الفرق كبير جداً بين الجمالين .. جمال مبارك .. و جمال حمدان . . اعلم ان كل من سيقرأ هذا السطر سوف يهذي بكلمات اعرفها وأدرك ما تقوله النفس ويعمل العقل فيها من المقارنة البعيدة والتي قد تكون ظالمة لأي منهما .. ظالمة للسيد/جمال مبارك لبعده عن موضوع الجغرافيا وكتاب شخصية مصر وبعده عن فكر وثقافة المرحوم . د/ جمال حمدان .. الراهب .. عاشق تراب مصر .. بلا غرض مادي او منصب او جاه او سلطان .. وظالمة للدكتور جمال حمدان لاختلاف الغرض والهدف الذي من اجله عمل سنين في هذا المؤلف الفذ .. والذي يعتبر مرجعا وثائقيا شديد الأهمية للباحثين في كل ما يتعلق بمصر … سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا ..
أكثر من 16 عاما علي رحيله المأساوي الذي يدين كل مسئول في وقت حدوثة .. رحيل يخجل المرء من ان يذكر انه عاصره في تفصيله حتي لا نتهم بالعار والخزي … والاستهتار حتي وصل الحال الي ما وصل اليه حال الدكتور / جمال حمدان من فقر مادي وزهد في الدنيا والعفاف عن ابسط أساسيات الحياة .. وادي الي وفاته ..
درس ودرس وكتب وبحث وحلل واستقصي تاريخ بعيد وتاريخ قريب في مليون كيلومتر مربع ..هي مساحة مصر.. ووضعها في كتابه ( شخصية مصر ) في فصل تحت عنوان عبقريات المكان وعبقريات تكاد تصل الي عبقريات العقاد وقد تتعداها في مواضع كثيرة .. وسيظل يذكرها المثقفين والدارسين والباحثين مئات السنين طالما تكلموا عن السياسة المصرية والاقتصاد المصري والمواطن المصري تاريخه وحاضره ومستقبله . ونشط توزيع المؤلف في الثمانينات من القرن الماضي بين كل من يقوم بعمل رسائل الماجستير او الدكتوراه في الجامعات المصرية ..
اما السيد /جمال مبارك وفي هذه الايام .. شأنه شأن عدد من الشباب أصحاب المال والجاه والسلطه .. له ظهور وله ظهور .. ولكن عمر هذه الظهور قصير – حني الآن – وظهور مدفوع الثمن – من حزب موروث .. سرعان ما يختلف عليه ومعه الكثيرين مع مرور الايام .. ولا يذكره أحد سوي المستفيدين والقريبين منه لحين, .. لانه لم يكتب تاريخ او يكتب التاريخ عنه .. لانه لم ينظر الي مشاكل جيله ولغة حوار الشباب بعيدا عن القصر الرئاسي وبعيدا عن الأصدقاء أصحاب الطبقات الراقية وأصحاب المصالح معه ..
ادعو السيد جمال مبارك لقراءة جزء واحد من الكتاب .. او ورقات قليلة من كتاب شخصية مصر ولتكن صفحات من عبقرية المكان ولتكن صفحات وصف الحدود الشمالية لمصر .. والتي يصفها حمدان طوبه طوبة ويربطها بالتاريخ والحاضر . والمستقبل لمصر ..
عندها سيعرف السيد جمال مبارك جزء هام من تاريخ مصر . وكيف يفكر الباحثين والعلماء في حب مصر ..
ولتكن تلك الساعات التي يقضيها مع كتاب شخصية مصر مفتاحا له للتقرب من الجيل الحالي الذي يستشعر ويحس بقيمة الكلام بسرعة رهيبة .. خاصة حين نتكلم عن حب الانتماء لأسباب تستحق .. وهي تراب مصر
وعبق التاريخ فيه .. هنا سوف يدرك الشباب ان هناك من يفكر فيه بطريقه ليس بها رياء ولا تكبر بعلوم الاقتصاد الغربيه .. التي جبل علي سردها عند كل حوار و مقابله معه .
أنور عصمت السادات
عضو مجلس الشعب المستقل