وأشار السادات إلى أن هذا اللقاء يأتى فى إطار اعتراف “كل المصريين” بحق الشعب السورى فى الحرية والديمقراطية التى أقرتها كل المواثيق الدولية، ورفض العدوان على أبناء الشعب السوري الذين يعبرون عن رغبتهم وحقهم فى حياة كريمة.
انور عصمت السادات يكتب : فرحة العيد وعهد جديد
رحل شهر رمضان ذلك الضيف الغالى الذى لم نكد نشعر بمرور أيامه الكريمة المليئة بالخير والبركات والنفحات القرآنية، التى تضفى السكينة على القلوب، وتعود بنا إلى رحاب الطاعة، لنطوى صفحات أعمالنا السيئة ونفتح سجلاً أبيضاً ناصعاً تكون فيه الفضائل والأخلاق الحميدة إحدى العلامات البارزة التى ينبغى أن تكون سمة دائمة للشخصية المصرية..
كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول أيام عيد الفطر المبارك ببهجته الذى نأمل أن تدوم وتعم كل الأسر لتكن فرحة الحصاد لما غرسناه فى رمضان من قيم وطاعات بمجرد قدومه الذى يصنع تغيراً واضحاً فى شتى جوانب النفس الإنسانية .
فرأينا المساجد قد امتلأت بالمصلين، وزاد التفاف الناس حول مأدبة القرآن، وكثرت المودة وصلة الأرحام، وسادت روح المحبة والتسامح والإخاء بين أفراد المجتمع، وتلك هى الأسس والمبادئ التى حثت عليها الأديان السماوية ودعت إلى التمسك والالتزام بها على الدوام ، لكن أصبح من السيئ المألوف أننا نجد بعد انتهاء رمضان عودة ذميمة لما كانت عليها النفوس من خصائل مكروهة فيبدأ الهجر للمساجد والقرآن، وتعود العصبية وقلة المودة إلى غيرها من الأمور القبيحة التى كنا قد اجتنبناها فى ذلك الشهر الكريم!!
ولذلك أتمنى أن نكون قد خرجنا جميعاً بذنوب مغفورة وأعمال مأجورة وطاعة مقبولة وموصولة وأرجو ألا تكون تلك الفضائل والأخلاقيات التى تحلينا بها فى رمضان مجرد نموذج عابر أو مؤقت ، فديننا الحنيف لم يأمر بمنهج عبادة خاص بذلك الشهر ومنهج آخر لبقية العام!!
فالمبادئ والأسس التى تربينا عليها كلها تهدف إلى تكوين مجتمع أفضل ورمضان أحد الأمثلة الواقعية لسمو العقيدة الإسلامية، وكلنا يعلم أن سر قبول الطاعة هو أن تدفعنا لأخرى وأن أفضل الأعمال أدومها وإن قل..
لذا أوصى نفسى وإياكم بأن نغتنم ما حاولنا أن نلتزم به فى رمضان من سلوكيات طيبة والعمل على ترسيخها فى نفوسنا فما شهدناه على مدى سنوات عديدة من فساد فى جميع أنظمة المجتمع كان نتاجاً لبعدنا عن أوامر ديننا القيم الذى تكشف لنا المجتمعات الغربية كل يوم أنه السبيل الوحيد للتطوير والنهضة التى نبغيها ودامت أيامكم كلها أعياد وكل عام وأنتم بخير
وكيل مؤسسى حزب الاصلاح والتنمية
أنور عصمت السادات: اتفاقية كامب ديفيد رسخت العيش المشترك بين إسرائيل والعرب
وقال أنور عصمت السادات تحت عنوان “لمصر لا للسادات” إن اتفاقية كامب ديفيد، ليست قرآنا أو إنجيلا وتغيير بنودها أمر منصوص عليه ضمنها ولكننا مجمعون علي أن يتم تعديلها طالما أن الظروف والمستجدات الحالية تستوجب ذلك.
وأضاف “لكن للأسف – قال أنور عصمت السادات – تطاولت بعض الألسنة وارتفعت حدة الانتقادات بشكل أساء للرئيس السادات ومن كانوا معه واعتبر أنور عصمت السادات أن اتفاقية كامب ديفيد أوقفت مطامع إسرائيل وأحلامها في إقامة دولة إسرائيل الكبري وأنها رسخت العيش المشترك بين السعب العبري وجيرانه من الشعوب العربية٬ لكن بعض العقليات المريضة –علي حد قوله– لا تدرك أهمية وجود مساحة جغرافية فاصلة خالية من السلاح بين إسرائيل وجيرانها العرب”.
لمصر وليس للسادات
وبعد ما يقرب من أربعة وثلاثون عاماً فرضت علينا الأحداث أن نتصفح التاريخ ونقف أمام ” إتفاقية كامب ديفيد ” التى وقعها الرئيس السادات ومناحم بيغين عام 1978م لنميز الخطأ من الصواب.
إتفاقية ليست قرآنا ولا إنجيلاً ، وتغيير بنودها أمر منصوص عليه ضمنها ، وكلنا مجمعون على أن يتم تعديلها طالما أن الظروف والمستجدات الحالية تستوجب ذلك ، وطالما أن خبرائنا وحكمائنا يرون فى ذلك الصالح العام ، وأن يجلس الطرفين ( المصرى ، الإسرائيلى ) على ضوءها لمناقشة إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية وزيادة عدد القوات المتواجدة فى المنطقة (ج ) بالجانب المصرى حفاظاً على أمن وحماية الحدود الفاصلة بين البلدين، وعدم إتاحة الفرصة لأى مخططات إرهابية .
لكن للأسف تطاولت بعض الألسنة وتعالت صيحات الإستهجان والإستنكار ، وإرتفعت حدة الإنتقادات بشكل أساء للرئيس السادات ومن كانوا معه ، وضيعت جهد وعمل رجال لم يبخلوا بأرواحهم ورفعوا راية مصر، وأكملوا بعظمة شديدة مسيرة رائعة من الكفاح الوطنى ، وتحملوا عن طيب خاطر أمانة الوطن وقضايا الأمة دون كلل أو تفريط. ولم يزايدوا كغيرهم حتى لا يكون الثمن أرواح الكثيرين.
لم يستوعب هؤلاء أن ما قام به السادات كان أفضل خيار متاح بعد أول إنتصار عسكرى حقيقى يحدث منذ عهد محمد على ليحقق سلام الشجعان ، وتلتقط مصرأنفاسها ، فالشعوب لا تظل دائما دائما تخوض الحروب .ولكن لابد أن يكون هناك زمن للبناء والتنمية .
كان للمعاهدة ظروفها ومقتضياتها ، بل كانت ثمناً للسلام ،وهو إسم من أسماء الله تبارك وتعالى ، ولا يعرف معناه إلا من ذاق آلم الحروب ، بل إنها أوقفت مطامع وأحلام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، لكن بعض العقليات المريضة لا تدرك أن وجود مساحة جغرافية فاصلة خالية من السلاح بين إسرائيل وجيرانها العرب ، هو أقل ما يمكن أن تسعى إليه إسرائيل لتحفظ أمنها مقابل السلام والإستقرار والعيش المشترك بين الشعب العبرى وجيرانه من الشعوب العربية ، وهو ما يتعين على سوريا أن تعيه جيداً كثمن ستدفعه مستقبلاً لتنازل إسرائيل عن مرتفعات الجولان ، وستدفعه أيضاً فلسطين حين تقام دولتهم.
السادات الذى تنبأ بتفكك وإنهيار الإتحاد السوفيتى ، ووصف القذافى بأنه مخبول ورفض التعامل معه ، فى حين أن غيره من الحكام قال عنه بأنه يرى شبابه فيه ، والآن صدقت رؤية وتقديرالسادات وأباد القذافى شعبه مثله مثل الأسد فى سوريا وصالح فى اليمن ، وصدام فى العراق ، واليوم تتعالى أصوات قلة من مؤيدى التيار القومى وجبهة الصمود والتصدى ممن لا يملكون أن يديروا شئون منازلهم بالدعوة للتصعيد وإفتعال معارك وهمية.
إن معركة المفاوضات والوصول إلى إتفاقية سلام ليست بالأمر الهين ، وإقرأوا التاريخ جيداً وعلموه لشبابنا ، ليلمسوا الفرق بين الزعماء ، وربما تدركوا أن الظروف التاريخية فرضت علينا قضايا وقرارات كانت هى الأنسب والأصلح تفادياً لضحايا ودمار أكبر، واليوم إن كانت لا تتفق مع الظرف الراهن فلنعيد دراستها وتعديلها ، ويبقى الأهم وهو أن من سطرها رجال عاشوا لمصر وماتوا من أجل مصر.
بركان الغضب
نار تغلى داخل صدور وقلوب كل المصريين، جموع ثائرة، ومشاعر غاضبة.. ودماء تكاد تغلى داخل عروقنا، رفضاً لما قامت به اسرائيل من اعتداء على السيادة المصرية، وإزهاق أرواح شهدائنا، لتمضى فى بطشها معتقدة ان الحدث الذى قامت به سوف يمر مرور الكرام.
ألم تعلم اسرائيل أن ثورة يناير قامت من اجل الثأر لكرامة المصريين التى فرط فيها النظام السابق، ولم يضع لها فى حساباته أى اعتبار؟ ألم تدرك اسرائيل أن عقارب الساعة قد غيرت اتجاهاتها، وأن الشعب المصرى قد استرد بالفعل بلاده ومقدراتها، ولن يسمح بأى اعتداء أو انتهاك لسيادته، وأن شعارات ضبط النفس، وتقبل التبريرات والتعليق على شماعة الأخطاء، كلها أمور لم تعد تنفع الآن.
ان لم تكن اسرائىل ترىأن مصر قد تغيرت فهى عمياء، وإن لم تكن تشعر بالتغيير فهى لاشك تعانى من تبلد الاحساس، وان لم تكن تعلم ان بركان الغضب المصرى من أفعالها لن يخمد قبل ان يتم القصاص لشهدائنا، فقد افتقدت شيئاً هاماً وهو الحكمة التى تستطيع ان تقدر بها حجم الأمور.
ما قامت به إسرائيل يعنى لاشك انها تتربص بنا وتتحين الفرصة لذلك، فبمجرد ان وقع حادث الحافلتين، انقلبت كفة الميزان ضد مصر، وخرج «إفخاى أورغى» المتحدث باسم جيش الدفاع الاسرائيلى، ووزير الدفاع الإسرائيلى «ايهود باراك» زاعمين ان مصر تفقد السيطرة على سيناء، واتهموها بتراخيها فى تسلل البعض الى اسرائيل، وتناسوا ما فعلوا وكأننا نحن من قتلنا الشهداء..
اليوم توحدت القوى والتيارات السياسية التى شاركت من قبل فى الثورة، ثم تفرغت بعدها للتناحر والصراعات والخلافات، وعادت الشعارات الواحدة والروح الواحدة التى لا تجعلنا نشعر بالقلق والتشرذم والانقسام او الخوف على مستقبل هذا البلد.
إن الإدانة والشجب والاستنكار لم يعد له مكان عندنا، واننا لا نريد او نتمنى ان نخوض حرباً مع اسرائيل،ولا ينبغى ان نسعى لذلك، لا خوفاً ولا تفريطاً لكن إعمالاً للعقل والحكمة، وادراكاً لمصلحتنا الأولى، واننا وهم فى الحقيقة غير مستعدين لذلك ولا يجب ان يدفعنا الغضب الى الانجراف وراء العاطفة دون تقدير للأوضاع، ومن ثم الدخول فى نفق مظلم قد يفقدنا الكثير في آنة يفترض اننا نسعى فيها لبناء مصر.
حرب المليونيات
تمر مصر الآن بلحظات فارقة فى تاريخها المليئة صفحاته بالتضحية وحب أبنائها وحرصهم على مصالحها العليا، وأن تبقى دائماً منارة للعالم بأسره يهتدى إليها الحيارى والتائهون، ويتعرفون على حضارتها العظيمة وشعبها الأصيل.
كان على القوى السياسية أن تكون على وعى بحجم ومكانة هذا البلد، وأن تحرص قبل أن تقبل على أى شىء على صورة مصر أمام العالم، وتحترم ذكاء عقليات كل المصريين، وتلتفت إلى الصالح العام والشأن المصرى فى وقت يتطلب تضافر الجهود لقيادة الوطن إلى بر الأمان.
لكن للأسف، لاتزال تدور رحى حرب المليونيات، وأصبحنا بحاجة لمليونية لوقف المليونيات التى لا داعى لها إلا أن يرد تيار أو فصيل سياسى على آخر نجح فى حشد الجماهير وتعبئة الميدان حتى وإن كانت المليونية بلا هدف.
مليونيات أنتجها الفراغ والاستهبال والهتاف من أجل الهتاف واستعراض العضلات، وأخشى ما أخشاه أن يخسر المصريون سلاحهم القوى والفعال الذى يستخدمونه فى الضغط على المجلس العسكرى والرأى العام وقت شعورهم بالظلم وسرقة ثورتهم.
مسميات فقط «وحدة الصف» «فى حب مصر» «الجمعة الحزينة» وتحالفات خداعة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب والقوى السياسية مشتتة وتحتاج إلى الوحدة وتصفية الخلافات، والخروج من دائرة الماضى، الذى أصبحوا أسرى له، ولا يعرفون طريقة أخرى إلا التى كانوا يتعاملون بها فى وجود النظام السابق.
ولا أدرى إلى الآن، لماذا لا تقوم تلك القوى السياسية بحشد جهودها لإعادة ثقة المواطن فيها، والعمل من أجل الناخب الذى سوف يقف ليختار أمام صندوق الانتخاب، ويرتبط بمصيرها بتأييده ودعمه، ونقبل معاً على بناء مصر الحديثة.
حذرت مراراً من أن بعض الجموع لن يكون هناك سقف لمطالبها، وقد أعجبهم الميدان والتجمع وتسلية أوقاتهم، وسيظلون دائماً يطمحون فى المزيد، لأن عنادهم هو قائدهم ومحركهم، ولكن هذا العناد لا مجال له الآن وسوف يتجه بنا إلى نفق مظلم.
كان يجب على الليبراليين ودعاة الدولة المدنية والإسلامية أن يتصالحوا ويتحدوا من أجل مصر، ويدركوا أن التوافق الوطنى هو الوسيلة المثلى لعبور الفترة الانتقالية بدلاً من الانقسام والاستقطاب الذى جعل الكثيرين ينفضون من حولهم ويبحثون عن الحرية فى عالمهم الجديد.
ملأنا مصرنا حرية، وعلينا أن نملأ صدورنا وقلوبنا بنسيم الحرية التى افتقدناها ثلاثين عاماً لكن هذا لا يعنى أن نظل نرتكن وننتظر أن تتحسن الأوضاع بالمليونيات والشعارات غير الهادفة، بل بالعمل والسعى لبناء مصر الحديثة التى تستحق من شعبها أكثر من ذلك.
المشهد التاريخى
بعد أن رأينا جميعاً مشهداً لم نره من قبل فى تاريخ الحكام العرب، ووقف الرئيس السابق مبارك وأبناؤه ووزير داخليته ومساعدوه فى قفص الاتهام فى مشهد علنى لم يكن أحد يتخيله من قبل، أعتقد أن قلوب الكثيرين قد شعرت بالارتياح، واطمأنت لمسار الثورة، وأنها تدور فى فلكها الصحيح إعمالاً لدولة العدل والقانون..
والآن وبعد أن رأينا هذا المشهد الذى أكد عدم صدق كل المشككين فى شفافية ومصداقية المجلس العسكرى، وبدت لنا رسالته المطمئنة للشعب، هل سنبقى أسرى لسيناريو المحاكمات، وتبقى عجلة العمل والإنتاج كما هى عليه الآن؟ لقد آن الأوان أن نعمل ونبنى مصر كما نحب، فى وقت هى أحوج ما تكون فيه لأن تستقر وتنهض ونخطو باقتصادها للازدهار، وإلا سوف نقف نتعثر، ونكون فرجة ومضحكة للعالم أجمع، لشعب ثار على الظلم وظلم نفسه!!
"السادات" يطالب "شرف" بمشاركة المجتمع المدنى فى اختيار لجان المحليات
كتبت نرمين عبد الظاهر
وأكد السادات أن اختيار القيادات الشابة التى تتسم بالسمعة الطيبة والكفاءة لهذه المهمة من خلال قاعدة اجتماعية عريضة، سوف يكون حافزا مهما وعاملا حيويا فى تحملهم المسئولية والمساهمة الفعالة فى حل مشكلات المواطنين وتلبية احتياجاتهم.