أصدر المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح والتنمية (تحت التأسيس) قرارا ً بتشكيل لجنة عمل طارئة للانتهاء من تجهيز أوراق تأسيس الحزب بشكل نهائي طبقا ً للإجراءات الشكلية التي اشترطها وكيل مجلس الشورى المسئول عن إجراءات تأسيس الأحزاب السياسية بلجنة شئون الأحزاب خلال الاجتماع الأخير الذي عقده مع مروان يونس منسق عام الحزب .
وكلف أنور عصمت السادات وكيل مؤسسي الحزب مروان يونس المنسق العام برئاسة اللجنة الطارئة والاستعانة بمن يراه حتى يتسنى له الانتهاء من تجهيز أوراق التأسيس أواخر شهر رمضان الكريم على أقصى تقدير .
ظل شامخاً حتى رحيله
فى ذكراه العطرة يتجدد فى ذاكرتنا ذلك الفارس النبيل والقلم المستنير «مجدى مهنا».. رحمه الله.. فقد كان كاتباً متزناً.. ومحاوراً لبقاً.. فكنت أشعر من خلال حواراته ومتابعة كتاباته أنه «نفسى» ونفس كل وطنى غيور على بلده.. يشعرك دائماً بأنك أخوه.. يعانى ما تعانيه.. يسمع بأذنيك ويرى بعينيك بل أيضاً يشاركك مخاوفك وتطلعاتك وآلامك وآمالك.. هكذا كان.. لغة خطابه التعقل والتفحص ثم المواجهة بصدق وصراحة يغلفها التأدب والاحترام.. ظل شامخاً حتى رحيله..
فكان إعلامياً مطلعاً مثقفاً.. احترم فكره فاحترمه الناس.. لم يخش لومة لائم ولم يحركه منصب ولا مال.. صفحات حياته كلها ناصعة البياض بإباء وشموخ.. أحب الوطن فأحبه المواطن الذى يلاحقه الفساد والمفسدون فتطوع بقلمه الحر للتصدى لأولئك الفاسدين ونادى بالإصلاح السياسى والاجتماعى..
كما شارك بشرف وأمانة فى العمل النقابى مصراً على النهج الديمقراطى وأضاف للصحافة الحرة معقلاً جديداً حيث بذل الجهد لنجاح جريدة «المصرى اليوم» التى شاع انتشارها.. وعند قرب الرحيل لم يفارقه شموخه فأبى أن يعالج على نفقة الدولة وتكفل بعلاج نفسه رغم تكاليف العلاج الباهظة.. إن ذلك الرجل بحق وطنى مميز.. رحل عن عالمنا ولكنه ترك لنا إرثاً عظيماً من الكلمات الصادقة والنزيهة وخلف نبتاً صالحاً ليرعاه من بعده.. رحلت عن أعيننا ولم ترحل عن قلوبنا.
أنور عصمت السادات
في صحتك
يعد مشروع قانون “الصحة النفسية” ومشروع قانون “زراعة الأعضاء” والمنتظر مناقشتهم في لجنة الصحة بمجلس الشعب من أكثر القوانين جدلاً لأنهما يخصان صحة المواطن.. وقد سبق أن ناشدت المسئولين ضرورة تشكيل “لجنة عليا” من الأطباء والقانونيين بإشراف مباشر من السادة الوزراء المختصين وبحضور قيادة دينية مسلمة ومسيحية وجميع اللجان المختصة بمجلسي الشعب والشوري لتفعيل تطبيق قانون “نقل وزارة الأعضاء” مع ضرورة تشديد العقوبات المقترحة وتغليظها لأي جرم بهذا الشأن علي أن يتم التأكيد علي قيام نظام وطني فعال للحماية الاجتماعية والتي تشمل “صحة المواطن”!! قانون خطير وعاجل لما له من أبعاد دينية وانسانية واقتصادية. ناقوس الخطر يدق.. مصر أصبحت تحتل المرتبة الرابعة عالميا في تجارة الأعضاء البشرية واذا لم يتم وضع الضوابط والتشديد في العقوبات لمن يخالف القانون فتصبح سمعة مصر غير مقبولة دوليا وخاصة بعد أن أقرت الهند وبنجلاديش قوانين لزراعة الاعضاء، كما وضعت الصين شروطا صارمة علي عمليات نقل الاعضاء.. يجب أن تخضع المراكز الصحية الاستثمارية الخاصة التي ستجري فيها عمليات نقل وزراعة الاعضاء لرقابة مشددة من جانب وزارة الصحة منعا لحدوث أي تلاعب.. ولكن ماذا عن الفقراء غير القادرين علي دفع نفقات العملية هل ستتكفل الدولة بدفع تلك النفقات؟! سؤال بلا اجابة في مشروع القانون! ثم يأتي مشروع قانون “الصحة النفسية” لنفاجأ بحفرة شديدة الانحدار فالمعطيات تقول أنه يوجد ما يقرب من 6 ملايين مريض نفسي مقابل 10 آلاف سرير في المستشفيات الحكومية والخاصة مما تسبب في ازدياد اعداد المرضي النفسيين الهائمين علي وجوههم في الشوارع لينشط معها بيزنس بيع الأعضاء.. فهل هذا معقول؟! المشكلة معقدة ومتشعبة فأماكن العلاج محدودة وذوي المرضي يتهربون من استلام مرضاهم بعد العلاج.. هذا اذا كان هناك علاج أصلا!؟! أين الحماية الاجتماعية والصحية لهؤلاء؟! أليسوا بشراً!! ألم يحن الوقت لتصحيح الاوصاع قبل انفجار المشكلة، ونقول “ياريت اللي جري ما كان”؟!! ويتبادر السؤال الي اذهاننا هل سيحمي قانون الصحة النفسية الجديد هؤلاء المرضي أم سيزيد من اعدادهم؟! وماذا عن حالات “غياب العقل” أليس لهؤاء المرضي حق في الرعاية الخاصة جداً حتي لا يشكلوا خطراً علي أنفسهم وعلي المجتمع.. فلماذا اذن لا تحدد مادة قانونية منفصلة تشمل ضوابط رعايتهم؟! كما لفظ المشروع المدمنين وتركهم لرعاية قانون الادمان الذي لا يغني ولا يسمن عن جوع.. نأمل ألا يكون الهدف من مشروع القانون خصخصة المستشفيات العقلية الحكومية للتربح من ورائها. تحديث قانون الصحة النفسية ضرورة بعد مرور 64 عاما من عمر القانون الحالي رقم 141 لسنة 1944 وخاصة بعدما شهد المجتمع المصري متغيرات اجتماعية واقتصادية عديدة.. فنوعية الجرائم المفجعة التي تطالعنا بها الاخبار يوميا تنم عن تراجع سلوكياتنا وقيمنا فتجدنا أمام معلم يقتل تلميذا وأب يقتل اسرته بسبب خسارة امواله في البورصة.. ما الذي حدث للمصريين؟! هل ذلك من شدة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية أم أننا اصبحنا مرضي نفسيين ونحتاج الي رعاية. المواطن عنصر منتج وفعال في المجتمع ومن واجبنا أن نخرجه من تلك المتاهات الصحية ويكون خارج حساباتنا الاستثمارية ومصالحنا الشخصية، يجب ان نضع في اعتبارنا تلك المعادلة: اعاقة معيشية + اعقاة نفسية = هدر حقيقي للانسانية. ندعو الله ان يبصرنا حلولا ايجابية لتلك المشاكل الصحية والنفسية والتي اذا تعذر حلها ستؤدي قطعاً الي القضاء علي صحة مواطنينا تدريجيا.. كفانا هدرا في كرامة المواطن المصري وآدميته في ظل مطالبة العالم اجمع بحماية حقوق الانسان.. ولنذكر انفسنا دائما بقول الرسول صلي الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”.
أنور عصمت السادات
بعد صدور الحكم لصالح الدولة… حركة لا لنكسة الغاز: مستمرون فى المعركة حتى النهاية
كتب محمد طلبة
جاء حكم المحكمة الإدارية العليا الصادر اليوم الاثنين بوقف تنفيذ حكم محكمة القضاء الإدارى، والقاضى بوقف عقود تصدير الغاز لبعض الدول بأسعار تقل بكثير عن الأسعار العالمية، وخاصة العقد الإسرائيلى، ليثير التساؤلات من جديد حول إصرار الحكومة على استمرار إمداد إسرائيل بالغاز، رغم المعارضة الشعبية لذلك، وهل هناك أمور لا تفصح عنها الحكومة؟ وهل انتهت القضية على ذلك أم ستشهد ساحات القضاء المزيد من المعارك بين المعارضين من جهة وبين الحكومة؟
توقعات بصدور الحكم
إبراهيم زهران المستشار الفنى لحركة لا لنكسة الغاز، قال: إننا توقعنا صدور الحكم لصالح الحكومة، لأنها مصرة على تصدير الغاز لإسرائيل، رغم صدور حكمين قضائيين ضد تصدير الغاز لبعض الدول وعلى رأسها إسرائيل، كما أكد على أن الحكم ليس نهاية المطاف، وأن المعركة مستمرة لوقف تصدير الغاز لإسرائيل بهذه الأسعار التفضيلية.
كما أشار زهران إلى أن القضية قد أحيلت لهيئة مفوضى الدولة التى ستعد تقريرا عن الموضوع بأكمله، وأن الحركة لديها المستندات الكاملة التى تحتوى على الحقائق التى تقوى من موقف الحركة، وتضمن لها الحكم فى صالحها.
وشدد زهران على أن المعركة ليست شخصية ضد أحد بعينه، ولكنها قضية مصلحة عامة للأجيال القادمة، حيث يعتبر الغاز ثروة قومية ليس من حق أحد التصرف فيها كيف يشاء، وقال: نحن فى النهاية واثقين من تحقيق هدفنا، لأن الحق معنا، ونحن سنظل متمكسين بموقفنا ضد إهدار حقوق المواطنين.
يذكر أن الحكومة قد أكدت أكثر من مرة على وجود مفاوضات مع الجانب الإسرائيلى لتعديل أسعار الغاز، ولكن لم يتضح وجود أى تقدم فى هذه المفاوضات، كما أكد أكثر من مسئول فى الحكومة على وجوب تعديل بعض عقود الغاز، وأن هناك خطوات فى هذا الاتجاه.
وكان الخبير البترولى مجدى صبحى قد أكد على أن مشكلة عقد الغاز مع إسرائيل تتمثل فى أنه ليس بين الحكومتين، ولكنه بين شركة شرق المتوسط للغاز التى كان يملكها رجل الأعمال حسين سالم، ثم باع حصته لمستثمرين أجانب وبين شركة إسرائيل للكهرباء، وهما شركتا قطاع خاص، مما يفقد حكم القضاء قيمته، لأنه لا يخص الحكومة، ولكن المسئولية القانونية تكون للشركة التى تقوم بتصدير الغاز، لكنها تحصل عليه من الحكومة التى تصدره بدورها لإسرائيل.
الإخوة الأعداء
الضريبة هي مبلغ مالي تتقاضاه الدولة من موارد الأشخاص وأرباح المؤسسات بهدف تمويل نفقات ومصروفات الدولة، أي بهدف تمويل كل القطاعات التي تصرف عليها الدولة كالتعليم والصحة وتطوير البنية ودعم بعض القطاعات الأخري. ولكي يشعر المواطنون بارتياح ويقبلوا علي السداد لابد أن يتأكدوا أن ما يدفعونه يعود عليهم بالفائدة ولا يذهب هباء. فماذا لو بددت الدولة حصيلة الضرائب أو أساءت استخدامها وتوزيعها في أوجه لا تعود بالنفع علي المواطنين؟
كان غريباً علينا أن تتجه دولة في مكانة مصر إلي تمويل قطاعات تهدف إلي تضليل الرأي العام والتأثير سلبا في مكانة مصر داخلياً وخارجياً. أقصد هنا ما تقوم به الصحف القومية وقنوات التليفزيون الرسمية التي تعطي صورة غير واقعية عن أحوالنا ومشاكلنا الداخلية وقد تقبلنا ذلك وتعايشنا معه…… ولكن علي المستوي الخارجي رأينا حالة تصعيد لم نعهدها من قبل ضد سوريا وقطر والعديد من الدول العربية وضد مواقفهم السياسية بشكل غير مسبوق خاصة في عهد الرئيس مبارك، وجاءت عناوين الصحف القومية طوال فترة الاعتداءات علي غزة كمواقف وردود أفعال للمظاهرات التي تم تنظيمها أمام السفارات المصرية في دمشق وصنعاء وبيروت، ووقوفاً بجانب موقف الخارجية المصرية الهزيل والمخزي في قضية غزة، وأزمة القمم العربية التي أظهرت الشقاق العربي وتباين المواقف تبعاً للمصالح المختلفة، في حين ظهر الجانب المصري مرتبكاً وضعيفاً وكان علي تلك الصحف التأني وإعادة النظر في الهجوم علي دول عربية شقيقة، ولكن الواضح أنها سياسة جديدة للنظام المصري تجاه الدول العربية.
وحتي لو كان لنا بعض التحفظات علي السياسات السورية في لبنان وفلسطين، إلا أننا جمعتنا سوياً وحدة عربية يوماً من الأيام وكانت شريكاً في حرب أكتوبر1973 ولها خصوصية وأهمية استراتيجية كبيرة، بالإضافة إلي قطر ودول الخليج العربي، فبرغم تحفظنا علي وجود قواعد أمريكية علي أراضيها، فإننا لا ننسي التضامن الخليجي مع مصر في معركة الكرامة واسترداد الأرض ودورها في قطع البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية والدول المساندة لإسرائيل، الأمر الذي أجبر الغرب علي تأييد وقف إطلاق النار في وقت كانت مصر في أشد الاحتياج له، وإذا كنا نسعي اليوم إلي استعادة المكانة الإقليمية لمصر فنحن نواجه تحدياً كبيراً علي المستويين الإقليمي والدولي بعد ظهور إيران وتركيا بقوة علي الساحة السياسية في الشرق الأوسط.
فبعد انتخاب الرئيس الأمريكي أوباما أصبحنا مقبلين علي نظام دولي جديد لا نعرف توجهاته ولا نعرف من هم اللاعبون الجدد خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة أنها ستتجه للغة الحوار مع إيران وحماس، ووضح جلياً خلال أزمة غزة أننا لسنا في حاجة إلي صراعات بل نحن في حاجة إلي نوع من الحكمة والعقل لنواجه تلك التحديات الدولية التي أدت مؤخراً إلي زيادة الضعفاء ضعفاً والأقوياء قوة.
اليوم يجب أن نعلي المصالح علي الخلافات مع سوريا وقطر وحتي إيران وغيرهما ولا ننقلها من مكانة الإخوة الأشقاء لنضعهم في خندق الأعداء، فبالتأكيد مع كل تلك التحديات والأزمات التي يعيشها الوطن العربي يجدر بنا توحيد المواقف والالتفاف حول المصالح المشتركة التي تربط بيننا مع احترام كل دولة لسيادة الأخري ومراعاة مصالحها بعيداً عن التشرذم والفرقة.
نرفض التصعيد ضد سوريا التي شاركتنا مرارة الحرب و«حلاوة» الانتصار، كما أننا نرفض غلق قنوات الحوار السياسي والتفاهم الدبلوماسي، حتي وإن كانت سوريا قد نجحت في تعزيز حضورها الإقليمي، واستطاعت دخول التنافس الإقليمي كدولة فاعلة وقوة لا يستهان بها، فهذا قد يضيف إلي الدور العربي ولا ينتقص منه والحال نفسه بالنسبة لقطر ودول الخليج. والآن أصبح التعاون المبني علي تبادل المنافع واحترام السيادة ضرورة من أجل دفع الضرر ورعاية المصالح المشتركة.
ومازالت أمامنا الحالة الإيرانية وما شابها من تشنجات وحملات تصعيد متبادلة، وقد أغفلنا أن إيران دولة ذات تأثير إقليمي لها أهدافها ورؤيتها الخاصة ولها أيضا مكانة سياسية وعسكرية كبيرة.
وإذا كانت الحكومة تسعي من خلال صحفها وإعلامها لحشد الرأي العام ضد سوريا وقطر وغيرهما، فالواضح أن تلك السياسة فقدت الكثير من جدواها وفاعليتها ولم تعد تجدي نفعاً ونحذر من أن الاستمرار في هذه السياسات قد يفضي إلي عكس الأهداف المرجوة ويدفع بالأزمة إلي الذروة.
أنور عصمت السادات
مصر بين المطرقة و السندان
رأيت رؤية المستقبل عندما قرأت عما حدث في غينيا منذ أسابيع قليلة، فبعد ساعات من إعلان وفاة الرئيس الغيني لانسانا كونتي عن عمر يناهز 74 عاما…..بعد حكم دام 24 عام…..و نتيجة لعجز مؤسسات الدولة عن إدارة الأزمة أعلن الجيش الغيني حل البرلمان والحكومة وتعطيل العمل بالدستور في احدث انقلاب عسكري بغية إصلاح الأوضاع.
كان ذلك بمثابة تحذير شديد اللهجة لروبرت موجابي رئيس زيمبابوي و رؤساء الدول الإفريقية الاخري التي تتبع سياسية ” الملكية الأبدية للدولة و الشعب” . فما حدث في غينيا قد يحدث في دول آخري تنتمي للقارة السمراء و تتشابه معها في نفس الأوضاع….. و حان الوقت لكي نتعظ خوفا من أن نلقي نفس المصير.
واخطر ما ينذر بهذا المصير تقييد الحريات و حملات اعتقال المعارضة و نفيها…..بالإضافة إلي الشعور الذي ينتاب هذه الحكومات بأن ” الدولة ملكي…و الشعب شعبي” لن ينافسني احد علي هذا الملك و لن ينتزع هذا الشعب….. هنا يجب أن ننظر نظرة موضوعية للمستقبل و نسأل أنفسنا هل ستستفيد الحكومات من إسكات المعارضة ؟ و هل قانون الطوارئ سيضمن حالة الاستقرار في المستقبل؟ ام أننا أصبحنا نواجه المجهول و نخطو خطوات عشوائية ننظر تحت إقدامنا دون أن نحسب النتائج و لا نضع في حساباتنا انه حين تموت المعارضة ينشط الأنقلابيون و يحولون الدولة إلي ثكنات عسكرية و هذا بالضبط ما حدث في دولة مثل غينيا.
و إذا كان الوضع في أفريقيا ينذر بالخطر ، فهناك نماذج آخري للحكم قدمتها لنا القارة الآسيوية توحي بالأمل و تجعلنا نشعر أن التغيير قد يحدث تدريجيا النموذج الأول شهدته جزر المالديف حيث فاز السجين السياسي محمد ناشد في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية تشهدها الدولة ، ليزيح بذلك الرئيس مأمون عبد القيوم الذي حكم البلاد لأكثر من 30 عاما. واعترف عبد القيوم الذي قضى أطول فترة في الحكم في قارة آسيا بهزيمته أمام ناشد الذي تعرض للسجن بسبب جهوده من أجل إحلال الديمقراطية.
و النموذج الثاني في تايلاند حيث أعلنت المحكمة الدستورية التايلندية حل الحزب الحاكم ومنع رئيس الوزراء من ممارسة العمل السياسي لمدة خمس سنوات بتهم تتعلق بتزوير الانتخابات.
و ها أنا أري المستقبل في مصر التي تنتمي إلي القارة الإفريقية إلا أنها تضع احدي قدميها في القارة الآسيوية…….. و هذا الموقع الذي انعم الله به علي مصر جعلها بين مطرقة أفريقيا و سندان آسيا، وإذا كان النموذج الأفريقي يمثل مستقبلا مظلم حيث أدت السياسات الفاشلة إلي تدمير البلاد……. فان النموذج الآسيوي أصبح هو ما ننشده و نتمناه و لكي نسعى إليه لابد أن نعمل بإخلاص و سوف نحصد النتائج بإذن الله و مهما طال الزمن فان غداً لناظره لقريب.
أنور عصمت السادات
ماذا أقول لهم؟
الحرب على غزة بكل المقاييس جريمة سيحاسب التاريخ من اقترفوها إن عجزنا نحن عن حسابهم، ولكن أن نتعدى درجة العجز إلى البجاحة وسقوط برقع الحياء فهذا ما لم أتخيله!!..
فالأشقاء العرب لم يستطيعوا أن يجتمعوا ليدينوا المجزرة ويطالبوا بمحاكمة المسؤولين عنا كمجرمى حرب.. لكنهم يستطيعون الاجتماع من أجل مصالحم الاقتصادية، بل ومن وسط الدمار والحرب والجراح التى مازالت تنزف.. سيناقشون إعمار غزة.. هل سال لعاب شركاتكم ومؤسساتكم؟.. بالطبع فالصفقات بالمليارات والمكسب لمن يصل أولاً!!
هل ستعيد استثماراتكم أشلاء الضحايا؟.. هل ستمحوا من أذهان الصغار مشاهد الدم وأصوات الانفجارات؟.. هل ستبرد نار من فقدوا أحباءهم واستصرخوكم لنجدتهم، فأدرتم لهم ظهوركم وقلتم إنا ضعفاء فماذا نحن فاعلون؟.. هل ستعيدون كرامة شيوخنا وشبابنا وتعيدوا فخرهم بعروبتهم التى استطعتم تجريدهم منها، ففقدوا معها إيمانهم بكل معانى العدالة والإنسانية؟..
أما أنا.. فكيف سأجيب على العتابات الحزينة فى عيون أطفال فلسطين الجرحى، الذين ودعوا أحلامهم وتركوا أهاليهم ومنازلهم التى دمرت ولجأوا لمصر وغيرها للعلاج.. أرى فيهم عزة وقوة ورغم ذلك يتساءلون: إخوانى.. ما بالكم ترقصون فوق أشلائى.. على أنغام آهاتى.. ألم تكفكم عذاباتى؟.. ماذا أقول لهم؟
أنور عصمت السادات
عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية
عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية