16سبتمبر

بعد ان إهتز العالم من جراء الاحداث المؤسفة الاخيرة التى سببها المساس بالرموز الدينية للشعوب الإسلامية مما يحذر بشدة من مغبة تجاهل تطاول البعض على المقدسات الدينية للشعوب ويلقى بظلاله السيئة على العلاقات الدولية وكذلك يوجج الفتنة الطائفية وينمى مشاعر الكراهية مما يهدد خطة التعاون والتنمية وكذلك جهود السلام العالمى، فبينما يجب ان تكون حرية الراى مكفولة نؤكد ان استخدام هذه الحرية لتحقير الاخر مرفوض، وبينما نؤكد ونؤمن بحق التظاهر السلمى فإننا نرفض العنف ونؤكد على حرمة حياة الانسان.

ومن هنا ندعو مجموعة من الرموز العالمية والمحلية من مختلف الدول والثقافات للاشتراك معا فى مبادرة عالمية لحماية المقدسات الدينية لشعوب حتى لاتتكرر هذه الكارثه المأساوية وتعمل المبادرة على خمس محاور:

المحور الاول :

ضغط سياسى ومجتمعى على جميع الدول للإلتزام بتنفيذ المواثيق الدولية فى مجال حظر إزدراء الأديان وتبنى التشريعات الداخلية لها حيث نصت الفقرة الثالثة من المادة 19 من العهد الدولى الخاص للحقوق المدنية والسياسية على وجوب تقييد حرية الرأى اذا تعدد على الحريات الاساسية للاخرين والتى تضمن حرية المعتقد الدينى وإحترام النظام العام والاداب العامة للاخرين، وكذلك المادة 20 من العهد ذاته التى تحظر دعوات الكراهية العنصرية او الدينية، كذلك الإتفاقية الأمريكية لحقوق الانسان التى دخلت حيز التنفيذ عام 1978 التى تجرم أى دعوى للعنصرية والكراهية ضد اى شخص او دين وتعتبر ذلك جرائم يعاقب عليها القانون.

المحور الثانى:

فريق من سفراء النوايا الحسنة من علماء الدين والمثقفين والمفكرين والرموز السياسية المحلية والعالمية للقيام بجولات تعريفية بالمقدسات الدينية ودورها فى تشكيل الوعى البشرى واهمية الحفاظ عليها وحمايتها فى اطار التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الشعوب والحضارات،

وتستضيف الجامعات العالمية ومنتديات الحوار الثقافى هذه الأنشطة تحت رعاية برنامج الأمم المتحدة لتحالف الحضارات وتعمل أنشطتها على سد الثغرات التى يستغلها المتطرفون فى إفتعال الفتنة ، والحد من التحيز والمفاهيم والتصورات الخاطئة والتصدى للتهديدات الناشئة عن عدم فهم الأخر، وتحقيق التعاون بين مختلف الجهود للقضاء على الانقسامات من هذا القبيل.

المحور الثالث:

تشكيل فرق تنفيذية مجتمعية لإدماج الأقليات الدينية فى الحوار المجتمعى وصناعة القرار السياسى ومشروعات التنمية وتقليص الشعور بالإقصاء والتهميش الذى يجعلهم عرضه للإنجراف لهوية التطرف ويفتح أبواب من العنف والعنف المضاد ، ونتجه بهذا الى علاج اسباب المشكلة بدلا من معالجة تداعيتها.

المحور الرابع:

توجيه ودعم المؤسسات الدينية والثقافية الى إنتاج مواد فيلمية عالية الجودة متعددة اللغات تشرح بإسلوب جذاب المبادئ الحقيقية التى تنادى بها الاديان وكذلك القصص الحقيقية لرواد التنوير فى التاريخ الانسانى، وكذلك دعم إتاحة هذه المواد من خلال مهرجانات ثقافية وفنية وكذلك إتاحتها بطريقة رقمية من خلال شبكة الانترنت.

المحور الخامس:

تكوين شبكة من منظمات المجتمع المدنى فى العالم تعمل على رفع الوعى لدى الشباب بمبادئ الحوار السلمى البناء وقبول الاخر وطرق التعبير السلمية عن الرأى دون اللجوء الى العنف والتخريب واحترام معتقدات الشعوب ، وإدماج هذه المبادئ فى انظمة التعليم الاساسى فى جميع الدول.

واخيرا نعتقد إننا امام فرصة حقيقية قد لا تعوض لتحرك عالمى لنزع جذور الفتنة ، الجميع يدرك الان مقدار المخاطرة بترك الأمور كما هى دون تحرك فعال وعلى ذلك أدعو جميع المهتمين بسرعة المشاركة فى المبادرة وبدء الانشطة الخاصة بها.

محمد أنور السادات

رئيس حزب الإصلاح والتنمية

رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.