29نوفمبر

الحجاب و العراق

بعيدا عن مشكلة الحجاب – التي أخذت من الوقت أكثر مما تستحق من المناقشات و الحوارات .. وبعيدا عن مشاكل تعديل الدستور و تغيره .. وبعيدا عن الأحزاب ومشاكلها الغير منطقية .. وبعيدا عن الوضع الاقتصادي المصري .. و غلاء السلع الغذائية بشكل وطريقة غير مبررة .. وحيرة رب الأسرة المصري اليومية لتوفير حد أدني لمعيشة أسرته .. فان الوضع السياسي للمنطقة العربية علي وشك الانفجار ، وتغير صورة المنطقة بأسرها ، بل و سوف تشهد المنطقة نوعا من الاهتزاز والحراك وزلزالا في كيانها القومي والإنساني .. وتلك القضية قد يظن البعض انها بعيدة عن الأحوال المعيشية المصرية ولا تتأثر بها .. والحقيقة اننا مغرقون فيه للأذقان .. رضينا هذا أو أبينا!! فاعتمادنا في سياسيتنا واقتصادنا علي أمريكا وعلي ما تجود به علينا من معونات اقتصادية ومساندات سياسية وتخطيط المستقبل الاقتصادي المصري … تجعلنا نضع أيدينا علي قلوبنا للآثار المترتبة علي إعادة توزيع مناطق النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط .. وما هو نصيب مصر منها وما هو موقع مصر ودورها في تلك التغيرات .. وما يحدث الآن علي الساحة المصرية من افتعال أزمات وقضايا بعيدة كل البعد عن المشاكل الحقيقية، قد يكون مقصودا ومرتب له لإبعاد الشعب والقوي الفكرية المصرية عن التفكير في السياسة الأمريكية ودورها المنتظر والغامض علينا بعد الانسحاب من العراق .. والأكثر غموضا من خطاب السيد الرئيس حسني مبارك في مجلس الشعب ..بإعلانه بأنه باق في الحكم حتى النفس الأخير ! ..

ولنعود الي العنوان : ماذا بعد الخروج الأمريكي من العراق ..؟؟

سؤال كان لابد أن يسبقه سؤال أهم .. كيف ستخرج أمريكا من العراق ؟ وكلا السؤالين من الصعب الإجابة عنه نيابة عن أمريكا .. الأيام تمر سريعا والأحداث متلاحقة.. ولابد من نهاية لهذا الموقف الحرج للإدارة الحالية للسياسة الأمريكية قبل تسلم الديمقراطيين السلطة .. وفضح ما خفي علي الشعب الأمريكي ..

أخطأت أمريكا بغزوها للعراق وتسرعت في تنفيذ مخطط فاشل للغزو تحت حلم شرق أوسط جديد .. ونموذج جديد للديمقراطية ! بالطريقة الأمريكية .. وأصبحت فضيحة وبقعة سوداء في سجل التاريخ العسكري الأمريكي بالشرق الأوسط ..

وليس المهم ان الأمريكان لم يستشيروا الدول العربية المجاورة للعراق قبل الغزو .. أو عند الانسحاب .. لأنه تحصيل حاصل .. والرأي العربي ايا كان لم ولن يكون مؤثرا علي القرارات الأمريكية .. لأسباب كلنا نعرفها

والسيناريوهات المقترحة للانسحاب كثيرة .. ولابد من تنفيذ أحداها … ولنكن صادقين مع أنفسنا ونتعامل مع الواقع .. الذي يقول ان هناك 5 سنوات من تاريخ العراق ( وهي دولة عربية وسط أمة عربية .. ) تم محوها وكأنها لم تكن وتوقف التاريخ عند عام 2002 حتي الآن ..) وكلنا يستمتع بالعرض ويعلق علي الفيلم !! ولا يستطيع ان يقدم أو يؤخر عملا لصالحه .. العراق كما هو .. لم يتقدم ولم يتأخر .. والمغامرة الأمريكية بالمزرعة العربية كانت بغرض التدريب علي الصيد .. واختبار وتجربة قدرات أسلحة .. جديدة ..وإعادة ترتب مناطق النفوذ السياسي والاقتصادي .. وكأننا نحن العرب دخانا .. نشكل خطوطا وترسم صورا لأوهامنا علي صفحة سماء صافية فوق أرض بور تعج بالبشر من رجال ونساء وأطفال و سرعان ما تتشتت تلك الأحلام والصور والأوهام مع أول نسمة هواء تهب علينا ..!

فهل يستمر عرض الفيلم الأمريكي 5 سنوات أخري علي حساب دولة عربية أخري بعد العراق استمرارا للتجارب والاختبارات الأمريكية للأسلحة الحديثة والذكية والمايكرو تكنولوجية؟

لقد نفذ المداد من أقلامنا وتجمدت الألسن عن الحراك داخل أفواهنا .حتي الكلمات. مجرد الكلمات والنداءات التي من المفترض ان نتقدم بها امام العالم – لحفظ ماء الوجه- ونطلب التحقيق مع القوات الأمريكية وقادتها امام المحاكم الدولية وإدانتهم .. وطلب تعويض مادي ومعنوي للخطأ الأمريكي .. لا نستطيع ان نتفوه به ..

أصبحت المطالبة بالحقوق ضربا من الخيال .. أمام مجتمع دولي لا يعترف بك كعضو له كيانه أمام أمريكا وأمام العالم … وكيف يكون ذلك الحق في الشكوى من غزو أمريكا للعراق وأنت نفسك لك حقوق مسكوت عنها منذ أكثر 60 عاما مضت .. حين زرعت الصحراء الغربية لبلدك بالألغام أثناء الحرب العالمية الثانية (63 مليون لغم ) ولم تستطع – حتي ألان ان تطالب بالتعويض أو إزالتها .. أو إثبات حق !! عند الايطاليين او الألمان .. وهي جريمة متوافرة الأركان — ومازالت حية وتهدد الحياة في أكثر من ربع مساحة أرضك ؟

عضو مجلس الشعب المستقل
12نوفمبر

كوب نظيف .. يا د. نظيف ! ـ

البنية الأساسية في أي دولة ، لا يقوم بها ، ولا يستطيع أحد ان يتولاها ، الا الدولة … بأجهزتها المختلفة .. فلا يعقل ان تكون هناك جهود ذاتية في هذا المجال ! فهل يعقل ان تكون هناك جمعيات تنادي بتوفير مياه شرب نقية وصحية .؟ وهي تحتاج الي مئات الملايين من الجنيهات لتنفيذ أي مشروع من تلك المشروعات ..

. والجمعيات الخيرية و المؤسسات الأهلية .. محدودة الإمكانيات ولا تستطيع أن تتحمل عبء ومسؤولية توفير شبكات المياه النقية ( مياه الشرب ) جديدة او حديثة الا من خلال خطة قومية .. او من خلال توجه الدولة للتجديد من خلال القروض الدولية والمنح التي تخصص لهذا الغرض من الدول الأجنبية .وما أكثرها وتنوعها واختلاف مصادرها .. وترعاها وزيرة نشطة ( د فايزة ابوالنجا ) وزيرة التعاون الدولي .

واني أتعجب عن هذا التزاوج في المسمي و الاسم ( هيئة مياه الشرب والصرف الصحي ) تزاوج يبعث علي الاشمئزاز .. وخاصة حين نسمع عن تقارير تفيد باختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي .. وما ترتب عليها من تسبب في حالات تسمم وتلوث ..نعم هما متكاملان من حيث المنبع ومن حيث المصب و الاستخدام .. ولكن بالطبع هناك اختلاف شاسع وواضح في تقنيات ومواصفات هذا المنبع الذي يأخذ منه الناس والعامة والشعب ماء ليرتوي به ويشرب .. وهو حق من الحقوق الإنسانية لا اختلاف عليه .

اما الصرف فله طرقه واستخدامه وتقنياته المخالفة للشرب تماما .. وبالطبع لا يعقل ان يعاد معالجة مياه الصرف لتكون مياه شرب ..! وان حدث بالفعل هذا .. فهو غير مقبول مهما كانت هناك مبررات لذلك .. حتى نضع الوظيفتين في هيئة واحدة ومسني واحد ! ورئيس واحد ومعاملة إدارية واحدة وقد تكون ميزانية واحدة للإنشاءات والتطوير و الاستخدام !

هل لك ان تتخيل ان موظفا حكوميا يتعامل مع المأكولات والمشروبات .. ويرتدي الملابس النظيفة المعقمة البيضاء ويقوم بتقديم كوب ماء وطبق أكل ..لمواطن .. ثم يقوم بعد ذلك نفس الموظف بالإشراف والتعامل مع الصرف الصحي ومشاكله ؟؟ !!

التواكل .. وعدم التطوير في تجديد الشبكات وفي أسلوب معالجة المياه وفي عدم وجود رصد حقيقي للحالة الفنية والاستخدام لمياه الشرب تسبب في كل تلك الكوارث ..وتلك كارثة الجهل العام والجهل الشعبي بأسس ومواصفات الوظائف التي تقوم بتداول موضوعات تخص العامة .. وتخص الشعب كله .. بلا استثناء .. وأكرر لفظ الجهل الشعبي النابع من السلوك الاجتماعي المتخلف في تناول إدارة واحدة من أهم المراكز المتعلقة بصحة الإنسان المصري …

والأزمة الأخيرة التي حدثت بقري الدلتا ومحافظة المنصورة من حالات وفاة نتيجة تلوث مياه الشرب .. فضحت وكشفت القصور الفكري قبل القصور الإداري ونقص الإمكانيات .. التي دائما ما يركن إليها كل مسئول عند حدوث الكوارث… كان لابد ان يعقبها اقالــــــة الجهاز بكامله .. إما عقابا ، وإما أحلاله ببديل .. للإصلاح الفوري .. اعترافا بخطأ وقع .. وتهاون حدث في قضية حياة وموت وكرامة ..

واني أنادي بضرورة إعادة هيكلة هذا الجهاز او تلك الهيئة ..وإعادة الكيان الوظيفي كله ووضع إدارة جديدة لكافة أقسام وقطاعات هذه الهيئة .. بعد تلك المصيبة التي حدثت

عضو مجلس الشعب المصري المستقل