سيدي الرئيس ..
تحية طيبة و بعد …
في ظل الاوضاع السياسية والاقتصادية الحرجة التي تمر بها مصر في الآونة الأخيرة أتمنى على سيادتكم عدم الاكتفاء بالانصات لبعض مستشاري السوء الذين لم يتوانو على مدار فترة رئاستكم في الحصول على موافقتكم على العديد من القرارات التنفيذية والتشريعية والتي أثبتت الأيام أنها تسيء لشخصكم وتضر بمصالح المواطنين .
والحقيقة أن الأمثلة على ما يدبروه مساعدوك ومستشاروك في حق الشعب المصري لا تكفي الأوراق لاستيعابها ولكن من الممكن ان نذكر بعض النماذج الحية … مثل ممدوح اسماعيل مالك عبارة السلام ٩٨ والذي رشحه لك مساعدوك ليتم تعيينه بمجلس الشورى بقرار من سيادتكم وبعد أن تسبب في ازهاق أرواح مئات المصريين, تباطأ المجلس في رفع الحصانة عنه حتى تمكن من الهرب خارج البلاد , والآن وبعد صدور الحكم غيابيا ً بسجنه ٧ سنوات يطرح الرأي العام على سيادتكم سؤالا ً يحتاج الى اجابة…. أليس جديرا ً بمجلس الشورى أن يصدر بيانا ً يعتذر فيه لأسر الضحايا والشعب المصري بأكمله عن تلك الاختيارات السيئة ؟!!
وفي ذات السياق نجد اجماعا ً من خبراء البترول والطاقة المصريين والاجانب على تراجع وانخفاض في مستوى انتاج البترول في مصر , بالاضافة الى زيادة مديونية قطاع البترول الى حد كبير , علاوة على عدم رضا القوى السياسية والشعبية عن أداء وزارة البترول وتحقيقها المستوى المطلوب و تفريطها بثرواتنا بابخس الاثمان و مع ذلك يتم صرف مكافآت سخية للعاملين في هذا القطاع … !!
ناهيك عن مشروع توشكى والذي تحدى به مستشاروك الخبراء والعلماء الذين حذروا من صعوبة تحقيق العائد المرجو من المشروع , ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتوزيع الأراضي على مجموعة من المستفيدين والمنتفعين بأرخص الاسعار , والنتيجة تردي حالة البنية الأساسية للمشروع وعدم شعور المواطنين بأي عائد ملموس منه وفشله تقريبا في النهايةً .
وأما بشأن القوانين والتشريعات سيئة السمعة فحدث ولا حرج سيدي الرئيس , فالجميع يعرف أن قانون الطوارىء على سبيل المثال لا يطبق في أي دولة في العالم لأكثر من ٦ أشهر متصلة و لكن و لأسباب واهية نصحك مستشاروك بتمديد العمل بقانون الطوارىء على مدار ٢٨ عاما ً متواصلة مما أساء لصورة النظام الحاكم في مصر , بالإضافة الى بعض التعديلات الدستورية خاصة تعديل المادة ٧٦ والتي أكد الفقهاء الدستوريين أنها مشينة بكل الوجوه .
و لا يمكننا أن نغفل مشروع صكوك الملكية العامة و من قبله بيع أصول الدولة من القطاع العام و الذي لم نرى أي مردرود له على المواطنين أو اقتصاد الدولة ..
و ما نعجز جميعا عن استيعابه حتى الان أنه في حين نشكو من تدهور العملية التعليمية .. يتم اصدار قانون بتعطيل الدراسة بجميع المراحل بمناسبة تحرير طابا – وهي جزء غالي علينا من أرضنا الحبيبة – و لكن لم نرى في أي مكان في العالم أعياد تظهر فجأة وبدون أي تمهيد أو نقاش , خاصة بعد مرور فترة طويلة , ثم استثناء معظم فئات الشعب منها …
ولاشك أن الحكومة التي اعتادت استفزاز المصريين في قرارتها المنفردة دون الرجوع لأصحاب المصلحة من الشعب فجرت الغضب بين كل أبناء مصر المعلمين والأطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين وأساتذة الجامعات والموظفين والعمال والفلاحين , وأصبحت الاحتجاجات والاعتصامات تملأ جنبات الوطن , ففي كل مكان هنا وهناك تجد مجموعة تطالب بحقوقها وتعترض وتحتج على سياسات وتشريعات حكومة صمت آذانها عن الناس وشغلت بالحديث في أذن سيادتكم .
ما أحوجنا يا سيادة الرئيس وأنت رئيس كل المصريين وليس الحزب الوطني ورجاله فقط أن تلتقي وتجتمع مع المنشغلين والمهتمين بالشأن الوطني المصري من كتاب ومفكرين وأعضاء البرلمان المستقلين والمعارضين والأحزاب والنشطاء السياسيين , حتى ترى الوجه الآخر من الحقيقة , ولك في النهاية مطلق الحرية في الحكم على الأمور بعد أن تنصت لهم وينصتوا لك .
فليس من المعقول أن نرى كل يوم مجموعة من أبناء مصر تجهز مطالبها وتعرضها على الرئيس الأمريكي حتى تصل اليك مطالبهم خلال زيارتك للولايات المتحدة الأمريكية بعيدا ً عن أيدي حجابك في ظل عالم يتغير و صراعات و أزمات مالية يشعر بها وينكوي بنارها الجميع … نحتاج لما هو معروف عنك من سعيك الدؤوب لرأب الصدع العربي والافريقي والاقليمي, أن تنظر للم شمل العائلة الوطنية المصرية -بصفتك رئيسا ً للجمهورية -, حتى نرى جميعا ً مصرنا التي نتمناها دائما ً فوق الجميع .
وفقكم الله لما فيه خير بلادنا …..