02ديسمبر

«أنور السادات» يطالب الأحزاب والنقابات بوضع دستور جديد

المصرى اليوم

كتب هدي الساعاتي

طالب محمد أنور عصمت السادات، نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، عضو مجلس الشعب السابق، بوضع دستور جديد لمصر بمعرفة لجنة يتم تشكيلها من تحالف الأحزاب والنقابات وقوي الشعب، بهدف بث أمل جديد عند المصريين.

وقال السادات خلال لقائه أعضاء حزب الجبهة في الإسكندرية مساء أمس الأول إن الحزب قرر خوض الانتخابات في دائرة المنيل في القاهرة علي المقعد، الذي خلا باستقالة شاهيناز النجار، كما قرر المشاركة في أي انتخابات مقبلة سواء شعب أو شوري أو محليات.

وأوضح السادات أن الحزب دون المشاركة في الانتخابات يتحول إلي «روتاري»، مؤكدا أن الحزب لديه برنامج سياسي ومرشحون وتمويل للإنفاق علي الحملات الانتخابية، نافيا وجود أي تحالف بين الحزب والإخوان المسلمين، لكن يجمعه وأحزاب الوفد والتجمع والغد وثيقة إصلاح الدستور، باعتباره الطريق الوحيد للإصلاح الذي يعجز عن تحقيقه حتي مجلس الشعب.

ووصف السادات أعضاء الحزب الوطني في مجلس الشعب بأنهم «برتيتة» تجمعهم المصلحة فقط، وقال إن هناك تناقضاً في أدائهم البرلماني، فهم أيدوا الإشراف القضائي علي الانتخابات في إحدي الجلسات، ورفضوه في جلسة أخري.

29نوفمبر

المواطنة فى قانون لا بد منه

وسط كل مظاهر التحركات السياسية وقيام الأحزاب وبزوغ شعاع من الأمل في الحياة السياسية في مصر … ووسط المتناقضات الكثيرة في تصريحات المسئولين حول الأوضاع العقائدية في مصر … هناك حالة من القلق تنتابني – شخصيا – من توقع انفجار قريب … بسبب تغاضي وغض الطرف عن أوضاع لا يقبلها اي مصري في أي موقع حول حرية العقيدة وحول حقوق مغتصبة لفئات منه ..
يومياً نطالع بالصحف حوادث اعتداءات بين المسلمين و المسيحيين و نسمع عن حوادث أخرى . لا تنشر .. فيها انتهاكات صارخة .. بمحافظات مصر المختلفة من إلا سكندرية شمالاً إلى أقصى الجنوب بالصعيد .
وبداية للحديث.. أستوقفتي زيارة الملك عبد الله ..ملك السعودية .. لبابا الفاتيكان …. وهي زيارة تضع علامات استفهام وتحتاج الي وقفة سواء بالتأيد أو بالإنكار …. ولا تمر تلك الواقعة مرور الكرام ..
ولكننا نقف امام نقاط هامة في تلك الزيارة ..
.أولا : العالم بحاجة إلى دفع عجلة الحوار بين المسلمين والمسيحيين في العالم…. و عدم الاكتفاء بالثوابت فى الفقه و الأديان.. على أساس أنها أديان سماوية و مبادئها واحدة.. وبدايتها و نهايتها تكمن فى السماحة وحسن الخلق و مراعاة الآخرين .
ثانيا : موضوع وملف حقوق الإنسان وبخاصّة الحرية الدينية يحتاج الى ان يتدوال .. وبلا شك فإن الحرية الدينية هي الجوهر الذي تُبنى عليه كل الحريات والحقوق الأساسية للإنسان و قيام الأديان على مبدأ الحرية .. يجعلنا نفكر جيداً فى وضع قانون يحمى تلك الحريات.
ثالثا : انه ليس بين الفاتيكان والسعودية علاقات دبلوماسية . فهل سيفتح هذا الملف ؟

و هو ضرورة تحتمها الأحداث الجارية.. فلابد من وجود خطوط تربط الدولتين برباط العلاقات الدولية المتكافئة .
ووقت انطلاق شرارة الغضب و الاستهجان الشعبي فى العالم كله للرسوم المسيئة للرسول الكريم ” صلى الله عليه و سلم ” و التى ظهرت بوادرها فى دول شمال أوروبا .. كتبنا و اقترحنا أن يقوم شيخ الأزهر مع وفد من طوائف الشعب المصرى مسلمين و مسيحيين و اخوان مسلمين و منظمات المجتمع المدنى .. بزيارة تلك الدول لتصحيح المفاهيم المغلوطة .. و لم تحدث أى استجابة حقيقية .. و اليوم نسمع و نقرأ و نحلل زيارة ملك السعودية للفاتيكان !! .. و تلك زيارة تجعل البداية فى الكلام ميسرة وسهلة .. اجتماع ” الملك و البابا ” و هما أكبر كيانين فى العالم ” المسيحيين و المسلمين ” – مجرد لقائهما – هو خطوة إيجابية .. حتى وإن لم يسفر عن نتائج مرجوة من الطرفين.
تلك الزيارة التاريخية اعتبرها أنا أقوى من كل المؤتمرات و الندوات العالمية التى تعقد فى أنحاء متفرقة من العالم لتندد بالتفرقة و بالعنصرية تحت شعارات مختلفة .. و مختلفة !! .. أعتقد أنها بعيدة جداً عن حال البسطاء .. وأخطر ما فيها أنها تعطى شبه شرعية لقراراتها وتجعلها مباذى لا بد من أن يلتزم بها كل طرف واحد وكل طرف و له رأى وفكر .. وللأسف ليس له آذان يسمع بها الآخر.
و لو أن المهاجرين المصريين أعتبروا أنفسهم سفراء لمصر بدول المهجر ، لاختلف الحال وشعروا بكيانهم وقدرتهم على فرض رأيهم ووجهة نظرهم .ز ولكننا نتجاهلهم فى كثير من المواضع .. ولا نتذكرهم إلا عند الزيارات الرسمية لرئيس الدولة أو فى زيارة بعض الوزراء ..
البسطاء من أبناء الشعب .. و هم الأغلبية .. عندما يتكلم فقهاؤهم فى الدين ، فهم يستمعون جيداً وينصتون ويعطون عقولهم لما يقال ولايناقشون أى قضايا تخص العقيدة .. خوفاً من العقاب السماوى ، ويأخذون من أفواه المتكلمين نصوصا يعتبرونها دستوراً وكلاماً يحافظون عليه بكل حرف فيه .
ولقد شبه أحد المصلحين حركة الإفتاء والكلام فى الدين ببلدوزر يقوده الداعية .. وقد يكون لا يحمل رخصة ولا يعرف القيادة ولكنه يحرك البلدوزر بحجمه العملاق فى أى اتجاه وبلا معرفة وقد يدمر كل ما أمامه .. ولا يبنى أبداً .. مجرد كلمات تخرج من فمه وعلى لسانه كفيله بتحريك هذا الوحش الكاسر ، ولهذا لابد من التدفيق فى اختيار السائق ” الداعية ” .. ووضعه تحت اختبارات عديدة ومتنوعة .. تستطيع من خلالها انتقاء الأصلح لمهنة الإفتاء فى الدين . إن لم نكن فى الماضى قد تمكنا من أن نتضامن – كدولة عربية وإسلامية – فى مناشدة الأمم المتحدة لتبنى مشروع قانون يدين الإساءة إلى الأديان .. فإننا اليوم فى حاجة وضع قانون يصون ويحمى الأديان السماوية – على أرض مصر – من أى انتهاكات أو إساءات مقصودة أو غير مقصودة .. وإن يلتزم به كل مواطن يعيش على أرض مصر .. لنعطى المثل والقدوة لباقى شعوب العالم فى احترامنا لعقائدنا و تراثنا .. و مصر هى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تستطيع أن تضرب المثل و القدوة على احتواء الشعب لكل العقائد .ز وإن الدين لله والوطن للجميع .. و مقولة البابا شنودة الثالث .. إن مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا .. وصدوى قانون فى هذا التوقيت الذى يزخر بمثل شخصية البابا شنودة ووجود مصلحين إسلاميين شباب .. وجدد يعتبر مناسباً جداً ومناخاً يسمح بوضع لبنة الاستقرار فى هذا البلد الآمن ,, وأن يتبنى رئيس الجمهورية بنفسه لإصدار هذا القانون وتطبيق بنوده .

26نوفمبر

أزمة منتصف العمر في انابوليس!

لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية، بإدارتها الحالية منفذا للخروج من الأزمة الطاحنة لها في منطقة الشرق الأوسط إلا.. في اللجوء إلي العرب أنفسهم !! ليضعوا لها سيناريو الخروج !!
60 عاما هي عمر القضية الفلسطينية .. وهي الأساس وهي الأصل في قضايا الوطن والعالم .. وأمريكا تدخل عامها الأربعين منذ عام 1967 وحتى الآن .. وقد بلغت سن النضوج السياسي .. الفهم العميق لأسباب قضايا الشرق الأوسط … ومتناقضاتها – في نظر أمريكا ..
أمريكا تدعو كل دول الشرق الأوسط ليضعوا لها سيناريو الخروج المشرف من العراق … وسيناريو التعامل مع إيران …
أمريكا تلجأ أخيرا وبعد أن استنفذت كافة الوسائل وكافة الأعراف وكل الطرق المشروعة والغير مشروعة المعروفة والغير معروفة إلي الدول العربية … تلجأ لسحر الشرق .. وتعود بذاكرتها إلي أحلام وسحر ليالي ألف ليلة وليلة … وبساط الريح .. ومصباح علاء الدين .. بل والي أسطورة لص بغداد نفسها …
ولم يفتها أن تشير إلي معروف الاسكافي .. وسلطانية الملك التي أهداها له حاكم الجزيرة …
وكم هي قيمة وعظيمة تلك السلطانية .. التي نلبسها منذ عشرات السنين تحت مسميات أمريكية كثيرة …
بلغت أمريكا سن النضج … وفهمت واستوعبت أصول اللعبة السياسية وأصول العمل بها واستخدامها … وتقف الآن في منتصف الطريق … لم تحقق شيئا يذكر لها ولا لرئيسها بوش قبل أن يغادر البيت الأبيض .. وينهي حقبة حكم مريرة على أمريكا وعلي العالم بأسره ..
أمريكا تمر بأزمة منتصف العمر الآن … حائرة بين ما مضي وما هو آت !!
تدعو أعداء الأمس وأصدقاء اليوم إلي أن يجتمعوا في مدينة أمريكية أسمها انابوليس ..
تدعوا الغرماء والأشقاء ، وليس مهما أن تكون الدولة متفقة مع أمريكا في سياستها الخارجية .. المهم أنها توافق علي الاجتماع بأي شكل وبأي طريقة ..
الحضور هو هدف الولايات المتحدة الأمريكية وهو الغاية …
ووراء أمريكا … وزيرتا خارجية .. شقراء وسمراء … تسيبني لببيني وكوندليزا رايس .. تريدان تطمعان وتتشوقان إلي أن يضعا قدماهما علي طريق التاريخ العربي وان يكون أسمهما من الأسماء التي يذكرها التاريخ في أزماته …. ولا يناسهما التاريخ كما نسيى اولبريت .. ومارجريت تاتشر وجولد مائير ..
وجوه تحير أمريكا في منتصف العمر .. حلم منتصف العمر في انابوليس يراود الجميع !!
فهل ستنجب أمريكا مولودا جديدا .. باسم انابوليس ؟؟؟ هل في منتصف العمر تستطيع أمريكا الإنجاب والمراعاة والتربية والسهر علي المولود الجديد ؟؟
التربية مش سهلة … في مجتمع عربي إيراني إسرائيلي …
مسكينة دولة فلسطين وسط هذا الجو المتوتر والمصالح المتضاربة .. وأقل شيء تفعله هو أن ترفض كل شيء .. فهي لم تر خيرا فيما سبق فهل المولود الجديد سيعود عليها بالخير!! ..

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية
عضو المجلس المصري للشؤن الخارجية
12نوفمبر

السفير الدروشة الأمريكية

صورة السفير الأمريكي بالقاهرة وهو جالس في حلقة ذكر بأحد المساجد أو القاعات … بمحافظة الغربية في طنطا ، والمنشورة بالجرائد اليومية المصرية .. صورة تبعث علي الشفقة قبل أن تثير أي مشاعر …
وبداية … هل وجود السفير الأمريكي وسط حلقة ذكر …. بين مجموعة من المصريين الذين يحافظون علي تقاليد … هي علي وشك الاندثار …. وهي إقامة حلقات الذكر … يذكر فبها أسم الله … متكررا ولفترات متتالية ..هو دليل علي حب السفير الأمريكي للمصريين والبسطاء ؟؟ واندماجه وسط أجواء مصرية وتقاليد شعبية كانت منتشرة في القرون الماضية … لا أعتقد !!!
ومع الصورة المنشورة بالجرائد اليومية بمصر خبر يقول إن سعادة السفير المتصوف يحضر بانتظام كل عام حلقات الذكر بل ويحرص عليها وعلي حضورها والمشاركة ومقابلة النقيب والخليفة والوريث !! وكأنهم هم حكام مصر والأمل المنشود للخروج بمصر من آتون الفساد والاحتكار الذي غطي الحياة الاقتصادية والسياسية في مصر .!

ومع حبي الشديد وتقديري لما يقال وينشد في حلقات الذكر وإقامة الموالد للصالحين من وأولياء الله .. ومع حبي لأهل بيت الله والصالحين التي انتهت حياتهم بمصر و دفنوا في مصر … ومع انبهاري بتلك الموالد والحفلات لما فيها من قدسية وشجون وتأمل .. إلا إنني لم يدخل عقلي ولا فكري ما يفعله السفير الأمريكي من تشدق ونفاق مفضوح …بحضور مثل تلك المناسبات التي أصبحت شبه منقرضة …
سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة … خانه التوفيق وفقد بوصلة التحرك حين شارك في موضوعات لا تهم المصريين الآن بل تكاد أن تكون من تراث وتاريخ القاهرة القديمة في بداية القرن التاسع عشر …
حفلات الزار وحفلات الذكر في مولد سيدي الشيخ ….. فلان الفلاني … أصبحت في ذمة التاريخ بالنسبة للمصريين ولكنها … وكما يبدو مازالت مكتوبة في دليل المسافر إلي مصر .. الذي يقراءة أعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدون بالقاهرة !! قبل أن يحضروا إلي مصر …
وأيضا يبدو أنها مكتوبة في أصول البروتوكلات والمشاركات الاجتماعية للطبقة الثرية والمرتاحة والأجنبية في مصر المحروسة !!
هل قام سعادة السفير الأمريكي بالقاهرة بحضور الندوات والحفلات التي تقيمها وزارة التضامن للشعب المصري أكثر من مرة في اليوم الواحد للحصول علي رغيف الخبز المدعوم !!
هل قام سعادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية بحضور حلقة ذكر لوزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة إلي يكرر فيها ألفاظ الشفافية مئات المرات للشعب المصري الذي يبحث عن شقة متواضعة أو أرض يبني عليها بيت !!!
مصر بلد العجائب منذ مئات السنين .. وليس اليوم فقط … والأعجب أن يكون بين المصريين درويش ومريد أمريكي …!!

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

11نوفمبر

ملك.. ولا كتابة؟!

قبل أن يأخذنا الحديث عن السياسة والتاريخ.. فإنني أتوجه للمبدعة والمؤلفة والكاتبة الدكتورة لميس جابر بالتقدير العالي علي هذا الجهد الذي بذلته وأشاد به المفكرون والناس وأسعدهم في ليالي شهر كريم.. وحديث الساعة الآن في مصر، والسؤال المتكرر بعد إذاعة مسلسل «الملك فاروق».. هو هل كان عصر الملك فاروق أفضل من العصر الحالي؟؟ سؤال لا معني له ولا وجه للمقارنة بين عصرين وفترتين من تاريخ مصر شهدا تفاعلات وحركات وثورات وتغيرات قد لا تستطيع عدة دول مجتمعة أن تستوعبها.. ثلاثة أجيال في مصر تعاقبت منذ خروج الملك فاروق من مصر… حدث فيها ما حدث.. ..تحت ألوية وقيادة كل من اللواء محمد نجيب…. ثم جمال عبدالناصر ثم أنور السادات ثم حسني مبارك… وكلهم وطنيون مخلصون والحق يقال إن فترة عبدالناصر كانت أخصبهم وطنية.. ولن أعدد الإنجازات لكل عهد…
ولكن يكفي مثال واحد في حياة عبدالناصر، الذي خلف عهد الملك فاروق، إنه أحدث تغيراً كاملاً في أمة بأكملها… ولم تكن إصلاحاته محدودة أو محلية… وهذا الإنجاز وحده لم يكن ليتحقق في عهد الملك فاروق حتي ولو امتد به الحكم.. مائة عام!! هذا رأي شخصي.. وأقبل كل الاختلاف فيه وكل وجهات النظر الأخري.
هموم المصريين الآن كثيرة وأكبر من الاختلاف في عمل درامي .. العصر الحالي به من العبث بالقوانين والأفكار والمسلمات والعقائد أكثر مما به من الجدية في الأعمال.. ألا يكفي خروج أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي بإلقاء بيان لتصحيح أقوال شيخ الأزهر!! في موضوع جلد الصحفيين ٨٠ جلدة… لاختلاف الرأي!!! والفهم والنية!! ألا يكفي أن تعقد بالخارج مؤتمرات لمصريين ليقولوا إن مصر بها تفرقة بين المسلمين والأقباط، وإن هناك في مصر انتهاكاً للحقوق المدنية!! ولا يعقد في مصر هذا المؤتمر!!! لدواع أمنية ومحظورات قومية.

أنور عصمت السادات

22أكتوبر

حل لغز الإحباط

ما يفصل بين النظرية والكلام والاسترسال في إلقاء الكلمات واستعراض معلومات، وبين التطبيق الفعلي للكلام والاقتراحات.. هو وجود برامج وجداول زمنية يحملها ويستعرضها كل من يتكلم عن التنمية والاقتصادية وحل مشاكل المجتمع..
دأبت المحطات الفضائية وحلقات النقاش وورش العمل علي استعراض المشاكل الوطنية والقومية، وبحث أسبابها وتاريخها.. وتأثيرها علي البلد.. ولكننا لم نجد من يتكلم عن برنامج محدد وجدول زمني يتبناه هو شخصيا.. ويقتنع بتطبيقه علي أرض الواقع..
ولدينا من المشاكل العشرات.. وكلنا نعرفها ونفهمها.. ونعرف أسبابها وتاريخها.. مثل مشكلة البطالة وتزايد أعداد العاطلين يوما بعد يوم… ولكن لم يقدم واحد من كل هؤلاء الذين يطلقون علي أنفسهم أنهم يعملون في الشأن الوطني والعمل العام برنامجا محددا للخروج من أزمة مشكلة مثل مشكلة التعليم.. ولو حتى علي سنوات عشر !! أن يقدم برنامجا له بداية وله نهاية وله مفاتيح وله مساندة مادية ومعنوية من طبقات الشعب.. للأسف فكل من يطمع في تولي منصب أو دخول المجالس النيابية.. يتحدث فقط عن مشروعات خدمية وقتية.. تصلح للحظات ولكن لا تقيم دولة بحق !! والجميع يتفقون علي مبدأ استجداء التبرعات..!! لإقامة الدولة !!!
لم نجد هذا الشخص أو الفرد أو المؤسسة التي تتبني وضع برنامج لحل قضية… ويتصدر لها فرد يأخذ علي نفسه عهدا بتنفيذ حلول لها في توقيتات محددة ( بعيدا عن الأحزاب وزفة الأحزاب ودعاية الأحزاب… فهي لن تطعم وتوظف الملايين من أبناء الشعب الذين فاتهم كل شيء.. من وظيفة أو عمل أو مسكن أو علاج أو حتى تعليم حقيقي !!ّ )
الولايات المتحدة الأمريكية… أعظم وأكبر قوة علي سطح الأرض… الآن – علي الأقل – كان نتيجة إتباعها أبجديات العمل الإداري في كل مشروعاتها… بدأت بوضعروع اقتصادي إلي غزو الفضاء…بدأت بوضع تسلسل بدائي في التفكير في عشرات المشروعات المرتبطة بالفضاء .. وتركها للجميع..أسلوب بسيطفكر ورأي وعلم… أسلوب بسيط ونجح في وضع عشرات البرامج التي تخدم صناعة الفضاء … وقالوا: إن كل دولار تم إنفاقه في مشروعات الفضاء.. قد عاد إليها ب140 دولار ….
فكر وتنسيق ووضع حلول فعلية في خطوات بسيطة… لمئات وآلاف من المشروعات… وقد تفشل معظمها.. برامج طموحةهناك بعضها سوف ينجح ويغطي علي خسائر الآخرين… برامج طموحة .. برامج جدية…برامج مجنونة… برامج غير منطقية… كل هذا جائز.. ويمكن أن يكون تخريفا… ولكن

لدينا عقول تفكر وتنفذ ما فكرت فيه لخدمة البلد وللصالح العام.. أمريكا فعلت هذا… وفي النهاية أصبحت أقوي دولة علي سطح الكرة الأرضية..
لدينا الآن معاهد تدير برامج في كافة المجالات العلمية… وحتى في العملية الانتخابية النيابية الأخيرة… في عام 2005 كان لها دور… وان كان محدودا للغاية..ولكنه علي الأقل كان موجودا…
.. المشروعات القومية والوطنية العملاقة.. والتي نحتاجها في مصر الآن بشدة لحل الكثير من تراكمات أخطاء الماضي التي أتت علي البلاد بالتدني الاقتصادي يمكن طرحها في سطور أمام الشعب… بكل فئاته المثقفة والمتعلمة والحرفية والإدارية… وكل من له عقل.. علية أن يقول ماذا نفعل وماذا يري هو شخصيا…. بلا أي خجل أو شعور بالقلة أو الشعور بان هناك من يفكرون له وان هناك علماء… الموضوع أبسط من كل هذا التعقيد…
ولكن البداية والسماح بحرية الرأي والتعبير هو الأساس… وهذا يأخذنا مرة أخري إلي قضية تطبيق الديمقراطية في مصر.. ومعرفة أساسياتها ومبادئها وحدودها… وان كنت لا اتفق مع كلمة حدودها..
وخاصة في حالات الإبداع البشري.. والتي تتطلب فكر وطموح وانفتاح بلا حدود.. حتى تخرج علينا الأفكار بقوة وجراءة…
المشروعات القومية العملاقة قد تكون هي مفتاحا لحل لغز الإحباط والبطالة في مصر..

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

16أكتوبر

مؤتمر السلام … يا سلام !!

شرم الشيخ مدينة السلام ومقر للمؤتمرات المتتالية للسلام في منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من عشر سنوات… وكلنا نذكر يوم التقي الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون مع وفود من إسرائيل وفلسطين .. في محاولة مستميتة منه لتحقيق تقدم في السلام قبل أن يغادر البيت الأبيض … وان يحفظ ماء وجه أمريكا .. ويريح إسرائيل وقادتها من أعمال المقاومة الفلسطينية … فشل .. وكان فشله متوقعا …

واليوم وبعد مرور كل تلك السنوات . لم تتقدم القضية الفلسطينية خطوة للأمام ( في نظر الأمريكان ) ولم يتحقق الاستقرار الإسرائيلي في فلسطين .. بل بالعكس قويت فلسطين وازدادت قدرة علي التحدي وعلي الصمود في وجه تلك المؤتمرات بصعود منظمة حماس إلي قمة السلطة .. منذ عامين …. وانتصار حزب الله علي إسرائيل في حرب لبنان الأخيرة منذ عام … وحركة القضية الفلسطينية في حالة عدم استقرار رغم كل الأماني الغربية والأمريكية بوضع حد وإنهاء حالة تهديد سكان إسرائيل الذين يعيشون في مستعمرات قريبة من الحدود ….!! بطلب عقد مؤتمر سلام جديد … في الخريف القادم .. – بعد شهر – لعله يأتي بجديد … وهو أمل بعيد …
سؤال هام يطرح نفسه علي الساحة السياسية في منطقة الشرق الأوسط من أطول نفس وأكثر صلابة وأبعد رؤية في الجانبين الفلسطيني .. والإسرائيلي؟ . الأيام قالت كلمتها في هذا … الفلسطينيون هم أطول وأعمق نفسا .. وأبعد رؤية … رغم مشاكلهم الداخلية واختلافاتهم السطحية … أقوي كثيرا من كل تلك العنجهية الصهيونية … والغطرسة الأمريكية .. لهذا كان رد خارجية مصر علي عقد مؤتمر سلام في الشهر القادم هو نفي في صورة إيجاب !!
طلبت مصر الأتي :
1- الاتفاق علي تحقيق تسوية نهائية في إطار زمني محدد ..
2- أن تكون قرارات مجلس الأمن ومباديء مؤتمر السلام العربية هي الأساسية لعقد المؤتمر ..
3-الاتفاق علي آلية متابعة للتحقق من قيام الأطراف بتنفيذ التعهدات

4-الاجتماع لابد أن يكون بمشاركة سوريا ولبنان وان تشمل المفاوضات كل المسارات ……. الخ

مطالب مصر من أمريكا لها شكل منطقي ولها صيغة تحمل في طياتها الرفض قبل الموافقة وتحمل صيغ التحدي في أن إسرائيل ليست جادة في التزاماتها ……..
فلسطين … وبعد مرور أكثر من ستين عاما علي احتلال إسرائيل لها، تتكلم عن إقامة دولة فلسطينية !! وهذا حقها وحق كل العرب وكل دول المنطقة … وإسرائيل الدولة التي اغتصبت دولة و واغتصبت ثلاثة أجيال من شعب فلسطين علي مدي 60 عاما تسعي مع أمريكا للسلام …. يا سلام …

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية

11أكتوبر

أكتوبر والفجوة الحضارية!!

الحضارة.. كلمة تعني التاريخ والإنسان معاً.. والحضارة يصنعها الإنسان ويسجلها التاريخ وتصبح شاهداً علي عصر، ويشهد عليها العالم ويقرها، ولا يختلف أحد علي حضارات الدول وقيمتها علي مدي العصور، وأشهر حضارات العالم هي الحضارة المصرية القديمة.. يعرفها العالم كله وتدرس في كل الجامعات للاستفادة منها،
وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، حتي إن الطفل الصغير في أمريكا يعرف عن مصر الكثير، ويعرف المدن المصرية الصغيرة قبل الكبيرة، ويدرس التاريخ المصري القديم والحديث، من منطلق أنها دولة كان لها حضارة عظيمة، وبالتالي فإنه يمكن أن تتكرر!!
وفي ذكري أكتوبر نحن الآن في أشد الحاجة إلي استعادة المعاني والعزيمة الصادقة في العمل المخلص.. أن نفرض روح أكتوبر علي جميع أعمالنا، ويحضرني في هذا من ذكريات تلك الأيام العظيمة موقف نسيناه مع مرور السنين، وهو أن جميع البيوت المصرية قد اتخذت قراراً جماعياً بعدم عمل كحك العيد، كمظهر من مظاهر الفرحة والبهجة باستقبال أيام العيد،
والتبرع بثمنه إلي أسر الشهداء، وتلك المبادرة لم تكن بتوجيه من أحد أو بأوامر أو بنداء من جمعيات المجتمع المدني، فلم يكن لها وجود عام ١٩٧٣، ولكن الوطنية والشعور المصري والتكافل الاجتماعي فرضت هذا الوضع، والجميع التزم به حباً في مصر وشهداء مصر.
كان هذا عام ١٩٧٣ والآن نحن في عام ٢٠٠٧ فرضت علينا الأزمة الاقتصادية، وظهرت الفجوة الحضارية في نسيان ماضينا، وهو ما يجب أن نعترف به، ومن الأجدر بنا الآن أن نسلك نفس ما سلكه آباؤنا وأمهاتنا في عام ٧٣، بمقاطعة مظهر من مظاهر الاحتفال بالعيد، ولدينا المبررات الكثيرة التي تفرض هذا الوضع.
ارتفاع أسعار السلع الأساسية من دقيق وسكر ومسلي، يفرض علينا أن نعود إلي موقف الشعب المصري بعد مرور ٢٠ يوماً علي العبور العظيم عام ١٩٧٣ والاحتفال بعيد الفطر المبارك، وتلك لمحة بسيطة من حضارة هذا الشعب الممتدة.. مظاهر حضارة الأمم تستطيع أن تراها في أشياء بسيطة جداً في ملابس وزي الرجال والنساء، وحتي في الألوان التي تطلي بها المنازل. فهل لنا أن نظهرها في ترشيد استهلاكنا؟

أنور عصمت السادات

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية 

08أكتوبر

المرافق الأيدلوجية !

أقر وأعترف بأنه عنوان صعب … وثقيل ..ويبعد كل من يطالعه أن يستمر .. حتي في قراءة السطر الأول .. ولكن وكما قال الفنان الراحل نجيب الريحاني … شيء لزوم الشيء !!!
والشيء الاول هو أمريكا … وسقوط رئيسها بوش من نظر الأمريكيين والعالم .. وتهاوي البنية التحتية للولايات الأمريكية في الفترة الأخيرة تحت ضغوط اقتصاديات حروب العراق وأفغانستان والإرهاب الوهمي .. ومحاربة العفريت الذي صنعة القادة الأمريكان بأنفسهم ليخيفون به العالم … فإذا به هو ينقلب عليهم !!
دول ومجتمعات وشعوب الوقت الحالي لها نظرة وفكر مختلف كثيرا عما هو موجود بكتب السلوك الإنساني والحضارات … ثقافة أخري غير التي تربيت عليها أجيال وشعوب طوال مائة عام مضت …
في مائة عام مضت كانت هناك أيدلوجيات وكيانات فكرية مختلفة في توجهاتها .. ولكل فكرة أنصارها ومؤيدوها ومشجعوها … والآن انقلب الحال بعد أن استكفي الناس من تلك الشعارات ومن الهلاوس الفكرية التي لم تقدم لهم سوي الشقاء والكفاح للبقاء بأفكار نظرية صعبة التطبيق .
اليوم غير الأمس وما كان ممكنا بالأمس أصبح الآن غير ذي جدوى وليس له وجود سوي في كتب التاريخ ..
احتياجات الإنسان البيولوجية من أكل وشرب وتناسل .. تتكامل مع احتياجاته من تبني أفكار وعقائد تساعده علي العيش والاستمرار في الحياة ..
ومع مرور السنين وتقدم العمر .. تموت خلايا الإنسان بنسبة تتفاوت من إنسان لأخر .. ولكنها تموت .. خلية وراء خلية … الي ان يموت كلية ..و يتوفاه الله .. وتصعد روحه الي بارئها …
تقادم مرافق الدول يتساوي مع تقادم الأيدلوجيات …. هل تذكر كتب ( ماو ) في الصين وانتشارها في العالم المنادي بالإصلاح الاجتماعي في دول العالم الثالث ؟؟ هل تذكر تلك الكتب الحمراء صغيرة الحجم وعليها صورة ماو تسيتونج وتجاربه الإصلاحية .. والثورة الثقافية في الصين … هل تذكر هذا … اين هو الان … مع العلم بانه لم يمض علي تلك الحقبة الثقافية سوي 50 عاما فقط … وهي فترة ضئيلة جدا في عمر الحضارات والشعوب … ومع هذا اختفت تماما . وأختفائها ليس بأوامر أو قرارات سياسية عليا .. إنما التقادم التاريخي وضعها في مهملات التاريخ .
هل تذكر زعيم حركات التحرر في العالم الثالث وفي الدول التي كانت تنادي بالاستقلال عن الامبريالية الأمريكية … هل تذكر شي جيفا ره … وصورته التي كانت في كل الدول التي تنادي بالتحرر وتنادي بحقوق الانسان …. ووضعت صورته في حجرات الشباب جنبا الي جنب مع صور الفيس برسلي .. ومارلين مونرو .. وبلغ من مدي انتشار أفكار جيفاره، أن قام الملحن المصري المشهور سيد مكاوي بتلحين أغنية خاصة به …( جيفاره مات !! ) وإذاعتها الإذاعة المصرية بصفة متكررة … حدث هذا منذ أقل من 50 عاما مضت . واليوم لا يذكره هذا سوي المؤرخين الجدد !!!
مصر … وفي العشرين عاما الماضية .. أختلط فيها ( الحابل بالنابل ) واختلطت فيها الأفكار التقدمية مع الأفكار السلفية القديمة … ما بين مهاجم وبين مدافع … مهاجم في مظاهر التقدم والحضارة والسلوك الشخصي ومدافع عن الحقوق الإنسانية وحرية التعبير والرأي ..
معارك علي صفحات جرائد رسمية وحزبية مستقلة ومعارضة … وجميعها ….قد لا تكون مقروءة … ونسب وحجم توزيعها يكاد يغطي نفقات ومرتبات العاملين بها …
حركة الحياة الثقافية والفكرية انحصرت في التراث في كتب نجيب محفوظ وأنيس منصور ويوسف إدريس …وقد يكون يوسف القعيد وجمال الغيطاني لهم نصيب ضئيل جدا من الاهتمام . اذا كان هذا في الثقافة فما بالنا بالسياسة ؟؟؟ هل تجتذب أحد ؟؟ هل هناك ظهور لأفكار أيدلوجية جديدة … ؟ وهل للقديمة تواجد .؟ ام هي كتب مرصوصة في مكتبات كليات السياسة والاقتصاد لأغراض الحصول علي الدرجات العلمية ؟؟
حدث ولا حرج … اذا تكلمنا عن الفنون التشكيلية …. ومدي تواجدها أصلا في المجتمع المصري … هل تذكر الفنان حامد ندا … ولوحاته التجريدية … هل تذكر الأخوين سيف وأدهم وانلي .. هل تذكر صاحب القباب والمـاذن عبد الرؤوف عبد المجيد … كل هؤلاء وآخرون شكلوا مصر ورسموا لمصر روحا فنيا …. اين نحن وشبابنا الآن من تلك الحركات الفنية ؟
… الأيديولوجية المصرية تقادمت مرافقها وشاخت …. ونبحث الآن عن الذات المصرية ..
ولنا وقفات مع الذات المصرية كثيرة ….

تقادم الأفكار وتقادم الأيديولوجيات سنه من سنن الكون … والتجديد والإبداع هو ما يجعل العالم يستمر ويستمر في الحياة

مرافق الحياة والمرافق الأيدلوجية متكاملان في جسد وفكر الإنسان … والمرافق الأيدلوجية ليست بدعة ولا ألفاظ ولا مستحدثات في القاموس السياسي !! انها شعب وأقسام في عقل الإنسان السوي وصاحب الأرض وصاحب التاريخ ..

نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية