أجتمعت يوم الثلاثاء الماضي المجموعة الاولى من مرشحي حزب الاصلاح والتنمية لبرلمان ٢٠١٠ وقام المهندس علاء النواوي بالتعريف بالخطة الاستراتيجية للحزب وكذلك التعقيب على تساؤلات المرشحين.
وصرح السيد أنور عصمت السادات بأن المعركة سوف تكون صعبة ولكن لابد منها فهي فرصة جديدة للأصلاح من خلال أختيار ممثلين برلمانين يعبرون عن أرادة الشعب. ومن الجدير بالذكر أنه سوف تتعدد لقاءات المرشحين خلال هذا الشهر حتي الوصول الى النصاب الكامل كما يخطط فريق الانتخابات المركزي .
المباراة الحاسمة
الديمقراطية و الاصلاح أصبحا مطلبا شعبيا عاما … خاصة في دول ما يطلق عليها – دول العالم الثالث – التي ما زالت خطاها في هذا الطريق اشبه بخطى طفل يحبو , يحاول الوقوف فيقع … و يحاول و يقع .. و لكن على أقل تقدير.. تحسب لها هذه المحاولات .. و لم تستكن لليأس و تتعذر بقلة الحيلة!
فالتجربة الايرانية – اتفقنا أو اختلفنا مع نتائجها – وربما للبعض قدر من التحفظات عليها و اخرون اعتبروها صفعة للحريات السياسية.. خاصة انصار المرشح حسين موسوي الذي كان يعد الاقرب للفوز ورفضهم للنتائج و تشكيكهم بحدوث تجاوزات و بالتالي الطعن في صحتها مما اشعل شرارة الاضطرابات التي سادت المدن الايرانية – و ان لم تكن قد خرجت عن المألوف بعد انتخابات قوية و شرسة كالتي شهدتها ايران – إلا انها بكل المقاييس تجربة تستحق الاشادة و التشجيع , فقد كانت المشاركة الشعبية في الانتخابات مشرفة و رائعة و جرت الحملات الانتخابية للمرشحين بسلاسة و شفافية و تساوي في الفرص قلما نرى مثله , و لم يحدث منع أو تعنت ازاء اي من برامج المرشحين .. مما يحسب لحكومة الرئيس أحمدي نجاد الذي وصفه احد الكتاب ” بالديموقراتور ” و ربما كان بحق افضل توصيف لشخصية نحتار في تصنيفها و راهن على سقوطها الكثيرون و بذلوا جهدا جبارا و محاولات مستميتة لاقصائها تمهيدا لتغيير خارطة القوى في المنطقة , و لكن.. يبدو أن النتيجة كما في مباريات كرة القدم لم تكن متوقعة مهما استعد لها المتفرجون او المدربون و حتى اللاعبون .
نقطة لايران .. لا شيء للغرب… و خرج المراهنون من هذه المبارة الساخنة يجرون أذيال الخيبة و يعدون الخطط البديلة لطريقة التعامل القادمة مع حكومة المحافظين الباقية بعد أن كان يحدوهم الامل بعد نتيجة الانتخابات البرلمانية اللبنانية أن تكلل جهودهم بالنجاح في ايران أيضا و يتمكنوا من فرض مشاريعهم في المنطقة .
من العقل و المنطق ان نعلم أن لكل تجربة سلبيات .. و ايجابيات .. و من الذكاء أن نتعلم من تجارب الاخرين , و في النهاية الشعب من كانت له الكلمة الاخيرة و عبر المواطنون عما يريدونه للفترة القادمة بانتخاب عدو أمريكا الأول – حاليا – فهم ما زالوا يرون فيه الصخرة الصامده أمام العنجهية الامريكية و ربما لم يفكروا أبعد من ذلك و لكن … قالوا كلمتهم …. و لنا أيضا كلمتنا !!
أنور عصمت السادات
وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية
من بينهم محمد عصمت السادات، وبهى الدين حسن اجتماع مغلق لـ 8 نشطاء مصريين بممثل الخارجية الأمريكية
كتب أحمد مصطفى
تشهد السفارة الأمريكية بالقاهرة مساء اليوم السبت اجتماعاً مغلقاً يضم 8 نشطاء حقوقيين من بينهم النائب السابق محمد عصمت السادات وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية وواحد من قيادات المجتمع المدنى، وبهى الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.
وقال بهى الدين حسن لليوم السابع إن اللقاء يعتبر “أولى الخطوات العملية لترجمة خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عملياً”، مرجحاً أن يتم خلال اللقاء فتح ملف حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن الاجتماع سيحضره ويليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، حيث سيستمع إلى آراء النشطاء المصريين فى عدد من القضايا، وصولا إلى وضع التصور النهائى من أجل تفعيل خطاب الرئيس أوباما.
وكان مسئولو الإدارة الأميركية قد أفصحوا عن التوجه الجديد فى شكل الإدارة خلال لقاء لوفد من ناشطى المجتمع المدنى المصرى بهيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ومسئولين فى وزارتها خلال رحلة إلى واشنطن نظمتها مؤسسة “فريدوم هاوس”.
وكانت كلينتون قد صرحت فى وقت سابق أن بيرنز سيزور القاهرة قريباً لوضع إطار لإجراء مناقشات شاملة بين البلدين حول طائفة كاملة من القضايا، فى إطار التزام الطرف الأمريكى بتعزيز الفرص الاقتصادية داخل مصر “باعتبارها جزءاً رئيسياً من المساعدات التى نقدمها لمصر” مشيرة إلى أن الولايات المتحدة “أنفقت بلايين الدولارات خلال السنوات الماضية لتشجيع المنظمات غير الحكومية وتعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون”.
وشددت كلينتون على الفرص الاقتصادية واصفة إياها بأنها “تجلب الثقة فى أن الشعوب يمكن أن ترسم مستقبلها بنفسها”.
هذا كما أشارت كلينتون خلال لقائها مع ضيوف “فريدوم هاوس” من النشطاء المصريين بأن علاقاتها بالمسئولين المصريين “جيدة” مؤكدة على أولوية الإصلاح الاقتصادى.
هذا وأجمع عدد من المسئولين فى الخارجية الأميركية ومساعدين لأعضاء فى الكونجرس وأعضاء فى جهات مانحة، فى تصريحات لهم مؤخراً على أن أكثر ما يهم الإدارة الأميركية الاحتفاظ بعلاقات دبلوماسية قوية مع دول المنطقة، فيما أشاروا إلى رغبة إدارة أوباما فى إصلاح أخطاء إدارة بوش وتحسين علاقات واشنطن مع دول المنطقة.
فيما أعرب عدد من النشطاء المصريين عن خشيتهم من أن يأتى اهتمام إدارة أوباما بالإصلاح الاقتصادى، على حساب ملفات حقوق الإنسان، بحيث ينحصر الاهتمام بالأخيرة فى نطاق “الأمنيات الطيبة”.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
لم تصل مصر يومًا للحالة التى عليها اليوم من انهيار لمنظومة الأخلاق، وتدنى السلوك العام، وانتشار العنف المفرط، والجرائم المتوحشة، والمخالفة للطبيعة الإنسانية، وتلك الأجواء مثلت إحباطًا عامًا لدى الشعب المصرى ولدى الشباب تحديدًا، نتيجة غياب القدوة واختفاء الرموز التى يلتف حولها الشباب لاستخلاص خبرة الماضى والاسترشاد لبناء المستقبل..
وتشير المؤشرات الأولية لحالة الانهيار المجتمعى التى نعيشها بسبب الفقر والتضييق فى الحريات، واتساع كبير بين الفوارق الطبقية يستلزم الاستعانة بجهود علماء الاجتماع وعلم النفس السياسى وعلماء الدين الأجلاء، ليجيبوا لنا عن التساؤل الذى يدور فى أذهاننا جميعًا ماذا حدث للإنسان المصرى؟..
وبعيدًا عن الحزبية أو تمزق القوى السياسية فمصر تحتاج إلى نهضة وصحوة ولا تستقيم من دون الرجوع للقيم الدينية وإعادة بناء الإنسان المصرى، الذى وصل لحالة من اللامبالاة والإحباط المستمر، وهذه الحالة التى أصابته تحتاج لسرعة فى الحل.
وها نحن نرى الأحكام القضائية التى تصدر بحق الجرائم الغريبة على المجتمع المصرى، التى أصبحت حديث المدينة وانتشر بها العنف والقتل والتمثيل بالجثث والاعتداء الجسدى والجنسى على الأطفال والعجائز، وكل ذلك أصبح يؤرق حياة المواطن ويهدد أمنه وسلامته.
فى النهاية يجب أن نتصالح مع أنفسنا كشعب وكحكومة وكمجتمع مدنى بعيدًا عن الاتهامات المتبادلة وأجواء التشكيك حتى لا يحق علينا قول الشاعر «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».
أنور عصمت السادات
وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية
أنا المصري
“أنا المصري كريم العنصرين بنيت المجد بين الإهرمين” استمعت لفنان الشعب سيد درويش يشدو بكلمات الشاعر العظيم بيرم التونسي، واستشعرت العزة في نبراته يفخر بذلك الزمن الجميل، زمن التسامح والارتباط بالأرض.. زمن المصري الفكاهي.. فما الذي حدث لهذه الشخصية المصرية؟؟ ربما ليس تساؤلاً بقدر ما هو حالة من الاستغراب والإستنكار.. أين ومتى بدأ هذا التراجع وعدم الإنتماء الذي نراه حاليًا -بالطبع لست أقصد التعميم– فما زال لدينا الكثير لنفخر به ولكن طغى عليه لون في غاية الكآبة حتى أصبحنا لا نرى منه سوى ظل باهت.
لم أقتنع في البداية –حقيقة– أن هناك انهيار عام وبقيت مصممًا أن ما نراه ليس إلا حالات فردية لا يُقاس بها شعب بأكمله، لكن الوقائع تثبت أن مصر لم تصل يومًا للحالة التي عليها اليوم من تدهور لمنظومة الأخلاق وتدني السلوك العام وانتشار العنف المفرط والجرائم المتوحشة والمخالفة للطبيعة الإنسانية, وتلك الأجواء مثلت إحباطًا عامًا لدى الشعب المصري ولدى الشباب تحديدًا نتيجة غياب القدوة واختفاء الرموز التي يلتف حولها الشباب لاستخلاص خبرة الماضي والإسترشاد لبناء المستقبل.
وتشير المؤشرات الأولية لحالة الإنهيار المجتمعي التي نعيشها بسبب الفقر والتضييق في الحريات أو الإتساع الكبير بين الفوارق الطبقية مما يستلزم الإستعانة بجهود علماء الإجتماع وعلم النفس السياسي وعلماء الدين الأجلاء ليجيبوا لنا عن التساؤل الذي يدور في أذهاننا جميعًا ماذا حدث للإنسان المصري؟
فالإبتسامة غابت عن الوجوه والهموم أثقلت كاهل الجميع، أصبح المتهم مُدان حتى تثبت براءته والذئب تخفى بجلد الحمل، نغفو متوجسين ما سيأتي به الغد.. إرتفاع في الأسعار.. أم كارثة لا قدر الله يغيب عنا بها صديق أو قريب.. فضيحة رشوة أو سرقة لكبير من كبار البلد لم يكتفي بما أنعم الله به عليه من ثراء وسلطة فطمع بلقمة عيش الفقراء.. إزدواجية في المعايير وتناقض في المبادئ والفهلوة تسود في جميع المجالات حتى تراجعنا إلى نهاية الأمم التي كنا قادتها وقدوتها في يوم من الأيام.
لم أتمنى قط أن أرسم صورة لبلدي بهذه السوداوية، لكن هذا هو الواقع -المرفوض- الذي نعيشه والذي أخشى ما أخشاه أن يتحول لواقع مقبول، نتعايش معه ونأبى أو نتكاسل عن تغييره، بل أتمنى أن أرى انتماء شباب مصر لعلم مصر–ليس فقط في مباريات كرة القدم– ولكن في كل الأحوال مثل شعوب كثيرة أخرى تمجد علمها ولا تستهين به أبدًا ولا تتركه بحالة مزرية مهينة فوق المباني الحكومية التي هي أولى به.
وبعيدًا عن الحزبية أو تمزق القوى السياسية فمصر تحتاج إلى نهضة وصحوة والتي لا تستقيم من دون الرجوع للقيم الدينية وإعادة بناء الإنسان المصري الذي وصل لحالة من اللامبالاة والإحباط المستمر, وهذه الحالة التي أصابته تحتاج لسرعة في الحل.
وها نحن نرى الأحكام القضائية الرادعة التي تصدر بحق الجرائم الغريبة على المجتمع المصري والتي أصبحت حديث المدينة بعد أن انتشر بها العنف والقتل والتمثيل بالجثث والاعتداء الجسدي والجنسي على الأطفال والعجائز, وكل ذلك أصبح يؤرق حياة المواطن ويهدد أمنه وسلامته.
في النهاية يجب أن نتصالح مع أنفسنا كشعب وكحكومة وكمجتمع مدني بعيدًا عن الإتهامات المتبادلة وأجواء التشكيك حتى لا يحق علينا قول الشاعر (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا).
أنور عصمت السادات
وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية