضرورية للجميع ولجميع الأطياف السياسية وعلي رأسها المعارضة للم الشمل واستحضار الذاكرة بالرجوع إلي ما أعلنته «الجبهة الوطنية للتغيير» في أواخر عام 2005، والتي تضمنت في وثيقتها وجوب أن يحظي الرئيس القادم بشرعية شعبية إضافة إلي الشرعية الدستورية، فهذه الوثيقة المشتركة لعموم المعارضة صدرت بصورة جماعية لبلورة المواقف الفردية لمختلف القوي والتي أعلنتها مسبقا.. إن الدعوة الآن عاجلة ومهمة للغاية لجبهة المعارضة الشاملة أن تكون شريكاً فاعلاً في عملية اختيار الرئيس القادم.
أما المصارحة فموجهة إلي السيد جمال مبارك.. واجبي الآن أن أخاطبك من أجل مصر ووفاء لها وأحسبك عند حسن ظني بك.. هناك تخوف ورفض شعبي كبير لحظوتك السياسية ووضعك الدستوري.. ألم تصلك الرسائل الشعبية والتي أصبحت علانية في الصحف والمجلات والفضائيات، فضلا عن أحاديث الناس في المقاهي والنوادي والشارع المصري؟! الكل يرفض «ولي العهد» حتي ولو كان أسلوب الولاية دستورياً، ومهما حاولت الآن تجميل الصورة بالحديث عن العدالة الاجتماعية ومواجهة الفقر فأين كنت من قبل ؟!.. إذا كنت قد عقدت العزم علي تولي الحكم خلفا لوالدك – رغم وعودك بالنفي – تأكد أن ذلك سيصيب الشعب بصدمة وينتج عنه تصدع في بنيان الدولة وانتماء شبابها المكافح وحينها ستكون مصر فريسة لتكالب التيارات المختلفة علي السلطة ويتولاها من لا يصلح.
تواجدك بالمشهد السياسي ووضعك في الصدارة علي مستوي الحزب الوطني والتفاف رجال الأعمال من الأصدقاء حولك ليصبح زواج المال بالسلطة زواجا شرعيا تباركه لهم.. هذا الزواج الذي أفرز الكثير من قضايا الفساد والاحتكار والقتل.. الكل يتصارع في التقرب إليك كأنك نائب الرئيس.. ارفع الحرج عن والدك ولا تقض علي تاريخه الطويل لأن الشعب لا يتذكر وقتها إلا من كسر إرادته، التراجع بهدوء مسئولية تحسب لك والعمل الاجتماعي والإنساني واسع ويحتمل الكثير وجمعية «جيل المستقبل» بكل امتيازاتها خير شاهد علي ذلك.
حملة شعبية لإزالة الألغام وتنمية الصحراء
مازال التاريخ يذكر حروباً عاني منها العالم، فقدت الإنسانية فيها ملايين الضحايا.. حروبا عالمية لم يكن الشعب المصري طرفا فيها، ولكنه وبعد مرور أكثر من نصف قرن مازال الشعب المصري يعاني من تبعات هذه الحروب، تاركة خلفها أكثر من ٢٠ مليون جسم قابل للانفجار موزعة في مساحة تقدر بحوالي ٢ مليون فدان، تحجز بينها ثروات طبيعية هائلة، وتعطل مسار التنمية الزراعية والسياحية والصناعية بالمنطقة.
وانطلاقاً من إيماننا بحق شعب مصر في الاستخدام الأمثل لجميع أراضيه وموارده، التي هو في أشد الحاجة إليها الآن، فإن من واجب الدول المسؤولة عن تلويث مساحة كبيرة من أرض مصر بالمخلفات القابلة للانفجار، وفي مقدمة هذه الدول «بريطانيا وألمانيا وإيطاليا» مشاركة مصر في إزالة الألغام، وإعادة تنمية المنطقة، مما يساهم في مواجهة أزمة الغذاء والطاقة، وذلك بتوفير أكثر من ٢ مليون فدان تحتوي علي الكثير من الثروات الطبيعية، بالإضافة إلي صلاحية معظمها لزراعة القمح.
نبدأ حملة شعبية لدعم ومساعدة وزارة التعاون الدولي، من خلال مخاطبة الدول المعنية بإزالة الألغام، كما أننا سنخاطب منظمات المجتمع المدني الدولي لتكثيف الجهود من أجل مشاركة ومساندة الحكومة المصرية في إزالة الألغام وتعمير المنطقة.
ونهيب بالحكومة ضرورة التأكيد علي أنه في حالة تطهير الأراضي، لا يتم التصرف فيها لمجموعة محتكرة، ولابد أن تضع الحكومة استراتيجية حكيمة لاستغلال الأراضي والثروات التي في باطنها بشكل عادل، والاستفادة بعائد التنمية المرتقبة، بما ينعكس إيجابياً علي معيشة المواطن المصري.
المنسق العام للحملة -أنور عصمت السادات
حملة شعبية لإزالة الألغام وتنمية الصحراء
مازال التاريخ يذكر حروباً عاني منها العالم، فقدت الإنسانية فيها ملايين الضحايا.. حروبا عالمية لم يكن الشعب المصري طرفا فيها، ولكنه وبعد مرور أكثر من نصف قرن مازال الشعب المصري يعاني من تبعات هذه الحروب، تاركة خلفها أكثر من ٢٠ مليون جسم قابل للانفجار موزعة في مساحة تقدر بحوالي ٢ مليون فدان، تحجز بينها ثروات طبيعية هائلة، وتعطل مسار التنمية الزراعية والسياحية والصناعية بالمنطقة.
وانطلاقاً من إيماننا بحق شعب مصر في الاستخدام الأمثل لجميع أراضيه وموارده، التي هو في أشد الحاجة إليها الآن، فإن من واجب الدول المسؤولة عن تلويث مساحة كبيرة من أرض مصر بالمخلفات القابلة للانفجار، وفي مقدمة هذه الدول «بريطانيا وألمانيا وإيطاليا» مشاركة مصر في إزالة الألغام، وإعادة تنمية المنطقة، مما يساهم في مواجهة أزمة الغذاء والطاقة، وذلك بتوفير أكثر من ٢ مليون فدان تحتوي علي الكثير من الثروات الطبيعية، بالإضافة إلي صلاحية معظمها لزراعة القمح.
نبدأ حملة شعبية لدعم ومساعدة وزارة التعاون الدولي، من خلال مخاطبة الدول المعنية بإزالة الألغام، كما أننا سنخاطب منظمات المجتمع المدني الدولي لتكثيف الجهود من أجل مشاركة ومساندة الحكومة المصرية في إزالة الألغام وتعمير المنطقة.
ونهيب بالحكومة ضرورة التأكيد علي أنه في حالة تطهير الأراضي، لا يتم التصرف فيها لمجموعة محتكرة، ولابد أن تضع الحكومة استراتيجية حكيمة لاستغلال الأراضي والثروات التي في باطنها بشكل عادل، والاستفادة بعائد التنمية المرتقبة، بما ينعكس إيجابياً علي معيشة المواطن المصري.
مصر.. والروبابيكيا السياسية
عشر سنوات ونستقبل في هذا الوقت تقرير الخارجية الأمريكية؛ الذي تصدره بشأن الحريات الدينية في مصر بنفس الادِّعاءات المغلوطة والمبالَغ فيها حتى بالنسبة لأغلبية الشعب الأمريكي؛ فأصبحت وكأنها تبيع “الروبابيكيا” في السوق المصري، جاهلةً تمامًا أو متناسيةً بإصرارٍ أننا في مصر لنا قدرة عقائدية ذات طابع خاص لجميع الأديان السماوية الثلاثة، وأن الحرية الدينية تشمل الجميع، فلم يغلق يومًا جامع أو كنيسة أو معبد، رغم بعض التجاوزات من هنا وهناك، وأن التكوين العقائدي الذي فُطِر عليه المصريون بمختلف دياناتهم هو الأساس التي ترتكز عليه المحاذير من حدوث أي تطرفٍ يمزِّق النسيج الوطني.
فثقافتنا الدينية تختلف تمامًا عن ثقافة الغرب، فلا مجالَ عندنا لاختراع أديان أو استنباط مذاهب؛ فقد مضى زمن الأنبياء عليهم السلام، ونحن العباد نعيش بما أوصونا به بما جاء بكتاب الله وسننهم وتعاليمهم.
إن البيئةَ المصريةَ غير ممهَّدة- ولن تمهَّد أبدَ الدهر- لتستقبل رغبات أيِّ أحد كان في إيجاد الفرقة بين دين وآخر أو إشعال الفتنة بين طائفةٍ وأخرى؛ فالمصريون يعلمون تمامًا أن مصلحتهم جميعًا أقباطًا ومسلمين في استقرار الوطن وعدم العبث بمقدَّراته.
لقد أنفقت الإدارة الأمريكية أموالاً طائلةً على أفراد ومؤسسات داخلية وخارجية من أجل أن تكون مصدرًا معلوماتيًّا لها؛ رغم أنها تعلم جيدًا أن كثيرًا من تلك المعلومات زائفة، ولا تعبر من قريب أو بعيد عن ثقافتنا وتمسكنا بمفاهيمنا الدينية، رغم أن لدينا بعض التجاوزات والانحرافات وسلوكيات غير مقبولة؛ إلا أنها لا ترقى أن تكون أسانيد شمولية لتلك الاتهامات.
إن تقريرَ الخارجية الأمريكية بعيدٌ كل البعد عن الحريات الدينية واحترام العقائد عندنا؛ لأنه لم يوثّق معلوماته من مصادر محايدة، كما أن للديمقراطية أركانها التي تتماشى مع أرضية وجغرافية كل دولة، فضلاً عن العادات والتقاليد فلا يمكن تطبيق نموذج واحد للكل.
إننا هنا في مصر، شعبًا وحكومةً، نرفض تقريركم الذي صدر عن جهالة بثقافتنا؛ لأننا نعلم أن الوطن هو العرض، ولن نسمح أن يستغل أحد الحوار الدائر في الداخل مهما كان ومهما طال بين معارضة وحزب حاكم؛ لينتهك سيادتنا ويتدخل في شئوننا؛ لأن خلافتنا نابعة عن غيرة الجميع على مصالحنا، وهذا حال كل الدول متقدمة كانت أم نامية، وليس للقضاء على الوطن بإشعال الفتن وتصعيد الصراعات الدينية والطائفية، كما تحاولون أنتم دائمًا.
وإن هذا لا يمنع أن يكون لديَّ شعور داخلي بعدم الارتياح وشدة التخوُّف من تصاعد حدة الحوادث والمواجهات الطائفية وتزايدها، وأجواء عدم الثقة المتبادلة بين طرفَي نسيج الأمة، وهي مسألة في غاية الخطورة إن لم ننتبه لها.
وندائي الآن إلى بني وطني على مختلف عقائدهم الدينية وانتمائهم السياسي؛ أن يتمسكوا بدعائم المواطنة والإخاء؛ فهي السبيل الوحيد والسد المنيع لأي سيول خارجية، ويجب أن يعتصم الجميع بحبل الله حبًّا في الوطن.
إننا بالفعل نحتاج إلى معالجة ومواجهة صريحة، والإصلاح بدءًا من الجذور، حتى لا ينفرط عقد الوطن وتكون ثغرة ينفذ منها الغرب إلى شئوننا الداخلية، وهذا يتطلَّب الجهد الهائل من أصحاب فكر التنوير من المثقفين.
فأين إذن دورهم المحوري؟! كما أطالب مجلس الشعب المُوقَّر أن يشرِّع قانونًا تُغلَّظ فيه العقوبةُ لكل مَن يثبت تورُّطه في إشعال الفتنة الطائفية بين دينٍ وآخر أو بين المذاهب المختلفة؛ ليكون عبرةً وعظةً لمَن يهون عليه وطنه وعرضه وكرامته.
أزمة أمة
مع أنها أزمة عالمية اقتصادية.. يمر بها العالم كله الآن.. وتعاني التعقيدات في الحياة العامة في مصر بسبب زيادة الأسعار العشوائية نتيجة غول الاحتكار إضافة إلي الزيادة الهائلة في التعداد السكاني ومتطلباته مما ضاق بالناس فأغفلوا تمامًا التأمل في حياتهم السياسية ومستقبل الأمة.
نخلق قضايا.. لأنفسنا بأنفسنا ونتغاضي حتي عن التوصل لحل لها جاه لدرجة أن أمورنا الداخلية أصبحت موضوعات تطرح علي مائدة الحوار الدولي.. ب الإنسان وحرية التعبير.. لقد وضعنا أنفسنا في أزمة لا تستحق هذا العناء.
لو أن تلك القضايا وهذه الأزمات كانت تخص الاقتصاد المصري ومشاكل التنمية في مصر.. لكنا قبلناها وارتضيناها.. ما دامت ستزيد معدل التنمية.. ولكننا لا نري فيها سوي أفراد وأشخاص يحاولون أن يكونوا في صدارة الصورة السياسية.. لا أكثر ولا أقل.
ثم نأتي إلي القضايا الأكبر.. والتي تشكل صداعًا للنظام.. و الشاغل علي مدي حي
نحن في غني عن كل تلك المشاكل التي نصنع بعضها بأنفسنا…
ولا نلوم إلا أنفسنا في تقصيرنا في عدم احتواء كل تلك القضايا وحلها أول بأول…
قضايا مطروحة للبيع.. قضايا الوطن.. لا تجد من يشتريها أو حتي من يستأجرها…
لا لنكسة الغاز
الحملة الشعبية لوقف تصدير الغاز الطبيعي المصري
وقفة احتجاجية
الزمان : 6 أكتوبر الساعة 2 ظهرا 2008
المكان : مدينة دمياط
فى مثل هذا الزمان منذ 32 عاما كانت اشارة البدء لمعركة الشرف و الكرامة التى اكتملت بالنصر على عدونا الغاشم و تحرير اراضينا العزيزة . فى هذا الوقت وقف الشعب المصرى قاهراًَ لكل رموز الاحتلال و الطغيان يصنع ملحمة من العطاء و الشجاعة بطولاتها يتحاكى عنها العالم حتى اليوم.
و الان و قد اصبح العدو منظومة فساد تهدر موارد الشعب الطبيعية و تسرق احلامه بمستقبل افضل . فى نفس الزمان و المكان يقف الشعب المصرى و يفتح نيرانه على عدوه الجديد كما فعلها الجيش قبل 32 عاماً بأسلحة مختلفة اسلحة تناسب القضية و طبيعة العدو و تفضح الفساد و المفسدين . يقف الشعب مؤمنا بارادته متمسك بحقه فى الدفاع عن موارده الطبيعية مستعداً للشهادة دونها واثقاً فى ان ارادة الله مع ارادة الشعب و ان التاريخ سوف يعيد نفسه و ينتصر المخلصين لهذا الشعب .
فى مكان كان له فى التاريخ بصمة واضحة فى زمن الحرب و ابلى فيها بلاءاًَ حسناً على مر العصور و الان هو مكان بدء ضخ الغاز الطبيعى حيث المحطة الرئيسية بمدينة دمياط . تستانف حملة لا لنكسة الغاز انشطتها بالتعاون مع الحملة الشعبية لانقاذ البيئة بدمياط باقامة وقفة احتجاجية ضد الفساد فى قضية تصدير الغاز الطبيعى المصرى .حيث ينطلق مجموعة من شباب مصر من جميع انحاء الجمهورية مع مجموعة من سياسيين و برلمانين و النشطاء الوطنيين يتجمعوا عند مضخة الغاز بمدينة دمياط معلنين رفضهم التام لتصدير الغاز الطبيعى المصرى و تدعو الحملتان جميع المواطنين للحضور و المشاركة يوم الاثنين الموافق 6/10/2008 الساعة الثانية ظهرا للدفاع عن حقهم المسلوب .
المتحدث الرسمى
موت القضايا الوطنية
لست أبحث عن مواقع الحزن والهم في حياتنا العامة… ولكن ظاهرة بزوغ وخفوت القضايا الوطنية أصبحت ظاهرة تستحق الوقوف عندها وتأملها…
بالأمس أثرنا قضية الغاز المصري كواحدة من القضايا المعاصرة التي تهم رجل الشارع و رجل السياسية… ومنذ شهور ليست بالبعيدة أثيرت قضية الاستخدام السلمي للطاقة النووية واستغلالها كبديل لإنتاج الطاقة.. وتفرعت تلك القضية الي قضية موقع الضبعة… فكانت بداية موت القضية.
وتلك نماذج لعشرات القضايا.. التي تعتبر من أكبر قضايا اقتصاديات الوطن وتستحق أن نقف عندها ويكون لكلٍ منا رأيه ووجهة نظره فيها…
وفي قضية تصدير الغاز المصري لإسرائيل وجدنا أن هناك تيارا شعبيا يرفض التعامل مع إسرائيل في إمدادها بالغاز… ووقفنا ومعنا الآلاف من أبناء الشعب..الوطنيين و المخلصين… ليس حبا في المظاهر.. أو سعيا لمصالح.. و من المؤكد أنه لم يكن رغبة في إثارة الناس ولكن .. لوضع حد لنهب المال السايب – كما يقولون في المثل الشعبي المصري.
ومضت الأيام وظهرت أراء محبطة… آراء تقول أن القضية واقع ولا سبيل لتغييره… آراء تقول أنها سيادة دولة واتفاقات مصرية دولية .. آراء تقول إنها مصالح شركات.. و أخرى تقول لا… ٳن تلك القضية ليست هي القضية التي تستحق الوقوف عندها .. لدينا قضايا أكبر !! سبحان الله !!
وهكذا نتراجع إلي ما كنا عليه قبل أن نتبنى المواقف الفعالة التي ترفع القيم الوطنية و تعلي قيمة الوطن والمواطن و تبعث الأمل بمحاسبة المقصرين و المخطئين و تظهر قضايا أخري جديدة وتعلو و تنخفض الأصوات و تتفاوت الهمم في إيجاد الحلول لتلك القضايا… فنجد انهيار صخرة الدويقة نتيجة الإهمال الحكومي لتلك المنطقة لتهمل حكومتنا الصماء النداءات المتكررة للإنقاذ المبكر لأهالي المنطقة… و بعد فقد الكثير من الضحايا تعمل الآن حكومتنا الذكية علي توفير مساكن لإيواء أهالي الدويقة المشردين… كما أننا أمام سلسلة لا تنتهي من الحرائق التي تصيب رموزنا السياسية و الثقافية الهامة ففي الشهر الماضي حريق مجلس الشورى و الآن حريق المسرح القومي… تلك الحرائق التي يتم فيها اتهام الحكومة بالإهمال الجسيم في تطبيق معايير الأمان و اشتراطات السلامة ….كذلك أين كنا قبل عملية اختطاف السياح و المصريين في صحراء الوادي الجديد و لماذا لم نعمل علي حماية حدودنا مع السودان و ليبيا من قبل حدوث تلك الكارثة التي تهدد صورة أمن مصر أمام العالم.
إن تبني القضايا الوطنية أحد الأعمال الايجابية التي يقف خلفها كل من ارتبط بالأرض والتاريخ ويريد أن يشعر أنه مواطن فعال … يقول كلمته ويصرح برأيه… وينشر فكره… ويكون فردا ضمن مجموعة تستحق أن تكون فريق عمل وطني.. إنها ما يجب أن يكون عليه طريقنا و منهجنا… وإلا…فلنعلم جميعا.. أننا في سبيلنا للسقوط المدوي إلى الهاوية !!
الكلام ليس على الاسترسال… أو كلام مرسل… انه حقيقة .. انتبهوا أيها السادة !
عضو المجلس المصري للشئون الخارجية
الملائكة تغادر الأرض
لم يعد للملائكة مكان علي وجه الأرض ولا دور ولا أحد يسمع عنها.. ولا يراها أحد .. ولا حتي في الخيال ولا في الأفلام والمسرحيات والمسلسلات أو حتي علي موجات الإذاعة … كأنها ظاهرة قديمة وأسطورة تراثية انتهت .. ولم لا .؟. انتهت كما تنتهي الأحلام …واستيقظنا علي حقيقة مرة … وحياة لم نكن نعرفها من قبل .. حياة بلا مباديء ولا أخلاق … حياة مباح فيها القتل والسلب والكذب.. وقناعة راسخة علي إنها حق من حقائق الحياة.. وذريعة ومبرر للاستمرار في البقاء علي قمة المال والجاه.
عندما تصبح حب ( الأنا) فوق كل الأعراف والمباديء والأصول .. والقانون .. وتمثلت في قول ( اما ان أكون فوق الجميع وأعلي من كل القيم …او لا أكون .. انا ومن بعدي الطوفان …) ارتفعت( الأنا) وحب الذات فوق المباديء والقيم والأخلاق . وصارت النرجسية هي الصفة السائدة وسط بعض الشخصيات التي امتلكت الكثير والكثير من الثروات والجاه …والسلطان .. وكان لابد أن تكون النتيجة.. هي الانحراف والابتعاد عن الخط الفطري الطبيعي للحياة السوية والمستقيمة و التي هي من أساسيات المعيشة …والتي ارتضاها الله لعباده الصالحين .
الملائكة لا تعرف الخطايا والآثام .. ولا تعيش وسط الأجواء الفاسدة .. ووسط الأطماع … انما خلقت الملائكة لعبادة الله .. فإذا وجدت كل هذا القدر من الانحرافات .. تركت مكانها للشياطين .. ومن تبعهم ومن نهجوا نهجهم ومشوا طريقهم ليتعايشوا معا وتكبر خطاياهم معهم ..
مجموعة الفكر الجديد المسماة ” بلجنة السياسات ” بالحزب الوطني تحوي الكثير من الشخصيات التي أفرزها المجتمع بكافة تفاصيلها.. وساعد علي نموها وكبرها .. واستفحالها… ولم نجد أحد يحاول نقد تصرفاتها أو تصحيح مسيراتها .. وأفكارها .. كما بارك الكثير تزويجهم المال بالسلطة و النفوذ بالبرلمان….حتي صاروا أسطورة في دنيا الأعمال ..ومثال وقدوة لرجال الأعمال والشباب …الجميع يتمني أن يصبح مثلهم دون أن يعرفوا نوازعهم الإجرامية و الاحتكارية !!! تصوروا أنهم يريدون السطو علي بلد بشعبه و ثرواته .. تاريخه و كفاحه !! .. سبحانك يا رب
هل غادرت الملائكة الأرض المصرية الي غير رجعة ؟؟ ولم يعد هناك خير بحجم الاحتكار والجشع وحب النفس التي تملأ الدنيا ضجيجا وصخبا …ولم يعد هناك أشباه الملائكة… ضاقت الأرض بما رحبت .. ولم يعد للملائكة مكان في مصر … اكتظت الأرض بأشباه الرجال والسطحيين الذين يفرضون علي الناس فكرهم المريض في بناء وأعمار الأرض … تحت شعار ومبدأ أنا ومن بعدي الطوفان…فهل تستمر ؟! لا أظن … وهل هناك ملائكة تمشي علي الأرض ؟؟
ستظل المشروعات الخيرية و التنموية ذات الصبغة الإنسانية .. عمرها أطول وبقائها مضمون حتي بعد رحيل من قام بعملها .. وسيذكرها الشعب بالخير لها ولصاحبها ..
لم يبق ما يقال فقد جفت الأقلام و ننتظر علي أمل أن تطوى تلك الصحف
رسالة إلي السيد «مجهول»
أطلقت أكثر من نداء، وأرسلت رسالات كثيرة إلي جميع السادة «المعلومين» أنادي بتحقيق الإرادة الشعبية للكادحين من بني وطني وانتظرت طويلاً، ومازلت أنتظر، ولا أجد تعليلاً مناسباً لتأخر الرد من حكومتنا الإلكترونية الذكية، ولا حتي من مريديها لذلك أخط هذه الرسالة إلي السيد «مجهول»..
ربما يأتيني بالجواب ليريح الأغلبية العظمي من المصريين، الذين لم يفقدوا الأمل في أن الفرج آتٍ بمشيئة الله، فهم ينتظرون الإفراج عن المواهب المعتقلة داخل نفوس شبابنا لتنطلق في سماء النيل العظيم، وعلي أرض الوادي الطيب لتغذي مؤسساتنا الوطنية بالإبداع وفك طلاسم المشاكل المزمنة ويمدوا يد العون للحكومة بتشييد مراكز الأبحاث لكل مؤسسة في مصر أياً كان تخصصها، لأن التطور وتقدم الأمم لا يتأتي إلا بالعلم والأبحاث المتواصلة.
إننا جميعاً نعلم أن مواهب وطاقات المصريين تظهر بين الحين والآخر علي المستوي العلمي، ولكنها وبكل الفخر والأسف معاً تنمو وتزدهر في مراكز أبحاث بعيدة عن وطن الكنانة..
لذا وجب علينا حكومة وشعباً أن نهيئ لشبابنا الموهوب والمتعطش لإظهار طاقاته وقدراته المناخ المناسب، بتوفير الإمكانات والأجهزة اللازمة لإقامة مراكز أبحاث جدية، وحينها ستطفو علي السطح تلك الإمكانات البشرية الهائلة علي الدوام..
المهم أن نمنحهم حسن الإدارة لتكون محل ثقتهم، وأن تؤخذ أبحاثهم في عين الاعتبار، وكفانا حادث الدويقة..
فقد قدمت كل من هيئة المساحة الجيولوجية والمعهد القومي للدراسات الجيوفيزيقية ومعهد الاستشعار عن بعد ومعهد أبحاث البناء والمركز القومي للبحوث، تقارير منذ عام ١٩٩٣ تؤكد خطورة إقامة منازل بتلك المنطقة، ولكن لا حياة لمن تنادي.. لم يستجب المسؤولون، وفقدت الصخور صبرها وانهارت.
أطالب كل السادة «المعلومين» أن يتيحوا الفرصة للسادة المهمشين للقيام بالبحث العلمي اللازم، للقضاء علي مشاكلنا المزمنة في كل أوجه ونشاط الحياة اليومية تقريباً..
فلنعط فرصة لرياح التغيير لتمسح التراب، الذي يغطي المعدن الأصيل والجوهر الثمين لشباب مصر الكادحين، ولننقذهم من الغرق في أعماق انعدام الثقة للأفكار المتضاربة حولهم، وما تسببه لهم من هواجس وشكوك في قدرة من يديرون البلاد، الأمر الذي سيفقدون معه إرادتهم وثقتهم في المسؤولين، وتنطفئ مواهبهم، وتسكن قدراتهم وينال منهم الإعياء وتسقط عزائمهم لو طال المقام والوضع بهذا الأسلوب.. فلنلق لهم ياسادة بطوق النجاة.
إنني أتضرع إلي الله سبحانه خلال أيام شهر رمضان الكريم أن يستجيب لدعواتي وينقذ أرض الكنانة مما يلم بها الآن.. وأنتهز هذه الفرصة، ونحن علي مشارف عيد الفطر المبارك، لكي أهنئ الأمة الإسلامية جمعاء، والأمة المصرية بطرفي نسيجها الوطني مسلمين وأقباطاً..
فالمناسبات الدينية أساسها صلات التراحم والمحبة والتسامح مع الآخر، حتي يعيش الوطن آمناً متماسكاً نقياً من الفتن، كما أنها تذيب قطع الجليد التي تتجمد جمود إحساس مسببها لجهل وقلة وعي وتعصب أعمي.
أشكرك أيها السيد «مجهول» لسعة صدرك ووصول إجابتك بين سطور رسالتي لك، ولأكون صريحاً ودقيقاً فإن المعلوم الوحيد الذي يستجيب لكل دعوات ورسائل السائلين هو الحق سبحانه وتعالي.. فدائماً ما ينعم علينا بقوله تعالي: «إن الله مع الصابرين».
أنور عصمت السادات