23يوليو

رأسين في الحلال !!

يا بخت من وفق راسين في الحلال .. الرأس العربية والرأس الأمريكية .. وصاحبة البخت مصر …التي ستقوم بتوفيق وإصلاح الرؤوس في الحلال ..
الرأس العربية المبطوحة .. بطحة في أم الراس من احتلال أمريكا للعراق .. وبطحة علي الجبين من احتلال اسرائيل لفلسطين .. وخبطة شديدة – مازالت تنزف دما – علي الخدين في لبنان .. ومطلوب من مصر التوفيق والإصلاح ولم الشمل بين تلك الأطراف .. لما عرف عن مصر من أنها رائدة في مجال رأب الصدع العربي !! وأم الدنيا والصدر الحنون للعرب ..وحاضنة جامعة الدول العربية .. و… و.. الي الخ .
المؤتمر الصحفي الذي جمع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ونظيرته الأمريكية كونداليزا رايس، عكس حجم الفجوة الواسعة بين مصالح الطرفين وكشف في ذات الوقت عن تناقض واضح فيما بينهما من الأزمة الحالية بالمنطقة، بعد أن عارضت رايس وقف العدوان الإسرائيلي في جنوبي لبنان، على العكس من الموقف المصري الداعي إلى التهدئة بين الجانبين المتصارعين.
أمريكا تهدد مصر اذا لم تفعل – بإعادة فتح ملف الإصلاح في المنطقة إلى الواجهة مجددًا، ومن بينها تجميد أرصدة حركات المقاومة وفرض قيود على تحركات قياداتها من وإلى مصر رغم تناقض تلك الأخبار إلا إني اعتبرها سابقة طيبة وخبر سار في ان مصر بدأت تتخلي عن دور الخاطبة وتوفيق الرؤوس !! في الحلال .. وأصبح لها وزير خارجية ووزارة خارجية ولها فكر ورأي وموقف مصري .. طالما اشتقنا اليه وانتظرنا كلمة مصر متفردة عن اللغط واللغو في أسس العلاقات الدولية ..علي الرغم من التهديدات الأمريكية والتي تحمل سمة المن الاقتصادي علي شعب مصر في وقت المعانة الاقتصادية …
أنور عصمت السادات
عضو لجنة العلاقات الخارجية
18يوليو

الحزب الجديد والصيف الحار جداً

حزاب جديدة بدأت تطفو علي سطح المياه الراكدة السياسية في مصر .. فمازالت بحيرة الحياة السياسية في مصر في حالة سكون وخمول و كسل .. بغض النظر عن بعض التحركات والانفعالات من أفراد معروفين بأسمائهم وأشخاصهم وتاريخهم بأنهم محترفون أحزاب ..ومن خلفه قلة قليلة من أبنائهم سلكوا وانتهجوا طريق الميراث الحزبي .. علي نمط التوريث ألسياسيي المتبع في معظم دول العالم العظمي والصغرى علي حد سواء .. وكيف لا ؟ فأبناء الأطباء أطباء وأبناء المهندسين مهند سون وأبناء المقاولين مقاولون .. هي سمة وصفة دارجة ولا يخرج منها الا القليل جدا ..

اما الحياة الحزبية .. والسياسية المصرية فهي في أقل نوبات الوعي والتفاعل مع الشعب .. ومع المواطنين .. والأسباب كثيرة .. وهي مادة بحثية شيقة ومتفرعة للدارسين و للباحثين عن درجات علمية عليا .. وإصدار كتب مصيرها المخازن او علي أحسن الأحوال أرفف المكتبات الي حين ..

الأحزاب الجديدة بتكويناتها البشرية – من تلك النماذج التي تحدثنا عنها – منفصلة عن المجتمع انفصالا تاما .. ولا تعرف من اهتمامات العامة والشعب والمواطنين وأصحاب الحرف والمهن والمفكرين الا ما يصوره لهم خيالهم وآمالهم وأحلامهم .. من تكوين حزب مشهور ومحور حديث واهتمام سياسي و رد فعل شعبي !! وكأنهم اشتاقوا الي زمن سعد زغلول .. حين كانت الدولة ، كلها دولة القانونيين والدستوريين وخريجي الحقوق الاحزاب الجديدة والقديمة معا أسماء وورق وبرامج واجتماعات وكلمات منمقة متفائلة للمستقبل وضعها خبراء القانون الدستوري .. – ولا أقصد حزب بعينه – ولكني ارصد حالات الحراك والانفعال والتفاعل والنمو والإصلاح الاقتصادي من خلال الكيانات السياسية الجديدة ..

بل جيتس أغني رجل في العالم ( من نتاج عمله وفكره وليس ميراث ) .. وصاحب شركة مايكرو سوفت العالمية .. لم ينشأ حزب سياسي ولكن انشأ كيان اقتصادي بميزانية يصل حجمها أكثر من حجم ميزانيات عدد من الدول العربية مجتمعة.. وأصبح محرك للسياسة في دولته بدون إنشاء حزب سياسي .. بل وله من المعجبين والمهتمين أكثر من محبي وعشاق نجوم السينما العالمية .. عدد العاملين مع بل جيتس من علماء ومهندسين ومفكرين ومخترعين ومعدي برامج .. وموظفي شركاته .. عددهم أكثر من عدد أعضاء عدة أحزاب مجتمعة في مصر .. لم يقصد السياسة حين بدأ عمله ولم يقصد شهرة سياسية حين كون شركته – ولم يقصد ويردد شعارات التنمية الاقتصادية والمجتمع الجديد حين أطلق أولي برامجه ( النافذة ) ولكن العالم كلة استخدم برامجه وأصبحت هي السياسة واقع في كافة أعماله !

شباب مصر ( من سن 18 عاما وحتي 35 عاما ) وهم من المفروض إنهم المستهدفين للانضمام الي الأحزاب الجديدة ..والمشاركة الفعالة في وضع خريطة العمل السياسي .. لا يهتمون بالسياسة والأحزاب أطلاقا !! وهم محقون في ذلك .. فلن تعود عليهم بشيء من النفع المادي او المعنوي المباشر … بل سوف تعود عليهم بالسلب .. من استهزاء الزملاء والأصحاب .. وحتي أولياء أمورهم والمحيطين بهم ..بسبب ما ينشر في الإعلام عن قادة تلك الأحزاب وأقوالهم .. و برامجهم ( أحد قادة تلك الأحزاب وعد الشباب بعمل شريف سوف يوفره له الحزب ويعود عليه بدخل مادي عالي … – إنها شنطة الحلاق !! سوف يوزعها الحزب علي شباب الحزب ليعملوا حلاقين !! ) وأخر طالب في برامجه ضرورة تفعيل سياسة التطبيع مع إسرائيل – ضربا بكافة القيم الإنسانية والثقافية والاقتصادية والتاريخية عرض الحائط ! وآخر قام -مع مجموعة من مؤيديه باقتحام مقر حزبه عنوة وقام بحرق الأثاث وإطلاق الرصاص داخل المبني ..حتي يتمكن من الاستيلاء علي رئاسة الحزب !!اما الحزب الحاكم وحزب الحكومة وحزب الرئيس فهو ليس لكل الشباب وليس مباح ولا متاح لكل من يرغب في الانضمام .. اللهم الا اذا كان من الصفوة المختارة والطبقة العالية او علي الأقل يكون من حواشي تلك الصفوة ..

… تلك هي الأحزاب في مصر وحالها .. هل من المعقول ان يصدق الشباب المصري كلام وبرامج قاادة هذه الأحزاب .. وينضم الي هذا التهريج .. ولماذا ينضم الي حزب جديد ما الذي سوف يعود عليه اذا انضم ؟ هل سيجد له الحزب عمل ووظيفة ومسكن وعلاج ومستقبل؟ .. ثم نتكلم بعد ذلك عن السياسية من مفهوم الشباب .. وهم ليسوا خبراء .. في الأساليب الملتوية الخفية التي من اجلها تم إنشاء هذا الحزب !!

الصيف الحار .. هذا العام .. سوف يجعل من تلك التكوينات الجديدة للأحزاب مادة للسخرية اذا ذكرت ( مع التفاؤل انها سوف تذكر ) في أحدي سهرات الليل والتجمعات الاجتماعية المتكررة خلال الأجازات الصيفية ..

أنور عصمت السادات

 

14يوليو

لوكريبي السلام 98

الجرائم لا تموت بالتقادم .. اذا كان من طبع المصريين النسيان .. ومن الطباع البشرية الإنسانية هي النسيان .. وان من صفات الإنسان النسيان .. وخاصة عندما يتعلق الأمر بالموت .. وبنهاية حياة عزيز وصديق وقريب .. فأن النسيان .. من رحمة ربنا بنا لأننا لا نملك من الأمر شيئا في الحياة وفي الموت ..

ولكن عندما تكون هناك جريمة بشعة .. وبحجم جريمة غرق أكثر من ألف مواطن مصري في حادث العبارة السلام 98 فان النسيان لن يكون حلا .. ولن يكون لتقادم القضية ومرور الشهور والسنين سببا ليسقط القضية … ويضعها في طي النسيان .. وفي ذمة التاريخ والذكريات وهروب السيد / ممدوح إسماعيل الي انجلترا.(وبعدها صدر قرار النائب العام بمنعه من السغر ) و محاولة حصوله علي الجنسية البريطانية علي أوراق الهوية لن يسقط الاتهام ولن يسقط حق مصر في محاسبته ولن يسقط حقوق ابناء واسر الشهداء الذين غرقوا علي عبارته ومراكبه في التعويضات المادية الحقيقية التي قد تعيد شيء من الأمل الي تلك الأسر التي فقدت عائلها وفقدت مورد رزق ..

حادث العبارة السلام 98 بكل جوانبه لا يقل أهمية عن حادث تفجير و سقوط طائرة شركة بان امريكان رحلة 103علي بلدة لوكريبي الاسكتلندية عام 1988 التي راح ضحيتها عدد 270 شخصا ما بين ركاب الطائرة و سكان بلدة لوكريبي التي سقطت فوقها الطائرة ..
ولنقارن بين ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية بكافة أجهزتها المخابرتينة .. لكشف أسباب الحادث والمتسببين وأطراف الحادث ..وما قامت بها مصر .. ممثلة في مجلس الشعب والحكومة والسلطة القضائية .. وحتي السلطة الرابعة. . الصحافة ..

قامت الولايات المتحدة الأمريكية- ولمدة خمسة عشر عاما- بتكليف آلاف الأشخاص ليعملوا ليل نهارا لتحليل واختبار كافة المتعلقات والبقايا من حطام الطائرة حتي التراب الذي سقطت عليه الطائرة !! و وتكليف وتوظيف آلاف أخرون من الأشخاص يجوبون العالم والبلاد التي منها الركاب ليكشفوا أي علاقة بينهم وبين تفجير الطائرة .. والاف من الدبلوماسيين والحكوميين يتفاوضون مع الحكومات ومع مجلس الامن والمؤسسات الحكومية لدول الركاب والدول التي لها قضايا سياسية معلقة وذات تأثير في توقيت سقوط الطائرة …

مدة خمسة عشر عاما قضتها جهات التحقيق الأمريكية حتي تثبت الإدانة علي ليبيا ..ونجحت.. امريكا في ان تجعل ليبيا تقدم لمجلس الأمن رسالة اعترفت فيها بمسؤوليتها عن تفجير الطائرة التي أودت بحياة 270 شخصاً، في الجو وعلى الأرض، وبذلك استوفت الاشتراطات التي حددها مجلس الأمن في وقت سابق لإغلاق ملف لوكيربي . وبلغ حجم التعويضات الي 2.7 مليار دولار، (حجم هذا التعويض لا يقارن مع ما تم انفاقه في أعمال البحث والتحليل )

حادث عبارة السلام .. ومع دخول تطورات الإجراءات القانونية في متابعة السيد /ممدوح إسماعيل ( المتهم الاول..) الي مرحلة جديدة بهروبه فيها الي انجلترا .. وانباء عن حصوله علي الجنسية البريطانية للهروب من المسؤولية الجنائية ..جعل من القضية المحلية .. قضية عالمية تستوجب أعادة تشكيل لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الشعب عقب الحادث .. أو ان يتم إنشاء لجنة لتقصي الحقائق بأسلوب أخر .. وأعضاء آخرون أكثر تخصصا في كافة المجالات البحثية والجنائية والقانونية والمالية وحتي الفكرية .. ليكون عملها مستمرا الي ان يثبت الحق وان يكون للتك اللجنة تبعية لجهة مسئولة لا تخضع لتوقيتات عمل ..( نظام مجلس الشعب.. ) وان يكون لتلك اللجنة ميزانية كبيرة تسمح لها بكسر كافة أوجه الروتين الحكومي في الإنفاق والتنقل ..والبحث .. وجمع المعلومات .. والتحليل .. قضية غرق العبارة لم تنتهي .. ويجب الا تنتهي بمجرد صدور حكم علي ستة مدانين ..وقد لاينفذ الا علي أفراد لا حول لهم ولا قوة .

.. القضية .. وانا أعتبرها قضية غير مسبوقة –و تعتبر نقطة تحول في تاريخ الإجراءات التي تتبعها الدولة .. وبداية عصر جديد من تداول السلطات لقضية قومية تهم كافة المؤسسات والمواطنين وتخلق جيل جديد من المحققين والباحثين في كافة المجالات .. ليس عيبا ان يستمر التحقيق لسنوات وسنوات .. اذا كانت النتائج سوف يذكرها التاريخ ويعتبرها نموذجا لأسلوب معرفة الحقائق ..

أنور عصمت السادات
عضو لجنة تقصي الحقائق في حادث غرق العبارة السلام 98
10يوليو

بعيدا عن مصر

بعيدا عن مصر وهموم مصر ومشاكل الوطن الام .. التقي فكران مصريان عالميان ليتعاونا في كتابة سطر واحد في سجل الشرف الوطني المصري التاريخي .. الدكتور سير/مجدي يعقوب والدكتور/ أحمد زويل … التقي ليبحثا وينفذا مشروع لعمل صمامات قلبية باستخدام تقنية النانوتكنولوجي…والتي ستطور لإنتاج عضلات قلبية مستقبلا ..

مشروع عالمي تاريخي نتاج أفكار مصرية عاشت بعيدا عن التعقيدات الإدارية والأفكار المتحجرة ودواوين وموظفين الحكومة ولوائحهم التي عفا عليها الزمن ..

أخذوا من مصر اسمها وأخذوا من مصر تاريخها وحضارتها الممتدة سبعة ألاف سنة .. أخذوا من مصر دفيء العائلة والأسرة وتركوا كل أسباب التخلف وراء ظهورهم وتركوا القوانين الوضعية العتيقة والتشريعات العلمية التي لا تقدم ولا تؤخر ومع هذا وضعوا أسم مصر في مركز الحدث .. شاركوا بمكتبة الإسكندرية ووحدات أبحاث بمدن مصرية أخري لاستكمال الأبحاث ..

بعيدا عن مصر نري المصريين دائما يعتزون ويفخرون بما يقدمونه للبشرية من خدمات تنفع الناس وترفع القيمة الإنسانية .. وداخل مصر يصبح الأمر غارق في المحلية المحدودة ومنغمس في التفصيلات التافهة والسلوك الاجتماعي المتنافر بين أصحاب المهنة الواحدة و نري التناقضات والسلبيات الفجة من العلماء ومن المدرسين والأطباء .. أغلبها تكون صراعات علي القيادة والمناصب العليا . هذا ما يظهر علي السطح .. اما الحقيقة فتكون إهمال في أصول و مبادئ المهنة التي يمارسها الطبيب او المدرس ..

هل لنا ان نقارن ونكون منصفين لو تحدثنا عن أطباء مصريين بالخارج وأطباء مصريين بالداخل؟ هل نكون عادلين في المقارنة اذا وضعنا تجربة الدكتور / مجدي يعقوب .. وآخرين في نفس كفة ميزان أطباء مصريين يقومون بعمل جراحات وتشخيصات وهمية لا حاجة للمريض لها بغرض الكسب المادي فقط ! والاتجار بآلام أبناء بلده .. ضربا بكل القيم عرض الحائط ..

هل لنا ان نقارن ونكون منصفين لو قارنا بين علماء مصريين – مثل الدكتور أحمد زويل .. يعملون بالخارج – وبين وزراء مصريين ووكلاء وزارة ومدرسين أقاموا دولة داخل دولة .. أقاموا دولة خاصة بهم .. ميزانيتها تقدر بسبعة مليار جنيه مصري – حصيلة الدروس الخاصة !!

ولكي نبسط الأمور .. دعنا نشرح ونفصل لمن لا يعرفون مكونات أي دولة وما هي مكونات أي دولة ؟ ……… .. الدولة كيان وهيبة و احترام وإلزام وقوة مادية تتحكم بها .. وعناصر بشرية توظفها لخدمة الدولة .. كل ذلك صنعه فئة ضالة من مجتمعنا .. أباحوا واستباحوا العلم للسيطرة علي أكثر من عشرة ملايين طالب في التعليم الأساسي .. وأقاموا مراكز تعليمية خاصة ووظفوا عناصر بشرية تخدم في تلك المراكز .. واذا تعذر وجود تلك المراكز .. استباحوا البيوت
علي مدار الأربع وعشرون ساعة لإعطاء الدروس الخصوصية بعقود إذعان شفوية بينهم وبين الطلبة الذين وضعوا في موقف المضطر …(.واحذروا دعوة المضطر ..)

بعيدا عن هذا الهم وبعيدا عن مصر- التي تعيش فترة اشبه ما تكون بفترة أعادة صياغة للدولة وإعادة ترتيب البيت من الداخل !!- نجح الثنائي المصري في غسل وجه مصر من تراب الفساد امام أجيال جديدة تترقب وتنتظر حياة ومستقبل أفضل ..

انور عصمت السادات

09يوليو

الكنز المدفون

نداء إلي كل وطني مصري يعرف مكانه أن يبلغنا ويرشدنا عليه!

في مصر كنوز مدفونة وكثيرة ويحق لي إن اعددها وأحصيها . . وأشير الي موقعها .. كنوز تستحق ان نقول لها أفتح با سمسم !! ..

عادة فرعونية قديمة ومحفورة في أذهان كل المصريين -دون ان يدروا او يحسوا . عادة دفن الكنوز .. مع موتاهم .. ودفن اعز ما يملكون علي أمل استعادة استخدام تلك المقتنيات والكنوز عند العودة الي الحياة مرة أخري .. وفي الآخرة .. بل وأكثر من ذلك .. دفن أشهي والذ أنواع الطعام معهم في المقابر .. ( وجد انواع من القمح والشعير في كثير من المقابر الفرعونية بجوار الموميات وبجوار الأثاث الجنائزي لهم !! حتي يجد الفرعون أ, المصري القديم طعامه عند البعث …. )
دفن كل ما هو غالي وثمين ودفن الأثاث والحلي .. من ذهب وفضة ,أحجار كريمة في مقابرهم وبجوار أجسادهم التي حنطوها ليحتفظوا بها علي هيئتها كم هي كي يلبسوها يوم البعث العظيم ..

المصريون القدماء الشعب والفراعنة .. كانت لهم عقيدتهم في الحياة والموت ولهم فكرهم ويحترمونها ويقدسونها .. وعلي مدي خمسة آلاف عاما أحتفظ المصريون بعادتهم .. حب الاحتفاظ بالماديات والمعنويات .. حب الاحتفاظ والامتلاك وجعله ذادا وذخيرة للأيام المقبلة .. وهلك الكثيرين منهم وماتوا و ذهب ريحهم مع الزمن .. واختفت تلك الكنوز تحت الأرض علي مدي آلاف السنين .

تلك العادة المصرية القديمة – دفن الكنوز- ما زالت حاضرة حتى الآن ونعاصرها .. لدينا ثروة من الموارد الطبيعية .. والبشرية .. دفناها .. بل ونسيناها بالمرة ونفكر في غيرها ونفكر ونبحث كيف نملك؟؟ وكيف نعيش؟؟ .. ونحن نملك الكثير !!

دفنا الأفكار ودفنا المشاريع الكبرى ونظرنا تحت أرجلنا .. كيف نوفر أكل اليوم للشعب الجائع !

كم من المشروعات القومية الكبري بنيت وشيدت وتم إنفاق الملايين عليها ولم تكتمل بسبب روتين او عدم مبالاة او فساد إداري او أحكام قضائية مؤجلة عاما بعد عام .. حتي نسيت ودفنت .. كم من الأصول العقارية والأراضي الزراعية و أراضي البناء تملكها الدولة وتدار بطريقة غير اقتصادية .. بل أقول لا تدار !! ولو عددنا وأحصينا تلك الممتلكات في محافظات مصر كلها لوجدنا كنوزا وثروات مهدرة وغير مستغلة ..

كم من أعداد من الشباب الخرجين والمتعلمين ( ولو كانوا نصف متعلمين ) يمشون في الشوارع بلا هدف وبلا أمل ..فقدوا الاتجاه وفقدوا القبلة وفقدوا الهوية والانتماء ..
هؤلاء الشباب كنز نقوم حاليا بدفنه .. طبعا دفنه اذا نسناه وأهملناه سنوات وراء سنوات تمر من عمرة ومن حياته ومن تاريخه .. الذي أفقدناه قيمته ..وأفرغنا محتواه …

كم من العلماء المصرين وصلوا لدرجات علمية عالمية كبيرة بالخارج وطبقوا نتائج أبحاثهم في الخارج بعد ان فقدوا الآمل في الجهاز الحكومي في مصر من ان يتبني مشروعاتهم .. او حتى يوفر لهم الحد الادني من الإمكانيات !!

اني أوجه نداءا صادقا الي كل مواطن مصري في أي موقع علي أرض مصر او خارج مصر ان يدلنا علي أماكن تلك الكنوز المدفونة .. ونحن لدينا القدرة والنفس الطويل ( من خلال تواجدنا في المؤسسات التشريعية والمؤسسات الاقتصادية المصرية الكبيرة ) لإزاحة التراب من علي تلك الكنوز وبعث الأفكار وإيجاد البدائل والاختيارات والتمويل اللازم واستخراجها ليستفيد بها ابناء هذا الوطن الصابر ..

أنور عصمت السادات
03يوليو

مولد كاتبة وعالمة

طلب إحاطة واثبات حق جيل من شباب مصر- في عمر الزهور – في إثبات واقع مر !!
أقدمه الي التاريخ ليرصده ويسجله في سطور عن الحياة التعليمية في الزمن الحالي .. طلب أحاطه اكتبه بدموع الآباء وحسرتهم .. وفقد أمل الأمهات الصغيرات في مستقبل أبنائهم وفي حال التعليم في مصر .. بدءا من وزراء تربية وتعليم متعاقبون في عشرون عاما علي كرسي الوزارة .. وحتي أصغر موظف بالوزارة .. الجميع مدانون .. من مدرسون ومفتشون ومديرين وإداريون وخبراء تعليم .. الكل متهم في إفساد أجيال من شباب مصر خلال عشرون عاما مضت .. الإدانة تكون نتيجة جرم حدث .. وواقع وحادث .. وتلك الإدانات والوقائع موجودة وشاهدة علي حدوث الجرم … أجيال من الشباب.. تخرجت من الجامعات وحصلت علي شهادات عالية.. وبعدها علي درجة علمية .. لا يعرفون من الحياة التي يعيشونها سوي المختصر من كل شيء .. ملخص لكل شيء .. وكلمات ساذجة تنهي مناقشة أي موضوع جاد .
.ومن النادر .. او من المستحيل ان تجد شاب او شابة جادة في أسلوب حياتها وعيشتها ولها عقل أكبر مما يملي عليه ومن تفاهة المواد الدراسية المفروضة عليها بغرض الحصول علي الشهادة ..وأن تقرأ وتسمع وتستوعب ما يدور حولها .. ولها رأي .. – حتي لو كان هذا الرأي رايا يشوبه بعض الأخطاء وعدم دراية بعواقب إبداء رأي صريح علي المطلق ووضع هذا الرأي في مكان علي ورقة إجابة امتحان لغة عربية ( ورقة رسمية ) أقول انه من النادر أن نجد تلك العقلية في طفلة لا يتعدي عمرها الخمسة عشر عاما ( الاء فرج مجاهد ) استوعبت ما تقرأه وما سمعته .. ونقلت فكرها ورأيها علي ورقة ..
اذا حدث هذا المستحيل وظهرت تلك الحالة النادرة بين الشباب في صورة طالبة في مدرسة أميرية ثانوية بأحدي قري مصر ..فسوف تواجه بهؤلاء الخريجين أصحاب المختصر المفيد والملخص الفريد في كافة العلوم .. والذين أصبحوا في مواقع التقييم ومواقع تقرير مصير طلاب المدارس الثانوية .

أسلوب معالجة وتداول تلك القصة تم بطريقة بوليسية .. وعلي نمط معاملة المجرمين والخائنين للوطن .. كنت أتمني ان تجد تلك الطالبة صدرا رحبا وفكرا مستنيرا يشد علي يدها و يدفعها ويشجعها .. بدلا من ان يتهمها بجرائم العمالة … كنت أتمني ان يتدخل رئيس الجمهورية شخصيا لانتهاء تلك الواقعة الهزلية .

وتدخل رئيس الجمهورية شخصيا وبالصفة الأبوية سوف يخلق جيل جديد من الشباب ينتظره مستقبل لا يقل عن علماء مصر الذين نبغوا في القرن الماضي ..
ففي أربعينات القرن الماضي .. كانت هناك حالة مشابهة لما نقوله الان .. وصاحبة الحالة هي الدكتورة والعالمة / سميرة موسي .. ( عالمة الذرة المصرية ومساعدة الدكتور العلامة مصطفي مشرفة تلميذ العالم اينشتين ) كانت الأولي علي الثانوية العامة (1935) .. ثم معيدة بكلية العلوم ثم حصلت علي الدكتوراه من أمريكا في علوم الذرة .. ولها قول مشهور ..( انها ستجعل العلاج بالذرة أرخص من العلاج بالأسبرين ) سميرة موسي واجهت مثل هذا التخبط في القرارات وفي التقييم عندما رشحت لتكون معيدة .. وهل يعقل ان تعين معيدة أمراة ؟ ( 1939) ومع الإصرار أصبحت معيدة .

ولم يمهلها الزمن وقتلت في أمريكا عام 1952 في حادث غامض .. السادة المشتغلين والموظفين والمسئولين عن العملية التعليمية لشباب مصر …. اتقوا الله في عملكم .. اتقوا الله في أولادكم و راعوا الله في أظاهر النابغين منهم ودفعهم للتقدم .. فهم سندكم في المستقبل .. وسوف يذكرونكم دائما اذا كنتم معهم .

أنور عصمت السادات