تأكيدا ً من حزب الاصلاح والتنمية (تحت التأسيس) على ضرورة الحفاظ على ثرواتنا القومية وعدم التفريط فيها واتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لضمان الحفاظ على حق الأجيال القادمة في كنوز الوطن وثرواته , تثبت الأيام يوما ً بعد الآخر أن الحرب القادمة ستكون بلا شك حرب المياه , نظرا ً لقلة الموارد المائية في العالم كله وهو الأمر الذي يحذر منه خبراء الموارد المائية في مصر والخارج مرارا ً وتكرارا ً , مما يجعلنا نركز على التدابير اللازمة للحفاظ على شريان الحياة في مصر وهو نهر النيل بالاضافة الى الاستفادة القصوى من المياه الجوفية التي تمتلىء بها صحراء مصر .
ومع ظهور عدة تقارير علمية تؤكد استغلال اسرائيل للمياه الجوفية المصرية نتيجة الانحدار الطبيعي لخزانات المياه على الشريط الحدودي واستخدامهم لآلات شفط المياه الجوفية مما يخالف مواثيق القوانين الدولية لاستخدامها في تبريد مفاعل ديمونة والتوسع في بناء المستوطنات واعادة بيع المياه لبعض فنادق شرم الشيخ بأسعار باهظة , علاوة على العلاقات الوطيدة التي أصبحت تربط اسرائيل بدول القرن الافريقي والشراكة العلمية والتقنية في مجال استغلال الموارد المائية مع دول مثل أوغندا ورواندا واثيوبيا وكينيا وزائير والتي بلا شك هدفها الرئيسي محاولة استغلال منابع النيل ومنطقة هضبة البحيرات للحصول على المياه مما يمثل تهديدا ً لحصة مصر من مياه نهر النيل .
لاسيما أن بعض دول حوض النيل تردد بين الحين والآخر الأقاويل حول التعاون مع اسرائيل في بناء سدود لزيادة حصتهم من مياه النيل , في ظل عدم اتضاح الرؤية حول اتفاق دول حوض النيل على حصص ثابتة مما يستلزم جهدا ً كبيرا ً من وزارة الري في تأمين حصة مصر وزيادتها إن أمكن مع ضرورة الالتفات لتأمين خزانات المياه الجوفية على الشريط الحدودي بين مصر واسرائيل لوقف نزيف الثروة المهدرة .