جاء الربيع بروعته وجماله وصفائه وألوانه الزاهية يغزو قلوبنا قبل عقولنا، ويعيد لنا الأمل ويمحو الكآبة ، لتغدو كل أرجاء الوطن ربيعاً جميلا ناصعاً، وتأتي معه أيضاً مناسبة هي الأغلى في هذا الشهرألا وهي مناسبة عيد الأم التي تصادف 21 مارس من كل عام ، حاملةً العديد من المشاعر الطيبة والأمانى الجميلة للكثير من الأمهات والأبناء فى شتى ربوع العالم .
إنها فرصة للتصالح وإعادة الترابط والتسامح ونشر الحب والمودة والرحمة لمخلوقة ضعيفة لا تشعر أبداً بالتعب والكلل والملل وهي ماضية في سبيل تقديم كل غالي ونفيس في سبيل أطفالها، وتسعى دوماً لإرضائهم وتلبية طلباتهم حتى لو كان على حساب سعادتها وتمتعها بالحياة.
إنها فطرة ربانية لم ترتبط أبداً بفقر ولا بثراء ولا بتعليم أو جهل ، شعور متبادل, ومحبة عميقة متأصلة داخل وجداننا ما بين حب أم لأبنائها وحب أبناء لأمهاتهم ، وليس أكمل الأمهات تلك التي امتلأت في عقلها بصنوف من العلوم والمعارف النظرية أو التجريبية ، في حين أن القلب فارغ بما ينفع بيتها وأبنائها .
مؤكد أن الكل يتبارى لإيجاد السعادة بكلمة حب وهدية لأم قضت حياتها تعمل من أجل سعادة من تحب. الا أن تلك المناسبة هذا العام لها ظروف خاصة وأوضاع مغايرة ، فقد أصبح لنا أمهات أخريات إلى جانب أمهاتنا ، إنهم أمهات الشهداء، شهداء الثورة ، فهل سوف يمرهذا اليوم وتلك المناسبة دون أن نتذكرهم ؟ لهذا ينبغي أن تتسع دائرة احتفالنا بعيد الأم لتشمل كل هؤلاء .
هناك الكثير من الأيتام يتمنون أن يجدوا أماً لهم ويقدموا لها هدية فى مثل هذا اليوم ،،، ولذا أدعوا كل نساء العالم أن تعتبروا اليتيم ومن أجل الأمومة ابناً لكم !! أوجدوا الفرحة في عيون كل يتيم!! ولا تشعروه بيتمه وفقدان أحد أبويه.
إننى أدعو الجمعيات الاهلية والدولة بأن يكون لها دورأكبرفى عناية أمهات الشهداء ، وخاصة فى تلك المناسبة، وأتطلع إلى ضمان حقوق المرأة فى المشاركة السياسية والمجتمعية ، وإلغاء كافة أشكال العنف والتمييز ضد المرأة .
وفى النهاية ,,, تحية حب وتقدير وعرفان وباقة ورد ممزوجة بمعانى الشكر والثناء لكل أم تعيش بيننا ، ودعوات من القلب بالرحمة وفردوس الجنة لكل أم فارقت أبنائها ,,,
وكل عام وأنتم بخير.
محمد أنور السادات