ايمان بدر
تختتم اليوم الخميس قمة “كامب ديفيد” الأمريكية الخليجية أعمالها، بعد أن إنعقدت ليومى الثالث عشر والرابع عشر من مايو الجارى.
وفى تطور سريع للعلاقات الأمريكية الخليجية تراجع الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن تصريحاته التى تطاول فيها على دول الخليج، حيث كان أوباما قد صرح فى حوار للصحفى توماس فريدمان، بأن المشكلة ليست فى إيران، ولكن الأزمات تأتى من داخل بعض الأنظمة العربية الحاكمة على حد قوله، وما هى إلا ساعات وكان فتى البيت الأبيض يتراجع فى حوار إعلامى أخر، ليؤكد على أن بلاده لن تدخر جهدا لدعم دول الخليج، التى من حقها أن تتصدى لإيران، “راعية الإرهاب” على حد وصفه أيضا.
ومن جانبه قال السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، واصفا تخبط الإدارة “الأوبامية”بأن الرجل” مزنوق”، ما بين مصالح بلاده مع دول الخليج، التى تتعرض لتضارب لأول مرة منذ عقود، وما بين التقارب مع إيران فى ثوبها الجديد.
وأشار رئيس إتحاد المستثمرين العرب إلى أن إيران بعد “ديماجوجية” أحمدى نجاد، أصبحت أكثر دبلوماسية، بعد أن عاشت لعقود تحت وطاة حصار وتجميد أموال، وحرمت من قطع غيار السلاح الغربى، لافتا إلى أن أمريكا وقتها كانت تقف ضد أى تقارب عربى إيرانى.
وأوضح بيومى أن الوجه الجديد للإدارة الإيرانية يميل للتوافق مع الولايات المتحدة والغرب، فى حين حاول أوباما إقناع الدول الخليجية بقيادة السعودية، بأن تقاربه مع طهران، لن يؤثر على المصالح الخليجية؛ لأن الأمن القومى لبلاده مرتبط بالبترول الخليجى من ناحية، وبأمن المنطقة وإسرائيل من ناحية أخرى.
وعن حصاد قمة”كامب يفيد” قال الخبير الدبلوماسى ، إن الرئيس الأمريكى لم ينجح فى توصيل رسالته بالشكل الذى يطمئن دول الخليج، التى يتصاعد قلقها فى ظل التواجد الإيرانى فى لبنان والعراق وسوريا واليمن، وكأنها تحاصرها أو تطوقها، كما تتزايد المخاوف من ثمن صفقة طهران مع واشنطن، والتى تساوى الإفراج عن أكثر من 42 مليار دولار، هى أرصدة إيران التى كانت مجمدة.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الكونجرس الأمريكى لم يحسم كلمته بشأن التقارب مع إيران حتى الأن، لافتا إلى أن اللوبى اليهودى يسيطر على توجهات النواب، وينفق على حملاتهم الإنتخابية، متوقعا أن يضغط الكونجرس على الإدارة الأمريكية كى تعيد النظر فى علاقاتها مع إيران، من أجل عيون أمن إسرائيل.
وعلى جانب أخر قال النائب السابق محمد أنور عصمت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أنه لا يرى قمة “كامب ديفيد”قد فشلت؛ لأن مجرد قبول دول الخليج للدعوة الأمريكية، وإرسال قيادات بثقل الأمير محمد بن نايف ولى العهد، يعنى خطوة على طريق التوافق.
وأشار السادات إلى أنه من مصلحة دول الخليج والدول العربية بشكل عام، أن تتوافق مع إيران بشأن عدة ملفات من بينها البرنامج النووى، وأيضا الأزمات اليمنية والسورية والعراقية؛ لأنه لا يخفى على أحد التواجد والدور الإيرانى فى هذه الدول العربية.
وأضاف النائب البرلمانى السابق، إنه من مصلحة الإدارة الأمريكية أيضا أن تجد أرضية للتفاهم على إستراتيجيات وسياسات معينة فى المنطقة، لافتا إلى أن تحجيم النشاط النووى الإيرانى ووضعه تحت سيطرة واشنطن، ينعكس على أمن إسرائيل بشكل مباشر، كما أن العلاقات مع دول الخليج تساوى حماية الإقتصاد الأمريكى الذى أنقذته الإستثمارات الخليجية من الديون والأزمات.