04فبراير

ربما يحمل العنوان بعضاً من التناقضات و بعضاً من البعد عن الواقع .. ولكننا اذا تجردنا من أفكارنا التقليدية و من الاصطلاحات السياسية المعروفة و من بروتوكلات السياسة .. نجد أن المحصلة النهائية لأى سياسة – مهما كانت – هى مصلحة الشعب .. وهو الهدف الذى ما أجله استعملت و استخدمت السياسية كمفهوم .. وكلمة.. وتطبيق.. والتطبيق يكون على الشعب وعلى كافة فئاته .. الوطنية و المعارضة.. اليمني واليسارية..الليبرالية والعقائدية .. كلهم يجتمعون تحت سقف واحد.. هو: الوطن.. فقراء كانوا.. أو أغنياء.. مثقفين أو بسطاء .
ومن هنا كانت جميع المباحثات والمؤتمرات والاتفاقات والبروتوكولات .. التى تعقد بين الدول يكون بها ممثلون عن الشعب .. ويكون هذا التواجد فى أشخاص وزراء أو ممثلى أحزاب .. أو قوى المجتمع المدنى بكل أشكاله .. وتلك هى النقطة التى أود أن أتكلم بها .. وعنها .. فقد جرى العرف مؤخرا على قيام رئيس الجمهورية على أصحاب بعض الشخصيات العامه معه ( صحفيين .. فنانين .. كتاب ومفكرين .. وزراء سابقين ..) فى كل سفرياته الداخلية و الخارجية ، وفى كل المباحثات خارج الوطن .. وحرص على أن يسمع من كل أصحاب الاتجاهات حول القضايا الراهنة ويأخذ منها ما يراه صالحاً للتطبيق .. وهذا اتجاه يدعم الحكم الديمقرطى و الأخذ بمبدأ الشورى .. ولا خلاف على ذلك .. لأنه قبل كل شئ رئيس لكل المصريين .
نحن يحكمنا الدستور فى كافة توجهاتنا .. وقبله تحكمنا القيم المصرية والعقائد السماوية .. وفى السنوات العشر الأخيرة ظهرت كيانات جديدة بالمجتمع المصري .. ممثلة فى أحزاب وجمعيات .. ومؤسسات ، وتغيرت التركيبة السياسية الشعبية .. وأصبحت لها امتدادات متعددة .. ولها صوت مسموع .. محلياً ودولياً .. ولها ثقل ووزن ورأى واتجاه .. لذا فإننى أقترح أن يكون هناك تنظيم لمشاركة تلك المؤسسات الجديدة فى كافة القضايا الوطنية بطريقة شبه رسمية.. كأن يحضروا كافة المباحثات والاجتماعات التي تشارك فيها مصر ويحضرها رئيس الجمهورية .. أو رئيس الوزراء .
لعا أشهر تلك الاصطلاحات السياسية المتداولة .. كلمة (اللوبي الصهيوني) .. ودوره فى اتخاذ القرار فى السياسة الأمريكية التي تحكم العالم .. واللوبي الصهيوني .. ما هو إلا تجمع عقائدي لفئة لها مصالح فى العالم .. شرعية كانت أو غير شرعية .. ولكنهم تجمعوا تحت كيان واحد قوى وغنى داخل أورقة صناعة السياسة فى أمريكا .. ويعمل له ألف حساب عند اتخاذ أى قرار .. فيما يخص إسرائيل .. وأيضا الدور المهم الذي يلعبه البرلمان الأوروبي فى المشاركة الفعالة لشعوب ودول أوروبا .
وحاولت الدول العربية أن تخلق كياناً له فى أمريكا .. مستفيدة من المهاجرين العرب المقيمين بأمريكا، والذين لهم صوت ورأى وفكر .. كما أنهم لديهم قوة اقتصادية معقولة.. وأعتقد أنها حققت نجاحاً معقولاً .. رغم شدة الخلافات بين الول العربية فى التوجهات السياسية .. ولعبت مصر نفس الدور بالسعي نحو تجميع أعلام الفكر والثقافة والاقتصاد المصريين بأمريكا مسيحيين ومسلمين ) ليكونوا صفاً واحداً مسانداً لقضايا مصر .
لقد مضى الزمن الذي كانت فيه السياسة تمارس كطقوس دينية مقدسة ولا يعمل بها سوى من هم على قمة الحكم .. أما باقي فئات الشعب فلا تعلم شيئاً عن تلك الطلاسم !!.. ولا شك أن الأسلوب الأمثل والأفضل للممارسة الصحيحة للسياسة الآن هو المشاركة والتعريف بالمشاكل والمخاطر التي تتعرض لها الدول والوطن ..
ولا شك أن العالم تغير منذ أكثر من عشرين عاماً .. وأصبحت التجمعات النوعية داخل أى مجتمع لها تأثير على سياسة الدولة .. لما تملكه من وحدة فكر .. ومصلحة وطنية .. ويعمل لها حساب عند إصدار أى قرار.
سيدى الرئيس .. على طريق تأكيد سيادة الدولة على أرضها .. وعلى طريق تدعيم وترسيخ قواعد الديمقراطية بين أبناء الوطن الواحد .. مصر .. فأنني أناشدكم أن تضعوا فى خططكم ضرورة المشاركة الشعبية فى سياسة مصر

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.