05مارس

عاصفة في مجلس الشعب بعد بث الفيلم الإسرائيلي عن مذبحة الأسري المصريين

المصرى اليوم

كتب محمود محمد

طالب أعضاء مجلس الشعب بالقصاص من الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم الحرب بقتل الأسري المصريين عامي ١٩٥٦ و١٩٦٧ خاصة بعد قيام التليفزيون الإسرائيلي بعرض الفيلم الوثائقي «روح شاكيد» الأسبوع الماضي، متضمنا قتل ٢٥٠ جنديا مصريا عام ١٩٦٧ بواسطة وحدة «شاكيد» التابعة للجيش الإسرائيلي بقيادة بنيامين بن أليعازر وزير البنية التحتية الحالي.

وطالب النواب خلال الاجتماع المشترك للجان الشؤون العربية والعلاقات الخارجية وحقوق الإنسان أمس، بطرد السفير الإسرائيلي بالقاهرة، وسحب السفير المصري من إسرائيل وإلغاء اتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية ورفع دعوي أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وأوضح الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية أن اتفاقية السلام لن تدع مصر تقف مكتوفة الأيدي نحو القصاص من مجرمي الحرب، وردا علي ملاحظات بعض الأعضاء قال: إن عدم تصديق مصر أو إسرائيل علي اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية لا يمنع رفع الأمر إلي هذه المحكمة ، وحذر من رفع الأمر إلي مجلس الأمن الدولي الذي وصف اجتماعاته بأنها «مجرد مكلمة».

وطالب الفقي باستثمار اعتراف وزير البنية التحتية الإسرائيلي «بن أليعازر» بارتكاب المجزرة، وألا يتم تناول الأمر باستهانة مثلما حدث عند اعتراف إسرائيل ببرنامجها النووي، وطالب بضرورة الحصول علي الفيلم الوثائقي وتقديمه لجميع الجهات الدولية المعنية.

وطالب اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشؤون العربية بتشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، ودعا إلي ضرورة تكثيف التحرك البرلماني المصري لإدانة الجريمة.

وتسبب المستشار إدوار غالي الذهبي في أزمة حادة عندما اقترح ضرورة استدعاء السفير الإسرائيلي لتوضيح الأمر، وثار عدد من النواب واصفين الاقتراح بأنه دعوة للتطبيع، ورفضوا دخول السفير الإسرائيلي مبني مجلس الشعب.

وصحح الذهبي الموقف بالكشف عما يقصد باستدعاء السفير الإسرائيلي إلي وزارة الخارجية، وبعدها طالب عدد من نواب الإخوان بطرده من مصر.

ووجه النائب المستقل مصطفي بكري اتهامات حادة للخارجية بالتفريط في حقوق المصريين، وانتقد صمت الحكومة إزاء الحدث رغم إذاعة الفيلم الوثائقي يوم ٢٥ فبراير، وحذر من انتهاء الأمر من خلال قرارات سيادية تقمع الرأي العام الذي استفزته الجريمة.

وطالب حيدر بغدادي وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب بتحريك الدعوي الجنائية ضد مجرمي الحرب، خاصة أن الجريمة وقعت داخل الأراضي المصرية، كما دعا نقابة المحامين إلي اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لتحريك الدعوي.

وحذر حسين إبراهيم نائب رئيس كتلة الإخوان من اكتفاء مجلس الشعب باستنكار الجريمة حتي لا يقابل النواب باستنكار المواطنين.

واعتبر إبراهيم غياب وزير الخارجية استهتارا بالسلطة التشريعية.

وطالب محمود عامر نائب الإخوان بضرورة إلغاء معاهدة كامب ديفيد.

وبعد أن أشار الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم كتلة الإخوان إلي ما نشرته الصحف حول شعور بعض القادة الإسرائيليين بالأسف عقب إذاعة الفيلم، تساءل: هل شعر المسؤولون في مصر بالأسف هم أيضا حتي يتحركوا؟ وقال: إن الأمل الوحيد يتمثل في عدم سقوط الجريمة بالتقادم، وهو ما يتيح الفرصة للأجيال المقبلة للقصاص.

وطالب النائب أنور عصمت السادات بتجميد اتفاقية تصدير الغاز بين مصر وإسرائيل، وكذلك إلغاء بروتوكول «الكويز» ودعا النواب إلي التوقيع علي هذين الطلبين وقال للنواب «اعملوا حاجة.. دم الأسري في رقابنا».

وقال سعد الجمال إن اللجنة المشتركة ستتوجه برسالة للقيادة السياسية لمراجعة أوجه العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية.

وفي نهاية الاجتماع، أثار حسين إبراهيم نائب الإخوان أزمة أخري عندما رفض انفراد رؤساء اللجان بصياغة بيان مشترك حول الأحداث، وأكد سعد الجمال أن الصياغة ستتم بالتشاور مع أعضاء اللجان الثلاث.

وأعرب عدد من النواب خاصة ممثلي كتلة الإخوان المسلمين عن غضبهم لغياب أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عن الاجتماع، وأوضح السفير عبدالعزيز سيف النصر مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية، أن أبوالغيط يشارك في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية، وأضاف أبوالنصر أن جميع العاملين بالخارجية المصرية لا تنقصهم الوطنية للدفاع عن مصر بكل قوة.

وقال إن الوزارة كلفت السفارة المصرية في تل أبيب بالحصول علي جميع المستندات التي تؤكد ارتكاب جرائم الحرب في حق الأسري المصريين، كما قامت الوزارة باستدعاء السفير الإسرائيلي، وبدأت في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لمحاكمة مجرمي الحرب، وكذلك مخاطبة جميع المنظمات المعنية مثل لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي لحشد الرأي العام العالمي حول الحق المصري في هذه القضية، وأكد أن الفيلم الإسرائيلي أتاح للخارجية المصرية توثيق هذه الأحداث لخدمة موقف مصر القانوني.

وكشف السفير أحمد إسماعيل مدير إدارة إسرائيل أن مصر طرحت قضية الأسري المصريين إلي أن تمت إثارة القضية إعلاميا عام ١٩٩٦، كما أن الرئيس مبارك طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتئذ شيمون بيريز بكشف أبعاد هذه القضية، وموافاة الجانب المصري بجميع التفاصيل.

23فبراير

نائبان مستقلان في «الشعب» يقدمان اقتراحاتهما حول التعديلات الدستورية

المصرى اليوم

محمود محمد

قدم النائبان المستقلان علاء عبدالمنعم ومحمد أنور السادات، اقتراحاتهما حول التعديلات الدستورية المطروحة لمجلس الشعب، حيث أكد الأول ضرورة تعديل المادة ٧٦ بحيث تنص علي انتخاب رئيس الجمهورية ونائبه عن طريق الاقتراع السري المباشر علي قائمة واحدة، وعلي النحو الذي ينظمه القانون ويتضمن القانون ضمانات لجدية الترشيح وضوابطه.

وطالب عبدالمنعم بإلغاء المادة ٧٤، خاصة أنها لم تستخدم في عهد الرئيس مبارك، مما يعني أنها لا تشكل أهمية في الممارسة، كما أنها تضع سلطات غير محدودة في يد رئيس الجمهورية واتخاذ إجراءات قد يصعب تداركها في حالة عدم موافقة الشعب علي ما يتخذه رئيس الجمهورية من إجراءات،

معبراً عن حق رئيس الجمهورية الثابت في المادة ١٤٨ بإعلان حالة الطوارئ. كما اقترح عبدالمنعم تعديل المادة ٨٨ بما ينص علي أن تتم العملية الانتخابية من بدايتها وحتي انتهاء الفرز تحت إشراف كامل من القضاة، وكذلك تعديل المادة ١٣٦، بما ينص علي أنه لا يجوز لرئيس الجمهورية حل مجلس الشعب إلا بحكم من المحكمة الدستورية العليا لسبب يتعلق ببطلان انتخاب المجلس.

وأكد عبدالمنعم ضرورة تعديل المادة ١٦١ مما يجعل اختيار المحافظين بالانتخاب الحر المباشر من بين عدة مرشحين وتحت إشراف كامل للقضاة. ورفض أمين عام كتلة المستقلين منح اختصاصات جديدة لمجلس الشوري مقترحاً بقاء الوضع كما هو عليه.

وفي نفس السياق، أكد النائب محمد أنور عصمت السادات، ضرورة تداول السلطة، لأن البقاء الطويل بها يؤدي لمخاطر كثيرة، أقلها شيوعاً الاستبداد والفساد والنفاق والجمود، وقال إنه لا يوجد رئيس دولة يخلد في منصبه إلي نهاية الحياة.

ورفض السادات وضع مبدأ المواطنة في المواد الأولي بالدستور علي أساس أن ما جاء في المادة ٤٠ الخاص بالمساواة «كافٍ جداً»، ورفض التمييز بين مرشحي الأحزاب والمستقلين في الترشح لرئاسة الجمهورية عند تعديل المادة ٧٦، مؤكداً أيضاً ضرورة وجود نائب لرئيس الجمهورية.

وشدد السادات علي رفض تعديل المادة ٨٨ الخاصة بالإشراف القضائي، مقترحاً بقاءها كما هي.

وأعرب عن تخوفه من تعديل المواد ٤١ و٤٤ و٤٥، مؤكداً أن تعديلها سيؤدي إلي كارثة.

20فبراير

قضايا مصر

ما بين قضايا التوربيني.. والحجاب.. وسفاح المعادي.. وأخيراً قضايا بنات برامج «التوك شو» وقضايا أخري علي نفس النمط، نعيش أياماً تحمل كثيراً من السطحية في تناول وتفخيم أحداث أقل ما توصف به أنها أحداث تافهة.. ولا تتفق مع الهموم المصاحبة للمعيشة اليومية للمواطن العادي.. وحمداً لله أن كثيراً من القنوات الفضائية لا تصل إلي مناطق الفقر المدقع.. وإلي الأسر التي تعمل ليل نهار لسد حاجتها من العيش.. ولا تري تلك المناقشات الساخنة! وإلا أصيبت بالإحباط و(سدة نفس).

وبين استعراض القوة لجماعة الإخوان المسلمين بجامعة الأزهر الشريف.. وقضية التعديلات الدستورية.. ووصولاً إلي قضية أكياس الدم وعدم مطابقتها المواصفات، ثم أنابيب البوتاجاز وخطورتها وعدم صيانتها.. وجدنا أنفسنا في حيرة مما يقولونه.. وما هو المطلوب منا؟! هل نشجع الدستور أم نشجع الإخوان؟! هل ننساق وراء أفكار معدي برامج سطحيين يكتبون ويؤلفون قصصاً وحكايات تبعدنا عن واقعنا؟! والمطلوب منا المشاركة وتبديد الوقت، وكأننا مطلوب منا إما أن نشجع الأهلي أو الزمالك

الإعلام المصري يركز علي الخبطات الصحفية والفرقعة وأسلوب الخبر المثير علي نمط صحافة الستينيات.. (فلان عض كلب!!) وخرج بذلك من دائرة الاحترام أمام من مازالت لهم بقايا عقل وبقايا احترام للقيم والأصول والأعراف التي تربوا عليها.. من المشاهدين والمتابعين من المواطنين البسطاء إلي مصاف الفنانين الجدد.. أصحاب (حب الحمار.. والكاروكي) والصوت العالي.. والصوت المتحشرج.. والرقص الفاضح.. إلي آخره من نفس النوعية.

وخرج المثقفون وأصحاب الفكر والموظفون من دائرة المشاركة، والتي كانت تتمثل في صورة شراء جريدة يومية لمعرفة أخبار وفكر الوطن.. ولك أن تراجع معدلات بيع الصحف القومية والمستقلة والمعارضة علي السواء.. ستجد أنها لا تتناسب مع أعدادنا وحجمنا.. كقراء ومتابعين للأحداث المحلية والعالمية.

زفة إعلانات في الصحف والتليفزيون والإذاعة.. قبل الفقرات وأثنائها وبعدها.. وطبعاً الفقرات الجاذبة.. رقص.. غناء.. صياح.. مسلسلات اجتماعية تافهة.. إعلانات تجارية لسلع ومساكن وسيارات.. والغرض منها -إن لم يكن استفزازياً- فهو استهتار بالمشاهدين واللعب بأفكار المراهقين.

قضايا (خايبة) تلك التي تداولتها الصحافة والتليفزيون والإذاعة.. في ضعفها.. وضعف الهدف منها.. والتي لم تأخذ حقها في وقتها من الدراسة والبحث قبل أن تنطلق في الإعلام (موضوعات مسلوقة) الغرض منها تغطية وقت.. وكله بثمنه!
حتي الندوات والمؤتمرات التي تعقد في الصالات المفتوحة أو المغلقة.. ومن الفنادق الخمس نجوم.. حتي قاعات النوادي.. كلها لصالح تمرير أفكار غريبة عن المجتمع المصري تحت مسمي (العولمة).. (وممارسة الديمقراطية). (تستبيح ثوابت المجتمع المصري.. وأعرافه وتقاليده التي عاش عليها آلاف السنين.. لا يعرف فيها التفرقة بين الناس علي أساس الدين أو الجنس أو اللون).. في ندوات مناقشة الحريات والكل مستفيد.. عدا المشاهدين والحاضرين.

ووسط كل تلك القضايا هناك صور مشرقة.. وآمال مستقبلية.. كبيرة.. لا يعطيها الإعلام أي اهتمام لسبب واضح جداً أنه ليس هناك من مستفيد لنشر تلك النماذج.وآخرها خبر عن قرب إطلاق أول قمر صناعي مصري للمعلومات التقنية الحديثة.. وما يتبعه من بداية دخول عصر جديد.. وقبلها أخبار عن نية الحكومة إنشاء ٤ محطات نووية.. وما صاحبها من تهليل.. ما بين معارض ومشجع.. وسرعان ما اختفت القضية ودست أوراقها في الأرشيف التاريخي للمشروعات القومية.. (تحت البحث.. وانتظاراً لقرارات سياسية).قضيتان كان يمكن لو أن الإعلام ركز عليهما مثل القضايا الأخري.. لكان لتلك المشروعات صدي أكبر وأعمق لدي المواطن والشعب في عمومه.. ولخلقت رأياً واتجاهاً قوياً يجبر الحكومة علي المضي فيها.

لم يفتح باب للحوار حول مشاركة الشعب في بناء تلك المحطات النووية.. ودور رجال الأعمال في مرحلة بناء صروح تلك المحطات.. وهل هناك قانون أو لوائح تشرح كيف يتم المشاركة في بناء تلك المحطات؟ حتي لا نفاجأ بأن هناك (ممدوح إسماعيل آخر)!! وأن هناك استثناءات وعقود احتكار.. ودواعي أمنية وبعداً سياسياً.. كان هو السبب في الخطأ في إسناد إنشاء المحطات إلي فلان؟!

انور عصمت السادات

19فبراير

أنا رئيس جمهورية ورئيس حكومة .. ـ

نفســـي …أنا في داخلي رئيس جمهورية وفي عقلي رئيس وزراء .. ولن يستطيع أحد أن ينزع مني هذا اللقب وهذا الشرف.. مهما كان حجمه وقوته .. املك وأحكم وأدير .. وأنفذ أحكامي وقراراتي.. وأتحمل كل ما هو صواب وكل ما هو خطأ..

حقي كبشر ان أحلم .. مجرد الحلم في ساعات قليلة استقطعها من وقتي .. ادعي فيها أنني رئيس علي نفسي .. وعلي بيتي .. وعلي أولادي وعلي من أكفلهم .. حق كفلته لي الطبيعة البشرية وكلفني به الله حتي أصون بناء المجتمع ..

اليس هذا هو الدستور الذي يتحدثون عنه .. في أول بنوده وفي أهم مواده .. تعظيم قيمة الإنسان ورفعها .. واحترامها وصيانة بناء المجتمع ..
نضع دستورا كل فترة زمنية نعبر فيه عن أحلامنا وعن رأينا في مجتمعنا وعن قانون يحكمنا ويكون لنا عهدا وميثاقا نرتضيه جميعا .. ونتفق علي بنوده .. بعيدا عن المصالح الشخصية وبعيدا عن المكاسب الفردية وبعيدا عن التفرقة بيننا علي أساس الدين أو الجنس أو اللون .. واعتمادا علي الكفاءة في كل من يتولي العمل العام والقيام علي تنفيذ بنود هذا الدستور ..

وانني أشعر بالقوة في داخلي .. وتلك القوة هي التي تدفعني أن أستمر في الحياة و أن أحمي نفسي من كل تلك البدع والخزعبلات التي تطلقها دول الغرب وأمريكا تحت أسماء الديمقراطية والحرية الفكرية .. وحرية التعبير .. وتحمل خلفها أغراضا خبيثة .. تلك القوة التي في داخلي هي تقاليدي وأعرافي التي تربي عليها أبائي وأجدادي.. والتي أطمع أن يكون عليها ابنائي .. ليكونوا بحق أحفاد الفراعنة الذين سبقوا الدنيا بحكمتهم وعلمهم .. والذين نفخر بأنهم بناة الأهرام – معجزة العلوم والبناء منذ أكثر من خمسة آلاف عاما.. مصريون ..

عضو مجلس الشعب المستقل

18فبراير

الإضراب .. الإضراب

ان ما يحدث الان.. ليس وليد اللحظة.. فلكل شيء سبب وأصول وجذور.. وإضراب عمال مصانع الغزل والنسيج بكفر الدوار له بالطبع أسباب.. متأصلة في وجدان العمال..
بداية من عملية الانتخابات المحلية والقيادات النقابية…. والإضراب له ألف سبب وسبب..! بداية من الغلاء في المعيشة.. وعدم تحقيق الحد الادني للحياة ة الكريمة للعمال وحتي عدم صرف حوافز الإنتاج!! سلسلة من المشاكل يعيشها العمال.. ولها وجوه كثيرة.. الف وجه ووجه.. وبدايتها قلة الخبرة وعدم وجود تيار للتثقيف العمالي والدورات التدريبية التي ترفع من قيمهم ومن أجورهم.. ونهاية بعدم تدرجهم في المناصب القيادية..
بدايات ونهايات تعيشها مئات الآلاف الأسر العمال المتوسطة (وهي أسر تعيش علي حد الكفاف).. ويجب ان نعترف ان هناك فجوة متسعة جدا بين الإدارة والعمال في فهم السياسة العامة للمصانع.. وعدم إلمامهم بالتطورات العالمية في التصنيع وفي أسلوب الإنتاج والتسويق و حروب المنافسات بين الدول. هل يعرف هؤلاء العمال الذين يقومون بالإضراب _ ولهم حق في الإضراب _ ان ترتيب مصر في جداول الدول التي تحقق تنمية اقتصادية في أسفل السافلين مقارنة بدول لا تملك عشر ما نملكه من مواد خام ومن ثروة بشرية ومن عقول نابغة (لا تعمل) ومن موقع استراتيجي نحسد عليه؟
هل يعلم هؤلاء العمال الذين يقومون بالإضراب ــ ولهم حق في الإضراب ــ ان دولتنا وحكوماتنا المتعاقبة علي مدي عشرات السنين.. قد فشلت في ان ترفع اسم مصر عاليا وسط التجمعات الاقتصادية العالمية.. ولذا قررت ان تغير نمط المؤسسات الاقتصادية في الإدارة.. وحتي في الملكية بالخصخصة وإدارة أصولها حتي توقف نزيف الخسائر..
هل يعلم هؤلاء العمال المضربون ــ ولهم حق في الإضراب ــ ان قطار التطوير العالمي له سرعات عالية جدا.. واتجاهات تطويرية شتي تخرج عن الحدود الجغرافية للدول وتتعداها.. وتمتد أفقيا الي مناطق أوسع.. (الشركات العملاقة) ونحن امام هذا القطار وعلي القضبان ننظر!! وننتظر !! ويهددنا ارتفاع معدل التضخم ــ الان ــ الذي تعدي الان الي أكثر من 13%. الإضراب الإضراب.. شعار رفعه عمال مصنع شبين الكوم وامتد الإضراب الإضراب الي كفر الدوار.. ولا نعلم الي اين سيمتد بعدها.. وهل في كل مرة سيتم إعطاء المسكنات لإنهائه؟ وهل تصريحات الحكومة للعمال كافية لإنهاء الإضراب؟ أخطأت الحكومة في المعالجة.. أخطأت كثيرا حين أقصت واستبعدت قيادات شعبية من العمال.. وقبلها من الطلاب من الانتخابات و من العمل النقابي تحت ذرائع الأمن القومي… وكانت تلك أحد أسباب وصول الأمور إلي الحد الذي خرج عن السيطرة.. أخطأت الحكومة في انها لم تربط أحداث الطلاب مع أحداث العمال.. وكلاهما عماد الشعب المصري الذي مكنهم من الحكم وانتخبهم لتسيير البلاد.. هل تصلح الحكومة ما أفسده الدهر؟ وما أفسدته اللوائح الجامدة وما خربته العقول المتحجرة في الإدارة والتسويق.؟ هل سيكون هناك حل يرضي جميع الأطراف؟ ويأخذ كل عامل حوافز الإنتاج؟؟!!
مشكلة عمال مصنع الغزل بشبين الكوم بدأت منذ أكثر من عام.. ونشط فيها النائب/ طلعت السادات معبرا عن معاناة أهل دائرته الذين يعملون في المصنع.. حتي انه تمني لو انه يملك مالا ليشتري به المصنع لصالح هؤلاء العمال.. فهل استفادت الحكومة من هذا الإنذار المبكر في تصرف وسلوك العمال حين ينتقص من حقوقهم شيء و يسألون الناس لقمة العيش؟
الإضراب الإضراب.. شعار رفعه العمال.. وحرك المسئولين.. فهل حرك عقول رجال ووزراء الحكومة لتطوير إنتاجنا والارتقاء بالمنتج.. حتي يحقق مكاسب ويصرف العمال حوافز الإنتاج؟؟!!

13فبراير

ســــــــجن الوطــــــن

الوطن سجن بابه مفتوح علي مصراعيه.. وليس له قفل وبابه كبير يمكن ان يخرج جملاً! ولكن كلنا نعيش فيه ولا نريد الخروج والحرية.. ولم نكتف بقضبان وسلاسل وقيود الحبس بل وضعنا قضبانا من الحديد علي قلوبنا وفكرنا ولم نكتف بسجن جسدنا.
وطن السجن او سجن الوطن.. مصري أصيل يعشق الأرض ويعشق السجن.. ويرفض كثيرا من بدائل الوطن حتي ان هجرة ابنائه دائما مؤقتة.. ولظروف.. ولمدد لا تطول.. يعود بعدها عاشق السجن الي الوطن.. لينعم بالتراب والأهل وما ادخره من خارج السجن ومن العمل والشقاء الذي تعبه من الهجرة يعيش بها وعليها.. في سجن الوطن يأبي المصري الأصيل أي تغير.. حتي لو كان هذا التغير في قانون ودستور معيشته.. المهم ان باب السجن مفتوح.. وهو يعطيه حرية الاختيار بين البقاء او الخروج منه!
داخل السجن دائما هناك شاعر يغني ويشدو بأمجاد الماضي للسجناء.. وهم يعشقون هذا الشاعر ويمجدون الماضي في كلمات الشاعر.. يتغني الشاعر بدستور ومظاهرات الطلبة لعودة دستور 23.. تاريخ سياسي.. مثله مثل قصة علي بابا والأربعين حرامي.. قصص وحكاوي.. تسالي للسجناء.. وليس مهما ما هو هذا التراث السياسي.. ما بين مصطفي النحاس والانجليز.. وحتي عبد الناصر والسادات.. الكل متساوون في انهم أبطال قصص وحكايات شعبية تروي وتمثل وتكتب داخل السجن.. ومن السجناء من يدعي انه محلل لتلك القصص.. وناقد للتراث الشعبي.. او يدعي انه كاتب سياسي.. وانه لا يرغب في الحكم..! وانهم عرضوا علية الحكم ورفض وفضل السجن ليعيش مع أحبائه..
سجن الوطن وسجناء الوطن مصريون حتي النخاع.. أفواه كبيرة.. ووجوه ضاحكة.. ولا يريدون تغيرا حتي في لون قضبان السجن.. حتي لا يشعروا بالاغتراب داخل السجن (الوطن) ويفضلونه باللون الأسود العتيق والملمس البارد.. يمسك بيديه قضبانه فتسري فيه قوة الوجود!!
سجن الوطن فقير ولا يملك للمسجونين طعاما شهيا وماء باردا.. ولا يملك رفاهية بلاد الغربة ليقدمها بسخاء لسجناء العقول خلف القضبان.. ولكن، كل المقيمين (ليسوا علي سفر!) بالسجن يرددون قولا مأثورا.. (بلادي وإن جارت علي عزيزة… وأهلي وإن ضنوا علي كرام).. وهم سعداء في نفوسهم لان حكام بلادهم يتذكرونهم من حين لآخر.. بإعادة النظر في قضيتهم.. أو في استئناف.. يقبل من المحامين.
سجناء الوطن.. لا يرفضون ولا يوافقون علي أي شيء فيه تغير لقانون السجن.. لو ان هذا القانون له اسم الدستور أو اسم النقابة أو اسم الجمعية أو اسم الحزب.. يفضلونه كما هو.. بلا هوية ولا طعم، قانون السجن المفتوح أحكامه مصرية حتي النخاع.. والخوف كل الخوف ان يغيروا هذا القانون بدون علمهم فيصبح السجن قصرا فيشعرون بالاغتراب داخل السجن او يصير السجن أصغر حجما فيطبق عليهم فلا يستطيعون الاستمتاع بكلام الشاعر ومنشد الحكاوي..
وفي السجن أنماط من السجناء.. وأنواع من المعيشة.. سجناء ذو نفوذ وأصحاب أملاك وسجناء من أصحاب قضايا من نوع تلك القضايا التي ينشدها الشاعر ويتغني بها علي نمط دستور23.. وكلهم يعشقون السجن بقضبانه وبرودته… هم ابناء وأحفاد الرهبان المصريين القدماء الذين تركوا الحياة وفضلوا العيش في أديرة وسط الصحراء.. ليتأملوا ويتفكروا في خلق الله.. بعيدا عن هؤلاء السجانين وبعيدا عن كل مظاهر الحياة..
وصدق الشاعر حين قال (وطني لو شُغلت بالخلد عنه… نازعتني إليه في الخلد نفسي).

12فبراير

مبروك .. قمر صناعي لمصر

قمر مصري صناعي سوف ينطلق – بإذن الله – في مارس القادم وبهذا تكون مصر دخلت عالم أصحاب الأقمار الصناعية المخصصة لرفع المستوي العلمي والتنمية .. وليس لإعادة بث الأغاني والمسلسلات والأفلام تأخرنا كثيرا .. بل كثيرا جدا .. وانشغلنا عشرين عاما بتوفير قوت للملايين من المصريين الذي يتزايدون عاما بعد عام حتي أصبحنا أكثر من 77 مليونا .. وازددنا هبوطا في المستوي الاقتصادي .. أي أننا انشغلنا بشيء لم يدفعنا للأمام .. فلو أننا كنا قد انشغلنا بتحقيق هدف مثل إطلاق هذا القمر منذ عشرين عاما مضت لكان حالنا الاقتصادي الآن أقوي مما نحن فيه .. ولكنا استفدنا الكثير في شتي المجالات الاقتصادية والعلمية .. والتي تشرف كل مصري ويتفاخر بها ..

انشغلنا عن أنفسنا وعن حالنا بما لا ينفع .. والآن بدأنا أولي خطوات الدخول في عالم تكنولوجيا الفضاء و الاستخدام العلمي المتقدم في تنمية بلدنا واستكشاف الصحراء المصرية الممتدة وكشف الثروات التي نحن في أشد الحاجة اليها .. ولكن للأسف .. بدأنا من حيث بدأ الآخرون .. وليس من حيث انتهوا . . . ولا أريد ان أتدخل في فنيات وتقنيات الاستفادة من هذا القمر .. وأقصد الاستفادة العلمية ..

ولكن بما اننا تأخرنا .. واعترفنا أننا تأخرنا .. فلماذا بدأنا بتقنيات أصبحت الان في متناول من هم ليس لهم أقمار .. .. ( نظام جوجل ) وغيره من الأنظمة التجارية التي تغنيك عن أطلاق قمر صناعي .. اللهم إلا اذا كنا نبغي من أطلاق هذا القمر هو مشاركة أبنائنا العلماء – مشاركة فعلية في عملية التصنيع والإطلاق .. كفصل تعليمي يكلفنا – حسب ما قيل 6 مليون دولار .. وهو أقل من تكلفة نفق الأزهر .. كما قيل !

واني أتعجب من تلك المقارنات .. فلا هي في المجال الواحد ولا بالأغراض الواحدة ولا بالأهداف المرجوة

علي كل حال .. ألف مبروك لمصر ان أسمها قد ارتبط بعالم الفضاء أمام العالم المتحضر وأننا مازلنا موجودين.

عضو مجلس الشعب المستقل
28يناير

لا تجوز عليه ..سوي الرحمة

كثرت تصريحات أصدقاء الأمس مع صدام حول مآثره وشجاعته ووطنيته واعتباره شهيدا .. رحم الله صدام حسين .. فهو أصلح وأخطأ .. وأخطأ مرات كثيرة .. شأنه شأن أي إنسان . يخطئ ويصيب … .. وكثرت التشبيهات والمناظرات والمقارنات بين صدام وبين بوش .. في أعداد القتلي والخسائر ..وفيما قدمه كل منهما الي بلده .. ورفع سهم صدام عند بعض المغرمين به ..وهبط سهم صدام عند الكارهين له ..

رحم الله صدام حسين .. تحت أي تصنيف عاش ومات عليه .. ورحمه الله لأنه أعدم في يوم عيد ويوم أجازة في العالم الإسلامي كله .. وترحم عليه كل من رآه علي آلة الشنق .. هكذا كانت النهاية ولله الدوام ..

اما تقييم صدام كرئيس لدولة العراق .. فهذا شيء آخر .. فالتاريخ سيذكر الكثير والكثير عن تلك البلد ( العراق ) التي كان من المفروض انها أغني الدول العربية علي الإطلاق .. وأصبحت بفكره وتصرفاته موضع شفقة وحزن من الغريب والقريب .. وأصبحت أفقر دولة في الإحصائيات والقياسات العالمية …

خلال فترة حكمه للعراق – والذي امتدت الي 24 عاما .. لم تقم دولة بمعني الدولة وتركيبة الدولة ..المعروفة في العالم كلة .. والتي تضم سلطات ثلاثة .. تنفيذية وقضائية ودستورية .. جمع كل السلطات في يده .. هو وزير المالية ووزير الدفاع والقاضي .. هو رئيس الدولة وصاحب القرار الأول والأخير في كل شيء .. اذا أمر بحرب قامت الحرب دون الرجوع الي الشعب .. اذا أرد سلاحا.. قام بشرائه ..دون توفير بنود بالميزانية .. فهو الميزانية وهو العقد نفسه .. هو الحاكم والقاضي والجلاد .. يقوم بتنفيذ أحكام الإعدام بنفسه .. في سابقة لم تحدث من قبل في أقل الدول تحضرا ..
قد يقول البعض ان هناك دولا عربية كثيرة الان يتم فيها التجميع الفعلي ..لكل السلطات في ايدي الحاكم وتترك شكليا في يد آخرين يقومون بتنفيذ الأوامر ورغبة الحاكم .. نعم أتفق معهم في هذا الرأي ولكن وجود آخرين ارتضوا القيام بدور المنفذ وساعدوا الحاكم علي تنفيذ رغبته أعتبرها نوعا من المشاركة في آليات الحكم .. وحد أدني من توزيع المسؤولية .. وهو أفضل من الانفراد المطلق الذي اتبعه صدام حسين.
رحم الله صدام حسين .. فلا يجوز عليه سوي الرحمة .. مهما كانت طيبة وحسن نواياه .. التي أعتقد انه ليست حسنة علي الإطلاق .. ان يقوم بهجوم – يشبه هجوم التتار علي دولة عربية جارة له لأخذ ثرواتها .. وضرب بكل القيم والأخلاق والإنسانية والعروبة والإسلام عرض الحائط .. غير مهتم بالمجتمع الدولي .. وغير مدرك انه دولة في المجتمع الدولي لها واجبات وحقوق .. وأسمها دولة العراق !! وتوهم ان النصر سوف يغطي علي تلك الجريمة و سيتغني العرب به كفاتح لدولة الكويت والتي اعتبرها الخطوة الاولي في طريق تحرير فلسطين .. وتخيل نفسه الناصر صلاح الدين الأيوبي
أوهام وراء أوهام .. عاشها صدام حسين … ولكننا نسينا .. او تناسينا .. انه حاول القفز علي دور ريادة مصر في الوطن العربي مرات ومرات .. مرة بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل ومرة أخري بعد رحيل أنور السادات .. وساهم في توسيع هوة الخلاف بين مصر وباقي الدول العربية بالتهديد والتلويح بالقوة اذا أقدمت أي دولة الاقتراب من مصر !!
رحم الله صدام حسين .. فهو الآن في ذمة الله .. ولا نملك له سوي الرحمة .. ولا تجوز عليه سواها ..
شكك في قيمة حرب أكتوبر 73 وفي فكر أبطال وشهداء مصريين ضحوا بحياتيهم من أجل الأمة العربية ومن أجل ان تكون هناك كرامة للعرب أمام إسرائيل…وقف وقفة الأسد ضد مصر بعد اتفاقية السلام في مقاطعتها مع كثير من الدول العربية وحصارها اقتصاديا ..وأصبح المواطن المصري البسيط الذي يعمل في العراق في عهده لا يساوي شيء .. وتوالت صناديق الموتى تصل لمطار القاهرة .. تحمل جثثهم ونعود بهم الي أهلهم بلا أي تحقيق عن أسباب الوفاة !!
وبلا دراسة وبلا مقدمات علمية وبلا أي تخطيط قرر صدام ان يمتد فتحه في اتجاه إيران .. ويدفع بأبناء بلدة الي حرب طويلة تمتد ثمانية أعوام كاملة تفقد فيها العراق وإيران ملايين من المسلمين ما بين قتلي وجرحي .. خرجوا من نطاق الحياه الي التقاعد .. … فهل تلك واحدة من مآثره التي يتغني بها محبيه ومريدة .. الذين لم ينسوا تلك الأيام والليالي التي قضوها في بغداد ..والهدايا الخرافية التي منحت لهم أثناء الزيارة .. ( أقلها قيمة كانت سيارة مرسيدس آخر موديل .. هدية من القائد صدام حسين ) ..ولم يدرك أو يعي ان لعبة السياسة الدولية – في هذا الوقت – وضعته في آتون النار في مواجهة عسكرية صريحة ضد ايران .. لصالح أمريكا .. بل أن أمريكا مدته بالمعلومات والصور الفضائية لإيران لتساعده في القضاء نهائيا عليها ..

رحم الله رجلا مسلما شنق يوم العيد أمامنا .. وكما سكتنا في حياته وفي ظل حكمه .. سكتنا وترحمنا عليه ..

يوم العيد ..ولم ننطق … سوي الله يرحمه ..

عضو مجلس الشعب المستقل
22يناير

مصر أكبر من رئاسة الجمهورية

قطعا مصر أكبر كثيرا من كل من تولي حكم مصر علي فترات – طالت او قصرت سنواتهم – .. لأنهم في الأول وفي الآخر بشر يصيبون ويخطئون .. وكم من الزعماء والحكام حكموا وتحكموا وعلوا في الارض و لم يعد أحد يتذكرهم الان .. وكم من الحكام والزعماء حكموا فترات قصيرة .. ومازالوا علي رأس قائمة الشرف الرئاسي في صفحات التاريخ القومي لما قدموه من أعمال باقية ..

عندما اغتيل الرئيس محمد أنور السادات .. ظهر يوم 6 أكتوبر 1981 صدم الشعب المصري وأصابته نوبة من الخرس .. والصمت .. ولم يتحرك أحد ليفعل شيئا منفردا .. أو متخطيا الحكومة – وقتها – وسكن الجميع وظلوا في بيوتهم ..حتي قبل إعلان حالة الطوارئ .. وحظر التجول … علي الرغم من ان هذا الحدث كان من الأحداث التي كان الكثيرون يتنبأ ون بها .. أغتيال الرئيس .. الا انهم -كل الشعب ـ صدم وعقدت المفاجأة ألسنتهم وأيديهم .. ووضع الجميع أيديهم علي قلوبهم .. خوفا وشفقة بحال البلد بعد هذا الحدث ..

وتركوا الأمور تسير في الخطوط الشرعية والقنوات الرسمية .. طبقا لدستور البلاد الموضوع عام 1971 حتي الذين كانوا معترضين عليه او غير موافقين عليه .. تركوا الأمور تأخذ مجراها القانوني .

. الجميع اتفق مع بعضه البعض علي تطبيق الدستور حتي وان كان هناك خلاف … فلا وقت الان ..

العالم كلة يراقب الأحداث ويرصد التحركات في مصر … ظهر يوم 6 أكتوبر 1981 ويعلم الجميع ان العالم كله ينظر الي مصر وكيف ستتصرف وما هي الخطوات التي ستتم ..

الخوف سيطر علي المواطنين جميعا .. عدا فئة واحدة كانت رابطة الجأش .. شجاعة .. عهدت وعاشت لحظات مماثلة في 1973 من نفس اليوم انها القوات المسلحة المصرية .. تحركت ..-كما ينص الكتاب والدستور في حالة الطوارئ .. حماية الدستور والشرعية هدفها و لم تنتظر تعليمات من أي جهات أخري غير الشرعية ..

ومرت تلك الأيام بسلام .. شهدت له جميع القوي السياسية في هذا الوقت ..

اكثر من 25 عاما مضت علي هذا الحدث .. واليوم يتسألون … ما الذي سوف يحدث لو ان منصب رئيس الجمهورية أصبح شاغرا ؟؟

مرة أخري أقول ان مصر أكبر بكثير من هذا المنصب .. ومن أي فرد – مهما بلغت القوي التي تقف خلف هذا الفرد ومهما بلغت سلطتها ونفوذها ..

كثيرا ما قالوا ان مصر دولة اللحظة الأخيرة … في تصديها للطوارئ والملمات . وأنا اتفق مع هذا القول .. نعم يتصرف المصريون في آخر لحظة تصرفا سليما يحفظ أسم مصر عاليا ..مهما كانت الخلافات في الأيدلوجيات وفي المعتقدات وفي الفوارق الاجتماعية .. كل تلك الأمور لا تجد في تلك الأزمات مكانا لها ولا أذنا تسمع لها .. الجميع يسابق الزمن ليصل للاستقرار .. طبيعة الشعب المصري هي الوصول للاستقرار .. حتي لو كان هذا الاستقرار هو العيش علي حد الكفاف ..

أثناء حرب أكتوبر المجيدة في 73 .. لم نسمع عن أزمات تموينية !! ولا عن سرقات ..!! ولا انحرافات ولا مشاكل اقتصادية .. الكل يعمل في مكانه بلا رقيب .. طبيعة الشعب المصري طبيعة تكافلية في حياتها .. هل تلك الفترة تختلف كثيرا عن الان .. وهل تختلف تلك الطبيعة في حدوثه الآن اذا – حدث فراغ لكرسي رئاسة الجمهورية ؟ ..

قد يعتقد الكثيرون انني متفائل .. او انني أدعو الي التفاؤل وعدم الإحباط في هذا الموضوع .. ولكن التاريخ يقول هذا .. وعلماء الاجتماع يؤيدون هذا .. ورجال السياسة يعرفون مصر والمصريين .. ويدركون جيدا انه لا مكان للأفكار أو الأيدلوجيات المتطرفة ان تحكم مصر..و يعلم السياسيون ان مصر لن تكون حقل خصب لأفكار دول أخري وتطلعات حكام آخرين في منطقة الشرق الأوسط او الادني او أي منطقة أخري ..

مصر متفردة في أفكارها .. البسيطة .. والقناعة صفة تلازمها وتلازم شعبها ..حتي لو كانت تلك القناعة تسببت في وضعها في أسفل جدول الدول النامية في الاقتصاد ..

تأخرنا كثيرا في ترتيب البيت من الداخل .. في وضع دستور مستقر يحفظ للوطن والمواطن كرامته في حياة شريفة .. نعم تأخرنا .. وتجاوز التأخير كل الخطوط .. وتأخرنا وتخلفنا اقتصاديا لأسباب قد يعلمها البعض وقد تكون غامضة علي الآخرين .. ولكن النتيجة واضحة .. تخلف اقتصادي ..لا يليق بأسم مصر ..

كل تلك الأزمات شيء .. و تصرف الشعب المصري في الأزمات شيء آخر ..

وحب السلطة ليست من الطبائع المصرية .. ولا تدخل في أحلام الكثيرين من المصريين ..والغالبية العظمي من الشعب المصري ترضي بمواقعها في الحياة وتحافظ علي خط ثابت يضمن لها الاستقرار .. بعيدا عن الدخول في مغامرات غير محسوبة لتولي كرسي حكم أو الاشتراك في مناورات تسمح له لتولي منصب في وزارة او قيادة ..

اما الشكل الذي سوف تكون عليه الدولة .. فأنا أعتقد انه لن يكون هناك أي تغير في الخطوط العامة في السياسة الداخلية أو الخارجية أو الاقتصادية … وإنما يمكن أن يكون تغيرات محدودة في الشخصيات واستبدال بعض الرموز التي عليها خلاف أو تحفظات في الفترة السابقة ..

ويمكن ان تكون هناك دفعة شبابية في الاقتصاد والجرأة في اتخاذ قرارات لها تأثير سريع علي الحياة العامة تشعر المواطن البسيط بأمل في المستقبل .. وتجذبه الي صف الحكومة والسلطة الجديدة .. ليكون داعما لها في قراراتها ..

عضو مجلس الشعب المستقل