28أكتوبر

صرح محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أنه يشعر حاليا بقلق عميق تجاه الوضع الاقتصادي لمصر والذي أصبح ظاهرا بوضوح انه دخل في مرحلة حرجة ويأتي ذلك بالتزامن مع بداية موجة ركود عالمية مدفوعة بتراجع النمو في الصين وكذلك ازمة اقتصادية خليجية مدفوعة بتراجع حاد وطويل المدى لأسعار البترول، وهو ما يؤدي الى فقدان مصر موارد تقليدية للعملة الصعبة. وتابعنا في الايام القليلة الماضية القفزات المتواصلة في سعر الدولار سواء في البنوك او السوق السوداء ناشئة عن التراجع الخطير للاحتياطي الاجنبي، بالتزامن مع تحركات حكومية لعلاج الخلل الهيكلي في موارد العملة الصعبة بالتوسع في الاقتراض من البنك الدولي والتنمية الافريقي واستنزاف حصة مصر الائتمانية لدى هذه المؤسسات دون أي ضمانات لعلاج الخلل الجوهري والذي تسبب في هذه المأساة الاقتصادية وهو اننا ببساطة نستورد من العالم ضعف ما نصدر.

 فماذا بعد ان نستنزف هذه التسهيلات والقروض ونعود مرة أخرى بعد شهور قليلة الى نقطة الصفر لنبحث عن تمويل طارئ جديد وتستمر الحلقة المفرغة بلا نهاية. فماذا نفعل لكي نصلح المشكلة من جذورها؟ لا شك اننا الان أمام خيارات صعبة ومصيرية وعلينا ان نقف بشجاعة ونواجه أنفسنا بحقائق وضعنا الاقتصادي

وأوضح السادات أن تجارب الدول التي مرت بأزمات مماثلة واقربها اليونان تبين بصراحة ان مؤسسات التمويل الدولية ليس عندها مانع من الإقراض وحماية تلك الاقتصادات من الانهيار وأنها قدمت مئات المليارات من القروض بفائدة منخفضة جدا، ولكن في المقابل بشروط صعبة جدا أيضا. يبدو انه لا خيار لدينا حاليا سوى التوجه نحو تلك المؤسسات والشراكة الطويلة المدى معها، ولكن سيكون علينا ان نتخذ إجراءات قاسية منها خفض حاد في سعر الجنيه امام الدولار، وإلغاء تام لدعم الوقود، وخصخصة جزء كبير من الشركات العامة، وفرض مزيد من الضرائب وغير ذلك من الإجراءات التي لها تأثير على قطاع كبير من المواطنين.

ان مقاومتنا للإصلاحات الهيكلية الضرورية ربما تؤدي لمزيد من تدهور الوضع، وبالتالي فعلينا جميعا ان نتحمل المسئولية ونواجه آثار هذه الإجراءات التي تبدو حتمية مهما طال الوقت بتكثيف الجهد وزيادة الإنتاج وتحسين المنتج المصري كي يستطيع ان ينافس المنتج الأجنبي ويتفوق عليه وبالتالي يزيد ما نصدره للعالم عما نستورده ونعود الى وضع آمن للاقتصاد نتخلى فيه عن احتياجنا للمنح والقروض والتمويل الطارئ

وأخيرا، وجه السادات النصيحة للرئيس السيسي ان يستغل شعبيته المؤثرة وحب ملايين المصريين له وايمانهم بإخلاصه في مصارحة الشعب بحقائق الوضع الصعب والخيارات التي علينا اتخاذها لنجتاز هذه الظروف نحو المستقبل الأفضل، ونخشى ان يتسبب التردد في هذا الامر الى مزيد من التدهور الاقتصادي واستنزاف شعبية الرئيس في ذات الوقت، وساعتها لن ينفع الندم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.