10يوليو

بعيدا عن مصر

بعيدا عن مصر وهموم مصر ومشاكل الوطن الام .. التقي فكران مصريان عالميان ليتعاونا في كتابة سطر واحد في سجل الشرف الوطني المصري التاريخي .. الدكتور سير/مجدي يعقوب والدكتور/ أحمد زويل … التقي ليبحثا وينفذا مشروع لعمل صمامات قلبية باستخدام تقنية النانوتكنولوجي…والتي ستطور لإنتاج عضلات قلبية مستقبلا ..

مشروع عالمي تاريخي نتاج أفكار مصرية عاشت بعيدا عن التعقيدات الإدارية والأفكار المتحجرة ودواوين وموظفين الحكومة ولوائحهم التي عفا عليها الزمن ..

أخذوا من مصر اسمها وأخذوا من مصر تاريخها وحضارتها الممتدة سبعة ألاف سنة .. أخذوا من مصر دفيء العائلة والأسرة وتركوا كل أسباب التخلف وراء ظهورهم وتركوا القوانين الوضعية العتيقة والتشريعات العلمية التي لا تقدم ولا تؤخر ومع هذا وضعوا أسم مصر في مركز الحدث .. شاركوا بمكتبة الإسكندرية ووحدات أبحاث بمدن مصرية أخري لاستكمال الأبحاث ..

بعيدا عن مصر نري المصريين دائما يعتزون ويفخرون بما يقدمونه للبشرية من خدمات تنفع الناس وترفع القيمة الإنسانية .. وداخل مصر يصبح الأمر غارق في المحلية المحدودة ومنغمس في التفصيلات التافهة والسلوك الاجتماعي المتنافر بين أصحاب المهنة الواحدة و نري التناقضات والسلبيات الفجة من العلماء ومن المدرسين والأطباء .. أغلبها تكون صراعات علي القيادة والمناصب العليا . هذا ما يظهر علي السطح .. اما الحقيقة فتكون إهمال في أصول و مبادئ المهنة التي يمارسها الطبيب او المدرس ..

هل لنا ان نقارن ونكون منصفين لو تحدثنا عن أطباء مصريين بالخارج وأطباء مصريين بالداخل؟ هل نكون عادلين في المقارنة اذا وضعنا تجربة الدكتور / مجدي يعقوب .. وآخرين في نفس كفة ميزان أطباء مصريين يقومون بعمل جراحات وتشخيصات وهمية لا حاجة للمريض لها بغرض الكسب المادي فقط ! والاتجار بآلام أبناء بلده .. ضربا بكل القيم عرض الحائط ..

هل لنا ان نقارن ونكون منصفين لو قارنا بين علماء مصريين – مثل الدكتور أحمد زويل .. يعملون بالخارج – وبين وزراء مصريين ووكلاء وزارة ومدرسين أقاموا دولة داخل دولة .. أقاموا دولة خاصة بهم .. ميزانيتها تقدر بسبعة مليار جنيه مصري – حصيلة الدروس الخاصة !!

ولكي نبسط الأمور .. دعنا نشرح ونفصل لمن لا يعرفون مكونات أي دولة وما هي مكونات أي دولة ؟ ……… .. الدولة كيان وهيبة و احترام وإلزام وقوة مادية تتحكم بها .. وعناصر بشرية توظفها لخدمة الدولة .. كل ذلك صنعه فئة ضالة من مجتمعنا .. أباحوا واستباحوا العلم للسيطرة علي أكثر من عشرة ملايين طالب في التعليم الأساسي .. وأقاموا مراكز تعليمية خاصة ووظفوا عناصر بشرية تخدم في تلك المراكز .. واذا تعذر وجود تلك المراكز .. استباحوا البيوت
علي مدار الأربع وعشرون ساعة لإعطاء الدروس الخصوصية بعقود إذعان شفوية بينهم وبين الطلبة الذين وضعوا في موقف المضطر …(.واحذروا دعوة المضطر ..)

بعيدا عن هذا الهم وبعيدا عن مصر- التي تعيش فترة اشبه ما تكون بفترة أعادة صياغة للدولة وإعادة ترتيب البيت من الداخل !!- نجح الثنائي المصري في غسل وجه مصر من تراب الفساد امام أجيال جديدة تترقب وتنتظر حياة ومستقبل أفضل ..

انور عصمت السادات

09يوليو

الكنز المدفون

نداء إلي كل وطني مصري يعرف مكانه أن يبلغنا ويرشدنا عليه!

في مصر كنوز مدفونة وكثيرة ويحق لي إن اعددها وأحصيها . . وأشير الي موقعها .. كنوز تستحق ان نقول لها أفتح با سمسم !! ..

عادة فرعونية قديمة ومحفورة في أذهان كل المصريين -دون ان يدروا او يحسوا . عادة دفن الكنوز .. مع موتاهم .. ودفن اعز ما يملكون علي أمل استعادة استخدام تلك المقتنيات والكنوز عند العودة الي الحياة مرة أخري .. وفي الآخرة .. بل وأكثر من ذلك .. دفن أشهي والذ أنواع الطعام معهم في المقابر .. ( وجد انواع من القمح والشعير في كثير من المقابر الفرعونية بجوار الموميات وبجوار الأثاث الجنائزي لهم !! حتي يجد الفرعون أ, المصري القديم طعامه عند البعث …. )
دفن كل ما هو غالي وثمين ودفن الأثاث والحلي .. من ذهب وفضة ,أحجار كريمة في مقابرهم وبجوار أجسادهم التي حنطوها ليحتفظوا بها علي هيئتها كم هي كي يلبسوها يوم البعث العظيم ..

المصريون القدماء الشعب والفراعنة .. كانت لهم عقيدتهم في الحياة والموت ولهم فكرهم ويحترمونها ويقدسونها .. وعلي مدي خمسة آلاف عاما أحتفظ المصريون بعادتهم .. حب الاحتفاظ بالماديات والمعنويات .. حب الاحتفاظ والامتلاك وجعله ذادا وذخيرة للأيام المقبلة .. وهلك الكثيرين منهم وماتوا و ذهب ريحهم مع الزمن .. واختفت تلك الكنوز تحت الأرض علي مدي آلاف السنين .

تلك العادة المصرية القديمة – دفن الكنوز- ما زالت حاضرة حتى الآن ونعاصرها .. لدينا ثروة من الموارد الطبيعية .. والبشرية .. دفناها .. بل ونسيناها بالمرة ونفكر في غيرها ونفكر ونبحث كيف نملك؟؟ وكيف نعيش؟؟ .. ونحن نملك الكثير !!

دفنا الأفكار ودفنا المشاريع الكبرى ونظرنا تحت أرجلنا .. كيف نوفر أكل اليوم للشعب الجائع !

كم من المشروعات القومية الكبري بنيت وشيدت وتم إنفاق الملايين عليها ولم تكتمل بسبب روتين او عدم مبالاة او فساد إداري او أحكام قضائية مؤجلة عاما بعد عام .. حتي نسيت ودفنت .. كم من الأصول العقارية والأراضي الزراعية و أراضي البناء تملكها الدولة وتدار بطريقة غير اقتصادية .. بل أقول لا تدار !! ولو عددنا وأحصينا تلك الممتلكات في محافظات مصر كلها لوجدنا كنوزا وثروات مهدرة وغير مستغلة ..

كم من أعداد من الشباب الخرجين والمتعلمين ( ولو كانوا نصف متعلمين ) يمشون في الشوارع بلا هدف وبلا أمل ..فقدوا الاتجاه وفقدوا القبلة وفقدوا الهوية والانتماء ..
هؤلاء الشباب كنز نقوم حاليا بدفنه .. طبعا دفنه اذا نسناه وأهملناه سنوات وراء سنوات تمر من عمرة ومن حياته ومن تاريخه .. الذي أفقدناه قيمته ..وأفرغنا محتواه …

كم من العلماء المصرين وصلوا لدرجات علمية عالمية كبيرة بالخارج وطبقوا نتائج أبحاثهم في الخارج بعد ان فقدوا الآمل في الجهاز الحكومي في مصر من ان يتبني مشروعاتهم .. او حتى يوفر لهم الحد الادني من الإمكانيات !!

اني أوجه نداءا صادقا الي كل مواطن مصري في أي موقع علي أرض مصر او خارج مصر ان يدلنا علي أماكن تلك الكنوز المدفونة .. ونحن لدينا القدرة والنفس الطويل ( من خلال تواجدنا في المؤسسات التشريعية والمؤسسات الاقتصادية المصرية الكبيرة ) لإزاحة التراب من علي تلك الكنوز وبعث الأفكار وإيجاد البدائل والاختيارات والتمويل اللازم واستخراجها ليستفيد بها ابناء هذا الوطن الصابر ..

أنور عصمت السادات
03يوليو

مولد كاتبة وعالمة

طلب إحاطة واثبات حق جيل من شباب مصر- في عمر الزهور – في إثبات واقع مر !!
أقدمه الي التاريخ ليرصده ويسجله في سطور عن الحياة التعليمية في الزمن الحالي .. طلب أحاطه اكتبه بدموع الآباء وحسرتهم .. وفقد أمل الأمهات الصغيرات في مستقبل أبنائهم وفي حال التعليم في مصر .. بدءا من وزراء تربية وتعليم متعاقبون في عشرون عاما علي كرسي الوزارة .. وحتي أصغر موظف بالوزارة .. الجميع مدانون .. من مدرسون ومفتشون ومديرين وإداريون وخبراء تعليم .. الكل متهم في إفساد أجيال من شباب مصر خلال عشرون عاما مضت .. الإدانة تكون نتيجة جرم حدث .. وواقع وحادث .. وتلك الإدانات والوقائع موجودة وشاهدة علي حدوث الجرم … أجيال من الشباب.. تخرجت من الجامعات وحصلت علي شهادات عالية.. وبعدها علي درجة علمية .. لا يعرفون من الحياة التي يعيشونها سوي المختصر من كل شيء .. ملخص لكل شيء .. وكلمات ساذجة تنهي مناقشة أي موضوع جاد .
.ومن النادر .. او من المستحيل ان تجد شاب او شابة جادة في أسلوب حياتها وعيشتها ولها عقل أكبر مما يملي عليه ومن تفاهة المواد الدراسية المفروضة عليها بغرض الحصول علي الشهادة ..وأن تقرأ وتسمع وتستوعب ما يدور حولها .. ولها رأي .. – حتي لو كان هذا الرأي رايا يشوبه بعض الأخطاء وعدم دراية بعواقب إبداء رأي صريح علي المطلق ووضع هذا الرأي في مكان علي ورقة إجابة امتحان لغة عربية ( ورقة رسمية ) أقول انه من النادر أن نجد تلك العقلية في طفلة لا يتعدي عمرها الخمسة عشر عاما ( الاء فرج مجاهد ) استوعبت ما تقرأه وما سمعته .. ونقلت فكرها ورأيها علي ورقة ..
اذا حدث هذا المستحيل وظهرت تلك الحالة النادرة بين الشباب في صورة طالبة في مدرسة أميرية ثانوية بأحدي قري مصر ..فسوف تواجه بهؤلاء الخريجين أصحاب المختصر المفيد والملخص الفريد في كافة العلوم .. والذين أصبحوا في مواقع التقييم ومواقع تقرير مصير طلاب المدارس الثانوية .

أسلوب معالجة وتداول تلك القصة تم بطريقة بوليسية .. وعلي نمط معاملة المجرمين والخائنين للوطن .. كنت أتمني ان تجد تلك الطالبة صدرا رحبا وفكرا مستنيرا يشد علي يدها و يدفعها ويشجعها .. بدلا من ان يتهمها بجرائم العمالة … كنت أتمني ان يتدخل رئيس الجمهورية شخصيا لانتهاء تلك الواقعة الهزلية .

وتدخل رئيس الجمهورية شخصيا وبالصفة الأبوية سوف يخلق جيل جديد من الشباب ينتظره مستقبل لا يقل عن علماء مصر الذين نبغوا في القرن الماضي ..
ففي أربعينات القرن الماضي .. كانت هناك حالة مشابهة لما نقوله الان .. وصاحبة الحالة هي الدكتورة والعالمة / سميرة موسي .. ( عالمة الذرة المصرية ومساعدة الدكتور العلامة مصطفي مشرفة تلميذ العالم اينشتين ) كانت الأولي علي الثانوية العامة (1935) .. ثم معيدة بكلية العلوم ثم حصلت علي الدكتوراه من أمريكا في علوم الذرة .. ولها قول مشهور ..( انها ستجعل العلاج بالذرة أرخص من العلاج بالأسبرين ) سميرة موسي واجهت مثل هذا التخبط في القرارات وفي التقييم عندما رشحت لتكون معيدة .. وهل يعقل ان تعين معيدة أمراة ؟ ( 1939) ومع الإصرار أصبحت معيدة .

ولم يمهلها الزمن وقتلت في أمريكا عام 1952 في حادث غامض .. السادة المشتغلين والموظفين والمسئولين عن العملية التعليمية لشباب مصر …. اتقوا الله في عملكم .. اتقوا الله في أولادكم و راعوا الله في أظاهر النابغين منهم ودفعهم للتقدم .. فهم سندكم في المستقبل .. وسوف يذكرونكم دائما اذا كنتم معهم .

أنور عصمت السادات
23يونيو

بلوبيف بلوبيف

وسط هموم ممارسة الإعمال اليومية من مقابلات واجتماعات وحضور ندوات ومشاركات اجتماعية كلها تصب في اتجاه واحد وهو اتجاه العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي فرض علي بحكم موقعي ومكانتي ومكاني .. وبين محاولات ايجاد كيان سياسي قوي يعمل علي تنمية المجتمع ورفع مكانته بين العالم الجديد .. وما يحتوية هذا العالم من أفكار شبابية جديدة علي الساحة السياسية .. أجدني اقف و وانظر واقارن وأفكر في هؤلاء الشباب الذين غيروا خريطة العالم وغيروا الرؤى السياسية العتيقة ..في بلادهم وأطاحوا بالفكر الكلاسيكي القديم في تناول الموضوعات السياسية و في العلاقات الدولية .. مثل حكومة ايران وعلي رأسها السيد/محمود أحمد نجادي هذا الشاب أخترع فكرا ومذهب حاد في العلاقات الدولية .. وأيده فيها وباركوه عواجيز إيران (آيات الله) ومشوا خلفه .. وفعلها وحقق نجاح لا يصدقه أي محلل سياسي ولا يتوقعه أي متنبئ بشؤون العلاقات الدولية والأمثلة كثيرة ومكرره الان في بقاع كثيرة علي الأرض .. لهؤلاء الشباب الذين يملكون مستقبلهم ويملكون الطاقة ويملكون قوة الدفع الذاتية ..التي تنير لهم تلك الأفكار الجديدة ..

وعلي النقيض تماما من هؤلاء الشباب .. نجد شباب مصر .. وهم الأغلبية العددية والأغلبية الاقتصادية والمفترض انها محركة للأحداث – مشتته فكريا بين قوانين عتيقة وسلوك اجتماعي عتيق يتبعه نظام تعليم ( فاشل ) يقيده ويجره الي الخلف بدلا من ان يدفعه للأمام .. والكل يعرف هذا .. بدءا من رئيس الدولة وحتي اصغر موظف في الحكومة

( هل يعقل ان يكون في مصر حتي الان نظام الدروس الخصوصية التي تهدر مئات الملايين من دخل الشعب المصري في أيدي وجيوب فئة مدرسين لا ضمير لهم يساهمون في انهيار الأسس والمبادئ التي كانت تدرس في المدارس منذ أربعين عاما وأثمرت عن عمالقة في العلوم والفكر .. تخرجوا من مدارس وزارة التربية والتعليم)

ولكي نعرف طريقة وأسلوب تفكير وعمل الشباب وطموحاته فأننا يجب ان نتقرب اليه بمعرفة لغة الحوار التي يستخدمها مع الآخرين .. ولغة الحوار الحديثة بين الشباب المصري الان وفي القرن الواحد وعشرون هي لغة (للأسف) لشباب فاقد الاهتمام بالمفردات والمعاني في اللغة العربية وكافة لغات العالم .. طالما ان تلك اللغة والحوار لا تحقق له راحة البال .. ولا تحقق له فوائد مباشرة وحاضرة في لحظتها .. فلتكن تلك الكلمات الغير مفهومة لغويا، هي رد الفعل عند الإجابة عن السؤال عن أي موضوع جاد ومهم .. ولا يعرف له إجابة .. بلوبيف بلوبيف كلمات وردت في حوار أحد الأفلام الكوميدية التي عرضت منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريبا .. وحقق نجاح وانقلاب في مفاهيم انتشار الأفلام الصيفية المصرية

لغة بلوبيف بلوبيف هي الكلمات التي تنهي الجمل وتنهي الموضوعات التي لا يقبلها الشباب ولا يريدها .. وليكن ما يكون …!

أنور عصمت السادات
19يونيو

ديمقراطية ظاظا

شيء يفرح أن أيام افتتاح معهد جمهوري أمريكي للديمقراطية بالقاهرة بجوار أخيه وشقيقه المعهد الديمقراطي الأمريكي أيضا موضوع يبعث علي الضحك والسخرية في نفس الوقت.. افتتاح معهدين في نفس التوقيت لغرض واحد وموضوع واحد هو تعليم ونشر التعاليم الديمقراطية في مصر.. ونشر الفكر الديمقراطي طبعا بالمفهوم الأمريكي ـ بين الشعب المصري وبين الشباب والمثقفين وحتي بين طبقات الشعب المختلفة الفقيرة والغنية.. علي حد سواء وغير المتعلمة.

ممكن أيضا ويكون هذا هو الموضوع المقرر للتندر والضحك مع أفلام الصيف القادمة من “لخمة راس” إلي “ظاظا رئيس جمهورية” إلي آخره من أفلام مضحكة سوف تعرضها دور السينما والمنتجعات والنوادي علي امتداد جمهورية مصر العربية طوال الثلاثة الشهور القادمة.. وسوف تحقق دخلا بالملايين وتحقق نشر أفكار هادفة أو غير هادفة.

بين ملايين من الشباب والأطفال فكر غير موجه… وليس له اتجاه أو أهداف سياسية أو اجتماعية أو حتي اقتصادية اللهم دخل للمنتجين والممثلين وأصحاب دور العرض.

ووسط ما نمر به من محن ومشاكل وقضايا كلها تصب في اتجاه واحد وهي مشكلة التنمية ورفع الفقر عن الطبقات المعدمة من طبقات الشعب المصري الذي استهلك من كثرة الشعارات.

يتفتق ذهن الأمريكان عن اتجاه جديد يخرج به من حالة الملل من ترديد شعارات محاربة الإرهاب القضاء علي بؤر التطرف في الدول الإسلامية والدول النامية.

ليظهر ببدعة جديدة عن فكر الديمقراطية في تلك المعاهد الديمقراطية في القاهرة عدد 2 معهد ديمقراطي أمريكي بالقاهرة. يقوم بتدريس الحياة الديمقراطية لمن لا يفهمون الديمقراطية إلي جانب وجبة غذاء أو عشاء في أحد أفخم الفنادق أثناء إلقاء محاضرات الديمقراطية إنها فرصة لكل من لا يجد وسيلة لدخول تلك الفنادق وتناول وجبة ذات الخمسة نجوم بالمجان.

كل ما عليك فقط هو إعطاء أذنيك وطرطقتها باتجاه المحاضر. أما عقلك مش مهم يكون في هذا الاتجاه فليكن باتجاه اليوم التالي أين ستكون محاضرة المعهد الثاني غدا؟!
لو أنني من صناع القرار والفكر الأمريكي واحد المسئولين عن نشر الأفكار الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة ومصر بصفة خاصة.. لقمت بإنتاج عدد من الأفلام الكوميدية بدلا من إنشاء معاهد تعليمية ديمقراطية دمها تقيل.

علي الأقل تلك الأفلام سوف تبقي في ذاكرة السينما أما المعاهد وفي أحسن الأحوال سوف تدخل مكتب التنسيق لدخول الكليات والمعاهد بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة.. في الصيف. ولن يدخله إلا أصحاب المجاميع المتدنية والذين لم يجدوا وسط المحترمين من أصحاب المجاميع العالية.

صيف ساخن جدا سوف تشهده القاهرة هذا العام من أفلام ضحك ومسرحيات ديمقراطية وإجازة صيف طويلة لعدد 2 سلطة السلطة التشريعية الممثلة في مجلسي الشعب والشوري والسلطة القضائية بعد طول كفاح علي صفحات الجرائد.

أنور عصمت السادات
18يونيو

أشباه أحزاب

الحياة في مصر لها لجان.. لجان رئيسية ولجان فرعية.. ولجان دائمة ولجان مؤقتة.. ولجان فتوي ولجان تحقيق.. ولجان إنصاف.. ولجان امتحان.. ولجان منبثقة عن لجان أخري لبحث موضوعات متفرعة من موضوعات رئيسية من خطة قومية من اللجنة الرئيسية.. إلي آخره من عدد من اللجان لا نهاية له.. ولا حصر له ولا نهاية لعمل تلك اللجان.

ولكن أهم لجنة موجودة علي الساحة الآن.. ولها أهمية قصوي في نوعية أعضائها ومهامها وأهدافها.. وتحركاتها.. وميزانياتها هي لجنة السياسات بالحزب الوطني.. والتي تضم (بالفرازة) شخصيات عامة منتقين من وسط عشرات العباقرة والأفذاذ من شباب مصر ليعملوا علي إعداد صياغة الحياة السياسية والاقتصادية في مصر من خلال برامج الحزب الوطني.. والحزب الوطني مازال حتي الآن هو الحزب الأوحد وحزب الحكومة وحزب رئيس الجمهورية أيضا (لا يختلف هذا الوضع عن وضع الاتحاد الاشتراكي في الستينيات من القرن الماضي).

لجنة السياسات.. تقوم بصنع وتمكين كوادر من الشباب الناضج فكريا في موقع اقتصادية وسياسية محسوبة بدقة.. ومعروف أهميتها في تفعيل القرارات التي تقررها أو يقررها رئيس الدولة وتنفذها الحكومة.

لجنة السياسات بالحزب الوطني ظاهرة سياسية جديدة علي ممارسة العمل السياسي من خلال الحزب الحاكم.. والذي يخطط ليستمر عشرات السنين القادمة ـ وهذا حقه ـ طالما كانت الممارسة بالإضافة وليست بالسلب علي الاقتصاد المصري.

ممارسة العمل السياسي ونشر الفكر التقدمي المتفق مع التوجهات العالمية الحديثة من خلال حزب معترف به هو أرقي أنواع العمل السياسي في أي دولة.. أما أنصاف الأحزاب وأشباه الأحزاب.. والأفكار القديمة لم ولن تقدم أو تؤخر مسيرة صحيحة في العمل السياسي الحر.

وبعيدا عن تجليات المفكرين والسياسيين القدامي المعاصرين للحياة السياسية في الأربعين سنة الماضية.. ألا تتفق معي ـ السيد جمال مبارك ـ علي أن هؤلاء البقايا وأنصاف الأحزاب لهم حق المشاركة الفعلية في الحياة السياسية معكم.. علي رغم ضعفهم وقلة مواردهم وقلة أعضائهم وتأخر أفكارهم عن الواقع العالمي الجديد.. المشاركة تبدأ بتشجيعهم ووضعهم معكم علي بداية الطريق الصحيح.. ويكون بالاتفاق معكم علي فكرة الحد الأدني للإصلاح.

إن هناك فرصة كبيرة لرفع مستوي تمثيل الأحزاب والمشاركة الفعلية في برامج الإصلاح التي تقومون بإعدادها ـ سواء أعلنت أو لم تعلن ـ وذلك بدعوتهم وتمويلهم ماليا وفكريا.. وبالكوادر القيادية الشابة الجديدة التي تعرفونهم أكثر منهم.. ولتكن المصارحة المطلقة شعارا حقيقيا في العمل السياسي.. مصر تستحق هذا.

أنور عصمت السادات
12يونيو

الاعتذار واجب وطني !

كأس العالم 2006

طبعا الاعتذار واجب وطني الان .. وهو ضرورة للاستمرار فيما نحن مقبلون علية .. الاعتذار عن تلك الفترة التاريخية التي مرت بها مصر في الإصلاح الاقتصادي والإصلاح الاجتماعي والذي تمخض عن لا شيء .. وليته لا شيء .. بل العكس تماما .. فبدلا من الإصلاح كان هناك تخريب في كافة المجالات .. تخريب ناتج عن عن عدم المبالاة وعدم الاهتمام بالشأن العام وعدم الاخذ بالأسلوب العلمي او الأسلوب المنطقي في معالجة أسباب التخلف ..

الاعتذار واجب وطني وضرورة أخلاقية واجبة علي كل مسئول في موقع مسؤولية خلال الفترة الماضية .. العشرون عاما الماضية .. حتي يكون هناك قدوة في أسلوب العمل والإدارة وتقيم الأعمال .. وتحليل النتائج .. لنعرف ( راسنا من رجلينا ) ..

الاعتذار واجب وطني لكل من ادعي انه عمل من خلال موقع مسؤوليته لصالح الوطن أكثر من عشرون عاما .. ولم يبخل بجهده وفكره وأفكاره .. !! لرفعة ونهضة الوطن .. الاعتذار هنا لهذا المسئول ليس واجب .. بل ضرورة حتي يكون هناك أسلوب حضاري لتقيم الأداء في الوظائف العامة والعمل العام الذي يمس الملايين من هذا الشعب الصابر المتفرج علي هذا المسئول ليل نهار.. من علي صفحات الجرائد اليومية الي التليفزيون المصري والفضائيات .. من مجلات الرياضة الي إذاعة الشباب والرياضة .. وغيرها …

دولة قوامها أكثر من سبعون مليونا .. منهم أكثر من 18 مليون شابا في عمر الزهور .. وعمر العطاء .. وقمة الطموح في غد أفضل وصنع تاريخ لأجمل فترة في حياته فترة الشباب .. وشوق وولع للمعرفة.. وحب جارف للتواصل مع العالم شرقه وغربه .. شماله وجنوبه .. من خلال الاشتراك مع نظرائه من شباب العالم في الأحداث العالمية الرياضية التي تتكرر كل أربع او ست سنوات ..في صور مونديال وبطولات عالمية مفتوحة .. لا دخل للسياسة فيها – اللهم اذا كان هذا التدخل السياسي لمنع البث المباشر لمصلحة فئة او افراد …

الاعتذار أصبح ألان ضرورة وطنية .. اعتذار من المسئولين عن الشباب في السنوات العشر السابقة لعدم وصول فريق مصر الوطني لنهائيات كاس العالم لكرة القدم في ألمانيا ..

الاعتذار ضرورة من المسئولين عن عدم إذاعة وبث المباريات علي الهواء بدون اشتراكات انتقاما من الشباب الذي لم يصل الي النهائيات !!!

الاعتذار ضرورة ملحة .. امام أبنائنا حتي نخفف عنهم مرارة الرضا بأننا أقل من فريقى السعودية وتونس .. في اللعبة الشعبية الأولي في مصر منذ أكثر من 60 عاما ..

كرة القدم وأم كلثوم وما بينهما… هما حب الشعب المصري وروح ونمط الحياة الاجتماعية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي .. ومن خلالهما كان ينبع الاقتصاد والسياسة والفكر .. والآن سنة 2006 لا كوره ولا حب ولا روح اجتماعية بل حسرة علي ما مضي ..و(عكننة علي افراد الشعب في متعتهم الوحيدة )
الاعتذار المتأخر عن صفر المونديال .. لأننا نتذكره ألان .. مع كل مباراة نشاهدها من كأس العالم 2006 بألمانيا .. الاعتذار واجب وطني .. لجميع الشباب الجالسين علي المقاهي والأندية يشاهدون كأس العالم لان الدولة بمؤسساتها الرياضية والثقافية قررت الاستفادة من آلام الشباب وحسرتهم لتكسب ماديا من عدم إذاعة المباريات علي القنوات العادية ..

أنور عصمت السادات
07يونيو

الفجوة والحقيقة الغائبة

علوم تداول الأوراق المالية وعلوم الدخول والخروج من البورصة أصبحت الان من العلوم الحديثة و الأكثر انتشارا في عالم الاقتصاد .. والتي يقبل علي تعلمها ال ذو الإمكانيات المادية المعقولة التي تسمح له بأنفاق تكاليف التعليم واقتناء تلك التكنولوجيا الحديثة .. وأصبح التعامل مع البنوك والمؤسسات المالية – سواء كانت بنوكا او شركات إدارة وتشغيل الأموال – تعتمد بصفة أساسية علي العلم وعلي الطفرة التكنولوجيا في تداول المعلومات وسرعة انتشارها وعلي والقدرات التحليلية الكبيرة وعلي البرامج المتخصصة والأكثر احترافا في مجال المضاربات المحسوبة .. والتي لا تتعدي فيها نسبة الأخطاء في التحليل والنتائج الي شيء لا يذكر .

وحركة الأموال والاستثمارات في الدول النامية تعتمد علي ما تقدمه الدولة والحكومة في تلك الدول النامية الي المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال والشركات العالمية ألكبري لتكون عامل جذب لها وإعطائها مميزات متفردة عن الدول الاخري المنافسة .

ونظرا لأهمية تلك الخطوات علي التقدم التنموي الذي تنشده مصر فأنها خطت خلال السنوات الأخيرة خطوات شبه محسوبة في استخدام أساليب وطرق اقتصادية عالمية حديثة و معترف بها في عالم الاستثمار مثل نظام ( بـــــــــوت ) وغيره من نظم التحريك الاقتصادي من الخصخصة بأنواعها وطرقها بجانب البيع المحسوب .. للشركات المتعثرة .. تلك المشروعات القومية يتم الإعلان عنها بوسائل الإعلام العالمية وتطرح بالسوق العالمي بواسطة شركات متخصصة وهي نفس الشركات التي تتعامل بالبورصة والتي تحلل وتستخدم أحدث انواع الحزم البرمجية التي تقوده الي القرار الصحيح بأقل تعرض للخسائر الممكنة تحت أي ظروف ..
وعندما تطرح الدولة مساحات من الأراضي للبيع للمستثمرين بأسعار رمزية .. بغرض جذب روس الأموال لإقامة مشروعات اقتصادية قومية تدفع بحركة التنمية ألي الأمام و تقلل من البطالة المنتشرة نتيجة السياسات الخاطئة في استغلال الموارد البشرية .. يقوم المنتفعون وأصحاب المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة بالشراء .. وهو حق لاي مصري ان يشتري او يبيع – ولكن ليس حق لكل مصري ان يخصص له أراضي من أراضي الدولة بأسعار رمزية ..

تلك هي المعادلة الصعبة في الاقتصاد المصري .. وتلك المعادلة الصعبة يعرفها المستثمرين الأجانب معرفة جيدة .. ولهذا .. يختصرون الطريق بالدخول والاقتراب منهم مباشرة والشراء منهم بالسعر الذي يحددوه .. وهو بالطبع سعر خيالي ..

إدارة الأعمال وتداول البيع والشراء سواء في البورصة او في الأراضي تتحكم فيه مجموعة رجال أعمال في مصر .. لا يتعدون عدد أصابع اليدين –
وارتبط هذا العلم – أدارة لاعمال – والعاملين فيه ومعه الي تواجد علاقات وثيقة مع رجال الاقتصاد ورجال السياسة .. تلك العلاقة تعتبر مفتاحا من مفاتيح التنبؤ بالمستقبل الاقتصادي في سلعة أو في منتج قومي مؤثر علي الحركة الاقتصادية وبالتالي علي المؤسسات المالية ..

ولو تطور الوضع وأصبح المتعاملين مع هذا النظام .. رجل أعمال .. وفي نفس الوقت .. بعضهم .. أعضاء في مجلس الشعب وفي نفس الوقت أعضاء بارزين في الحزب الحاكم … ومن رجال المستقبل السياسي المتنبئ لهم بتولي مناصب أعلي . في الدولة .. فأن الوضع هنا أصبح ظالما في المقارنة بينه وبين المتعاملين الآخرون الذين لا يملكون رأيا ولا علما ولا نفوذا يسمح لهم بالمضاربة في البورصة أو أن يخصص لهم أراضي .. ويضعون كل ما يملكونه من أموال في أسهم في البورصة المصرية التي يروج لها هؤلاء المنتفعين وينشرون الإخبار التي تزيد أرباحهم في طفرات وقفزات تطيح بهؤلاء المستثمرين الصغار… الذين صدقوا ما تقوله لهم الدولة .. من قوة الاقتصاد المصري .. ومن قوة البورصة المصرية بين بورصات العالم .. ومن السيطرة علي الأسعار.وغيرها من الأقوال والتي شجعتهم علي إلقاء كل ما يملكونه من أموال في البورصة المصرية والجري وراء خبر عن سهم يصعد صعود الصاروخ !! .. أملا في ان ينطلق السهم الي السماء ويصبح من الأثرياء في لمح البصر !!!

تلك هي الحالة الراهنة .. والنكبة والفجوة المعلوماتية التي حتما تؤدي الي انهيار الاقتصاد المصري .. وعندما يتكلم واحدا من المسموح لهم بالنقد والكلام وله حصانة بمجلس الشعب عن هذا الوضع .. ويسأل عن هذا المخطط الذي هوي بالكثيرين من أبناء شعبه وأهله وينفعل – وله حق كانسان _ ان ينفعل وان يطلق العنان لانفعالاته .. يتم الهجوم عليه من هؤلاء المنتفعين والمنافقين .. لوقفه واتهامه بتجاوز حدود الأدب واللياقة !! مع العلم بأنه يملك المستندات والأدلة التي تثبت صدق كلامه .. وحتي لو لم يكن يملك تلك المستندات .. فله كل الحق ان يطلق الكلام ويسترسل كيفما يشاء في هذا الحال وهذا الوضع الغير مقبول في عالم الاقتصاد ..

لقد نسوا هؤلاء المنتفعين .. انه لو كان هناك رجل من هؤلاء الذين فقدوا أموالهم التي يملكوها والتي اقترضها ووضعوها فى البورصة وخسرها كلها وأصبح مهدد بالسجن .. ومهدد بانتهاء حياته وفقد الأمل في الإصلاح او التعويض لفعل أكثر من هذا بكثير .. هذا الانفعال الذي حدث من نائب بالمجلس الموقر أعتبره انا تنفيسا عن آلام الكثيرين من هؤلاء المندفعين وراء أوهام الحكومة في اقتصاد قوي وحر .ومنضبط !! .. وشفاف .

أنور عصمت السادات

03يونيو

ظاهرة وطنية

الكلمة هي سر الحياة وسر الوجود.. وهي مفتاح الإنسانية والتاريخ الإنساني وهي التي ترفع وتعز الإنسان ..وهي التي تحييه وتقتله .. وهي السر الإلهي الأعظم… لذ فقد كرم الله الإنسان في كلمة ..ووضعها علي لسان أنبيائه ورسله .. … موسي..) كليم الله (عليه السلام … عيسي ) كلمة الله..(. ..عليه السلام .. محمد.. ( صلي الله عليه وسلم).. رسول الله ونبيه والذي نزل عليه الوحي بأول كلمة في القرآن الكريم ( أقرأ ) .

هي الكلمة إذا … وهي المفتاح ..الذي تبني الحضارة الإنسانية بها وعليها .. تنشأ الحضارة الإنسانية في شكل إصدارات الكتب .. وفي نشر الأفكار .. وفي رفع كلمة الحق .. وفي شرح كلمة طيبة .. ترفع الإنسان من مجرد جسد .. الي روح وفكر .. والي صاحب قيم و مبادئ .. وأخلاق .. تبني الدول وتزدهر وتقوي بوضع دستور دولة في كلمات .. وتسلك به السبل والطرق بكلمات في برنامج عمل .. يكرم الإنسان ويعتلي المناصب بشهادات وكلمات تمنح له و في الكلمات معاني تقوي الدول بها وتنهض بحبها لتراثها وترفع قيم الجمال وتظهر عظمة تاريخها .. تلك كانت مقدمة لابد منها عندما نتكلم عن الثقافة المصرية .. الثقافة المصرية .. هي روح وتاريخ .. وفكر أنساني متجدد وفكر بشري متواصل منذ الفراعنة وحثي اليوم .. في شكل فكرة الحياة والموت والخلود في المعتقدات والديانات التي اعتنقها الفراعنة المصريين والتي جعلته يبني أهراما تظل شامخة ومطلة وشاهدة علي تتابع الحضارة الإنسانية في العالم القديم وحتي اليوم .. مرورا ببناء الأديرة والكنائس وحتي تشيد المساجد.. و بناء القصور و القلاع الحربية …التي تعبر عن روح وفكر وإبداع مرحلة تاريخية عاشتها مصر في حب الجمال المتمثل في التشيد والبناء .. كأن يبني قصرا تجري من تحته الأنهار علي ربوة عالية أو بيت بفناء رحب يستضيف فيه الشيوخ من أعلام ورموز الفكر المعاصر للمرحلة التي يعيشها .. ينفعل معها ويعطي لها من اراءة وفكره… هكذا كانت مصر هي واجهة الحضارة ومركز الفكر وصاحبة بناء الحضارة الإنسانية العالمية .. الثقافة المصرية الان وفي هذا الزمن تعتبر امتداد لهذا الفكر .. ومتمثلة الان في وزارة لها من الأهداف ومن حمل الأمانة التاريخية ما يجعلها تتحمل في سبيله اللغط والنقد الذي ينشره الفاشلين والحاقدين والمنتفعين … ان مرور أكثر من 300 عاما من الإهمال لآثارنا وتاريخنا تجعلنا نقف لنحاسب أنفسنا قبل ان نحاسب التاريخ .. ونكباته علي مصر .. من احتلال .. وتخلف وجهل ومرض .. وحكم متذبذب ومتردد في إعادة مجد وحضارة دولة .. نحاسب أنفسنا ونحاسب من تولي منا مناصب القيادة العليا في الثقافة …وتعاقب الوزراء عليها .. الي ان وصلت الي السيد الوزير /فاروق حسني .. (الفنان) الذي ظهر بريقه في السنوات الأخيرة .. وبخاصة عند افتتاح وتطوير قصر محمد على باشا الكبير بمنطقة شبرا الخيمة في ديسمبر 2005 .. والذي يعد مشروع قومي تم انجازه بالفعل ويعتبر نقلة حضارية ونموذج لكيفية إدارة المشروعات الكبرى والخوض فيها بلا خوف او تردد .. وأيضا تحديه ومثابرته لإنشاء أكبر متحف أثار في العالم و الجاري إنشاءه حاليا ..وما يحتاجه من تمويل ضخم .. وفي نفس الوقت يعمل علي تطوير منطقة القاهرة الفاطمية.. وإعادة رسم طرقها وأسلوب المعيشة فيها لتتناسب مع فكر المتاحف المفتوحة علي الواقع .. وكذلك عمله علي تطوير منطقة الفسطاط … و تطوير هيئة الكتاب .. و دعم الثقافة الجماهيرية والفنون التشكيلية .. كل تلك المشروعات تواجه صعوبات قلة الموارد المالية و التي قد تعجز الرجال وتحبط أفكارهم وطموحاتهم ..الا ان الصبر والمثابرة والشعور بالمسؤولية التاريخية .. من السمات والصفات التي يحملها السيد /فاروق حسني ويتحمل عبء ومسئوليات منصبه كوزير ..والتي وضحت بعد حادث محرقة قصر ثقافة بني سويف .. وتقديم استقالته ..والتي رفضها الرئيس حسني مبارك حفاظا علي تلك القيمة الموجودة في هذا الشخص .. الوزير ..
وبصفتي نائب مستقل .. وليس من طبعي التملق لأشخاص في الحكومة .. ولكني أقف أمام ظاهرة وطنية مصرية اسمها فاروق حسني .

أنور عصمت السادات

01يونيو

الجودة في تعليم السياسة

تلاميذ المدارس في مراحل التعليم الأساسية حاليا في مصر يستحقون الشفقة من كثرة التعديلات والتغيرات التي تنتهجها وزارات التربية والتعليم المتعاقبة منذ عشرات السنين وحتي الآن في المناهج وفي مواد العلوم وفي عدد سنوات الدراسة وفي أسلوب الامتحانات وكثرة تلك التغيرات غير مبالية وغير مهتمين بالشأن العام و بالحياة كلها .. وقد يحسم المراجعون للحياة في مصر.. مغيبون.. وغائبون عن الوعي.

طلاب المدارس في مراحل التعليم الأساسي المختلفة والمتنوعة ينظرون للمستقبل نظرة تشاؤم وخوف .. الخوف الناتج عن الجهل .. وللجهل عشرات الأسباب ..أول تلك الأسباب هو عدم الشعور بالانتماء للحياة التي هم مقبلون عليها . وآخرها قلة المعرفة بالحياة العامة ..

ان تدريس علوم السياسة بالمعني الجديد في الزمن العالي إنما هو لتفتيح مدارك الشباب واستغلال الطاقة الاندفاعية عندهم وتوجيهها الي الصالح العام القومي وفتح نافذة معرفة لهم لممارسة الحقوق الديمقراطية بالطرق الصحيحة والشرعية والتي تخدم مقومات مبادئ حقوق الإنسان.. (..حيث توجد كيانات ومؤسسات وجمعيات وحركات يشكل لها أهداف وغايات ) وأسباب لقيامها وتداخلات في القيم والآراء السياسية والاقتصادية و الاجتماعية

العلوم السياسية التي يدرسها الطالب في مراحل التعليم ألان .. سطحية وغير متحركة… كم من المصطلحات الجديدة – فرضتها الحالة الاقتصادية العالمية، دخلت علي الحياة السياسية في مصر في الفترة الأخيرة .. مثل منظمات حقوق الإنسان ( المرأة /الطفل /المعتقلين / ضحايا الإهمال الطبي / حقوق السكن / سجناء الرأي / …الخ ) وكلمات وألفاظ جديدة ظهرت علي الحياة الاجتماعية مثل … العمل العام والعمل التطوعي ..

الشباب يري الان في وسائل الإعلام المختلفة تظاهرات مناهضة في دول أوروبية تنادي بعدم قبول قرارات المنظمات العالمية للتجارة والعولمة وعدم قبول السياسة الأمريكية في العراق .. وتندد بالعنف في المعتقلات الأمريكية في جوانتنامو وسجون العراق .. وتحتج علي قوانينه و قرارات وضعتها دولهم وكم من المظاهرات التي وقفت أمام مقر اجتماع الرئيس الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي .. ومنظمة التجارة العالمية .. تندد وتحتج علي القرارات التي يتخذونها ..

اليست تلك الكلمات والمصطلحات جديدة عما يتم تدريسه في المدارس والجامعات .. والتي لا تطرق الي الأوضاع الحالية .. المعرفة كانت ومازالت هي الواقع وراء تحركات وفكر الشباب منهم من يعتنق فكر أقتصادي ومنهم من يتبني فكر سياسي جديد في نظريته ومنهم من ينادي بفكر اجتماعي تقدمي ..
أراء مختلفة واتجاهات متنوعة ينادي بها الشباب في أوروبا وأمريكا .. تلك المظاهرات التي يقوم الشباب بتنظيمها .. تفرغ الشحنة والطاقة الكامنه لدي الكثيرين منهم .. وقد تصنع من أحدهم بطلا ..

أنور عصمت السادات