نقاط لا يجب أن تمر دون أن نقف على معانيها لأنها أثارت مخاوف كثيرين حيث الإنسحاب الأمريكى من العراق والمتوقع أن ينتهى تماماً مع إنتهاء عام 2011م بما إعتبره البعض نذيراً آخر بقرب الإستعداد لهجمة منتظرة ضد إيران ، إلى جانب ما تقوم به الطائرات الإسرائيلية الآن من التدرب فى إيطاليا على قصف أهداف بعيدة ، فضلاً عن تعاون إسرائيلى أمريكى بتركيب دروع صاروخية فى جنوب إسرائيل لإعتراض الصواريخ البالستية ، والتأييد الأمريكى لذلك والذى تمثل فى التصفيق الحاروالمبالغ فيه لكل جملة قالها نتنياهو فى خطابه أمام الكونجرس مؤخراً .
لا شك أن العالم أجمع يعلم خطورة ما نحن مقبلون عليه ، وإيران بما أصبحت عليه اليوم من قوة عسكرية لا يمكن مقارنتها بالعراق أو بأفغانستان فهى تملك السلاح وأيضاً تملك القرار، وتستطيع أن ترد بأكثر مما يتوقعه المراقبون والمحللون ، ولعل أقل نتائج تلك الحرب المنتظرة ستتمثل فى جنون أسعارالنفط بعد إغلاق مضيق هرمز من قبل إيران ، خاصة وأنها تتمتع بقوة عسكرية بحرية لا يستهان بها ، بما سوف يضيف للإقتصاد العالمى أزمة كبيرة تضاف إلى ما يمر به من أزمات.
أعتقد أن الشارع العربى بعدما إستعاد حريته وقوميته وكرامته لن يكون مكتوف الأيدى كسابق عهده ، إن تعرضت إيران للهجوم وبخاصة الإسلاميين ، وبعد ما فرضته الثورات العربية من تحديات وتغييرأنظمة ، حتى وإن كانت بعض الدول تختلف مع السياسات الإيرانية ، يأتى هذا كله فى وقت تتعرض فيه فلسطين لهجمات على الضفة وفى قطاع غزة بما يزيد مشاعر الغضب والكراهية ويثير حماس الشباب وخاصة فى مصر، ويجعل الأجواء ملتهبة للغاية ، ولا تتحمل مثل هذه القضايا الحساسة .
وعلى الجانبين الإسرائيلى والإيرانى أن يتمهلوا ويراعوا مقتضيات الظرف الراهن ، كى نتجنب صراعات عديدة ونقطع الأيادى الخفية التى تعبث وتحرك تلك الملفات الساخنة ، وتريد أن تهدر دماء ضحايا وأبرياء ، ولا سبيل غيرإعادة التفاوض مع الجانب الإيرانى إما عن طريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو المجتمع الأوروبى ، وعلى الإسرائيليين ( شركاؤنا فى السلام ) أن يعالجوا الأمور بنوع من الحكمة والتعقل بصرف النظر عن هاجس الخوف الذى ينتابهم ، حتى لا تتطور الأحداث ونصل إلى طريق مسدود.