04مايو

أبدى أ/ محمد أنور السادات ” رئيس حزب الإصلاح والتنمية ” تعجبه مما أعلنه وزير الإسكان قبل أيام عن إطلاق مشروع جديد لربط العاصمة بمدينة 6 أكتوبر عبر محور روض الفرج الجديد بطول 52 كيلو متر وتكلفة اجمالية قدرها مليار ونصف المليار دولار امريكي (حوالي 12 مليار جنيه)، ويمول هذا المشروع العملاق بقرض يتم سداده على مدى 14 عام. وربما يبدو هذا المشروع وكأنه طفرة حضارية ستغير وجه الحياة في مصر.

تساءل السادات عن جدوى المشروع من الناحية الاقتصادية خاصة وأنه من التجربة، نتوقع الا تزيد عربات هذا القطار عن 100 عربة بقدرة 50-100 راكب للعربة. يعني ان تكلفة المشروع لكل عربة ستصل الى 120 مليون جنيه للعربة الواحدة، وهو أمر جنوني بكل مقاييس. ان تكلفة اوتوبيس النقل العام العادي لا تتجاوز المليون جنيه، وتكلفة الفاخر لا تتجاوز ال2 مليون جنيه. يعني ان تلك التكلفة تستطيع توسيع اسطول النقل العام بمقدار 6 الى 12 ألف اوتوبيس على الأقل، وهذا الكم من الاوتوبيسات يكفي لحل مشكلة الازدحام بشكل جذري للعاصمة بأكملها والمدن المحيطة بها وليس مجرد خط واحد يعمل بين مدينتين.

أوضح السادات أنه وإذا كان المشروع غرضه تخفيف الضغط على المحور الجديد، فنتساءل هنا هل سيتسبب هذا العدد المحدود من العربات في ضغط غير محتمل على المحور الجديد المتطور والذي تكلف أيضا مئات الملايين لدرجة تجبرنا على انشاء كوبري لقطار معلق بطول خط المحور وبتكلفة 12 مليار جنيه؟؟ ونتساءل أيضا، لماذا الإصرار على ربط 6 أكتوبر بالقاهرة والجيزة وتجاهل فتح محاور جديدة للمدينة الصناعية تصلها بالفيوم وبني سويف الأكثر فقرا واحتياجا لفرص العمل. من حقنا ان نتساءل في ظل انعدام الجدوى الاقتصادية للمشروع واضطرارنا للاستدانة من اجل تنفيذه، فهل هناك مصالح خفية تحرك اتخاذ القرار في الدولة. كما نتساءل عن الافراط الشديد الذي تمارسه الحكومة في تنفيذ مشروعات بالقروض الخارجية في ظل غياب برلمان منتخب وتضع الدولة وماليتها في مآزق مستقبلية لا مبرر لها سوى غياب الرؤية والفكر لدى المسئولين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.