فى ذكراه العطرة يتجدد فى ذاكرتنا ذلك الفارس النبيل والقلم المستنير «مجدى مهنا».. رحمه الله.. فقد كان كاتباً متزناً.. ومحاوراً لبقاً.. فكنت أشعر من خلال حواراته ومتابعة كتاباته أنه «نفسى» ونفس كل وطنى غيور على بلده.. يشعرك دائماً بأنك أخوه.. يعانى ما تعانيه.. يسمع بأذنيك ويرى بعينيك بل أيضاً يشاركك مخاوفك وتطلعاتك وآلامك وآمالك.. هكذا كان.. لغة خطابه التعقل والتفحص ثم المواجهة بصدق وصراحة يغلفها التأدب والاحترام.. ظل شامخاً حتى رحيله..
فكان إعلامياً مطلعاً مثقفاً.. احترم فكره فاحترمه الناس.. لم يخش لومة لائم ولم يحركه منصب ولا مال.. صفحات حياته كلها ناصعة البياض بإباء وشموخ.. أحب الوطن فأحبه المواطن الذى يلاحقه الفساد والمفسدون فتطوع بقلمه الحر للتصدى لأولئك الفاسدين ونادى بالإصلاح السياسى والاجتماعى..
كما شارك بشرف وأمانة فى العمل النقابى مصراً على النهج الديمقراطى وأضاف للصحافة الحرة معقلاً جديداً حيث بذل الجهد لنجاح جريدة «المصرى اليوم» التى شاع انتشارها.. وعند قرب الرحيل لم يفارقه شموخه فأبى أن يعالج على نفقة الدولة وتكفل بعلاج نفسه رغم تكاليف العلاج الباهظة.. إن ذلك الرجل بحق وطنى مميز.. رحل عن عالمنا ولكنه ترك لنا إرثاً عظيماً من الكلمات الصادقة والنزيهة وخلف نبتاً صالحاً ليرعاه من بعده.. رحلت عن أعيننا ولم ترحل عن قلوبنا.
أنور عصمت السادات