هل المشكلات التى يعيشها الشعب المصرى جعلته إلى هذه الدرجة لم يعد لديه أى جزء ولو بسيط من الصبر والتحمل والتطلع لإصلاح الخلل السياسى والإجتماعى ؟ أم أن الشعب أصبح محروماً من أشياء كثيرة يرغبها ويرى أن النظام الحالى لن يمنحها له ومن ثم فهو يبحث عمن يحقق له آماله.
أم أن الحالة المتردية التى يعيشها الشعب جعلته إلى هذا الحد خائفاً على مستقبله ويريد أن يعرف من المرشح القادم ليتحقق من صدقه وإخلاصه لكى يستأمنه على حياته وممتلكاته وطموحاته ؟ الحقيقة أننى حائر,,,,
ولو نظرنا إلى مصر فى عهد مبارك ومن قبله من الرؤساء تجد أن الظلم والديكتاتورية والإستبداد كان موجوداً أيضاً لكن هل النهب المنظم فى القطاعين العام والخاص الذى أصبح الآن مستفحلا يأكل الأخضر واليابس هو ما جعل المصريين مشغولون بالتغيير إلى هذه الدرجة؟
هناك من الرؤساء العرب من فعلوا بشعوبهم فظائع أكثر وكانوا يحكمونهم بما يشبه الكرباج وأبادوا وقتلوا ودمروا والآن تجد شعوبهم تتأسف عليهم وتتمنى أن يعودوا إليهم من جديد. ولن نذهب بعيداً فالعراقيين الذين ظنوا أن الأمريكيين سوف يخرجوهم من بأس صدام تجدهم يتمنون الآن يوم مما عاشوه فى حياة صدام حسين . وغيره من الحكام فى سوريا وليبيا واليمن .
لا أعرف ماذا حدث هل هو التغير فى طباع المصريين وأخلاقهم . أم هى الفوضى والعشوائية وتفكيك البلد وإهدار حقوق المصريين وأموالهم وكرامتهم أم هو التراجع الشديد للدور المصرى إقليميا ودولياً بعد أن كنا مصدراً للعلوم والثقافة والفنون , هو ما جعل المصريون لا يأتمنون أحداً على وطنهم ولا يعرفون من الأنسب لحكم مصر.
نهايةً ,, إن كانت فترة حكم الرئيس مبارك قد طالت ورأى المصريون من حكومات مبارك المتعاقبة فوضى وفساد فاقت كل الأوصاف فأعتقد أن المصريين جميعاً بأخلاقهم وطبيعتهم يعتبرونه أباً لهم وقد أوصتهم الأديان بأن يبروا آبائهم فقد جاء فى القرآن الكريم ” وقضى ربك آلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ” وتجد تعاليم السيد المسيح تقول” إكرم أباك وأمك تطل أيامك على الأرض ” وإن كانت تصريحات بعض قيادات الحزب الوطنى تعتبر أن التغيير من أجل فئة أو شخص عيب فى حق النظام وأن الحديث عن ذلك الموضوع يتنافى مع الأدب والذوق فى حين الشعورالطيب من المصريين تجاه الرئيس مبارك وهو يرى أنهم متعطشون للتغيير ليس تقليلا من شأن ما قدمه لمصرولكنها رغبة . فليمنحهم الفرصة إحتراماً لرغباتهم وميلهم إلى التغيير.