29سبتمبر

لا لنكسة الغاز

الحملة الشعبية لوقف تصدير الغاز الطبيعي المصري
وقفة احتجاجية
الزمان : 6 أكتوبر الساعة 2 ظهرا 2008
المكان : مدينة دمياط
فى مثل هذا الزمان منذ 32 عاما كانت اشارة البدء لمعركة الشرف و الكرامة التى اكتملت بالنصر على عدونا الغاشم و تحرير اراضينا العزيزة . فى هذا الوقت وقف الشعب المصرى قاهراًَ لكل رموز الاحتلال و الطغيان يصنع ملحمة من العطاء و الشجاعة بطولاتها يتحاكى عنها العالم حتى اليوم.
و الان و قد اصبح العدو منظومة فساد تهدر موارد الشعب الطبيعية و تسرق احلامه بمستقبل افضل . فى نفس الزمان و المكان يقف الشعب المصرى و يفتح نيرانه على عدوه الجديد كما فعلها الجيش قبل 32 عاماً بأسلحة مختلفة اسلحة تناسب القضية و طبيعة العدو و تفضح الفساد و المفسدين . يقف الشعب مؤمنا بارادته متمسك بحقه فى الدفاع عن موارده الطبيعية مستعداً للشهادة دونها واثقاً فى ان ارادة الله مع ارادة الشعب و ان التاريخ سوف يعيد نفسه و ينتصر المخلصين لهذا الشعب .
فى مكان كان له فى التاريخ بصمة واضحة فى زمن الحرب و ابلى فيها بلاءاًَ حسناً على مر العصور و الان هو مكان بدء ضخ الغاز الطبيعى حيث المحطة الرئيسية بمدينة دمياط . تستانف حملة لا لنكسة الغاز انشطتها بالتعاون مع الحملة الشعبية لانقاذ البيئة بدمياط باقامة وقفة احتجاجية ضد الفساد فى قضية تصدير الغاز الطبيعى المصرى .حيث ينطلق مجموعة من شباب مصر من جميع انحاء الجمهورية مع مجموعة من سياسيين و برلمانين و النشطاء الوطنيين يتجمعوا عند مضخة الغاز بمدينة دمياط معلنين رفضهم التام لتصدير الغاز الطبيعى المصرى و تدعو الحملتان جميع المواطنين للحضور و المشاركة يوم الاثنين الموافق 6/10/2008 الساعة الثانية ظهرا للدفاع عن حقهم المسلوب .

انور عصمت السادات
المتحدث الرسمى
28سبتمبر

موت القضايا الوطنية

لست أبحث عن مواقع الحزن والهم في حياتنا العامة… ولكن ظاهرة بزوغ وخفوت القضايا الوطنية أصبحت ظاهرة تستحق الوقوف عندها وتأملها…
بالأمس أثرنا قضية الغاز المصري كواحدة من القضايا المعاصرة التي تهم رجل الشارع و رجل السياسية… ومنذ شهور ليست بالبعيدة أثيرت قضية الاستخدام السلمي للطاقة النووية واستغلالها كبديل لإنتاج الطاقة.. وتفرعت تلك القضية الي قضية موقع الضبعة… فكانت بداية موت القضية.
وتلك نماذج لعشرات القضايا.. التي تعتبر من أكبر قضايا اقتصاديات الوطن وتستحق أن نقف عندها ويكون لكلٍ منا رأيه ووجهة نظره فيها…
وفي قضية تصدير الغاز المصري لإسرائيل وجدنا أن هناك تيارا شعبيا يرفض التعامل مع إسرائيل في إمدادها بالغاز… ووقفنا ومعنا الآلاف من أبناء الشعب..الوطنيين و المخلصين… ليس حبا في المظاهر.. أو سعيا لمصالح.. و من المؤكد أنه لم يكن رغبة في إثارة الناس ولكن .. لوضع حد لنهب المال السايب – كما يقولون في المثل الشعبي المصري.
ومضت الأيام وظهرت أراء محبطة… آراء تقول أن القضية واقع ولا سبيل لتغييره… آراء تقول أنها سيادة دولة واتفاقات مصرية دولية .. آراء تقول إنها مصالح شركات.. و أخرى تقول لا… ٳن تلك القضية ليست هي القضية التي تستحق الوقوف عندها .. لدينا قضايا أكبر !! سبحان الله !!
وهكذا نتراجع إلي ما كنا عليه قبل أن نتبنى المواقف الفعالة التي ترفع القيم الوطنية و تعلي قيمة الوطن والمواطن و تبعث الأمل بمحاسبة المقصرين و المخطئين و تظهر قضايا أخري جديدة وتعلو و تنخفض الأصوات و تتفاوت الهمم في إيجاد الحلول لتلك القضايا… فنجد انهيار صخرة الدويقة نتيجة الإهمال الحكومي لتلك المنطقة لتهمل حكومتنا الصماء النداءات المتكررة للإنقاذ المبكر لأهالي المنطقة… و بعد فقد الكثير من الضحايا تعمل الآن حكومتنا الذكية علي توفير مساكن لإيواء أهالي الدويقة المشردين… كما أننا أمام سلسلة لا تنتهي من الحرائق التي تصيب رموزنا السياسية و الثقافية الهامة ففي الشهر الماضي حريق مجلس الشورى و الآن حريق المسرح القومي… تلك الحرائق التي يتم فيها اتهام الحكومة بالإهمال الجسيم في تطبيق معايير الأمان و اشتراطات السلامة ….كذلك أين كنا قبل عملية اختطاف السياح و المصريين في صحراء الوادي الجديد و لماذا لم نعمل علي حماية حدودنا مع السودان و ليبيا من قبل حدوث تلك الكارثة التي تهدد صورة أمن مصر أمام العالم.
إن تبني القضايا الوطنية أحد الأعمال الايجابية التي يقف خلفها كل من ارتبط بالأرض والتاريخ ويريد أن يشعر أنه مواطن فعال … يقول كلمته ويصرح برأيه… وينشر فكره… ويكون فردا ضمن مجموعة تستحق أن تكون فريق عمل وطني.. إنها ما يجب أن يكون عليه طريقنا و منهجنا… وإلا…فلنعلم جميعا.. أننا في سبيلنا للسقوط المدوي إلى الهاوية !!

الكلام ليس على الاسترسال… أو كلام مرسل… انه حقيقة .. انتبهوا أيها السادة !

عضو المجلس المصري للشئون الخارجية

21سبتمبر

الملائكة تغادر الأرض

لم يعد للملائكة مكان علي وجه الأرض ولا دور ولا أحد يسمع عنها.. ولا يراها أحد .. ولا حتي في الخيال ولا في الأفلام والمسرحيات والمسلسلات أو حتي علي موجات الإذاعة … كأنها ظاهرة قديمة وأسطورة تراثية انتهت .. ولم لا .؟. انتهت كما تنتهي الأحلام …واستيقظنا علي حقيقة مرة … وحياة لم نكن نعرفها من قبل .. حياة بلا مباديء ولا أخلاق … حياة مباح فيها القتل والسلب والكذب.. وقناعة راسخة علي إنها حق من حقائق الحياة.. وذريعة ومبرر للاستمرار في البقاء علي قمة المال والجاه.

عندما تصبح حب ( الأنا) فوق كل الأعراف والمباديء والأصول .. والقانون .. وتمثلت في قول ( اما ان أكون فوق الجميع وأعلي من كل القيم …او لا أكون .. انا ومن بعدي الطوفان …) ارتفعت( الأنا) وحب الذات فوق المباديء والقيم والأخلاق . وصارت النرجسية هي الصفة السائدة وسط بعض الشخصيات التي امتلكت الكثير والكثير من الثروات والجاه …والسلطان .. وكان لابد أن تكون النتيجة.. هي الانحراف والابتعاد عن الخط الفطري الطبيعي للحياة السوية والمستقيمة و التي هي من أساسيات المعيشة …والتي ارتضاها الله لعباده الصالحين .

الملائكة لا تعرف الخطايا والآثام .. ولا تعيش وسط الأجواء الفاسدة .. ووسط الأطماع … انما خلقت الملائكة لعبادة الله .. فإذا وجدت كل هذا القدر من الانحرافات .. تركت مكانها للشياطين .. ومن تبعهم ومن نهجوا نهجهم ومشوا طريقهم ليتعايشوا معا وتكبر خطاياهم معهم ..

مجموعة الفكر الجديد المسماة ” بلجنة السياسات ” بالحزب الوطني تحوي الكثير من الشخصيات التي أفرزها المجتمع بكافة تفاصيلها.. وساعد علي نموها وكبرها .. واستفحالها… ولم نجد أحد يحاول نقد تصرفاتها أو تصحيح مسيراتها .. وأفكارها .. كما بارك الكثير تزويجهم المال بالسلطة و النفوذ بالبرلمان….حتي صاروا أسطورة في دنيا الأعمال ..ومثال وقدوة لرجال الأعمال والشباب …الجميع يتمني أن يصبح مثلهم دون أن يعرفوا نوازعهم الإجرامية و الاحتكارية !!! تصوروا أنهم يريدون السطو علي بلد بشعبه و ثرواته .. تاريخه و كفاحه !! .. سبحانك يا رب

هل غادرت الملائكة الأرض المصرية الي غير رجعة ؟؟ ولم يعد هناك خير بحجم الاحتكار والجشع وحب النفس التي تملأ الدنيا ضجيجا وصخبا …ولم يعد هناك أشباه الملائكة… ضاقت الأرض بما رحبت .. ولم يعد للملائكة مكان في مصر … اكتظت الأرض بأشباه الرجال والسطحيين الذين يفرضون علي الناس فكرهم المريض في بناء وأعمار الأرض … تحت شعار ومبدأ أنا ومن بعدي الطوفان…فهل تستمر ؟! لا أظن … وهل هناك ملائكة تمشي علي الأرض ؟؟

ستظل المشروعات الخيرية و التنموية ذات الصبغة الإنسانية .. عمرها أطول وبقائها مضمون حتي بعد رحيل من قام بعملها .. وسيذكرها الشعب بالخير لها ولصاحبها ..

لم يبق ما يقال فقد جفت الأقلام و ننتظر علي أمل أن تطوى تلك الصحف

21سبتمبر

رسالة إلي السيد «مجهول»

أطلقت أكثر من نداء، وأرسلت رسالات كثيرة إلي جميع السادة «المعلومين» أنادي بتحقيق الإرادة الشعبية للكادحين من بني وطني وانتظرت طويلاً، ومازلت أنتظر، ولا أجد تعليلاً مناسباً لتأخر الرد من حكومتنا الإلكترونية الذكية، ولا حتي من مريديها لذلك أخط هذه الرسالة إلي السيد «مجهول»..
ربما يأتيني بالجواب ليريح الأغلبية العظمي من المصريين، الذين لم يفقدوا الأمل في أن الفرج آتٍ بمشيئة الله، فهم ينتظرون الإفراج عن المواهب المعتقلة داخل نفوس شبابنا لتنطلق في سماء النيل العظيم، وعلي أرض الوادي الطيب لتغذي مؤسساتنا الوطنية بالإبداع وفك طلاسم المشاكل المزمنة ويمدوا يد العون للحكومة بتشييد مراكز الأبحاث لكل مؤسسة في مصر أياً كان تخصصها، لأن التطور وتقدم الأمم لا يتأتي إلا بالعلم والأبحاث المتواصلة.
إننا جميعاً نعلم أن مواهب وطاقات المصريين تظهر بين الحين والآخر علي المستوي العلمي، ولكنها وبكل الفخر والأسف معاً تنمو وتزدهر في مراكز أبحاث بعيدة عن وطن الكنانة..
لذا وجب علينا حكومة وشعباً أن نهيئ لشبابنا الموهوب والمتعطش لإظهار طاقاته وقدراته المناخ المناسب، بتوفير الإمكانات والأجهزة اللازمة لإقامة مراكز أبحاث جدية، وحينها ستطفو علي السطح تلك الإمكانات البشرية الهائلة علي الدوام..
المهم أن نمنحهم حسن الإدارة لتكون محل ثقتهم، وأن تؤخذ أبحاثهم في عين الاعتبار، وكفانا حادث الدويقة..
فقد قدمت كل من هيئة المساحة الجيولوجية والمعهد القومي للدراسات الجيوفيزيقية ومعهد الاستشعار عن بعد ومعهد أبحاث البناء والمركز القومي للبحوث، تقارير منذ عام ١٩٩٣ تؤكد خطورة إقامة منازل بتلك المنطقة، ولكن لا حياة لمن تنادي.. لم يستجب المسؤولون، وفقدت الصخور صبرها وانهارت.
أطالب كل السادة «المعلومين» أن يتيحوا الفرصة للسادة المهمشين للقيام بالبحث العلمي اللازم، للقضاء علي مشاكلنا المزمنة في كل أوجه ونشاط الحياة اليومية تقريباً..
فلنعط فرصة لرياح التغيير لتمسح التراب، الذي يغطي المعدن الأصيل والجوهر الثمين لشباب مصر الكادحين، ولننقذهم من الغرق في أعماق انعدام الثقة للأفكار المتضاربة حولهم، وما تسببه لهم من هواجس وشكوك في قدرة من يديرون البلاد، الأمر الذي سيفقدون معه إرادتهم وثقتهم في المسؤولين، وتنطفئ مواهبهم، وتسكن قدراتهم وينال منهم الإعياء وتسقط عزائمهم لو طال المقام والوضع بهذا الأسلوب.. فلنلق لهم ياسادة بطوق النجاة.
إنني أتضرع إلي الله سبحانه خلال أيام شهر رمضان الكريم أن يستجيب لدعواتي وينقذ أرض الكنانة مما يلم بها الآن.. وأنتهز هذه الفرصة، ونحن علي مشارف عيد الفطر المبارك، لكي أهنئ الأمة الإسلامية جمعاء، والأمة المصرية بطرفي نسيجها الوطني مسلمين وأقباطاً..
فالمناسبات الدينية أساسها صلات التراحم والمحبة والتسامح مع الآخر، حتي يعيش الوطن آمناً متماسكاً نقياً من الفتن، كما أنها تذيب قطع الجليد التي تتجمد جمود إحساس مسببها لجهل وقلة وعي وتعصب أعمي.
أشكرك أيها السيد «مجهول» لسعة صدرك ووصول إجابتك بين سطور رسالتي لك، ولأكون صريحاً ودقيقاً فإن المعلوم الوحيد الذي يستجيب لكل دعوات ورسائل السائلين هو الحق سبحانه وتعالي.. فدائماً ما ينعم علينا بقوله تعالي: «إن الله مع الصابرين».

أنور عصمت السادات

10سبتمبر

للعدالة وجه واحد

رغم قسوة الخبر باتهام التحريض بالقتل الموجه لأحد أعضاء مجلس الشورى إلا إنه يجب الإشادة بقضائنا العادل و بصاحب القرار السياسي الذي أطلق العنان للعدالة بأن تأخذ مجراها دون النظر لأي اعتبار سواء لشخص المتهم أو لنفوذه مما جعل النيابة العامة تنطلق بلا حدود للسير الجاد في إجراءات التحقيق و التي كانت قد بدأت فعليا في دبي .. و لتكن العدالة شاملة و لنضع مصلحة الوطن نصب أعيننا.

أطالبك سيادة الرئيس أن تأمر بتحويل رئيس و أعضاء المجلس الأعلى للسياسات من رجال الأعمال إلي جهاز الكسب الغير المشروع للتحقق من مصدر ثرواتهم التي حققوها خلال العشر سنوات الماضية… فهناك شبهة أن تكون نتيجة استغلال نفوذ أو صلات قرابة أو نسب أو حتي صداقات و التي أدت إلي احتكار و توحش و قتل أدبي و معنوي للشعب المصري و إزهاق روح الانتماء لدى الشباب … إنه اغتيال للوطن كله بشبابه المتطلع لأمل جديد و مستقبل أفضل… شباب يحلم بالقضاء علي الفجوة الكبيرة بين الثراء الفاحش و الفقر المدقع… و يأمل تغليب روح الأمة علي بلاء المصالح الشخصية و المجاملات الآثمة … لابد أن يعاد دراسة و تقييم مجموعة الفكر الجديد المسماه ” لجنة السياسات ” بالحزب الوطنى و النظر بعين الاعتبار للمعيار الأخلاقي و السلوكي و إلا سننتظر حدوث كوارث و مصائب أخري قريبا ؟! … هذه الخطوة يا سيدي الرئيس ستجعل جموع الشعب ينزل إلي الشارع يهتف بحياتك و عدالتك بعد غياب طويل.

نحن لا ندين أو نبرئ أحد و لكن هل يعقل أن يتحكم في مصائرنا و يتولي أمورنا هذه النماذج و النوعيات من أصحاب الفكر الجديد ذوى الميول الإجرامية و الاحتكارية ؟! نحن في حاجة فعلية إلي إقامة العدل حتى تعود أولى خطوات الثقة بين المواطنين و بين المسئولين علي أن يكون الحساب عسير لكل من ظلم و نهب و أستبد و تجبر.

أنور عصمت السادات
08سبتمبر

«دنفر» شاهد علي إرادة التغيير

لم تكن زيارتي للولايات المتحدة الأمريكية هذا العام هي الأولي، فقد قمت بزيارة الولايات المتحدة مرات عديدة ولكن أستطيع القول إن هذه المرة كانت متميزة وفريدة… فقد أفرزت زيارتي العديد من الرسائل الخاصة لوطني الحبيب مصر… رسائل محبة من أجل رفعة الوطن وعزة أبنائه.
فقد أتيحت لي الفرصة ضمن مجموعة من المصريين المهتمين بالعمل العام لحضور المؤتمر الانتخابي الأخير بمدينة «دنفر» لتسمية المرشح الديمقراطي باراك أوباما لمنصب «رئيس الولايات المتحدة الأمريكية»… والحقيقة رأيت وتعلمت الكثير… فقد استطاع هذا المرشح الأسود أن يحقق نجاحًا مذهلاً في حشد شعبي هائل من البيض قبل السود مجتمعين علي كلمة واحدة وهدف مشترك ألا وهو «التغيير»، ضيقًا من سياسات الإدارة الأمريكية علي مدي السنوات الثماني الأخيرة والتي هزت صورة أمريكا أمام العالم… الشعب الأمريكي يرحب بصاحب الرؤية ومضمون الرسالة أيا كان لون حاملها.
وقد انبهرت بحملة أوباما الانتخابية التي تميزت بحسن التنظيم والإعداد الجيد والأهم من ذلك الصلاحية الكاملة للمرشحين جمهوريين أو ديمقراطيين في ممارسة حريتهم في التعبير عن معتقداتهم وبرامجهم القادمة وكذلك الاهتمام الإعلامي العادل بكل مرشح، ويرجع هذا إلي احترام المسؤولين وفئات الشعب المختلفة لمبادئ الحرية والفرص المتساوية، دون الاعتبار للون أو الدين أو حتي المسمي الحزبي… وهذا نقيض تام لما يحدث في مصر.. فخالجتني مشاعر مختلطة من انبهار بأسلوب إدارة حملاتهم الانتخابية هناك وانكسار بما يحدث من تزوير وقمع هنا (في مصر)!
الكل يعمل في منظومة صحية ومتكاملة إضافة إلي الدور العظيم للجانب التطوعي الذي تقوم به المنظمات الأهلية والمجتمع المدني والإنساني، باقتدار ليس فقط علي المستوي التنظيمي أو الإرشادي بل علي مستوي الدعم المالي اللازم للحملات الانتخابية… ويكفي أن نعلم أن التبرعات لحملة أوباما وصلت إلي ٤٠٠ مليون دولار ليكون إجمالي التبرعات لكل من المرشحين ١٠٠٠ مليون دولار أمريكي.
مضمون الرسالة التي لمستها وعدت بها من «دنفر» إلي الوطن أن الشعب الأمريكي متحمس ومقتنع تمامًا بضرورة تحسين صورة أمريكا أمام العالم للتصالح مع العالم الخارجي رغم مشاكلهم الداخلية من ارتفاع الضرائب وعجز الطاقة خلاف مشكلة التغير المناخي والأعاصير… إن ما عايشته يعد درسًا عمليا وشفافًا لكل من يتابع العمل العام والعمل السياسي رغم اختلافنا كثيرًا مع سياسات أمريكا.
من جانبي لم أكتف بهذا القدر من السلوك الديمقراطي فقد نويت من فترة، ليست بالقصيرة، أن أتلمس بنفسي ما يدور بأذهان الإخوة الأحباء أقباط المهجر فالتقيت ببعضهم بمدينة نيوجيرسي وقد شعرت بانزعاجهم وقلقهم علي أحوال أقباط مصر نتيجة بعض الممارسات والتجاوزات التي تنقل لهم بصورة مبالغ فيها أو مغلوطة للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
كان لقاء لمدة يوم واحد لم أشعر فيه بأي غربة وسطهم، بل أحسنوا ضيافتي وإكرامي، كما توقعت من بني وطني، لأحمل معي رسالة ثانية في غاية الأهمية مناشدًا حكومتنا المصرية بأن تشق القنوات الرسمية لإيصال المعلومة الواقعية الصحيحة لأبناء مصر المقيمين في الخارج والذين يمثلون وجهًا مشرفًا للمصريين، كما أنني أشدد في توجيه نظر الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بأن تأخذ علي عاتقها تنفيذ حملة تواصل بين الوطن وأبنائه المغتربين بالخارج بعقد اللقاءات معهم والاستماع لتصوراتهم وهواجسهم وتبني نقل وجهات نظرهم إلي الحكومة – حكومة الشعب المصري كله – وذلك من أجل إعادة بناء جسر الثقة الذي انهار من انقطاع الوصال المدني والاتصال الرسمي، ولنقطع الطريق علي أفكار المفسدين وفاقدي البصيرة بصحيح الأديان من طرفي النسيج الوطني الذين أعماهم التعصب، ولم يحسبوا قط أن النار التي يشعلونها ستأكل الأخضر واليابس، ولن تأتي إلا بالفرقة فتجعل الوطن هشا مباحًا، لكل من يتربص به والذي لن يفرق في عدوانه بين الطرف والآخر.

من هنا أدعو المسلمين والأقباط معًا إلي أن يلتزموا بمنهج الأديان السماوية في السماحة والمحبة وإقرار العدل والمساواة… وأننا جميعًا نعلم من ذاكرة التاريخ أن تضامن وترابط النسيج الوطني مسلمين وأقباطًا هو السبيل الأوحد لحماية الوطن… لأننا في مصر شركاء في عبادة رب واحد وليس لنا سوي وطن واحد… وعلي جماعة الإخوان المسلمين أن يستوعبوا إخوانهم المسيحيين ويراعوا في خطابهم الديني والسياسي مشاعرهم وحقوقهم حرصًا منهم علي تطبيق مبادئ الدين الإسلامي السمح الذي يعيش في ظله الجميع من مختلف الأديان في عزة وأمان.
تلك الرسائل حملتها في وجداني وحلمت أن تتحقق في وطننا الأم عند عودتي، فأرجو أن نتبصر جميعًا المضمون لنتعلم ونتصارح ونتواحد.

أنور عصمت السادات