إتهم “أنور عصمت السادات”- وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية- العديد من القوى والتيارات السياسية الحالية، بأنها تعيش مرحلة اللاوعي السياسي، وتتعامل بلا هدف أو رؤية مسبقة، وتبحث عن دور البطولة، في ظل الأحداث الضبابية وكثرة الائتلافات والحركات، دون النظر إلى الصالح العام.
أنور عصمت السادات يكتب : خايف أبقى وزير
حقيقى أن هناك مخلصين مستعدين لتحمل المسئولية ، وآخرين تعد إعتذاراتهم مقبولة ، لكن ما يدعو للآسف هو تخوف البعض وتناسيه للمسئولية الوطنية ، وإبداء إعتذارات واهية لكى لا يتولى المهمة ويفضل أن يبتعد عن الأضواء تلك الفترة.
الغريب أن هناك طائفة كانت ترتدى ثوب المعارضة وتهاجم المسئولين وآدائهم بما يجعلك تشعر بأنهم إن جلسوا على كراسيهم سوف يحولوا اليابس أخضر ويقضوا على الفساد نهائياً ، ويجعلوا مؤسسات الدولة فى أبهى صورها ، وهم الآن لا يرتضون مناصبهم متعللين بالمناخ العام ، ولكن يبدو أن المعارضة من بعيد أسهل ما تكون أما مواجهة المواقف فتتطلب وطنيين.
ولقد ناشدت الدكتور / شرف بأن يصارح الشعب وجموع الشباب المعتصمين بالأسماء التى تترفع عن تولى المناصب وأسباب رفضهم ، وذلك لأنه فى رأيى الشخصى أن هناك البعض وليس الكل يعتبره بعض الشباب والشعب أبطالاً ويوهمونهم بأنهم إن تولوا مكان فلان لفعلوا وفعلوا ، ومن وراء الستار لا يرتضون المنصب ، لأنهم بصريح العبارة فى غنى عن المتاعب لكنهم أمهر ما يكونون فى إشعال حماس الشباب ومشاركتهم سخطهم على أى شخص.
"السادات" يطالب شباب الثورة بمقترحات احتياطية لتولي الحقائب الوزارية وبمصارحة الشعب بأسماء الرافضين وأسباب رفضهم
وطالب “السادات” د. “عصام شرف”، بمصارحة الشعب بالأسماء التي ترفَّعت عن تولي الحقائب الوزارية وأسباب ذلك الترفع؛ ليتضح للشباب موقفهم، ويقدموا بدائل ومقترحات احتياطية بديلة لخلو أي منصب، من أجل الوصول إلى حكومات توافقية، وغلق دائرة النزاعات والخلافات، وإدارة الوطن بأسلوب أمثل.
نحو الهدف
إلى متى ستظل القوى السياسية والوطنية تتباكى على الماضي، دون أن تقطع شوطا نحو المستقبل، لا شك فى أن النظام قد سقط بشكل كبير، وإذا كانت بقاياه تتلاعب وتعبث بأمن واستقرار الوطن، فإن المسئولية الوطنية تستوجب علينا أن نتفق سويا ونجلس معا لنتبنى أفكارنا وآراءنا وآلياتنا مادمنا نسعى نحو هدف واحد.
لقد كان الجميع يلتمسون لنا العذر، بسبب ممارسات وسياسات النظام البائد، الذى كان يسعى مجتهدا لإحداث الفرقة والتشتت والتخوين بيننا، ويضع فى ذهن كل منا أن للآخر أجندته الخاصة التى يعمل لأجلها، إلى جانب المضايقات وحملات التشهير، وغيرها من أدوات النظام التى جعلت كلا منا يسلك طريقا لا يتلاقى فيه مع الآخرين.
انورعصمت السادات يكتب :النظام السابق منعنى فنجان القهوة
تمضى الأيام وتتغير مسارات ثورة يناير فى لحظات ، ولا أدرى لماذا إنشغلنا بحرب الشعارات، وإختزلنا قضايانا ومطالبنا ، وإفتقدنا التوافق فيما بيننا كقوى سياسية ووطنية ، بعدما عقدنا آمالاً وتطلعات كبرى على أننا سنعود متفقين ومتلاحمين بعد أن ذهب النظام الذى حال بيننا ، وتعمد الفرقة والإنشقاقات.
كان الجميع يلتمس لنا العذر، بسبب ممارسات وسياسات النظام البائد ، الذى كان يسعى مجتهداً لتحدث بيننا الفرقة والتشتت والتخوين ، ويضع فى ذهن كل منا أن للآخر أجندته الخاصة التى يعمل لأجلها ، إلى جانب المضايقات وحملات التشهير وغيرها من أدوات النظام التى جعلت كل منا يسلك طريقاً لا يتلاقى فيه مع الآخرين.
إلى متى ستظل القوى السياسية والوطنية تتباكى على الماضى، دون أن تقطع شوطاً نحو المستقبل. لاشك أن النظام قد سقط بشكل كبير وإن كانت بقاياه تتلاعب وتعبث بأمن وإستقرار الوطن ، فإن المسئولية الوطنية تستوجب علينا أن نتلائم ونتفق سوياً ونجلس معاً لنتبنى أفكارنا وآراءنا وآلياتنا طالما أننا نسعى من أجل هدف واحد.
لماذا لا تزال بعض القوى والتيارات تتأرجح بأقوالها ، وتظل إلى الآن تتحدث عن مساوئ النظام البائد الذى أفسد ، وظالم ، ومنع حتى أصبحنا لا نجد غرابة فى أن يخرج أحدنا فى هذه الأوقات التى تحتاج إلى العمل والنظر للغد ليقول أن النظام السابق كان يمنعه أن يتناول مثلاً فنجاناً من القهوة أو أن يستيقظ مبكراً ، تركنا قضايانا الأساسية دون أن نتسابق لنخطونحو المستقبل.
ألم يحن الوقت لأن نتفق سوياً ، ونعيد للشعب ثقته فينا، ونسعى معاً لتحقيق آماله التى عقدها علينا، وننحى الإختلافات والأهواء وما مضى قليلاً ، ونفتح قلوبنا مرة أخرى من أجل مصر ، ونتعامل بروح الفريق وليس الفرقاء.
ما أسهل الحجج والأعذار، وما أروع أن نتلاقى وتتوحد الرؤى والأفكار، وإن هذا الوطن يحتاج إلى عقول تبدع وتفكر ، وأيدى تبنى وتعمر ، ونفوس مخلصة تقوده إلى بر الأمان ، حتى تسطر ثورتنا للتاريخ حروفا من نوركتبها أبناء مصر.