سرعان ما تتبدل الحقائق، وتتغير الأحوال، وتتبخر أحلام الظالمين، ليجدوا أنفسهم فى لحظات مقيدين بعد أن كانوا يتحكمون فى الحريات والحقوق، ويصبحون خارج نطاق الخدمة بعد أن كانوا هم صناع القرار.. هكذا صنعت ثورة الخامس والعشرين من يناير فى الحزب الحاكم «الحزب الوطنى» ليبقى وجوده مرهوناً بحكم القضاء إما بحله أو بقائه ليلقى مصيره، ويأخذ حجمه السياسى الحقيقى بعد أن كان يعتبر نفسه «حزب الأغلبية»، وصاحب الفكر الجديد.
إن تم حل الحزب الوطنى فالثورات فى العالم أجمع تقضى على كل رمز من رموز الفساد فى العهد البائد قبل الثورة، وإن تركناه ليلقى مصيره باعتباره الآن حزب أقلية، فعلى أعضائه أن يتجرعوا راضين ما كانت تتجرعه بسببهم أحزاب كثيرة، ويتحملوا ويواجهوا ما واجهته الأحزاب من صعوبات، «مقار، وتمويلات، وتواجد سياسى نشط وفعال، وبرامج وأنشطة جديدة يرضى عنها الشارع والجمهور»، وسوف نساعدهم من جانبنا ببرنامج يتضمن كيفية تأهيلهم ليتقبلوا ذلك الوضع الراهن ويتفاعلوا مع حقيقة تناسوها كثيرا وهى أن «طباخ السم لازم يدوقه»!!
أنور عصمت السادات
وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية