الأزمة اللبنانية الحالية التي تطيح بكل القيم والمبادئ الإنسانية .. تحتاج منا الي إعادة نظر في أصل تلك المشكلة وجذورها التاريخية والتشعب الحالية .. وان ننظر الي المشكلة من منظور بعيد عن الانتماءات السياسية والانتماءات العقائدية .. و الأيدلوجيات المختلفة التي تتبناها كل دولة .. وان ننسي ولو لدقائق تلك التطرفات الفكرية والتشنجات العرقية التي تقضي علي كل فكر فطري وطبيعي ..وتدمر القيم الإنسانية وتزهق الأرواح وتطمس الحضارات الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط ..في دول عربية وغير عربية .. (لبنان /إسرائيل / الأردن /سوريا / العراق /مصر وإيران .)
الهدم والتدمير هما سلاح العاجز . وهما أسهل وسيلة يتبعها الفاشلون والعجزة والغير قادرين علي تحمل تبعات تطبيق القيم الإنسانية العليا … والبناء والتشييد وأتباع المبادئ السامية هما الطريق الشاق أمام الشرفاء والعاقلين وأصحاب المثل العليا والقيم الإنسانية الفطرية التي خلقنا الله عليها وبها ..وعليها تقوم الحضارات الإنسانية التي تستمر مئات السنيين والتي تحقق العدل والمساواة بين أبناء الوطن الواحد ..
وفي كل دولة – علي اختلاف توجهاتها – عقلاء ومفكرين وحكماء .. يظهرون وقت الشدة ووقت الأزمات ويبرزون وسط غبار ودخان الفوضى التي يصطنعها المخربون وأصحاب المصالح الشخصية علي أجساد شعوبهم وجثث وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ ..
هؤلاء النخبة والصفوة من البشر .. موجودون في كل دولة .. مهما بلغ الشطط بتلك الدول في اعتناق فكر ومبادئ تخالف الطبيعة البشرية والسنة الفطرية .. في ان يعيش الفرد معززا مكرما وسط أهله وعشيرته …
مجالس الحكماء والفقهاء والمشرعين موجودون في كل مؤسسة وفي كل دولة .. لا يبغون سلطانا ولا يريدون جاها .. نراهم في تجمعات المجالس النيابية والتشريعية ..يحملون هموم وطنهم وينظرون للمستقبل في عيون الأطفال ويدافعون عن الشرعية ويحترمون الحقوق الإنسانية قبل أي منظمة من منظمات حقوق الإنسان …
ومن هذا المنطلق فأنني أدعوا الأعضاء الشرفاء من رئيس و أعضاء مجلس الكنيست الإسرائيلي للاجتماع في بيت العرب جامعة الدول العربية ) مع نظرائهم من البرلمانيون العرب لكشف أبعاد تلك المأساة الإنسانية التي تقتل وتهدم الإنسان والحضارة في لبنان وإسرائيل وفلسطين وسوريا والتي يمتد ظلالها وآثارها علي العالم كله وتعيق مسيرة الحضارة الإنسانية ..
ومن هذا المنطلق – أيضا – ـأدعو ممثلوا الاتحادات البرلمانية العالمية ليشاركوا ويراقبوا ويرصدوا الحوارات التي ستدور في تلك الاجتماعات بين العرب وإسرائيل ممثلة في حكمائهم وفي فقهاء السياسة والاقتصاد .. لقد حان الوقت لتقول الدبلوماسية الشعبية رأيها بصراحة ..بعيدا عن أنظمتها الحاكمة والتي أصبحت مثارا للشك والريبة والاتهام بالتخاذل والتبعية .. دعوة خالصة من كل غرض وعرض زائل …
.. دعوة للمكاشفة والمواجهة ووضع المشاكل في حجمها الطبيعي وعدم المبالغة في إطلاق شعارات موروثة من عشرات السنين يرددوها و نرددها نحن –أيضا – دون التأمل في محتواها ..دعوة صادقة أوجهها الي إسرائيل .. كي تعيش في سلام إنساني وسط بحر من شباب و نساء وأطفال العرب ..
دعوة شفافة وصريحة وإقرار وتأكيد – لواقع نعيشه وتعيشه الأمة العربية كلها – لنقول كلمة واضحة .. إما سلام شامل وعادل لكل الأطراف أو حرب شاملة تقضي علي كل مظاهر الحياة في المنطقة كلها !