بعد أن رأينا جميعاً مشهداً لم نراه من قبل فى تاريخ الحكام العرب ، ووقف الرئيس السابق مبارك وأبنائه ووزير داخليته ومساعديه فى قفص الإتهام فى مشهد علنى لم يكن أحد يتخيله من قبل ، أعتقد أن قلوب الكثيرين قد شعرت بالإرتياح . وإطمأنت لمسار الثورة وأنها تدور فى فلكها الصحيح إعمالاً لدولة العدل والقانون.
كفانا خداع الإتفاقات والتحالفات
يحكى أن رجلاً لقى بلاءاً ،، فقال له إلى أين تذهب ؟ قال إنى أمرت أن أقتل من أهل هذه القرية خمسة آلاف . فلما رجع قال له ,, لماذا قتلت خمسة عشر ألفاً ؟ ،، قال له ما قتلت إلا خمسة آلاف وعشرة آلاف قتلهم الوهم.
كفانا خداع وألفاظ سئمنا سماعها ، ولا تجعلونا أسرى الأحداث الراهنة. فكم من خطوات حسبناها جادة ولم نجدها إلا مجرد كلمات ، وفى الحقيقة ” تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ” وأوشكنا أن نكون أمة إفتقدت الأعمال العظيمة التى من المفترض أن تقوم بها وأصبحت تخترع الكلمات البراقة تتلهى بها ، جلسات سرية بنتائج لا ندرى على أى أساس تتم؟ بل أين ومتى تتم ؟ حتى كدنا لا نعرف من هم طرفى المعادلة ، والمصريون يعيشون حالات من التعجب والإستغراب ولهم العذر.
حيرنا نفسنا وتوهنا الشعب ، وكفانا وهم نصنعه بأنفسنا لأنفسنا ؟ ودعونا نلتفت إلى اللحظة الراهنة ومقتضياتها ، لا نريد تفاهمات من هذا القبيل وإنما نريد أن نسمع عن توحد شعبى من أجل خروج الإنتخابات البرلمانية بالشكل الذى يعبر عن إرادة المصريين ، أو من أجل دفع عملية الإنتاج وتحفيز الشعب على العمل وعودة الإقتصاد المصرى لما كان عليه، تلك هى الثمار التى إن جنيناها ، فمرحباً من قلوبنا بمثل هذه الرؤى والأفكار.
إن الماضى الذى أغلقنا صفحته مع ثورة يناير، ما زال يترك لنا إرثا كبيراً من أفكار ومناهج لا يزال الكثيرون متأثرون بها، بل ويعملون بنفس منطقهم إلى الآن سواء بقصد أو بغير قصد ، ولن نستطيع أن نتخلص من ذلك الإرث بين يوم وليلة ، ولكن علينا أن نتحرى ونميز، وندرك أن اللحظات التى نمر بها تتطلب أن نكون أكثر وعياً وجدية ، وأن نتحرك للأمام ، ولا نقف ونظل أصواتنا تتعالى ، ويتسابق كل منا ليظهر بدور البطل الذى يقود العشرات بهتافات وراءه ، ولا يعرف غير تلك الهتافات التى إن حفظها طفل صغير لقام بالدور الذى يقوم به بل وكان أفضل فى إستقطاب الكثيرين ليسيرون وراءه إيماناً بمطالبه .
إن المصريون الآن أصبحوا حيارى من أمرهم، لا يعرفون إلى أين تتجه مصر، يسمعون عن إتحاد وتواءم بالليل ثم فرقة وإنقسام بالنهار ، إتفاقات بلا أطراف وبلا أهداف وبلا مبرر، وبلا قضية محترمة يلتف حولها المصريون.
إن الأحرى بنا أن نتسابق لإعداد الإنتخابات القادمة بالتواصل والتلاحم مع المواطنين لنضع أولى الدرجات فى سلم الديمقراطية ، ويخرج برلمان مصرى مشرف يعبر عن كل المصريين ، وأن نلتفت لحال المواطن المصرى وما يتضرر منه ، لا أن نوهم أنفسنا بتحالفات خيالية يحسبها الظمآن ماءاً حتى إذا جاءها لم يجدها شيئاً ، وعلينا أن نتجنب الصدام لتبقى مصر أولاً وقبل أى شئ.
"السادات": معظم القوى السياسية تبحث عن دور البطولة ومزاعم التيارات السياسية بوجود تحالفات "أوهام"
إتهم “أنور عصمت السادات”- وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية- العديد من القوى والتيارات السياسية الحالية، بأنها تعيش مرحلة اللاوعي السياسي، وتتعامل بلا هدف أو رؤية مسبقة، وتبحث عن دور البطولة، في ظل الأحداث الضبابية وكثرة الائتلافات والحركات، دون النظر إلى الصالح العام.
أنور عصمت السادات يكتب : خايف أبقى وزير
حقيقى أن هناك مخلصين مستعدين لتحمل المسئولية ، وآخرين تعد إعتذاراتهم مقبولة ، لكن ما يدعو للآسف هو تخوف البعض وتناسيه للمسئولية الوطنية ، وإبداء إعتذارات واهية لكى لا يتولى المهمة ويفضل أن يبتعد عن الأضواء تلك الفترة.
الغريب أن هناك طائفة كانت ترتدى ثوب المعارضة وتهاجم المسئولين وآدائهم بما يجعلك تشعر بأنهم إن جلسوا على كراسيهم سوف يحولوا اليابس أخضر ويقضوا على الفساد نهائياً ، ويجعلوا مؤسسات الدولة فى أبهى صورها ، وهم الآن لا يرتضون مناصبهم متعللين بالمناخ العام ، ولكن يبدو أن المعارضة من بعيد أسهل ما تكون أما مواجهة المواقف فتتطلب وطنيين.
ولقد ناشدت الدكتور / شرف بأن يصارح الشعب وجموع الشباب المعتصمين بالأسماء التى تترفع عن تولى المناصب وأسباب رفضهم ، وذلك لأنه فى رأيى الشخصى أن هناك البعض وليس الكل يعتبره بعض الشباب والشعب أبطالاً ويوهمونهم بأنهم إن تولوا مكان فلان لفعلوا وفعلوا ، ومن وراء الستار لا يرتضون المنصب ، لأنهم بصريح العبارة فى غنى عن المتاعب لكنهم أمهر ما يكونون فى إشعال حماس الشباب ومشاركتهم سخطهم على أى شخص.
"السادات" يطالب شباب الثورة بمقترحات احتياطية لتولي الحقائب الوزارية وبمصارحة الشعب بأسماء الرافضين وأسباب رفضهم
وطالب “السادات” د. “عصام شرف”، بمصارحة الشعب بالأسماء التي ترفَّعت عن تولي الحقائب الوزارية وأسباب ذلك الترفع؛ ليتضح للشباب موقفهم، ويقدموا بدائل ومقترحات احتياطية بديلة لخلو أي منصب، من أجل الوصول إلى حكومات توافقية، وغلق دائرة النزاعات والخلافات، وإدارة الوطن بأسلوب أمثل.
نحو الهدف
إلى متى ستظل القوى السياسية والوطنية تتباكى على الماضي، دون أن تقطع شوطا نحو المستقبل، لا شك فى أن النظام قد سقط بشكل كبير، وإذا كانت بقاياه تتلاعب وتعبث بأمن واستقرار الوطن، فإن المسئولية الوطنية تستوجب علينا أن نتفق سويا ونجلس معا لنتبنى أفكارنا وآراءنا وآلياتنا مادمنا نسعى نحو هدف واحد.
لقد كان الجميع يلتمسون لنا العذر، بسبب ممارسات وسياسات النظام البائد، الذى كان يسعى مجتهدا لإحداث الفرقة والتشتت والتخوين بيننا، ويضع فى ذهن كل منا أن للآخر أجندته الخاصة التى يعمل لأجلها، إلى جانب المضايقات وحملات التشهير، وغيرها من أدوات النظام التى جعلت كلا منا يسلك طريقا لا يتلاقى فيه مع الآخرين.