لبنان.. جارة القمر.. وفيروز.. لبنان هي أيضا جارة إسرائيل!! قدرها ونصيبها ان تكون حدودها مع تتار العصر الحديث.. وليس القمر والوادي!! عندما تذكر لبنان يذكر الصوت الناعم ذو الصدي والرجع والشجن.. صوت فيروز.. وخاصة عندما غنت.. سألوني شو صار ببلد العيد؟ مزروعة علي الداير نار وبواريد قلتلهم بلدنا عتخلق من جديد لبنان الكرامة والشعب العنيد في ثمانينيات القرن الماضي كانت الفوضي في لبنان علي أشدها.. الكل علي خلاف مع الكل..
مسلمين ومسيحيين ومسيحيين ضد مسيحيين.. وأحزاب وكتل سياسية ضد انظمة حكم غير متفق عليها.. اغتيالات في كل مكان.. ورؤساء جمهورية يغتالون واحدا تلو الأخر.. فوضي في الافكار والمعتقدات والعرب مذهولون مما يحدث..
ومحاولات من السعودية ــ لوقف تلك المهازل.. اتفاق الطائف ــ برعاية شخصية من خادم الحرمين وبدعم مادي لإعادة الإعمار.. ولا يستمر هذا الاتفاق أياما!! ويهدم وتهدم الهدنة والمصالحة.. ويعود القتال مرة أخري.. مسلسل من الفوضي.. ولم يجرؤ أحد ان يطلق عليها فوضي خلاقة أو يسميها بغير اسمها الحقيقي وهو الخراب المتعمد. وجاء صوت فيروز ردا معبرا علي تلك المهزلة في هذا الوقت باغنية (بحبك يا لبنان.. يابلدي بحبك”. وجاءت بتلك الكلمات..
كلمات تصف حالة الفوضي.. (بلدنا تخلق من جديد.. لبنان الكرامة والشعب العنيد).
والآن جاءتنا كواندليزا رايس تغني وتغرد في زمن القطب الواحد.. وتقول انها الفوضي الخلاقة.. التي بعدها السلام الدائم!!! لشرق أوسط جديد!! نلف وندور ونتحاور ونختلف ونتفق ونتعارك ونجتمع ويكتب ويصدر كل واحد ميثاقا وكتابا وآراء..
ولكنها كلها تنتهي بصورة السكون والصمت الذي يخيم علي العرب كلهم.. وهذا الصمت والسكون في صالح دولة إسرائيل في النهاية.. امريكا تريد اسرائيل ان تكون المتحدث الرسمي باسم الشرق الأوسط كله ــ عربا مسلمين ومسيحيين.. ديمقراطيين وجمهوريين.. ملوكا وأمراء ووزراء ورؤساء.. هي الوحيدة التي لها حق الكلام وحق اتخاذ القرار.. وحق العيش.. وحتي حق امتلاك السلاح النووي أو تكنولوجيا الاستخدام النووي..!! وليس من حق أي دولة أخري في منطقة الشرق الأوسط الجديد أو القديم.. الصغير أو الكبير.. أن تمتلك تلك التكنولوجية والتصنيع..!! الفوضي الخلاقة!! والفوضي العاقر!! فوضي تلد حكومات تفصيل علي مقاس امريكا وإسرائيل