25ديسمبر

عام جديد .. وحد الكفاية

عام جديد بكل ما يحمله من أماني وأحلام لكل مواطن علي أرض مصر.. وكل شاب أنهي حياته الدراسية و حصل علي قسط من التعليم ويبحث عن عمل أو مشروع أو سفر أو أي سبب من أسباب السعي للحصول علي دخل يكفيه أولا ثم يكفي لتكوين بيت بسيط – كمرحلة لاحقة..
عام جديد يحتفل به العالم الغربي بكل أنواع الصخب والإسراف والبهجة.. ويستقبله العالم الثالث بترقب وآمل و..وشتان بين الاثنين..بين فرح وبهجة وبين مترقب وخائف..من العام القادم

عام جديد.. وأين الجديد ؟ بين غلاء وصعوبة الحياة اليومية في بلادنا وبين آمال وحب في القادم الجديد عندهم.. عندنا عام جديد علي ورق نتائج الحائط وعندهم خطط مستمرة تبدأ وتنتهي.. وحياة جديدة..
عام جديد مع آمال وأحلام قد تتحقق وقد تتعثر.. عام جديد والعمر يمر علينا ليزيدنا عاما آخر في أوراق الهوية.. وسنوات أخري من التخلف ..
عام مضي بـ 365 يوما مضت بعدد من القضايا لم نكن نتوقعها ولم تجد طريقا للحل.. ولا أريد أن أضعها في كلمات وجداول ومقارنات.. ولكن أقول خلاصتها… في ارتفاع الأسعار بنسب تفوق الزيادة في الدخل .. وبالتالي هبوط مستوي المعيشة !! وتردي مستوي الصحة والتعليم ..
عام مضي والمؤشرات الاقتصادية العالمية تقول أن مصر دولة واعدة ! وتقول إن هناك جذب لاستثمارات مالية وصلت إلي أكثر من 6 مليارات من الدولارات ..
عام مضي وتناقضان المؤشرات الاقتصادية تتفاعل مع متناقضات الحياة الفعلية.. بين بورصة محلية ترتفع وتنخفض بفعل العفاريت !!و المجهول وليس بمقياس سوق .. وفوائد بنكية تنخفض إلي أدني حد منذ عشرات السنين .. وأوعية ومؤسسات مصرفية وبنوك تفتح لأول مرة في مصر.. لتثبت إن الاقتصاد المصري واعد وله مستقبل ! واندماج بنوك مصرية في كيانات جديدة وبيع بنوك مصرية أخري !!

عام مضي علي فئة مدرسين خصوصيين وصلوا بشهرتهم إلي العالمية .. عفوا.. بفلوسهم إلي العالمية في مشروعات إنشاء قري سياحية علي حساب مئات ألاف من الأسر المصرية البسيطة التي تقتطع من دخلها المحدود.. مصروفات الدروس الخصوصية..
عام قادم جديد .. وهل من جديد.. هل نطمع في أن نحلم بحد الكفاية .. ولا أقول الرخاء والرفاهية .. بل أكتفي بحد الكفاية في العيشة الكريمة.. والحد الأدني في خدمات الصحة والتعليم وهما قاطرة التقدم في أي مجتمع.. ناهض أو متقدم أو بين هذا وذاك !! إذ تحققت معجزة إصلاح التعليم فسوف ينصلح الباقي بالتبعية وهي زيادة دخل الأسر ورفع المستوي الثقافي والصحي .. ونهضة الاقتصاد والي آخره من الإصلاحات التي ستتوالى إذا أنصلح حال التعليم ..
عام جديد سيأتي .. وعام قديم.. مضي او يكاد أن يكون تاريخا ويطوي في مزبلة التاريخ مع غيره من أعوام سابقة لم نحقق فيه ذاتنا ولا انتفعنا بها أو معها .. في أرقام جوفاء وحروف متآكلة.. زدنا فيها في التعداد مليونا و 300 ألف نفس … أضيفت الي تعدادنا مليون و300 ألف فم وعقل وجسد تريد أن تعيش وسط 76 مليون جسد حالم بحياة كريمة .. وباحث عن الحد الأدني وحد الكفاية في الحياة المصرية وسط شعوب ودول ازدهرت ونمت ووصلت لحد الرخاء والرفاهية .. وتحتفل بالعام الجديد.. وهو حق لها ..
عام مضي علي العالم وعلي الكرة الأرضية قامت خلاله بالدوران حول نفسها 365 مرة ودارت حول الشمس مرة واحدة وأحتسب عاما علينا كما أحتسب عاما علي الآخرين مع الفرق .. فعند الآخرين وضعت سياسات خارجية مع باقي دول العالم تحفظ لها كرامتها بينهم…. بينما نحن نبحث عن دولة صديقة تحمل عنا عناء المواجهات واللف والدوران حول أنفسنا.. مرة معهم في أخطائهم وأوهامهم ومرة مع البعض الأخر في مواجهتهم !! ولم نضع سياسة حازمة وقاطعة امام الكل.. وخط ثابت قومي نحافظ عليه ..
عام جديد قادم ( بسنة فردية 2007 ) ورقم تفاؤل، هو رقم سبعة .. يحبه المصريون ويتفاءلون ويستبشرون بالقادم الجديد، لعلة يكون أكثر استقرارا في الحياة الاجتماعية عن سابقة الذي شاهد نوبات من المد والجزر والحوارات التي لم تنته في الإصلاح الاجتماعي ..
وما بين الماضي والحاضر .. وما بين عام رحل وعام قادم نترقب وننتظر الإصلاحات الدستورية والديمقراطية من مجلس الشعب.. ومن كلمة الشعب كله في أن نكون دولة ، بمعني كلمة الدولة الشاملة ..في السياسية والاقتصاد وحقوق الإنسان وحرية التعبير وإبداء الرأي دون خوف.. والعيش في سلام اجتماعي
لا فرق فيه بين إنسان وإنسان إلا بالعمل الصادق ..
عام مر ومضي.. أو يكاد.. ونحن نملك كنوز علي أرضنا.. لا نعرفها.. ونطلب من الآخرين اكتشافها لنا.. ونبيع أراضي وصحراء عزيزة علينا.. للاستثمار وإنشاء القصور والمدن.. مقلدين تقليدا أعمي .. دول الخليج ( دبي) ونسينا أننا لنا حضارة كانت علي تلك الصحراء ولم نستثمرها لأنفسنا ولصالحنا .. ونملك كل الأدوات .. والبشر والعقول.. وينقصنا التخطيط السليم ..وليس البيع للآخرين ..

عام قادم أتمني أن أري فيه حلم المشروع القومي الكبير ،و قد وضعت لبناته الأولي علي أرض مصر ويلتف حوله الشعب كله يعمل ويبني صرح حضارة مصرية جديدة تحسب لهذا الجيل انه شارك في صنعها ورفع مؤشر الانتماء الوطني وحب البلد لأعلي الدرجات ..
أماني وأحلام .. كلها تصب في كلمتين اثنتين ( حد الكفاية ) وهو أقصي أمانينا في العام الجديد..

عضو مجلس الشعب المستقل

23ديسمبر

الشأن العام

الشأن العام – كلمة نعني الكثير من المعاني ومن الأفكار ومن الأحداث .. فالشأن العام المصري .. موضوع يهم كل مواطن .. ويتفرع ويتشعب بدءا من البحث عن لقمة العيش وحتي الرأي في السياسة الخارجية لمصر .. الشأن العام مسؤولية من ..؟ سؤال من الصعب الإجابة علية او إيجاد خطوط و ثوابت للحديث عن الشأن العام .. هل هو مسؤولية الحكومة ؟ هل هو مسؤولية القضاء .. أو هو مسؤولية الاعلام ؟ …
ولقد ذكر الدكتور / وحيد عبد المجيد في مقال له عن دور المثقفين في الشأن العام فقال (يعتبر المثقفين هم
المعنيين بالشأن العام من بين المشتغلين في مجالات معرفية مختلفة تشمل أساساً الفكر والأدب والفن والعلم والاجتماع البشري) وهذا يجرنا الي البحث عن تعريف المثقف الان – في وقتنا الحالي .. – واذا كان هذا المثقف عنده القدرة علي إلقاء الضوء علي مشاكلنا ووضع الأولويات لها ..
نحن الان نمر بمنعطف خطير في حياتنا الاجتماعية .. وللأسف هناك بعض المنتفعين أصحاب الأصوات العالية التي تدفعنا نحو طريق خاطئ .. ووضع الموضوعات الهامشية في مقدمة الاهتمام العام ..وهنا تبرز أهمية ودور المثقفين في تناول الموضوعات ..
ولي وجهة نظر شخصية في تعريف المثقف المصري.. وهو الشخص الفعال والنشط .. وقد يكون ( طبيب او محامي او كاتب او لاعب كوره أو إعلامي أ, فنان او إنسان بسيط أو موظف حكومي ..) الذي بني ذاته بنفسه وأطلع وحلل الأحداث المعاصرة والتاريخية من وجه نظره الشخصية وتفاعل مع المجتمع المحيط به من خلال اللقاءات الشخصية وحضور التفاعلات الجماهيرية وقراءة فكر الآخرين.. والبراز الهام منها ..
وتوعية المجتمع بما يعرفه من خلاصة تجربته ..
والآن أين هم هؤلاء المثقفون مما نحن فيه من مشاكل – أعتبرها انا – مشاكل قومية .. مثل الإهمال والتسيب وترك الامورالاحتماعية والاقتصادية و السياسية تسير بهوي وفكر هؤلاء المنتفعون ..
لم نسمع مؤخرا عن فئة من فئات المثقفون وقفوا ضد تعنت وصلف استغلال سلطات في حبس مواطن وتلفيق قضايا تحت قانون الطوارئ او تحت مسميات أخري بغرض إبعادهم عن المجتمع.. مثل ( طلعت السادات / ايمن نور / عصام العريان.. وغيرهم.. ) هل هو خوف من ان يلقوا نفس المصير من الإبعاد ..
والحبس وإلصاق التهم ؟

المثقفون والمبدعون والمفكرون الحقيقيون .. باقون مهما تغيرت القوانين الوضعية وإصدار التعليمات والأوامر والتشريعات .. باقون بمواقفهم القومية من القضايا المعاصرة التي تهم الشعب .. حتي وان اختفوا لسنوات خلف قضبان السجن ..

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل

19ديسمبر

كل شيء بثمنه !

تقاس حضارات الأمم وقيمتها بما يمكن ان تشتريه وان تستجلبه لبلادها ولمواطنيها وتدفع فيه من ثروات ومن قوت أولادها الكثير.. هذه حقيقة لمن لا يصدق.. أمريكا تشتري العلماء ــ وليس أي علماء ــ النابغون والموهوبون منهم فقط.. والذين يحملون علما فذا.. يصلح ان يرفع أمريكا ويجعلها دائما الأولي في كل المجالات.. نعم أمريكا تشتري.. ولكنها تعيد البيع مرة أخري للدول التي تشتري منها بأسعار أخري.. تبيع نفس أفكار العلماء واختراعاتهم إلي دولهم.. التي لم تستطع ان تستغل فكر وموهبة أبنائها العلماء..لضيق ذات اليد..او لمحدودية التفكير.. ومصر تبيع قضاياها الوطنية والقومية (وهي لا تساوي شيئاً عند أمريكا) لمن يدفع أكثر.. وللمطلوبين للمحاكمة في قضايا فساد.. بل وفي قضايا قتل وإهمال تسبب في غرق أكثر من 1300 مواطن.. كل شيء عندنا له ثمن.. تريد ان تنجو من محاكمة.. ادفع ثمن إجراءات البراءة.. برنامج تليفزيوني يذاع علي القناة الرسمية للدولة.. ويشاهده ملايين من الشعب المصري بلا تشفير ولا اشتراك.. مجانا.. وبعدها تتحرك العاطفة المصرية نحوك بالإيجاب.. وتصبح شهيداً ومظلوماً.. وتستحق الشفقة.. بل تستحق نيشاناً. كل شيء بثمنه ومصر تبيع كل يوم بضاعة جديدة.. وتخفض مخزون القيم والأخلاق لديها.. طالما تم الدفع. ما المانع ان نبيع بعض قيم الأخلاق (الباقية) بابتداع طريقة جديدة للترويج للأفلام السينمائية السطحية.. بأن ترقص راقصة مشهورة رقصات فاضحة (علي قارعة الطريق) ابتهاجا بافتتاح عرض فيلمها الجديد..طالما سيتم الدفع للإعلان.. غير مهتمين ولا عابئين بنظرات الشباب الملتفين حولها وتطور النظرات الي فعل فاضح تماشيا مع العرض الحي! كل شيء و له ثمن.. وخزائن المرتشين القابضين علي الأموال تفيض من ثروات البلد.. لصالح أفراد معدودة.. ضاع ضميرهم بين الاستحلال والتغاضي عن معرفة الصحيح والحلال والواجب الوطني و الضمير الأخلاقي والعرف الاجتماعي .. كل شيء له سعر وله تعريفة حتي نقل مباريات كرة القدم والمفترض انها تذاع علي أبناء الوطن لتنمية وزيادة حب الانتماء لديهم.. لها سعر..!! وتباع للأغراب ليتحكموا فينا وفيما نريد ان نتابعه.. لحظات الفرح القليلة التي يعيشها ابناء هذا البلد تضيع وسط غلاء المعيشة والخوف من التحرشات والاعتداءات الجسدية.. في زحام المشاهدة… نبحث عن أشياء نبيعها ولا نعرف قيمتها الا بعد بيعها.. نبيع مرافق وخدمات وشواطئ ومواني تحت مسميات المشاركة في الإدارة والخصخصة و نشكو بعدها من ارتفاع تكاليف المعيشة.. ونبحث لأولادنا عن فرص عمل فيأتي لنا من يعلمنا كيف نؤهلهم للعمل بواسطة برامج صنعت خصيصا للدول المتخلفة. (مثلنا). وتبقي تلك البرامج قانونا و شروطا للعمل لديهم علي أرضنا! لقد ابتلينا بمرض فقر العقول.. وفراغ المحتوي.. وهذا المرض انتشر بين متخذي القرار و شاغلي الوظائف الإدارية العليا بالدولة وأصبحوا عبيدا للحلول السهلة والنظرة الضيقة السطحية.. فكل المشروعات المستهدفة ابتداءً من إنشاء الطرق وحتي إقامة المدن الجديدة مخططة لسنوات قريبة جدا.. وعلي مستوي اعداد من الشعب لا يتفق مع الواقع.. في التزايد السكاني الذي يلتهم المسطحات.. وتبقي كلمة.. وهي ان مصر لم ولن تفلس او تفتقر فهي منذ أيام الفراعنة تسرق يوميا.. وتنهب.. ولم تعلن إفلاسها وفقرها فالخير فيها الي يوم الدين. وهو كثير جدا. وسوف يأتي عليها أنواع من البشر منها ومن خارجها يحكمونها ويتحكمون فيها ولن يستمروا.. فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين

18ديسمبر

دور مصر

رغم ما تمر به مصر من أزمات اقتصادية وقضايا محلية شائكة وأزمات فكرية وجدلية كثيرة ..فان هذا لا يمنعها من ان تمارس دورها القيادي في المنطقة العربية .. وان تلعب الدور الريادي المطلوب منها.. والذي تنتظره الدول العربية لحل القضايا العربية / العربية .. – وهي خلافات الأشقاء التي عادت للظهور مرة أخري بعد فترة سكون … وبصفة خاصة في لبنان … ولبنان كدولة متعددة القوميات ومنفتحة علي العالم كله بأفكارها التقدمية .. وصغر مساحتها الجغرافية وقربها من مناطق التوترات والنزعات ( إسرائيل / فلسطين / سوريا ) تعتبر الساحة الأكثر قابلية للاختراق من قبل دول لها مصالح إستراتيجية في التواجد بالمنطقة .. وتحريك عدد من الدول العربية لمصلحتها ولمصلحة اقتصاديتها المستقبلية .. واعتبار لبنان جسر وممر لدول الغرب وأمريكا لتكون أقرب ما تكون لإيران .. في حالة تطويرها السلاح النووي ..
ومصر تستطيع ان تعلب دورا محوريا هاما بالتعاون مع سوريا والسعودية لإعادة الاتزان العربي في السياسية الخارجية .. وهذا هو قدر مصر ..

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب وعضو لجنة العلاقات الخارجية

16ديسمبر

السياسة في التعليم

فوز الطالبة أسماء أحمد.. برئاسة اتحاد الطلبة بأحدي مدارس الصعيد أغضب وأثار زملائها الذكور وأحدث نوعا من التذمر !!! وعدم الرضي ..وامتنعوا عن التعليم !!!
وضربوا مثالا صارخا وناطقا بجهلهم لأبسط مبادئ ممارسة الحقوق الإنسانية ومبادئ الديمقراطية في مجتمع المدارس وعدم مشاركتهن فيه وعدم الاهتمام بالشأن السياسي كله وعلي كافة المستويات ووصولا الي قلة التمثيل البرلماني لهن في مجلس الشعب ..
والحقيقة ان تلاميذ المدارس في مراحل التعليم الأساسية حالهم صعب .. ويستحقوا الشفقة من كثرة التعديلات والتغيرات التي تنتهجها وزارات التربية والتعليم المتعاقبة منذ عشرات السنين وحتي الآن في المناهج وفي مواد العلوم وفي عدد سنوات الدراسة وفي أسلوب الامتحانات والتقييم.. وكثرة تلك التغيرات تجعلهم غير مبالين وغير مهتمين بالشأن العام و بالحياة كلها .. وقد يحسبهم المراقبون للحياة في مصر.. مغيبون .. وغائبون عن الوعي.
طلاب المدارس في مراحل التعليم الأساسي المختلفة والمتنوعة ينظرون للمستقبل نظرة تشاؤم وخوف .. الخوف الناتج عن الجهل .. وللجهل عشرات الأسباب ..أول تلك الأسباب هو عدم الشعور بالانتماء للحياة التي هم مقبلون عليها . وآخرها قلة المعرفة بالحياة العامة ..

ان تدريس علوم السياسة بالمعني الجديد في الزمن الحالي إنما هو هو لتفتيح مدارك الشباب واستغلال الطاقة الاندفاعية عندهم وتوجيهها الي الصالح العام القومي وفتح نافذة معرفة لهم لممارسة الحقوق الديمقراطية ( رجلا ونساءا ) بالطرق الصحيحة والشرعية والتي تدعم مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان.. (..حيث توجد كيانات ومؤسسات وجمعيات وحركات .. كل لها أهداف وغايات وتنظيمات .. وأسباب لقيامها وتداخلات في القيم والآراء السياسية والاقتصادية و الاجتماعية)

ان العلوم السياسية التي يدرسها الطالب في مراحل التعليم ألان .. سطحية وغير متحركة … كمية من المصطلحات الجديدة – فرضتها الحالة الاقتصادية العالمية، دخلت علي الحياة السياسية في مصر في الفترة الأخيرة .. مثل منظمات حقوق الإنسان ( المرأة /الطفل /المعتقلين / ضحايا الإهمال /الطبي / حقوق السكن / سجناء الرأي / …الخ ) وكلمات وألفاظ جديدة ظهرت علي الحياة الاجتماعية مثل … العمل العام والعمل التطوعي .. ومنظمات المجتمع المدني . وحركات التحرر الفكري وحركات من أجل التغير وجبهات تقدمية .. الي آخره من تلك المسميات لكيانات ظهرت حديثا علي الساحة السياسية في مصر .

الشباب يري الان في وسائل الإعلام المختلفة تظاهرات شبابية في دول أوروبية تنادي بعدم قبول قرارات المنظمات العالمية للتجارة وعدم قبول السياسة الأمريكية في العراق .. وتندد بالعنف في المعتقلات الأمريكية في جوانتنامو وسجون العراق .. وتحتج علي قرارات وقوانين وضعتها دولهم .. وكم من المظاهرات التي وقفت أمام مقر اجتماع الرئيس الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي .. ومنظمة التجارة العالمية .. تندد وتحتج علي القرارت التي يتخذونها ..

اليست تلك الكلمات والمصطلحات جديدة عما يتم تدريسه في المدارس والجامعات .. والتي لا تطرق الي الأوضاع الحالية ..
المعرفة كانت ومازالت هي الدافع وراء تحركات وفكر الشباب .. منهم من يعتنق فكر أاقتصادي ومنهم من يتبني فكر سياسي جديد في نظريته ومنهم من ينادي بفكر اجتماعي تقدمي ..
أراء مختلفة واتجاهات متنوعة ينادي بها الشباب في أوروبا وأمريكا .. تلك التظاهرات التي يقوم الشباب بتنظيمها .. تفرغ الشحنة والطاقة الكامنه لدي الكثيرين منهم .. وقد تصنع من أحدهم بطلا ..
فكرة تطوير التعليم في مصر وربطه بالتطورات العالمية ، خرج بالمشروع الذي ناقشه مجلس الشعب وأقر قيامه وتطبيقه وهو مشروع قانون إنشاء الهيئة القومية للاعتماد وضمان جودة التعليم وتم مناقشة بنود إنشاء تلك المؤسسة القومية بطريقة روتينية ..( مثلها مثل دراسة جدوي مشروع استثماري) وهذا يعكس الفكر التجاري والاستثماري السائد الان في العملية التعليمة في مصر .. بداية من مرحلة ما قبل الحضانة وحتي الحصول علي الدرجات العلمية وبالبنود التقليدية لدراسة الجدوى مثل : رسالة المؤسسة وأهدافها /البرامج التعليمية/التخطيط والتقويم/مصادر التمويل /أعضاء هيئة التدريس /المكتبة… الخ
و لم يتطرق الي إدخال مواد الحياة التفاعلية القائمة الان مثل تدريس ورصد الحياة السياسية /أقتصادية .. والتي ترفع قيم التعليم وتربطه بالمجتمع .. ..

التربية السياسية ضرورة ..ويجب وضعها بالمناهج الدراسية في التعليم الأساسي .. لعلها تخلق كوادر من السياسيين في المستقبل ( رجالا ونساءا ) . لعلها تنجح في ابراز قادة سياسيين ومفكرين .. يرصدون تطور المجتمع ومبدعون ينيرون آفاق المستقبل..
التربية السياسية .. وتدريسها في المدارس قد تخلق أجيال من الشباب له هدف واضح .. في ان يكون عضوا في المجالس التشريعية .. او رئيسا لمنظمة حقوقية . أو وزيرا او حتي رئيسا لمصر . ولعلها تكون بداية لاعتناق بعض الشباب أفكارا تقدمية ..
الخوف والتردد من تكوين جماعات ومنظمات متطرفة داخل المدارس والجامعات تحت مسميات حرية الفكر والديمقراطية لن يمنع انتماء الطلاب لافكار أخري في الخفاء والسر
فلنجعلها واضحة وصريحة .. السماح بدخول الطلاب لاحزاب قومية لممارسة الس
ياسة من الابواب الرئيسية .. وليس من الابواب الخلفية ..

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل

10ديسمبر

لعبة الأمم … لعبة قديمة !ـ

سكون وصمت يغلف وجه الإعلام المصري بعد خطاب الرئيس مبارك في مجلس الشعب .. وكأن الأقلام قد نفذ الحبر منها .. أو ان الأيادي أصبحت ضعيفة جدا ولا تستطيع ان تمسك قلما ! وتكتب وتعلق علي كلمات البقاء الأبدي في الحكم .. التي وردت علي لسان رئيس الدولة ضربا بكل ما هو منطقي و فطري في الحياة وتحد للطبيعة البشرية وللجسد البشري وتأثره بالزمن من ضعف الخلايا ومن ضمور العضلات والتي لا يستثني منها إنسان منذ ان خلق الله السماوات والأرض ومن عليهما .

والسؤال المحير .. هل هناك اتفاق مبرم بين كل الصحفيين والكتاب وأصحاب نظريات الاجتماع علي الا يذكروا رأيهم أو يقولوا رأيا مخالفا ؟؟

هل الشيء الوحيد المسموح به والمباح الكلام عنه هو موضوع الحجاب ؟؟ ان تقول ما تشاء ؟؟
لعبة الأمم … لعبة قديمة و .. كتاب سياسي تاريخي قديم .. ومن كلاسيكيات الكتب السياسية .. والذي يتحدث عن الحرب الباردة .. وما يدور في الخفاء من مؤامرات وحيل .. وقد صدر عام 1970 للكاتب كوبلاند مايلز.. وقد صدر في فترة بداية انتشار الأفكار السياسية الغربية الجديدة ونشر أسرار الحروب والسياسة .. والتربع علي عروش السلطة

وما يحدث الان علي الساحة المصرية السياسية يرجعنا الي تلك الحقبة التاريخية التي عفا عليها الزمن ..

لعبة إحداث وافتعال مواقف وشائعات بغرض تغير الاهتمام عن الواقع .. و بالطبع هي لعبة شطرنج أو لعبة الكراسي الموسيقية أو سمها ما شئت من الألعاب التي تغير وجهات النظر و الاهتمام الي أمور بعيدة عن سيطرة الحكم وأفعاله وتصرفاته التي ..تحكم وتتحكم بأسلوب العقل الأوحد و فكر الفرد مستغلا الإمكانيات الغير محدودة بالدولة التي تحت يدية وأمرته .!

عندما أطلق الرئيس مبارك كلمته ( سوف لن انحني الا لله .. وسأبقي في المسؤولية حتي آخر نفس في صدري )

كلمات أطاحت بكل التوقعات . و التنبؤات التي سهر المفكرون والكتاب السياسيون علي صياغتها وعلي الكتابة فيها .. ظنا منهم انهم يرسمون الخطوط السياسية للبلد .. ونسوا أنهم مازالوا تحت إمرة عائلة حاكمة ..

ورغم هذا دوت بقاعة المجلس الموقر تصفيق حاد وهتافات استحسان لتك التصريحات التي بدت حادة في إلقاءها والتأكيد علي كل حرف فيها .. حتي ان بعض النواب نادي بإعادة إلقاء تلك الكلمات مرة أخري علي نمط إلقاء القصائد والأغاني !
وأغرب ما في تلك الواقعة – من وجهة نظري الشخصية – هو هذا الانفعال المبالغ فيه من النواب المستقلين والمعارضين ونواب الحكومة علي حد سواء .. وكأن هناك اتفاقا وإجماعا علي قبول الواقع ورفض التغيير او التوريث ..وإسقاط نظرية وفرضية تنازله عن الحكم ، وتولية نجله جمال مبارك للسلطة ،عملا بنظرية ( اللي تعرفه … ).

وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. وهكذا قلب مبارك ( الترابيزة ) علي الكل .. وقبل ان يفيق المراقبون ويستوعبون الحدث والواقعة .. والواقع .. أطلق فاروق حسني رأيه في الحجاب ..!! وتغير الاهتمام في لحظة الي قضية الحجاب .. فهل هذا من قبيل الصدفة؟. وهل هذا التسلسل من بديهيات تناول الأحداث الكبيرة التي تمس الشعب ؟ إنها حقا لعبة الأمم مرة أخري ..

عضو مجلس الشعب المستقل

10ديسمبر

فقراء مصر

منذ أكثر من خمسة عشر عاما مضت ، منذ بدأت ظاهرة اندماج الكيانات الاقتصادية الكبيرة مع بعضها . البعض .ظهرت التجمعات العالمية الاقتصادية الكبيرة التي تستطيع ان تغير مسار دول وشعوب .. وتستطيع التحكم في خطوط التنمية التي تنتهجها أي دولة . ويمتد أثرها حتي علي السياسة الخارجية لتلك الدول ..
وكنا سابقا نسمع ونتابع قرارات واجتماعات واحدة من تلك الكيانات الاقتصادية ( منظمة الأوبك) .. تجمع الدول المنتجة للبترول …. ذلك الكيان الاقتصادي العملاق الذي عرفه العالم وذاع صيته وعرف تأثيره بعد حرب أكتوبر 73 .. وعلي أثره وبعد كل لقاء وأجتماع لهم تصعد البورصة وتهبط وتتخذ القرارات .. التي كانت ومازالت توثر عل ميزانية كل مواطن مهما كان مكانه علي الكرة الراضية..
ولم يعد للفقر و لا للفقراء .. مكانا وسط العمالقة ووسط الحيتان ولن يكون لهم ذكرا .. فهم لا يحركون ساكنا ولا يغيرون مسارا ولا يشكلون خطرا .. او حتي استقرارا لشعوبهم لضعف استثماراتهم بين الكبار .. ومحدودية فكرهم وتمسكهم بالقديم والتراث العتيق في التجارة والاقتصاد .. ومتخذين من التاريخ الاقتصادي منهجا ودستورا لهم ودليلا لمستقبل تجارتهم ..
والفقراء الذين اقصدهم هم الشركات والمصانع والبنوك وبيوت الأموال وشركات البرمجيات والمزارع الصغيرة .. وكل منتج محدود التوزيع ..، الفقراء اليوم لهم شكل مخالف عن النمط التقليدي المعروف .. فقراء اليوم هم فقراء العلم والمعرفة .. فقراء العقول .. والمفكرون بنصف عقل ونصف معرفة … هؤلاء هم الفقراء حقا .
ومصر .. كانت ومازالت بعيدة عن هذا الفكر .. وتعيش هذا الفقر بكل إبعاده ..فقر في الاندماج العالمي وفقر في الإنتاج وفقر في العقول .. ومحدودية التطلع الي الغد .. وعدم الانخراط والاندماج في الكيانات الكبيرة ..
ولكن مؤخرا حدث تطور فردي لبعض المؤسسات الاقتصادية في الاندماج الاقتصادي العالي .. وظهرت شركات عالمية عملاقة في مصر – علي يد افراد – وفي بعض دول الخليج ..( الذين يجب ان نعترف بأنهم سبقونا بفكرهم نحو هذا التحول والتغير ..) – والمثال علي ذلك – دولة الأمارات وشركاتها التي كد أن تفوز بعطاء إنشاء وادارة 6 مواني أمريكية .. وتدخلت السياسية الأمريكية لوقف السماح بحدوث هذا التحول ..

ونعود الي مصر والي تلك الطفرة – المتأخرة في هذا الاندماج الاقتصادي العالمي في مجالات الإنشاءات المعمارية .. العملاقة التي بداـ تأخذ مجالها في مصر .. بإنشاء تجمعات سكنية فاخرة جدا .. وبأرقام وميزانيات
تعدت ميزانية دول متوسطة ..واجتذبت الأموال العربية والعالمية المعطلة .. واستثمرتها .. بعيدا عن الحكومة .. وفي سياق العولمة وبالانفتاح الاقتصادي .. وبعيدا عن أساليب الدعم للفقراء .. فلا مكان الان لهؤلاء الفقراء .. سوي ان يكونوا عمالا مؤقتين في مشروعات عالمية ..
المحظوظين والسعداء من الفقراء عم من يستطيعوا ان يخرجوا من حلقة الحصار الاقتصادي بأعمال عقولهم في أساليب وطرق جديدة وابتكار الأعمال الغير نمطية . وقتها سيكون لهم شأن وضرورة
فقراء مصر ومن هم تحت خط الفقر .. ( والتي تشير التقارير العالمية الإحصائية الي انهم في حدود 20% من أجمالي سكتن مصر ) المقياس العالمي لمن هم الفقراء يختلف من منطقة الي أخري .. ولكن الفقر واضح علي الوجوه .. والذنب ليس ذنب هؤلاء البشر وحجهم .. ولكن شركاء هذه الجريمة هم رؤساء الحكومات المتعاقبة علي مدي عشرين عاما مضت بتجاهلهم المشاكل الاقتصادية .. ورفضهم المشاركة في التخطيط ورفضهم الآخر .. كمبدأ ..
بحجة الأمن القومي .. وحجة التأمين الاجتماعي او الأمن الاجتماعي وحماية الشعب !!
تلك الكلمات والحجج آدت بنا الآن الي هذا الفقر والتخلف .. وظلمت الملايين من الشعب المصري في المشاركة في بناء المستقبل وأصبحوا فقراء ..
هل مازال أمامنا وقتا وفرصة لإصلاح هذا الخلل في الفكر الاقتصادي العالمي الجديد ( علينا ) ؟

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المصري المستقل

02ديسمبر

مقدمة العصيان المدني.. إحباط

في التاريخ وفي الزمن الماضي كان يمكن أن يكون هناك عصيان مدني أيام الاحتلال التقليدي القديم (.. الاحتلال بواسطة العسكر وبواسطة السلاح) أما الآن فأنا أشك أن يكون هناك أي نوع من أنواع العصيان المدني بمجتمعنا الحالي وتكويناته، وهذا ليس بسبب رضا الناس العام عن الحياة والحكومة والحكام.. أو اختلافهم حول الحالة الاقتصادية الحالية بين مؤيد ومعارض.

بالطبع لا.. فلا يوجد رضا ولا اختلاف علي أن هناك انخفاضاً في مستوي المعيشة العامة.. ولكن العصيان بمفهومه التقليدي كان يعني توقف مظاهر الحياة بجميع أشكالها في الدولة بالكامل.. وإغلاق المصالح الحكومية العامة، وامتناع الموظفين عن العمل وغلق منافذ الخدمات العامة المدنية.. وامتناع وحجب الصحف.. ووقف أعمال السلطات التنفيذية بالدولة..

كل تلك المظاهر تتم بدون إعلان أو أوامر.. فتعتبر عصياناً مدنياً.. وهذا غير وارد حدوثه لأسباب كثيرة، أولها تشعب وتشابك المصالح الشعبية.. ونمو وارتفاع قيم التيارات الفكرية الإصلاحية والعقائدية.. وكلها تدعو للعمل.. ولكن العصيان (مدنيا كان أو غير مدني) موجود ومتغلغل داخل النفوس وفي الصدور ولا يخرج عنها. وهو نتيجة طبيعية للإحباط الناتج عن انتشار الفقر وتدني مستوي المعيشة العامة .

أنور عصمت السادات
29نوفمبر

الحجاب و العراق

بعيدا عن مشكلة الحجاب – التي أخذت من الوقت أكثر مما تستحق من المناقشات و الحوارات .. وبعيدا عن مشاكل تعديل الدستور و تغيره .. وبعيدا عن الأحزاب ومشاكلها الغير منطقية .. وبعيدا عن الوضع الاقتصادي المصري .. و غلاء السلع الغذائية بشكل وطريقة غير مبررة .. وحيرة رب الأسرة المصري اليومية لتوفير حد أدني لمعيشة أسرته .. فان الوضع السياسي للمنطقة العربية علي وشك الانفجار ، وتغير صورة المنطقة بأسرها ، بل و سوف تشهد المنطقة نوعا من الاهتزاز والحراك وزلزالا في كيانها القومي والإنساني .. وتلك القضية قد يظن البعض انها بعيدة عن الأحوال المعيشية المصرية ولا تتأثر بها .. والحقيقة اننا مغرقون فيه للأذقان .. رضينا هذا أو أبينا!! فاعتمادنا في سياسيتنا واقتصادنا علي أمريكا وعلي ما تجود به علينا من معونات اقتصادية ومساندات سياسية وتخطيط المستقبل الاقتصادي المصري … تجعلنا نضع أيدينا علي قلوبنا للآثار المترتبة علي إعادة توزيع مناطق النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط .. وما هو نصيب مصر منها وما هو موقع مصر ودورها في تلك التغيرات .. وما يحدث الآن علي الساحة المصرية من افتعال أزمات وقضايا بعيدة كل البعد عن المشاكل الحقيقية، قد يكون مقصودا ومرتب له لإبعاد الشعب والقوي الفكرية المصرية عن التفكير في السياسة الأمريكية ودورها المنتظر والغامض علينا بعد الانسحاب من العراق .. والأكثر غموضا من خطاب السيد الرئيس حسني مبارك في مجلس الشعب ..بإعلانه بأنه باق في الحكم حتى النفس الأخير ! ..

ولنعود الي العنوان : ماذا بعد الخروج الأمريكي من العراق ..؟؟

سؤال كان لابد أن يسبقه سؤال أهم .. كيف ستخرج أمريكا من العراق ؟ وكلا السؤالين من الصعب الإجابة عنه نيابة عن أمريكا .. الأيام تمر سريعا والأحداث متلاحقة.. ولابد من نهاية لهذا الموقف الحرج للإدارة الحالية للسياسة الأمريكية قبل تسلم الديمقراطيين السلطة .. وفضح ما خفي علي الشعب الأمريكي ..

أخطأت أمريكا بغزوها للعراق وتسرعت في تنفيذ مخطط فاشل للغزو تحت حلم شرق أوسط جديد .. ونموذج جديد للديمقراطية ! بالطريقة الأمريكية .. وأصبحت فضيحة وبقعة سوداء في سجل التاريخ العسكري الأمريكي بالشرق الأوسط ..

وليس المهم ان الأمريكان لم يستشيروا الدول العربية المجاورة للعراق قبل الغزو .. أو عند الانسحاب .. لأنه تحصيل حاصل .. والرأي العربي ايا كان لم ولن يكون مؤثرا علي القرارات الأمريكية .. لأسباب كلنا نعرفها

والسيناريوهات المقترحة للانسحاب كثيرة .. ولابد من تنفيذ أحداها … ولنكن صادقين مع أنفسنا ونتعامل مع الواقع .. الذي يقول ان هناك 5 سنوات من تاريخ العراق ( وهي دولة عربية وسط أمة عربية .. ) تم محوها وكأنها لم تكن وتوقف التاريخ عند عام 2002 حتي الآن ..) وكلنا يستمتع بالعرض ويعلق علي الفيلم !! ولا يستطيع ان يقدم أو يؤخر عملا لصالحه .. العراق كما هو .. لم يتقدم ولم يتأخر .. والمغامرة الأمريكية بالمزرعة العربية كانت بغرض التدريب علي الصيد .. واختبار وتجربة قدرات أسلحة .. جديدة ..وإعادة ترتب مناطق النفوذ السياسي والاقتصادي .. وكأننا نحن العرب دخانا .. نشكل خطوطا وترسم صورا لأوهامنا علي صفحة سماء صافية فوق أرض بور تعج بالبشر من رجال ونساء وأطفال و سرعان ما تتشتت تلك الأحلام والصور والأوهام مع أول نسمة هواء تهب علينا ..!

فهل يستمر عرض الفيلم الأمريكي 5 سنوات أخري علي حساب دولة عربية أخري بعد العراق استمرارا للتجارب والاختبارات الأمريكية للأسلحة الحديثة والذكية والمايكرو تكنولوجية؟

لقد نفذ المداد من أقلامنا وتجمدت الألسن عن الحراك داخل أفواهنا .حتي الكلمات. مجرد الكلمات والنداءات التي من المفترض ان نتقدم بها امام العالم – لحفظ ماء الوجه- ونطلب التحقيق مع القوات الأمريكية وقادتها امام المحاكم الدولية وإدانتهم .. وطلب تعويض مادي ومعنوي للخطأ الأمريكي .. لا نستطيع ان نتفوه به ..

أصبحت المطالبة بالحقوق ضربا من الخيال .. أمام مجتمع دولي لا يعترف بك كعضو له كيانه أمام أمريكا وأمام العالم … وكيف يكون ذلك الحق في الشكوى من غزو أمريكا للعراق وأنت نفسك لك حقوق مسكوت عنها منذ أكثر 60 عاما مضت .. حين زرعت الصحراء الغربية لبلدك بالألغام أثناء الحرب العالمية الثانية (63 مليون لغم ) ولم تستطع – حتي ألان ان تطالب بالتعويض أو إزالتها .. أو إثبات حق !! عند الايطاليين او الألمان .. وهي جريمة متوافرة الأركان — ومازالت حية وتهدد الحياة في أكثر من ربع مساحة أرضك ؟

عضو مجلس الشعب المستقل
12نوفمبر

كوب نظيف .. يا د. نظيف ! ـ

البنية الأساسية في أي دولة ، لا يقوم بها ، ولا يستطيع أحد ان يتولاها ، الا الدولة … بأجهزتها المختلفة .. فلا يعقل ان تكون هناك جهود ذاتية في هذا المجال ! فهل يعقل ان تكون هناك جمعيات تنادي بتوفير مياه شرب نقية وصحية .؟ وهي تحتاج الي مئات الملايين من الجنيهات لتنفيذ أي مشروع من تلك المشروعات ..

. والجمعيات الخيرية و المؤسسات الأهلية .. محدودة الإمكانيات ولا تستطيع أن تتحمل عبء ومسؤولية توفير شبكات المياه النقية ( مياه الشرب ) جديدة او حديثة الا من خلال خطة قومية .. او من خلال توجه الدولة للتجديد من خلال القروض الدولية والمنح التي تخصص لهذا الغرض من الدول الأجنبية .وما أكثرها وتنوعها واختلاف مصادرها .. وترعاها وزيرة نشطة ( د فايزة ابوالنجا ) وزيرة التعاون الدولي .

واني أتعجب عن هذا التزاوج في المسمي و الاسم ( هيئة مياه الشرب والصرف الصحي ) تزاوج يبعث علي الاشمئزاز .. وخاصة حين نسمع عن تقارير تفيد باختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي .. وما ترتب عليها من تسبب في حالات تسمم وتلوث ..نعم هما متكاملان من حيث المنبع ومن حيث المصب و الاستخدام .. ولكن بالطبع هناك اختلاف شاسع وواضح في تقنيات ومواصفات هذا المنبع الذي يأخذ منه الناس والعامة والشعب ماء ليرتوي به ويشرب .. وهو حق من الحقوق الإنسانية لا اختلاف عليه .

اما الصرف فله طرقه واستخدامه وتقنياته المخالفة للشرب تماما .. وبالطبع لا يعقل ان يعاد معالجة مياه الصرف لتكون مياه شرب ..! وان حدث بالفعل هذا .. فهو غير مقبول مهما كانت هناك مبررات لذلك .. حتى نضع الوظيفتين في هيئة واحدة ومسني واحد ! ورئيس واحد ومعاملة إدارية واحدة وقد تكون ميزانية واحدة للإنشاءات والتطوير و الاستخدام !

هل لك ان تتخيل ان موظفا حكوميا يتعامل مع المأكولات والمشروبات .. ويرتدي الملابس النظيفة المعقمة البيضاء ويقوم بتقديم كوب ماء وطبق أكل ..لمواطن .. ثم يقوم بعد ذلك نفس الموظف بالإشراف والتعامل مع الصرف الصحي ومشاكله ؟؟ !!

التواكل .. وعدم التطوير في تجديد الشبكات وفي أسلوب معالجة المياه وفي عدم وجود رصد حقيقي للحالة الفنية والاستخدام لمياه الشرب تسبب في كل تلك الكوارث ..وتلك كارثة الجهل العام والجهل الشعبي بأسس ومواصفات الوظائف التي تقوم بتداول موضوعات تخص العامة .. وتخص الشعب كله .. بلا استثناء .. وأكرر لفظ الجهل الشعبي النابع من السلوك الاجتماعي المتخلف في تناول إدارة واحدة من أهم المراكز المتعلقة بصحة الإنسان المصري …

والأزمة الأخيرة التي حدثت بقري الدلتا ومحافظة المنصورة من حالات وفاة نتيجة تلوث مياه الشرب .. فضحت وكشفت القصور الفكري قبل القصور الإداري ونقص الإمكانيات .. التي دائما ما يركن إليها كل مسئول عند حدوث الكوارث… كان لابد ان يعقبها اقالــــــة الجهاز بكامله .. إما عقابا ، وإما أحلاله ببديل .. للإصلاح الفوري .. اعترافا بخطأ وقع .. وتهاون حدث في قضية حياة وموت وكرامة ..

واني أنادي بضرورة إعادة هيكلة هذا الجهاز او تلك الهيئة ..وإعادة الكيان الوظيفي كله ووضع إدارة جديدة لكافة أقسام وقطاعات هذه الهيئة .. بعد تلك المصيبة التي حدثت

عضو مجلس الشعب المصري المستقل