28مارس

عرائس المارونيت

أزمات وراء أزمات في أقل من شهر .. وما تبعها من كابوس في معالجة الاثار التي يسببها انهيار صناعة وتربية الدواجن في مصر ..( وهي السلعة الرخيصة نسبيا مقارنة باللحوم الحمراء ) ومع شبح هبوط اقتصادي قادم لمصر مع بدات ازمة ارتفاع اسعار بعض السلع الاساسية مثل ارتفاع سعر السكر الي أكثر من 50 % . والباقية تأتي .. ومع شبح وغول الاهمال والتسيب في الجهاز الحكومي والذي نتج عنه غرق العباره السلام 98 وغرق وفقد أكثر من الف مواطن مصري يأتي طلب الاصلاح الدستوري و الذي نحن بصدده من تعديلات في نصوصه او اصلاح في كل بنوده . الدستور وتعديلاته .. هل هو الحل ؟ هل هو الطريق السحري للتنمية الشاملة ونهضة البلاد .. ؟ هل هو بداية انفتاح حقيقي لنهضة الريف المصري وخروجه من كهف التخلف والفقر ؟ علي الاقل.. هل يمكن ان تكون هي بداية صحيحة ؟ .. ولكن ارجو الا تكون تلك البداية هي بداية طريق طويل طوله عشرات السنين من المناقشات والتوضيحات لبنود الدستور المراد تعديله . بند بند .. وما يتبعه من تهليلات واحتفالات ..علي نمط المادة 76 والتي يصفونها بأنها الجدار الفاصل

لقد بلغنا سن الرشد منذ زمن بعيد .. وسكوتنا عن ا ليس الا اتقاءا لشر الافاقين والحاشية وركاب الموجة والسابحين مع التيار.. او قل مع الطيار
.. خوفا من اتهامنا بتهم تمس الاخلاق .. وليس خوفا من تهم سياسية فنحن لها .. اذا كانت تهم واثام وذنوب .. وخطايا سياسية .. فنحن اكفاء لها .

سيدي الرئيس … لسنا عرائس مارونيت نتحرك بالخيوط والاسلاك نرفع ايدينا بالموافقة مع كل قانون وعلي كل باب مفتوح للمناقشة ليغلق او مغلق لنفتحة طبقا لتعليمات- سيادتكم وتعليمات رئيس المجلس الموقر – عيب قوي ان نكون بلا ارادة عيب قوي ان نكون تابعين لفاشلين وتابعين لترزية القوانين وتفصيل أحلام سيادتكم … مع كل صباح لاستمرار مسلسل وحلقات ذكر تعقد يوميا للمديح والتكبير للانجازات الرائعة التي تتم يوميا طوال أكثر من 24 عاما وحتي الان حتي اصبحنا وامسينا و لم يعد هناك فقير !!! ولا جائع !!! ولا مظلوم !!! واصبحت مصر .. جمهورية فرحات .. التي كتبها الراحل يوسف ادريس . . واصبحت القاهرة المدينة الفاضلة .. لافلاطون ..

عندما اختارنا الشعب لنمثله في البرلمان .. لم يختارنا – كما نشرت وسائل دعايتكم – بالبلطجة والرشوة .. وانما اختارنا املا في الخلاص من هذا الخنوع والكسل والبلادة في القوانين التي وضعت منذ عشرات السنين ولم تغير او تتغير .. اختارونا كأسماء جديدة علي الساحة السياسية املا في اتنعاش واحياء روح العمل الوطني .. واملا في رفع مستوي المعيشة الي الحد الادني الذي يحفظ لهم كرامتهم والذي يصون ويحمي الاسرة المصرية من الضياع وسط مجتمع غير متوازن لا يسمح لهم بأيجاد فرص عمل حقيقية توفر لهم حياة كريمة. هذا هو الذي افتقده الشعب منذ سمحتم ببقاء فئة لا طعم لها ولا لون تمشي في ركبكم الفخيم و تستفيد ما امكن من مزايا حكمكم وسطوتكم ..

المادة 76 من الدستور … وكأن الدستور كله هو هذة المادة فقط .. من كثرة الطبل والزن والتكرار في وسائل الاعلام عليها . وما اطلقة الرئيس في احتفال- مرتب ومعد سابقا – بمحافظة المنوفية من موافقته علي تعديلها ..
وانا كعضو في مجلس الشعب امثل دائرة تعدداها يزيد 300000 نسمة وامثل رأي شعبي عام اتسال عن آلية تعديل الكثير من مواد الدستور .. وعلي سبيل المثال:
(1) المادة (77) والتي تنص علي ان : مدة الرئاسة ست سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الاستفتاء، ويجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدد أخرى..
(2) المادة (82) إذا قام مانع مؤقت يحول دون مباشرة رئيس الجمهورية لاختصاصاته أناب عنه نائب رئيس الجمهوري .
وغيرها الكثير من المواد التي وضعت لخدمة طبقة معينة تضمن لها البقاء في الحكم الي ابد الابدين ..

هل نحن غير مؤهلين لان نكون سباقين في اتخاذ قرار التغير .. ؟ هل لابد ان ننتظر الاشارة والعلامة والاذن بأن نعدل مادة مادة من الدستور طبقا لاولويات القائد الملهم ؟ وطبقا لما يراة السادة المشرعين بأوامر من السلطة العليا .. حتي لاتكون هناك زعزعة في النظام والامن ولعب بمقادير البلاد !!!

سيادة الرئيس .. ان كنت تخشي القلق وتخشي اثارة القلاقل وتخشي علي الشعب من التغيرات المفاجئة وتعديلات الدستور ..فهذا خوف في غير محله لاننا نضجنا ورأينا وسمعنا وقارنا مصر بدول أخري سبقتنا في كل شيء .. سبقتنا اقتصاديا وسياسيا واصبحت مثال ونموذج ودليل وتجربة ناجحة ينظر العالم لها بأحترام … وتعلم سيادتكم.. كما يعلم الكثيرون من الشعب المصري تجربة ماليزيا كدولة اسلامية من دول العالم الثالث وكيف اصبحت .. وكيف امسينا نحن .. كيف اشرقت هذه الدولة.. وكيف خفت نور دولتنا بالمقارنة ..
30 عاما مضت ( منها 24 عاما في حكمك ) خلقت دول من العدم وظهرت ..

النمور السبعة والاسد الصيني .. ولم نسمع عن استجداء تلك الشعوب لحقوق دستورية لهم يمنحها لهم الحاكم .. ولم نسمع ابناء حكام يتدخلون في ادق شؤن الحكم .. سواء بالمشورة او التعين لوزراء ومحافظين !!! واعتلاء مناصب حزبية رفيعة برضاء او غير رضاء اعضاء الحزب ..
لم نسمع عن وجود تكتلات رأسمالية علي رأسها أحد افراد اسرة رئيس الدولة !!! ..
تلك هي الدول التي ظهرت في الفترة الاخيرة (30 عاما مضت ) وهي دول كان تصنيفها من دول العالم الثالث … وأصبحت دول ذا
ت ريادة اقتصادية ..

تنتج السيارات وتصنع الطائرات …. تعداد سكانها يفوق تعداد سكان مصر ولم نسمع عن المشكلة السكانية وتحديد النسل و محدودية الرزق وقلة الموارد وقلة الدخل القومي ( نجيب منين ؟؟؟؟)

نعم هناك بعض التقصير والتغاضي منا لامور كثيرة في اساليب الادارة
وفي اساليب ادارة الحكومات للازمات المختلفة .. لم نقف لها بالمرصاد واصطياد الاخطاء لها وفضحها .. قد يكون هذا بدافع الشفقة وعدم فضح امور كثيرة لاشخاص نكن لهم الاحترام والتقدير من وزراء ورؤساء ووزارات متعاقبة نعلم علم اليقين انهم لا حول ولا قوة لهم في اتخاذ قرارات معينة تكون فد امليت عليهم لتنفيذها او – علي احسن الاحوال – لم تجد معارضة كافية لتصحيحها ..

انور عصمت السادات

21مارس

السائرون نياماً

عفواً لاستعارة هذا العنوان من الروائي المصري الاستاذ سعد مكاوي -رحمه الله- عن الأوضاع الحالية للحياة العامة المصرية تستدعي إلي الأذهان ذكريات وعناوين لكتب وروايات مصرية قديمة، ولكنها ذات قيمة أدبية عالية.. السائرون نياما هو وصف ما نحن عليه الآن من تراخ، وتسيب، وإهمال، في أدق مظاهر الحياة، وتراكم سلبيات علي مدي عشرات السنين، كان لابد لها أن تؤدي في النهاية إلي كوارث، مثل حادث العبارة. السائرون نياماً، هو حال كبار المسئولين في مواقع -من المفترض- أنها مواقع اتخاذ القرار، ولكن أين القرار؟ إذا كانوا نياماً، ولكنهم سائرون ويمشون ويتقلدون المواقع القيادية بالأقدمية أو بأية وسيلة وأي سلوك، ولا نكتشف هشاشتهم وقلة حيلتهم طالما لا يوجد حدث أو موقف أو قضية، وحتي إذا كان هناك قضية فيكون رد الفعل إما متأخراً جداً أو بعد أخذ الإذن من الأعلي ومن السلطة التي وضعته في المكان القيادي الذي يرأسه ولا تكون أبداً بمبادئه وتطوع منه.
قد يكون هذا مقبولاً ويمكن أن يمر دون تعليق أواستفهام أو سؤال، ولكن عندما يتطلب الموقف اتخاذ قرار ويعقب القرار اتخاذ فعل، هنا تتوقف مسئوليته حتي يأخذ الإذن، والموافقة، ولمن ينسب الفعل ويتم (الشو) وسيكون من نصيب من؟ ومن أي جهة؟ للظهور، بمظهر البطل.
حتي الطموح الذي هو من المفروض أنه موجود في النفس البشرية وطبيعية للشخص الطبيعي، غير موجود، قتلوه، طموح أن يكون بطلاً قومياً بعمل يقصد به الصالح العام كإنقاذ مئات الغرقي بمبادرة منه، ضارباً بعرض الحائط كل القوانين الوضعية وضارباً برأي كل من هم أعلي منه وامتلاك زمام الأمور، لا يستغله حين تتيح له الظروف ذلك، أو يقدم علي هذا الطموح ويحققه، لا يفعله، موت النخوة وموت الشهامة وافتقاد المبادأة عنده أفضل من أن يتخذ موقفاً قد يجعله بطلاً قومياً وشخصية أسطورية وذلك مقابل أن يستمر فيما هو فيه ويترقي ويسير نائما، غير عابئ بمن حوله!! السائر نائماً.
نجاحات الرجال في مصر معروفة واختيارهم لتولي مسئوليات ذات طابع قيادي لاتخاذ القرار علي رقبته وتحت مسئوليته معروفون جيداً للجميع، ولو تولي أحدهم منصبا في إدارة الأزمات لكان نجاحه مضموناً، وبأفكار جديدة، وسيظهر في تفادي منصب في إدارة الكوارث واتخاذ القرار الصائب في لحظة.
السائرون نياماً والمتغاضون عن الأخطاء الواضحة أمامهم واللاهون وراء اكتناز المال ووراء المناصب وتأمين حياتهم وحياة أحفادهم، سيأتي اليوم الذي يتولي فيه شباب ناضج وفاهم ليفضحهم ويكشف المستور الذي يختبئون خلفه حين يختفي هذا المستور من الوجود.
حيث تكلمت عن علاقات وصداقات مشبوهة في حادث غرق العبارة السلام 98، طلب مني دليل!!.. والآن وبعد سلسلة من الأحداث والتحقيقات هل مازلتم تبحثون عن دليل؟؟ دليل علي ماذا؟ علي فساد إجراءات وتسهيلات علي حساب أكثر من ألف جثة مواطن مصري!! اتقوا الله
.. يرحمكم الله.
أنور عصمت السادات
07مارس

جمال وجمال

الفرق كبير جداً بين الجمالين .. جمال مبارك .. و جمال حمدان . . اعلم ان كل من سيقرأ هذا السطر سوف يهذي بكلمات اعرفها وأدرك ما تقوله النفس ويعمل العقل فيها من المقارنة البعيدة والتي قد تكون ظالمة لأي منهما .. ظالمة للسيد/جمال مبارك لبعده عن موضوع الجغرافيا وكتاب شخصية مصر وبعده عن فكر وثقافة المرحوم . د/ جمال حمدان .. الراهب .. عاشق تراب مصر .. بلا غرض مادي او منصب او جاه او سلطان .. وظالمة للدكتور جمال حمدان لاختلاف الغرض والهدف الذي من اجله عمل سنين في هذا المؤلف الفذ .. والذي يعتبر مرجعا وثائقيا شديد الأهمية للباحثين في كل ما يتعلق بمصر … سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا ..

أكثر من 16 عاما علي رحيله المأساوي الذي يدين كل مسئول في وقت حدوثة .. رحيل يخجل المرء من ان يذكر انه عاصره في تفصيله حتي لا نتهم بالعار والخزي … والاستهتار حتي وصل الحال الي ما وصل اليه حال الدكتور / جمال حمدان من فقر مادي وزهد في الدنيا والعفاف عن ابسط أساسيات الحياة .. وادي الي وفاته ..
درس ودرس وكتب وبحث وحلل واستقصي تاريخ بعيد وتاريخ قريب في مليون كيلومتر مربع ..هي مساحة مصر.. ووضعها في كتابه ( شخصية مصر ) في فصل تحت عنوان عبقريات المكان وعبقريات تكاد تصل الي عبقريات العقاد وقد تتعداها في مواضع كثيرة .. وسيظل يذكرها المثقفين والدارسين والباحثين مئات السنين طالما تكلموا عن السياسة المصرية والاقتصاد المصري والمواطن المصري تاريخه وحاضره ومستقبله . ونشط توزيع المؤلف في الثمانينات من القرن الماضي بين كل من يقوم بعمل رسائل الماجستير او الدكتوراه في الجامعات المصرية ..
اما السيد /جمال مبارك وفي هذه الايام .. شأنه شأن عدد من الشباب أصحاب المال والجاه والسلطه .. له ظهور وله ظهور .. ولكن عمر هذه الظهور قصير – حني الآن – وظهور مدفوع الثمن – من حزب موروث .. سرعان ما يختلف عليه ومعه الكثيرين مع مرور الايام .. ولا يذكره أحد سوي المستفيدين والقريبين منه لحين, .. لانه لم يكتب تاريخ او يكتب التاريخ عنه .. لانه لم ينظر الي مشاكل جيله ولغة حوار الشباب بعيدا عن القصر الرئاسي وبعيدا عن الأصدقاء أصحاب الطبقات الراقية وأصحاب المصالح معه ..

ادعو السيد جمال مبارك لقراءة جزء واحد من الكتاب .. او ورقات قليلة من كتاب شخصية مصر ولتكن صفحات من عبقرية المكان ولتكن صفحات وصف الحدود الشمالية لمصر .. والتي يصفها حمدان طوبه طوبة ويربطها بالتاريخ والحاضر . والمستقبل لمصر ..
عندها سيعرف السيد جمال مبارك جزء هام من تاريخ مصر . وكيف يفكر الباحثين والعلماء في حب مصر ..
ولتكن تلك الساعات التي يقضيها مع كتاب شخصية مصر مفتاحا له للتقرب من الجيل الحالي الذي يستشعر ويحس بقيمة الكلام بسرعة رهيبة .. خاصة حين نتكلم عن حب الانتماء لأسباب تستحق .. وهي تراب مصر
وعبق التاريخ فيه .. هنا سوف يدرك الشباب ان هناك من يفكر فيه بطريقه ليس بها رياء ولا تكبر بعلوم الاقتصاد الغربيه .. التي جبل علي سردها عند كل حوار و مقابله معه .

أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل