مع الاحتفالات بانتهاء عام واستقبال عام جديد.. نتذكر ويتذكر الشعب المصري كله حال البلد.. كيف أمسينا وكيف سنصبح؟ أيام تمر وسنوات تعدي والحال هو الحال.. لا جديد ولا أمل واضحاً في حياة أفضل.. صباح وراءه مساء ثم نهار جديد، وماكينة الحياة قديمة تعمل ولها صوت وأنات تحكي وتشكي هموماً يومية عن حالها وحال البلد الذي نعيش فيه.. كان لدينا طموح في مشروع كبير.. كبير بحكم دولة مصر.. يعطينا أملاً في الإصلاح ويعيد لنا البسمة التي تنعكس علينا.. ولكن التعنت والتشكيك.. في كل شيء أصبح سمة تعطل جميع المشروعات وتضيع عشرات الفرص من بين إيدينا
.. لعل العام الجديد يحمل أملاً في إصلاح ما أفسده الدهر أو أفسدته الحكومة وحزبها!. مشاكلنا نعرفها جيداً ونعرف أسبابها ونعرف بعض طرق إصلاحها.. ولكننا نتردد في توجيه الاتهامات إلي شخصيات – يقال إن لها ظهراً – والحقيقة أنها ليس لها أي سند أو نصير.. فعمر الفساد قصير.. مهما تعددت صوره وأشخاصه..
إصلاح وطن ليس بالمهمة السهلة وليس مشروعاً له دراسة جدوي.. إصلاح الوطن يحتاج جهد كل مصري في كل موقع.. بدءاً من رجال الحزب الوطني ومفكريه، حتي أصغر موظف في جمعية أهلية.
ولقد وصلنا الآن لمرحلة ونقطة.. تسمي نقطة اللاعودة.. وعند تلك النقطة تتساوي المسافة بين نقطتي الانطلاق والوصول.. عند تلك النقطة لابد من اتخاذ قرار.. إما الاستمرار أو العودة.. وكلاهما قد يكون متساويين في المخاطر وفي الحسابات والتقديرات.. ولكنها نقطة عند الوصول إليها تكون الأمور قد وصلت إلي نهاية المطاف من التجارب والحسابات والتقديرات.. ولابد من إعطاء أمر الاستمرار أو العودة!
مصر وصلت بنهاية عام 2007 إلي تلك النقطة.. وليس أمامها خياران.. أمامها اختيار واحد اجباري.. هو الاستمرار في الطريق الذي اختارته الحكومة للتنمية والإصلاح.. وهذا لسبب بسيط جداً.. هو أنها تمتلك كل الأدوات والمواد اللازمة لاستكمال الرحلة من ميزانية ومن موارد ومن قوانين تحميها وقوة تدفعها لنهاية الطريق.
وكما قلت سابقاً.. إصلاح الوطن ليس حكراً علي فئة بعينها ولا علي حزب أغلبية ولا علي جماعات معارضة ومضادة للأغلبية.. إصلاح الوطن يحتاج كل مواطن مصري.. يعيش علي أرضها.. ويحتمي بناسها ويأكل من خيراتها.
المشروعات القومية التي طرحت خلال رحلة الإصلاح والتنمية علي مدي 25 عاماً، والتي تناولتها الدولة هل هي علي قدر يتناسب مع حجم دولة مثل مصر.. وعدد سكانها الذي قد يصل تعداده إلي 08 مليون نسمة؟!.. هل تلك المشروعات تتناسب وتتفق مع طموح 30 مليون شاب في عمر العطاء يريد أن يجد هدفاً أمامه وأملاً للحياة الكريمة في مصر؟؟ هل التناول العملي لكل فكرة مشروع من تلك المشروعات أخذت حقها من الدراسات والقرارات.. أم هي عفويات واجتهادات شخصية تصدر من رئاسة جهاز الدولة.. في موضوع يهم كل مواطن ومستقبله؟؟ ويتخذ.. أو لا يتخذ قراراً.. وكلها أيام وبتمر!
وفي تلك الأيام يتناول الإعلام المصري عدة قضايا اقتصادية جديدة.. مثل مشروع إنشاء محطات توليد الطاقة من مفاعلات ذرية بمنطقة العلمين بالصحراء الغربية »الاستخدام السلمي للطاقة الذرية« ومشروع إنشاء ممر التعمير.. ومشروع تطهير الصحراء الغربية من الألغام.. وإحياء مشروع منخفض القطارة.. وإحياء مشروع توشكي.. وإحياء مشروع تنمية الصحراء الغربية.
* كلمة أخيرة: لو أنه كان لدينا 100 فكرة أخري لمشروعات قومية عملاقة.. ألا تعتقد أننا كنا سنجد مشروعين أو ثلاثة – علي الأقل – منها تصلح للتنفيذ وتنفذ فعلاً؟
عدد المشروعات التي نحلم بها أو التي تدور في خيالنا أو التي يطرحها العلماء والمفكرون قليلة جداً جداً مقارنة بحجم وثقل وإمكانيات مصر.
ولكن كيف يكون لدينا مئات من تلك المشروعات؟!
إن المراكز العلمية ومراكز الأبحاث ووسائل النشر العلمية قليلة جداً في بلادنا.. مقارنة بعدد سكان مصر ونسب المتعلمين بها.. وأصحاب الرؤي المستقبلية.. الذين لا يجدون منفذاً لنشر أفكارهم أو توثيقها.. كل هذا يحجب مئات المشروعات من الظهور إلي النور.
أتمني أن يكون عام 2008 أفضل من سابقه في هذا المجال