لا يصح بأي حال من الأحوال أن يخرج علينا مسئول مثل السيد جمال مبارك أمين لجنة السياسات في الحزب الحاكم ليصرح بأن سوء توزيع الثروة أفضل من توزيع عادل للبؤس والفقر , تلك التصريحات المحبطة والتي تمثل استفزازا ً كبيرا ً للمواطنين وتبين إصرار النظام على تزاوج المال بالسلطة الأمر الذي أثبتت الأيام فشله , وانعكست نتائجه السلبية على المجتمع , وأصبحت مجموعة رجال الأعمال التي راهن عليها السيد جمال مبارك يسقطون واحدا ً تلو الآخر في جرائم غير إنسانية ويعيثون في الأرض فسادا ً بطريقة لم تشهدها مصر من قبل , تلك السياسات التي ضربت نموذجا ً سيئا ً للعمل الحر جعل الشباب يفضل الهجرة والهروب على تحمل مسئولية بناء الوطن , تلك النظرية يا سيد جمال تخالف المبدأ الأصيل (العدل أساس الملك) وتخالف الدستور المصري الذي ينص على عدالة التوزيع في الناتج العام .
وتناول السيد جمال مبارك في تصريحاته تخويف الشعب من الفقر والبؤس والبطالة الأمر الذي يعد طريقة غير أخلاقية في إدارة البلاد , فإما أن يوافق المواطنين على سرقة مواردهم دون حياء أو ليواجهوا الشقاء والتسول , والمفترض أن النظريات الاقتصادية السليمة تعتمد على أن حسن التوزيع دليل على حسن الإدارة وإذا أعلن النظام فشله فليستريح ويترك الحكم لمن يجيد الإدارة .
فوظيفة الدولة الرئيسية توفير فرص متساوية ومتكافئة للمصريين في التعليم والصحة والدخل ويكون بعد ذلك الاجتهاد أو التخاذل المقياس الوحيد في تحديد مدى نجاح الفرد والمجتمع , ولكننا نرى سياسة النظام الحالي تتمتع بالتمييز الكبير لأصحاب الملايين دون مراعاة مشاعر الملايين من شبابنا الذين يبذلون مجهودا ً خرافيا ً حتى يضعوا أيديهم على أول الطريق ويهبط عليهم فجأة أولاد الأكابر لينالوا جميع الحظوظ والفرص دون حتى أن يتركوا الفتات .
وتعرض السيد جمال مبارك في حديثه إلى وصول خطى الإصلاح الاقتصادي للعديد من الطبقات الدنيا , والحقيقة لا نجد أدل على عد صدق ذلك من الاحتجاجات والاعتصامات التي انتابت جميع طبقات المجتمع المصري من مدرسين ومهندسين وأطباء وصيادلة علاوة على العمال والسائقين وغيرهم .
ورجاءا ً من السيد جمال مبارك أن يكف عن الحديث عن البؤس الذي لم يشعر به يوما ً واحدا ً في حياته لأنه موزع على ٩٩% من المصريين وهو ليس منهم بالطبع كي يشعر بهم
ويتلخص الحل في ضرورة إرساء مبادئ عدالة توزيع الفرص وعدالة توزيع الموارد ووضع حد أقصى لمرتبات الموظفين بالجهاز الإداري للدولة , حتى تتحقق العدالة الاجتماعية اللازمة لإيجاد التوازن بين طبقات المجتمع وإحلال السلام الاجتماعي المنشود لمصرنا الحبيبة , وأخيرا ً نقول للسيد جمال مبارك المساواة في الظلم عدل وليس العكس .