تلاميذ المدارس في مراحل التعليم الأساسية حاليا في مصر يستحقون الشفقة من كثرة التعديلات والتغيرات التي تنتهجها وزارات التربية والتعليم المتعاقبة منذ عشرات السنين وحتي الآن في المناهج وفي مواد العلوم وفي عدد سنوات الدراسة وفي أسلوب الامتحانات وكثرة تلك التغيرات غير مبالية وغير مهتمين بالشأن العام و بالحياة كلها .. وقد يحسم المراجعون للحياة في مصر.. مغيبون.. وغائبون عن الوعي.
طلاب المدارس في مراحل التعليم الأساسي المختلفة والمتنوعة ينظرون للمستقبل نظرة تشاؤم وخوف .. الخوف الناتج عن الجهل .. وللجهل عشرات الأسباب ..أول تلك الأسباب هو عدم الشعور بالانتماء للحياة التي هم مقبلون عليها . وآخرها قلة المعرفة بالحياة العامة ..
ان تدريس علوم السياسة بالمعني الجديد في الزمن العالي إنما هو لتفتيح مدارك الشباب واستغلال الطاقة الاندفاعية عندهم وتوجيهها الي الصالح العام القومي وفتح نافذة معرفة لهم لممارسة الحقوق الديمقراطية بالطرق الصحيحة والشرعية والتي تخدم مقومات مبادئ حقوق الإنسان.. (..حيث توجد كيانات ومؤسسات وجمعيات وحركات يشكل لها أهداف وغايات ) وأسباب لقيامها وتداخلات في القيم والآراء السياسية والاقتصادية و الاجتماعية
العلوم السياسية التي يدرسها الطالب في مراحل التعليم ألان .. سطحية وغير متحركة… كم من المصطلحات الجديدة – فرضتها الحالة الاقتصادية العالمية، دخلت علي الحياة السياسية في مصر في الفترة الأخيرة .. مثل منظمات حقوق الإنسان ( المرأة /الطفل /المعتقلين / ضحايا الإهمال الطبي / حقوق السكن / سجناء الرأي / …الخ ) وكلمات وألفاظ جديدة ظهرت علي الحياة الاجتماعية مثل … العمل العام والعمل التطوعي ..
الشباب يري الان في وسائل الإعلام المختلفة تظاهرات مناهضة في دول أوروبية تنادي بعدم قبول قرارات المنظمات العالمية للتجارة والعولمة وعدم قبول السياسة الأمريكية في العراق .. وتندد بالعنف في المعتقلات الأمريكية في جوانتنامو وسجون العراق .. وتحتج علي قوانينه و قرارات وضعتها دولهم وكم من المظاهرات التي وقفت أمام مقر اجتماع الرئيس الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي .. ومنظمة التجارة العالمية .. تندد وتحتج علي القرارات التي يتخذونها ..
اليست تلك الكلمات والمصطلحات جديدة عما يتم تدريسه في المدارس والجامعات .. والتي لا تطرق الي الأوضاع الحالية .. المعرفة كانت ومازالت هي الواقع وراء تحركات وفكر الشباب منهم من يعتنق فكر أقتصادي ومنهم من يتبني فكر سياسي جديد في نظريته ومنهم من ينادي بفكر اجتماعي تقدمي ..
أراء مختلفة واتجاهات متنوعة ينادي بها الشباب في أوروبا وأمريكا .. تلك المظاهرات التي يقوم الشباب بتنظيمها .. تفرغ الشحنة والطاقة الكامنه لدي الكثيرين منهم .. وقد تصنع من أحدهم بطلا ..
أنور عصمت السادات