مازال التاريخ يذكر حروباً عاني منها العالم، فقدت الإنسانية فيها ملايين الضحايا.. حروبا عالمية لم يكن الشعب المصري طرفا فيها، ولكنه وبعد مرور أكثر من نصف قرن مازال الشعب المصري يعاني من تبعات هذه الحروب، تاركة خلفها أكثر من ٢٠ مليون جسم قابل للانفجار موزعة في مساحة تقدر بحوالي ٢ مليون فدان، تحجز بينها ثروات طبيعية هائلة، وتعطل مسار التنمية الزراعية والسياحية والصناعية بالمنطقة.
وانطلاقاً من إيماننا بحق شعب مصر في الاستخدام الأمثل لجميع أراضيه وموارده، التي هو في أشد الحاجة إليها الآن، فإن من واجب الدول المسؤولة عن تلويث مساحة كبيرة من أرض مصر بالمخلفات القابلة للانفجار، وفي مقدمة هذه الدول «بريطانيا وألمانيا وإيطاليا» مشاركة مصر في إزالة الألغام، وإعادة تنمية المنطقة، مما يساهم في مواجهة أزمة الغذاء والطاقة، وذلك بتوفير أكثر من ٢ مليون فدان تحتوي علي الكثير من الثروات الطبيعية، بالإضافة إلي صلاحية معظمها لزراعة القمح.
نبدأ حملة شعبية لدعم ومساعدة وزارة التعاون الدولي، من خلال مخاطبة الدول المعنية بإزالة الألغام، كما أننا سنخاطب منظمات المجتمع المدني الدولي لتكثيف الجهود من أجل مشاركة ومساندة الحكومة المصرية في إزالة الألغام وتعمير المنطقة.
ونهيب بالحكومة ضرورة التأكيد علي أنه في حالة تطهير الأراضي، لا يتم التصرف فيها لمجموعة محتكرة، ولابد أن تضع الحكومة استراتيجية حكيمة لاستغلال الأراضي والثروات التي في باطنها بشكل عادل، والاستفادة بعائد التنمية المرتقبة، بما ينعكس إيجابياً علي معيشة المواطن المصري.